“يا وطني يا بلد أحبابي” أشهر الأغنيات السودانية لشعراء عرب.. رصد أولي

الخرطوم – أفراح تاج الختم

تظل أغنيات الحقيبة خالدة ومحفورة في ذاكرة الغناء السوداني بأحرف لا تصدأ ولا تذروها رياح التغيير، إذ تمثل موروثاً ثقافياً ثراً وقيماً إنسانية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، قيماً ترقي الوجدان قبل أن تطرب لها الآذان.

ورغم أن بحر الشعر الغنائي السوداني مليئ بالدرر والأصداف الجميلة، إلا أن مطربين عديدين ظلوا يتوقون إلى التميز بالانفتاح على من حولنا من شعوب أخرى، فتغنوا بقصائد رائعة لشعراء عرب قدامى، ومن أهم هؤلاء الشاعر والمغني الوطني خليل فرح، وفضل المولى زنقار الذي تغنى برائعة الياس فرحات (عروس الروض)، والأغنية تغنى بها فنانون كثر من بعده بجانب الفنان السعودي الكبير محمد عبده.

الكابلي.. أوفرهم نصيباً

لكن يظل عبد الكريم الكابلي هو أوفرهم حظاً وأكثرهم نصيباً من ذلك النوع من الغناء بالعربية الفصحى، فقد تغنى لأبي فراس الحمداني والمتنبئ وأبي نواس العقاد وللبحريني علي شريحة ولغيرهم من شعراء عرب.

بجانبه، فقد تعنى للشاعر نزار قباني كل من الفنانين محمد الأمين وحمد الريح، وقد تغنى الفنان عبد العزيز أبو داؤود (هل أنت معي) للشاعر المصري محمد أحمد علي، وتغنى الفنان سيد خليفة لشعراء مصريين أغنياته (بلد أحبابي) و(حلم الصبا) و(سمراء). وتغنى زيدان إبراهيم للعقاد أيضا ولإبراهيم ناجي (الوادع) وغيرهم من فنانين تغنوا لشعراء عرب.

ومن خلال هذا الموضوع نحاول أن نستعرض بعض قصائد الشعراء العرب التي أثرت ساحة الغناء السوداني.. فتفضل معنا عزيزي القارئ.

خليل فرح وآخرون.. ضربة البداية

من أوائل الذين مهدوا الطريق للتغني لشعراء عرب الشاعر الوطني الكبير والمغني والملحن خليل فرح قصيدة الشاعر العربي الغزلي المعروف عمر ابن أبي ربيعة: “أعبده ما ينسى مودتك القلب ولا هو يسليه رخاء ولا كرب/ ولا قول واش كاشح ذي عداوة ولا بعد دار أن نأيت ولا قرب”.

والأغنية سجلها خليل في القاهرة مع أغنية (عزة في هواك). ومن الذين تغنوا كذلك لشعراء عرب، المطرب فضل المولى زنقار صاحب أغنية (سوداني الجوا وجداني) و(من بف نفسك يا القطار) وغيرهما. وهو تغنى بقصيدة للشاعر اللبناني الياس فرحات (عروس الروض) “ياعروس الروض يا ذات الجناح يا حمامة سافري مصحوبة عند الصباح بالسلامة وأحملي شوق فؤادي ذا جراح وهيامه”.

ورد الخدود

وكما أشرنا سلفاً، فإن أكثر الفنانين الذين تغنوا بقصائد لشعراء عرب قدامى ومحدثين الفنان عبد الكريم الكابلي (شذى زهر) للعقاد ولأبي فراس الحمداني (أراك عصي الدمع)، وتغنى للشاعر المتنبى بقصيدة (أرى ذلك القرب) “أرى ذلك القرب صار ازوراراً وصار طويل الحديث اختصاراً”..

وكذلك تغنى له بقصيدة (ورد الخدود) وتغنى لأبي نواس بـ (أجارة بيتنا أبوك غيور)، وبقصيدة (الجندول) للشاعر المصري علي محمود طه وبقصيدة (شط البحرين) للشاعر البحريني علي شريحة وبقصيدة (صداح) لأحمد شوقي، بحسبما أفادنا الشاعر كامل عبد الماجد.

ويواصل (كامل) حديثه قائلا: تغنى الفنان الكبير حسن سليمان بأغنية الشاعر التونسي المعروف أبو القاسم الشابي (صلوات في معبد الحب) “عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصباح الجديد/ كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد”.

يوم البحيرة

ومن أوائل الذين تغنوا للشاعر نزار قباني الفنان الموسيقار محمد الأمين (طائشة الضفائر) “تقولين الهوى شيء جميل ألم تقرئي قديماً شعر قيس: أجئت الآن تصطنعين حباً أحس به المساء ولم تحسي”، كما تغنى سيد خليفة لشعراء مصريين.

ومن الذين تغنو لنزار قباني أيضاً الفنان حمد الريح بأغنية (حبيبتي) “حبيبتي إن يسألوك يوماً فلا تفكري كثيراً”. وتغنى بـ (الصباح الجديد) للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي.

أما الفنان عبد الدافع عثمان، تغنى بأغنية رائعة للشاعر اليمني أحمد بأكثير (يوم البحيرة) “إن رأيت الصبح يهدي لك سحره فاذكريني واذكري يوم البحيرة / يوم أقبلت وفي يمناك زهرة قد حكت في وجهك الوضاح ثغره”.

الخرطوم جنة رضوان

ويواصل الأستاذ كامل: الفنان سيد خليفة تغنى بقصيدة لشاعر مصري اسمه إبراهيم رجب، عاش في الخرطوم ويقول كامل في اعتقادي أنه كان ضمن البعثة التعليمية المصرية، وقد نظم قصيدة (بلد أحبابي) “يا وطني يا بلد أحبابي في وجودي أحبك وغيابي/ يا الخرطوم يا العندي جمالك جنة رضوان/ طول عمري ما شفت مثالك في أي مكان/ أنا هنا شبيت يا وطني”..

وكذلك تغنى سيدة خليفة بقصيدة الشاعر المصري عبد المنعم يوسف (حلم الصبا) “من أنت يا حلم الصبا من أنت يا أمل الشباب”. وتغنى بقصيدة الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور (يا سمرا) “لا السامبا ولا الرمبا تساويها ولا التانغو ولا السانغو يدانيها/ ولا طبل لدى العربان يوم الثأر ولا رقص الهنود الحمر حول النار/ ولا هذي ولا تلك تساوي رقصة الخرطوم يوم النصر ياسمرا”.. كما غنى للشاعر إيليا أبو ماضي (وطن الجدود أنا).

ومرارة الفقر المذل

والفنان عثمان حسين تغنى بقصيدة (غرد الفجر) للشاعر السعودي حسن عبدالله “غرد الفجر فهيا يا حبيبي واستهام النور في الروض الرطيب”، بجانب الفنان أحمد المصطفى الذي تغنى كذلك بقصيدة الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي “وطن الجدود أنا هنا/ والمرء قد ينسى المسيء المفترى والمحسنا/ ومرارة الفقر المذل بلى ولذات الغنى لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا”.

عربدت بيّ هاجسات الشوق

ولحق بهم الفنان الكبير عبد العزيز محمد داؤود في رائعة الشاعر المصري محمد أحمد علي (هل أنت معي) “همسات في ضمير الغيب تشجي مسمعي/ وخيالات الأماني رفرفت في مضجعي / وأنا بين ظنوني وخيالي لا أعي/ عربدت بيّ هاجسات الشوق إذ طال النوى، وتوالت ذكريات عطرات بالهوى”.

أما الفنان صلاح ابن البادية فقد أتى بـ (ليلة السبت) للشاعر الفلسطيني محمد حسين القاضي وتغنى العندليب زيدان إبراهيم بقصيدة العقاد (بعد عام) وبقصيدة إبراهيم ناجي (الوداع)، وكذلك الفنان التاج مصطفى بقصيدة ابن المعتز (أيها الساقي إليك المشتكى). ولم يكتف العاقب محمد الحسن بالتغنى بقصيدة الأمير السعودى عبد الله الفيصل (نجوى)، والشاعر المصري مصطفى عبد الرحمن (هذه الصخرة)، بل تعني بأخريات كثيرات، لا يسع المجال لرصدها.

أمتي يا أمة الأمجاد

ومن القصائد التي يعدها كثيرون سودانية خالصة ما تغنى بها الثنائي الوطني للشاعر المصري مصطفى عبد الرحمن هي (أمة الأمجاد) ” أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق/ يا نشيداً في دمي يحيا ويجري في عروقي”.

واختيار هؤلاء الفنانين العمالقة لقصائد الشعراء العرب يدل على ثقافتهم العالية والإمكانيات الصوتية والذائقة الفنية العالية التي يتمتعون بها لذلك تظل هذه الأغنيات مكتوبة بأحرف من ذهب لا تصدأ، ويظل بريقها يلمع وتتغنى بها الأجيال.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. (واختيار هؤلاء الفنانين العمالقة لقصائد الشعراء العرب يدل على ثقافتهم العالية)
    برمضو لسه بنمجد الجماعة ديل ؟؟؟ وين حقنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. ثم…

    و يواصل الأستاذ كامل…!!

    كامل ده منو؟….و الله ناس الجرايد ديل بقوا ماسورة….

    بالنسبة لموضوع المقال….فيه ابتسار مخل جداً….

    يعني التاج مصطفى تغنى بأغنبات فصيحة كثيرة جداً…ما ذكر غير واحدة…

    أبداؤود…عندو قصائد كتيرة برضو…

    خدر بشير…عندو

    و الكابلي…عندو أكتر من 15 أغنية…

    و حتى وردي…والجميل إنو وردي غنى لسودانيين…صديق مدثر…وجيلي عبد المنعم

    و عبد الواحد عبد الله….و صالح مرسي سراج…و في آخر أيامو غنى لأمل دنقل المصري

  3. ورغم أن بحر الشعر الغنائي السوداني مليئ بالدرر والأصداف الجميلة،

    الأصح الدرر واللآلىء …فالأصداف لا قيمة لها فهى غطاء اللآلىء…

    هل سنزيح يوماهذه العصابة التى قضت على كل جميل فى بلادنا ونكون حقا( أمة الأمجاد ) ؟؟؟

  4. مقال جيد ولا ريب ، فيه معلومات قيمة على سبيل المثال لا الحصر ويشير إلى الثقافة العالية للفنانين السودانيين الأوائل حيث غنوا لشعراء من العديد من الدول العربيةوتدل اختياراتهمالموفقة على الحس الفني العالي والبحث عن الكلمة الرصينة وأعتقد أن كاتب المقال ربما أراد الأستاذ كامل عبد الماجد وهو شاعر مجيد، شكرا للكاتب فنحن في حاجة لمثل هذه المقالات التي تعتبر توثيقا مفيدا ، ولا يخفى تأثر معظم شعراء أغاني الحقيبة بالشعر العربي الفصيح سواء في معانيه أو تراكيبه اللغويةالبلاغية

  5. لشعراء عرب؟؟؟ هل نحن السودانين إستثناء من كلمة (عرب)؟؟ يكفي أنهم تغنو بأسم السودا ن والخرطوم: نحن السودانيين عرب

  6. اضف الى ذلك المقال عميد الفنانين احمد المصطفي

    كان الراحل أحمد المصطفى ( امير الفن) من رواد المبدعين ، فنان رقيق ومرهف الإحساس زاوج بين سمفونية عبقرية الموسيقى والغناء وروائع الشعر العربي الأصيل معزوفةعلى أنغام وتر العود النبيل ويذكر له أنه تغنى للشاعر المصري أحمد رامي برائعته الغنانية(راحل مقيم)

    حبيبي لست أنساه *** جعلت القلب مأواه

    نأى عنى وغادرنى ** وفي الأحلام رؤياه

    كان الفنان الراحل أحمد المصطفى عميد ونقيب الفنانيين السودانيين قمة في الذوق الفنى وتنظيم وتطوير الاوكسترا الموسيقية السودانية كذلك برع في أختياره لكلمات القصيدة المغنى واللحن والنغم الجميل وكان قمة رفيعة في تطوير أسلوب أداءه لأغنياته الرائعات ، وقمة في عزف أوتار العود خاصة ولو كنت تستمع إليه في جنح الليل الساكن ( في سكون الليل دعنا نجتلى الصمت الرهيبا )

  7. (واختيار هؤلاء الفنانين العمالقة لقصائد الشعراء العرب يدل على ثقافتهم العالية)
    برمضو لسه بنمجد الجماعة ديل ؟؟؟ وين حقنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  8. ثم…

    و يواصل الأستاذ كامل…!!

    كامل ده منو؟….و الله ناس الجرايد ديل بقوا ماسورة….

    بالنسبة لموضوع المقال….فيه ابتسار مخل جداً….

    يعني التاج مصطفى تغنى بأغنبات فصيحة كثيرة جداً…ما ذكر غير واحدة…

    أبداؤود…عندو قصائد كتيرة برضو…

    خدر بشير…عندو

    و الكابلي…عندو أكتر من 15 أغنية…

    و حتى وردي…والجميل إنو وردي غنى لسودانيين…صديق مدثر…وجيلي عبد المنعم

    و عبد الواحد عبد الله….و صالح مرسي سراج…و في آخر أيامو غنى لأمل دنقل المصري

  9. ورغم أن بحر الشعر الغنائي السوداني مليئ بالدرر والأصداف الجميلة،

    الأصح الدرر واللآلىء …فالأصداف لا قيمة لها فهى غطاء اللآلىء…

    هل سنزيح يوماهذه العصابة التى قضت على كل جميل فى بلادنا ونكون حقا( أمة الأمجاد ) ؟؟؟

  10. مقال جيد ولا ريب ، فيه معلومات قيمة على سبيل المثال لا الحصر ويشير إلى الثقافة العالية للفنانين السودانيين الأوائل حيث غنوا لشعراء من العديد من الدول العربيةوتدل اختياراتهمالموفقة على الحس الفني العالي والبحث عن الكلمة الرصينة وأعتقد أن كاتب المقال ربما أراد الأستاذ كامل عبد الماجد وهو شاعر مجيد، شكرا للكاتب فنحن في حاجة لمثل هذه المقالات التي تعتبر توثيقا مفيدا ، ولا يخفى تأثر معظم شعراء أغاني الحقيبة بالشعر العربي الفصيح سواء في معانيه أو تراكيبه اللغويةالبلاغية

  11. لشعراء عرب؟؟؟ هل نحن السودانين إستثناء من كلمة (عرب)؟؟ يكفي أنهم تغنو بأسم السودا ن والخرطوم: نحن السودانيين عرب

  12. اضف الى ذلك المقال عميد الفنانين احمد المصطفي

    كان الراحل أحمد المصطفى ( امير الفن) من رواد المبدعين ، فنان رقيق ومرهف الإحساس زاوج بين سمفونية عبقرية الموسيقى والغناء وروائع الشعر العربي الأصيل معزوفةعلى أنغام وتر العود النبيل ويذكر له أنه تغنى للشاعر المصري أحمد رامي برائعته الغنانية(راحل مقيم)

    حبيبي لست أنساه *** جعلت القلب مأواه

    نأى عنى وغادرنى ** وفي الأحلام رؤياه

    كان الفنان الراحل أحمد المصطفى عميد ونقيب الفنانيين السودانيين قمة في الذوق الفنى وتنظيم وتطوير الاوكسترا الموسيقية السودانية كذلك برع في أختياره لكلمات القصيدة المغنى واللحن والنغم الجميل وكان قمة رفيعة في تطوير أسلوب أداءه لأغنياته الرائعات ، وقمة في عزف أوتار العود خاصة ولو كنت تستمع إليه في جنح الليل الساكن ( في سكون الليل دعنا نجتلى الصمت الرهيبا )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..