الحشرة أم أربعة وأربعين

بشفافية

الحشرة أم أربعة وأربعين

حيدر المكاشفي

أديبنا العالمي المفخرة الطيب صالح طيّب الله ثراه قال مرة وهو يعرّف بنفسه: أنا إنسان بسيط، المتدينون يعتبرونني ماجناً والمعربدون يحسبونني متديناً، وهذا من تواضعه الجم وخلقه الدمث وأفقه الواسع، وقال أيضاً وهو يعرّف بالمجتمع الذي خرج منه على لسان احدى شخصياته الروائية: إننا من بلاد إذا غضب فيها الرجل من رجل آخر قال له يا ابن الكلب، إذن لا غرابة إذا وصف البعض منا الحركة الشعبية بالحشرة وهو في حالة غضب عارم عليها لاحتلالها هجليج، فرغم فظاعة الوصف إلا أنه يبقى مفهوماً في اطار الظرف والحالة الشعورية التي أنتجته ففي حالة أن تكون الحرب على أشدها والعداء في قمته لا يتوقعن أحد أن يتبادل الطرفان عبارات الثناء والمدح، وقد علمتنا تجارب الحروب الأهلية التي ولغت فيها البلاد أن لا نحمّل مثل هذا التنابذ والتراشق أكثر مما يحتمل فلابد لكل نزاع أو حرب من نهاية تحمل الطرفين إلى طاولة التفاوض يتصالح بعدها الخصماء ويصبح الفرقاء شركاء ويصير الحشرة وزيرا، والحديث الشريف يقول «أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما»، ولعل هذا ما انتبه إليه بعض العقلاء فسارعوا إلى رد هذا الوصف المقذع إلى حالة التعبئة العامة والاستنفار الحربي والغضب العارم الذي عمّ البلاد بسبب الاعتداء الأحمق على هجليج، ولم يكن ذلك لتطمين الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي فحسب وإنما كذلك تحسباً لتقلبات الأقدار وحراك السياسة التي ربما حملت الطرفين في أي وقت إلى طاولة المفاوضات وحينها سيكون غريباً قبول التفاوض مع حشرة….
لا أعرف مدى وقع وصفهم بالحشرة على قادة ومنسوبي الحركة الشعبية، ففي التمرد الأول أطلق متمردو الجنوب على حركتهم اسم الانانيا كما احتفظ التمرد الثاني بذات الاسم، والانانيا بلغة احدى قبائل الجنوب اسم لحشرة سامة، كما لا أعرف أي نوع من الحشرات قصده الواصفون فالحشرات خشوم بيوت، ولكني أذكر بهذه المناسبة احدى اللطائف التي تحكي عن مباراة في كرة القدم جرت بين الحيوانات والحشرات والحكاية تضع الفيل في تشكيلة الحيوانات حارساً لمرماها وتجعله يشوت الكرة بخرطومه للحمار، والحمار يفنجط بالكرة إلى أن يصل بها راية الكورنر ثم يرفسها بكدره عالية داخل خط تمنطاشر الخصم فيقابلها الحصان برأسه وينطحها شبال وكما جاء في الكتاب كما يقول الصحفي الرياضي الرشيد على عمر المشهور بـ«حاحا»، وتووووف جوه الكيس، واستمرت الحيوانات في بسط سيطرتها على الشوط الأول الذي انتهى خمسة صفر لصالحها، وفي الشوط الثاني أجرت الحشرات تغييراً قضى باخراج الجرادة وادخال أم أربعة وأربعين لتنقلب الآية وتسيطر الحشرات بفضل أم أربعة وأربعين التي كانت تنقل الكرة بين أرجلها وحين تبلغ الرجل الرابعة والأربعين تكون قد دخلت خط ستة وتوووف جوه الجك، وهكذا استمرت سيطرة أم أربعة وأربعين وسجلت لوحدها عشرة أهداف حققت النصر الكبير لفرقة الحشرات على الحيوانات….!!!

الصحافة

تعليق واحد

  1. وبعد ذلك اعلن ملك الغابه انهاء المباراه لصاح الحشرات وانسحبت وظلت الحيوانات تلعب لوحدها وتسجل فى مرمى الخصم المنسحب وتحتفل بتسجيل الاهداف ومدربها ورئيس ناديها يرقص ويدعى انه فاز عليهم جداره وقوه هههههههههههه خيالك واسع لكن يالمكاشفى انت قاصد الباقى نتموا خيال وياهو انا اضفت ليك سطرين للقصه

  2. الانانيا ليست حشرة ….. و انما تعنى الأفعى السامة … و شتان ما بين ان تصف شخص بانه حشرة او انه حنش و الحنش يعنى الأفعى …. بعض البدو فى الجزيرة العربية يسمى ابنه حنش و لكن لم نسمع بان احدهم سمى ابنه حشرة .

  3. و لما ٍالوا فريق الحشرات وين اللاعب ده في الشوط الأول أجابو (:انت بتلبس في الكدارات) بس يا مكاشفي رئيس الدولة ليس كل الناس عادة هو أكثر الناس سيطرة على ردود أفعاله لأن ما يصدر منه نهائي و إذا إختلف قرار الرئيس مع مجلس الوطني أو مجلس الشيوخ أو البرلمان يذهب أحدهم

  4. البشير جن ولابد من القيد .. عندنا مجنونة فى الحلة يوم واحد ماسمعتها خرجت من المألوف

  5. يديك العافيه ود المكاشفي
    قلت لي الحشره فازت 11 /5 ,عوجه شديده غايتو نرجو تسجيل ام 44 لفريق الهلال وممكن =ندسها من الان =جنب عيادة حداد عمر كروم ويا حليل زمن شمس الدين ايام التسجيلات

  6. “…وصف البعض منا الحركة الشعبية بالحشرة وهو في حالة غضب عارم عليها لاحتلالها هجليج، فرغم فظاعة الوصف إلا أنه يبقى مفهوماً في اطار الظرف والحالة الشعورية التي أنتجته..”

    يل أستاذ حيدر، و بم تصف من يردد هذا الوصف بعد 48 ساعة من نهاية الانفعال؟ ألم تسمع كيف رددها مدفع الدلاقين اليوم في زيارته لهجليج؟

  7. يا المكاشفي من ينفعل ويطلق السباب ويعذره الناس هو مواطن فرد أما رئيس الدولة فلا يحق له أن يظهر انفعاله أو يشتم بمثل هذه البذاءة وفقدان المنطق, ثم ان الانفعال الذي قد يكون مبرر يكون يوم الاحتلال وليس يوم التحرير فالمنتصر الحقيقي لا يفقد المنطق ويلجأ الى الشتم والاساءة بل المهزوم هو الذي يفعل ذلك.
    ما ورد في الأثر من قول: («أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» أظن انه منسوب لسيدنا الإمام علي كرم ألله وجهه. وألله أعلم.
    والأنانيا قرأنا قديماً انها تعني الثعبان السام.

  8. هههههههه
    الانانيا ليست حشرة يا ود المكاشفي وإنما تعني -لدغة الثعبان- وهي تمثل حينها رؤية التمرد لشكل معاركه مع الحكومات في المركز وأعتراف صريح في الوقت نفسه بأن حركة الانانيا لا تمثل جيش نظامي وليس لها مقر وإنما حركة تلدغ الجيش وتنغم منه فقط
    شن جاب لجاب؟
    كان الحري بك إدانة هذا اللفظ والمطالبة بإيقافه وليس شرعنته
    الليلة مقالك في غاية السوء يا ود المكاشفي

  9. جميل ان تدعو لنبز الالفاظ القبيحة حتي لا تزيد الطين بله اما ان تحشو لنا مثل هذه القصة الفارقة انما تضيع وقتنا والحبر والورق والجريده اجتهد في ما تكتب او افسح المجال للاخرين

  10. اتق الله ياخي هل تعتبر ان وصف الانسان بالكلب شئ عادئ وكذلك بالحشرة لماذا خلق الله الانسان انسانا والحيوان حيوانا ؟ ولماذا قال ان خلقنانكم شعوب وليس ام اربعة واربعين اوحشراتا اوحيوانات لماذا تبرر لهذه الاساءات التي لايقبلها انسان لاخيه؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..