أخبار السودان

هؤلاء يرعبهم مصير مبارك : اسلكوا طريق "بن علي"..البشير في السودان قرر أن يختار طريقا آخر ..

قينان الغامدي

ما يحدث للرئيس المصري السابق حسني مبارك وابنيه ورجال حكومته من سجن وتحقيقات تمهيدا لمحاكمتهم، بث الرعب العميق في قلوب بعض الرؤساء العرب الذين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، قد يظن البعض أنني أحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، لكني أعتقد فعلا أن الذي يحدث في مصر للرئيس السابق وابنيه ورجال دولته إن لم يكن السبب الأول الذي جعل الرئيس اليمني يبحث عن ضمانات كافية لما بعد الرحيل فهو من الأسباب الرئيسة للحصول على تلك الضمانات، وهو نفسه قال في بداية مظاهرات واعتصامات الشعب اليمني قال: هل هناك عاقل يسلم نفسه إلى حبل المشنقة؟
أما وقد رأى ما حدث ويحدث لمبارك فقد تيقن أنه بدون ضمانات يصبح الرحيل انتحارا، وهذا ما يفسر التشبث والتلميح بوجود مؤامرات خارجية ونحو ذلك من شماعات لن تغير من حقيقة مطلب الشعب اليمني برحيله شيئا، وأتصور لو أن المصريين تريثوا بعض الوقت في هذه المحاكمات لتغير الموقف في اليمن على الأقل،

ونفس هذا الكلام يمكن أن يقال عن الرئيس الدكتور بشار الأسد بعد أيام أو أسابيع، فهو طالما أصر على قمع الأمن لشعبه فلن يجد أمامه عما قريب سوى طريق الرئيس المصري المتنحي وحينها سيظل يماطل بحثا عن ضمانات، أو طريق العقيد القذافي وحينها ومهما طال الأمر سيبحث عن ملجأ أو مخبأ، أما البشير في السودان ففيما يبدو قرر أن يختار طريقا آخر وذلك بافتعال حرب مع الجنوبيين لإشغال أهل الشمال عن المطالبة برحيله، وسيبدأ في الحديث عن المؤامرات الخارجية والمندسين في الداخل مثلما فعل القذافي وصالح وبشار، والطريف هنا أن هناك مثقفين عرب يدعمون صالح والقذافي وبشار في مسألة المؤامرة الخارجية هذه، وسيفعلون مثل ذلك مع البشير قريبا، مع أنهم لم يتحدثوا عن هذه المؤامرة في حالتي مصر وتونس، وإنما كانوا يشيدون بالثورتين ويتحدثون عن جور وظلم النظامين التونسي والمصري، بل ويسفهون ما ورد آنذاك من ادعاءات من تونس والقاهرة عن مؤامرات خارجية أو عمالة داخلية وهم كانوا محقين في هذا التسفيه.

فما الذي حدث لهؤلاء المثقفين وأصبحوا الآن يصدقون روايات القذافي وصالح وبشار عن تلك المؤامرات مع أن أنظمة الثلاثة تتفوق بمراحل في الفساد والظلم والجور والاستبداد على النظامين البائدين في مصر وتونس، إن الأمر مثير للاستغراب، أقصد أمر الرؤساء الثلاثة، وأمر المثقفين الذين يصدقون ويروجون لرواياتهم عن المؤامرات والمندسين والعملاء، وهي روايات يستخرجها كل هؤلاء من ملفات الاستخبارات العربية البوليسية منذ الستينات الميلادية في القرن الميلادي الماضي، ومع الأسف الشديد أن مروجيها مازالوا يعيشون في تلك المرحلة فكريا وسياسيا، ويظنون أنها مازالت تنطلي على الناس.

لم يعد هناك مجال للحديث عن الاتعاظ أو العبرة أمام هذه الأنظمة العمياء فهم ليسوا من ذوي الألباب، وإنما المجال متاح للحديث عن الضمانات لمن أراد اختيار طريق مبارك أو الملجأ أو المخبأ لمن اختار طريق القذافي، ولن أنسى طريق زين العابدين بن علي، فأرجو أن يجد كل من صالح وبشار حوله مخلصا ينصحه به، فهو أفضل الطرق وأكثرها راحة وأمنا حتى الآن.

"الوطن" السعودية

تعليق واحد

  1. والله كلام الكاتب ده عين الحقيقة البشير افضل له ان يتنحى ويقدم نفسه الى المحكمه الدولية ولو لم يفعل ذلك فان مصيره سوف يكون شنيع والله من وراء القصد.

  2. صح لسانك يا غامدي فعلا هؤلا المثقفين يشعروننا بالغثيان ويمارسون العهر السياسي والفكري لا بد من يوم حسابهم من قبل الشعوب المغلوبه على امرها والذين يسعى فيهم اوليا نعمتهم تقتيلا ويسلبون كرامتهم

  3. إن شر البلية ما يضحك … أود أن أطرح سؤالاً بسيطاً للسيد/ الغامدي ماذا تعرف أنت عن السودان وأهل السودان وأين كان قلمك عندما إنفردت الدول العظمى ومارست شتى أنواع الضغوطات على الحكومة الشمالية انتهت بفصل الجنوب هل وقفت الي جانب الشعب الشمالي هل سطرت كلمة واحدة في ما حدث أم دفنت رأسك في الرمل كما فعل الكثيرون من أمثالك كيف لا والأمر تقف من ورائه إلاهكم المعظم الذي لا يرد له طلب ولا يجرؤ أحد عى انتقاده واليوم وبعد أن إنفصل الجنوب ويبدأ يطمع في ما تبقى لنا من أرض ويؤلب حركات التمرد الدارفورية ويمدها بالدعم بعد كل ذلك تقول أن الرئيس يفتعل الحرب ليلهي بها أهل الشمال ؟ والله بئس ما كتبت فأهل الشمال ليسو أنعام يسهل إقتيادهم الي ما فيه هلاكهم وضياع دولتهم وأرجع بزاكرتك إن كانت لك زاكرة لأيام الحرب الأخيرة ستجد السند الأول للحكومة خلال تلك الفتر ممن تزعم أن الحكومة ستقودهم دون وعي منهم وإعلم أن الشعب السوداني شعب معلم فهو أول من بدأ الثورات على حكامه ليس مرة أو مرتين . سؤال أخير بالله عليك أين تعلمت الثورات أو عايشتها لتحلل حال بلدنا أتمنى أن تكتب في ما يخص مجتمعك وهو كثير كثير وإذا أردت سنمدك ليس بالمعلومات انما بالتفاصيل.

  4. أعتقد أن الأستاذ فينان الغامدي قد أصاب بقراءته للأحداث بالصورة الصحيحة ، وهذا ما سيكون إن شاء الله طال الزمن اوقصر ،

  5. يا اخ اتق الله في الناس البشير هو من يريد افتعال الحرب ام الجنوبيين هم الذين يريدون ذلك والله اذا اهل السودان لا يريدون البشير فليذهب بس لازم تعرف الذي يجيء بعده لا يستطيع ان يسلم منطقة ابيي للجنوب الا عبر استفتاء جميع اهل المنطقة اوعبر طرق تصالحية اخري يرتضيها اهل المنطقة وتذكر قول الله ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة : 8 )

  6. يا بهاء و سيف (الدين) يا اخوان يا مقطعينها برغم تواجد الاول في السعودية و الثاني في قطر

    كنت قد بدأت اكتب بالدارجة السودانية لكن عدلت عنها الي الفصحى اكراما للاخ قينان من كاتب المقال من السعودية.

    ما كتب الاخ قينان يدل على على انه من المتابعين و المهتمين بالشأن السوداني و نشكر له ذلك و نكبره فيه، و حق له ذلك لان ما بيننا فقط مجرى مائي مقاسا بسعة المجاري المائية الاخرى يعد غاية في الصغر.

    الي بهاء الدين اقول فقط ارجع الي مقال أ\د الطيب زين العابدين (من كبار الاسلاميين المحسوبين علي نظامنا العار) عن زيارة الرئيس الي المجلد لتعرف من الذي هدد بالحرب و خلع الجلابيب

    الي اخيه سيف الدين

    و انت في قطر و قدر لأمير قطر ان يضغط عليم لتتنازل له عن ميراث في ارض لك في السودان او قل دفع لك ما دفع لتفعل، هل انت فاعل ذلك؟ طبعا لا و الف لا، و هذا عين ما حدث لم يفصل الجنوب المجتمع الدولي و انما الكيزان (للاخ قينان نعني الاسلاميين بكلمة الكيزان) هم من فصلوه و قصدوا ذلك عن نية مبيتة لاعتقادهم بان باقي السودان متجانس عرقيا و لغويا و دينيا و وحدهم من يتحمل تبعات ما حدث و يحدث و ما سيحدث لاحقا.

    و علي الطلاق الاخ قينان يعلم عن السودان بأكثر مما تعلم انت و اخوك
    و السلام

  7. اعتقد ان صديقنا قينان الغامدي سلك نفس مسلك زميله في الشرق الاوسط عبد الرحمن الراشد في هجومه علي الرئيس عمر البشير الذي انهي عقودا من الحرب مع الاخوه الجنوبيون الذين وقع معهم اتفاق وعندما ذكر الحرب فهو ذكرها دفعا عن الشمال وارضهم بالذات ارض المسيريه والتي يطالب الجانب الامريكي بضمها للجنوب :confused: :eek: :cool: :rolleyes: ;( :lool:

  8. يعني يقول ابيي جنوبية حتي ترضون عنة وبعدين وين تعليقاتكم عن تجاوزات الحركة امر عجيب

  9. قضية ابيي لا تحتاج الى حرب والشماليين سينضمون للحرب ضد البشير ويستطيعون إسقاط البشير وبسرعة لا يتصورها وعندها هناك كثيرين لا يريدهم السودانيين وقد حزرهم الشريف الهندى من اللف والدوران حتى لا يحدث لهم مكروه قد يحرمهم وأسرهم ليس من الحكم فقط بل حتى الحياة
    الموضوع السودانى معقد ويختلف عن باقى الدول العربية
    انه موضوع الطائفية والعسكر وليس موضوع البشير وحده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..