العيد خارج اسوار الداخلية : الطلاب يتجرعون كأس مذلة الصندوق

حسن اسحق

في الشهر الماضي المعروف بشهر رمضان ، قال لي طالب يدرس في جامعة بحري جامعة جوبا سابقا ان الصندوق القومي لرعاية الطلاب رفض القيام بالافطار الرمضاني لطلاب الداخلية ، هو عرف متبع يقوم به الصندوق سنويا ، هذا الامر طال عدد من الداخليات في الخرطوم من ضمنها بحري والسودان والزعيم الازهري والخرطوم ، علي حد قوله طالب جامعة بحري ، وهي مقرها الرئيسي في بالكدرو شمال الخرطوم ، واسهب في التفصيل ان اغلب الطالب اوالطلابات من ساكني الداخليات من الولايات ،و حسب القدرات المالية في الشهر السابق ان تكاليف الافطار لاي طالب فوق طاقة مصروفه الشهري ، وطالب الصندوق اصحاب البقالات والمطاعم باغلاقها الي حين ، وان الصندوق ليس مسؤولا عن الافطار الرمضاني ، وعلي كل طالب او طالبة ان (يتصرف) وحده ، لا دخل للصندوق او جهة اخري بالقيام بعمل انساني في ظل الظروف الطارئة، هذا ما قاله الطالب بوصفه الحدث الذي مر به هو واخوته من الطلاب ، لم اقرأ خبر عن ذلك في الصحف اليومية الصادرة في الخرطوم ، او هي قضية ليست ذات اهتمام بالنسبة لحكومة ولاية الخرطوم ولا الصندوق القومي ، قد يقومون بافطار جماعي في مكان ما ليحتشد الهتيفة والمكبرين والضالين ، ويصرخون ببركات هذا الشهر الكريم الذي حرم من بركاته طلاب الداخليات الاخري .

ما اكد هذا القول قبل نهاية الشهر الكريم بايام اقل من اسبوع فقط ، طرد الصندوق القومي طلاب جامعة بحري ، وجعلهم مشردين خارج اسوار الداخلية ، اوضح طالب ان الصندوق برر ان الداخلية تقع في وسط الحي ، وهذا لا يعجب سكان الحي ، وهذه الداخلية موجودة منذ ان كانت جامعة جوبا سابقة ، ولم يحتج سكان الصافية علي وجودها في هذا الموقع القديم ، ولم يخرجوا في مظاهرات مطالبين بترحيل مقر الداخلية الي مكان اخر، كل هذا لم يحدث من سكان الحي . هو تفسير واحد ان الصندوق يريد افراغ الداخلية لبيع هذه القطعة الاستراتيجية في الحي ، الان الاستثمار ليس علي الطلاب بل علي العقارات ، ولا يضع اي احتمال ان يتشرد الطلاب ، ويأتي العيد وهم علي ظلال الحوائط ، وليسوا داخل الغرق التي توفر لهم امان من حرارة الخرطوم القاتلة ، من لم يتجرع كأس مذلة الطقس ، تجرع كأس مذلة الصندوق القومي .

صور الطلاب هم خارج الداخلية وجالسون علي مقربة الحوائط منظر يؤكد الدولة فقدت حسها الاخلاقي في البحث عن مكان امن لهؤلاء الطلاب ، من ليس له هل في الخرطوم ، عليه القيام ب (بشيرنغ) السكن من صديق له الي حين اشعار اخر ، وما زالت في بعض اخلاق السودانيين نوع من (الحنية ) ، كما فتحت احزاب دورها لكثير من الطلاب بعد الطرد من الداخليات في فترات متفاوتة . الصندوق القومي لاسكان الطالب بهذا الموقف المخجل فقد شرعيته في ان يقدم خدمة للطلاب السودانيين ، وبات جزءا من عقلية الاستثمار تلك الافة التي اصابة البلد ، يستثمر في كل الا الانسان ، لانه موضع ازدراء واستهتار ، اذا كانت لهذه المؤسسة اخلاق وضمير ، ما سمحت للطلاب بمثل الموقف المذل له ، تجعلهم متحسرين علي مقربة من داخليتهم ، والعيد اتي ، وجد ابواب الداخلية مصفدة بالسلاسل ، وكل هذا ليس في احتمالاتهم اطلاقا ، الصندوق يقول فليتشردوا او ينوموا علي الشوارع ، فالشوارع ايضا سكنات مريحة وغير مكلفة ماليا .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انقلاب89 فقد حتى الصفات التى يتمتع بها الشخص السودانى العادى الشهامه و النخوه و الرجوله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..