في الذكرى “44” لأحداث “يوليو.. دفاتر التاريخ مع أسرة “هاشم العطا”: الزول ده ما زول دنيا

الخرطوم ? أماني شريف مزمل

** في تاريخ السودان أحداث شكلت بصمة لا يمكن تجاوزها، أو تناسيها. ونحن عندما نبحث في ذلك التاريخ بعد أن ولى وجفت أعين باكية لذكراه الأليمة، لا نقصد أن ننكأ الجراح وإذكاء لنار فتنة نائمة، ولا فتقاً لرتق نسجته السنوات المتعاقبة، وإنما لأخذ العبرة والعظة والاستفادة من الدروس وتجاوزها وعدم تكرارها لما لها من مآلات أليمة.

وأحداث 19 يوليو 1971م أو ما يسمى بانقلاب هاشم العطا والذي أسماه بالثورة التصحيحية، أحد هذه الأحداث.. وباعتباري من الجيل الذي لم يشهد تلك الأحداث ووفقاً لبحثي في صحف تلك الأيام والتي كانت تخدم غرض النظام المايوي، رأيت أن أقف عليها من جانب “أصحاب الوجعة”، وأهل بيت قائد الانقلاب نفسه. وسبراً لأغوار تلك الحكاية التقيت بشقيق قائد الانقلاب الذي أفشله النظام المايوي وأعدم قائده الرائد هاشم العطا، (عمر العطا) الذي أسمى ابنته (يوليو) وفاء لثورة أخيه وتخليداً لذكراها.. استنطقنا (يوليو) هي الأخرى، وطوال الحوار كان عمر العطا يردد: “هاشم بطل عاش بطلاً ومات بطلاً” فإلى سرد الحكاية:

* في البداية عرفنا عليك؟

– عمر محمد العطا محمد علي، أو عمر محمد العطا “الدود”، والدود لقب لجدي منحه له الإمام المهدي، وقيل إنه قتل أسداً عندما كان في غرب السودان. ولبطولته لُقب بالدود. وأنا شقيق البطل الراحل الشهيد هاشم محمد العطا.

* هلا عرفتنا على بقية الأشقاء؟

– جعفر (رحمة الله عليه) والعطا.

* حدثنا عن الوالد بماذا كان يعمل؟

الوالد ? عليه رحمة الله كان خليفة مع ناس السيد علي الميرغني. وعمل معهم طوال حياته.

* وأنت وبقية إخوة هاشم بماذا كنتم تعملون؟

– أنا كنت أعمل في مجلس بلدي أم درمان وانتقلت لمجلس بلدي بحري. والمرحوم جعفر كان يعمل في الخطوط الجوية السودانية. أما العطا فكان يعمل بالبوستة.

* يعني جميعكم ما ليكم دخل بالسياسة زي هاشم؟

– نعم.. لا دخل لنا بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد.

* هل كان هاشم العطا ممارساً للسياسة منذ أيام دراسته ومشاركاً بالمظاهرات أو مشاغبات اتحادات الطلبة مثلاً؟

– أبداً.. كان هادئا جداً. فقط يحب الكديت والعسكرية.

* أين نشأت الأسرة منذ بداياتها؟ وأصلها من وين؟

– أصلنا (آل العطا) من منطقة اسمها وادي بشارة الحقنة. لكن ولدنا ونشأنا بأم درمان في حي بيت المال العريق والوالدة والتي توفيت باكراً ? رحمها الله ? من بيت المال. وكما قال هاشم العطا، قولته المشهورة: (ذهب المال ببيت المال وما بقيت إلا أخلاقكم).

* أين درس هاشم العطا؟

– درس الأولية في بيت المال والثانوية في الأهلية ومنها للكلية الحربية.

* كيف كانت علاقته بإخوانه وأهله وأهل حيه؟

– علاقة فريدة أخ زي ده ما لاقاني. نعم الأخ! معاملة كريمة إنسان مهذب ومتواضع جداً. يجي بالسفنجة يلف بيت المال دي كلها يسلم على الكبير والصغير. وكان يحب الأطفال جداً جداً، زول فريد في طبعه ومن قام ما زول دنيا وكل الناس تأثرت جداً لرحيله.

* هل حصل أن اختلف معكم في يوم من الأيام؟

– أبداً.. ما حصل ده كان زول مميز كما ذكرت فريد في طبعه.

* عندما قامت ثورة 25 مايو 1969م أين كان وماذا عن علاقته بنميري؟

– نميري كان صديقا شخصيا للعائلة ولهاشم بالذات. وكما يقول المثل: “يقتل القتيل ويمشي في جنازته” تأسف نميري لمقتل هاشم وإيه يفيد الأسف؟ وهاشم كان ملحقاً عسكرياً في ألمانيا وجابوه من ألمانيا عينوه عضوا بمجلس قيادة ثورة مايو. وبعد ذلك عينوه وزير ثروة حيوانية.

* ما اعترضتوا على دخوله الحكومة؟

– أبداً.. ما اعترضنا، بل على العكس كنا مرتاحين جداً جداً.

* هل كان متزوجاً وقتها؟

– نعم … كان متزوجاً من ابنة خالته ليلى محمد الريح.

* وهل تأثرت علاقتكم به بحكم انشغاله بعمله في الحكومة؟

– ما انقطع مننا والله يجينا طوالي يسلم على أبوه ويتفقد حيشان الأسرة السبعة في بيت المال. وكان محبوباً لدى العائلة ملك ونوارة العائلة.

* ولكن لماذا خرج على نظام نميري وقاد انقلابا ضده في 19 يوليو 1971م؟

– السبب نميري نفسه، لأنه فصلهم هو وفاروق حمد الله وبابكر النور.

* وطوالي قام بالانقلاب كردة فعل؟

– في الأول لم يظهروا لنميري عداوتهم إلى أن اتفقوا على قيام انقلاب ضده وكان محددا له يوم 11 يوليو 1971م، لكن أحداث جامعة الخرطوم وقتها وانشغال العساكر بضبط الأمن خلتهم يغيروا الموعد إلى 19 يوليو.

* قبل قيامه بالانقلاب، هل لاحظتم على هاشم أي تغييرات أو تحركات مريبة؟

– أبداً.. كان عادي جداً.

* عايزنك تحكي لينا يوم 19 يوليو بالضبط الحصل شنو وكيف كانت أحوال هاشم؟

– التقطت الحديث زوجة عمر العطا زينب يوسف محمد الحسن.. (والتي كانت معهم بالحوش في بيت المال يومها والتي شاركت معنا بالحديث خاصة عندما يأتي الحديث عن سيرة هاشم، إذ ترش كل أنواع العطور على سيرته وتصفه كما لم تصف أحداً من قبل متخيرة أجمل الأوصاف وتمجده كما مجدت الخنساء أخها صخراً)..

قالت حاكية: جانا يوم الجمعة الصباح بدري وما كان ظاهر عليهو أي شيء كان كاتم سرو في نفسو. الحاجة الوحيدة الباينة إنه كان منزعج ومتسرع جاب أولاده وفات طوالي حتى أذكر أنني قلت: “هاشم ده منزعج كده ليه؟!” وواصل شقيقه عمر العطا في وصف ما حدث يومها قائلاً: (نحن قاعدين نسمع ليك فجأة الرادي ينبه: إليكم بعد قليل بيان هام فترقبوه وسوف يلقيه عليكم الرائد هاشم العطا).

* وعملتوا شنو في اللحظة ديك؟

– هللنا وكبرنا وانبسطنا وقعدنا نبشر وكانت مفاجأة غير متوقعة لكن أعجبتنا جداً.

* ولاقيتوه متين بعد داك؟

– جانا بعد يومين وحي بيت المال كله طلع استقبله استقبال بطل وكل الأحياء المجاورة ملت الشارع وأيدوه وهتفوا ليهو وقالوا ليو: “إنت بطل ما اتدسيت بالليل جيت عيان بيان بالنهار عملت الانقلاب”.

* الوالد والإخوان كان رأيهم شنو؟

– مبسوطين منه خالص. بس الوالد قال ليهو: “ما تحاول تقتل أي زول فيهم”.

* ماذا كان رد هاشم عليه؟

– قال للوالد: “أنا انقلابي سلمي أبداً ما حا أكتلهم حا أختهم في محاكمة عادلة أمام الشعب إذا الشعب صوت لقتلهم حأكون مع رأي الشعب. وإذا الشعب ما صوت لقتلهم أنا ملتزم بميثاق الشرف بيناتنا ما في قتل”.

* أها.. ومجزرة القصر الحصل فيها قتل فظيع والجماعة ديل كانوا جوّه القصر وين ميثاق الشرف منها؟

– مجزرة القصر أو بيت الضيافة حصلت في يوم انقلاب قام ضد هاشم وضد نميري ولا دخل لهاشم فيها وهو غير مسؤول عنها.

* تفتكر ليه الانقلاب فشل؟

– والله لو ما القرصنة الليبية والتدخل الليبي البريطاني المصري للطائرة الكانوا جايين فيها ناس بابكر النور وفاروق حمد الله وشقيق عبد الخالق محجوب من لندن وحصلت قرصنة ليبية للطيارة البريطانية وهي تحمل العلم البريطاني وقبضوا الجماعة ديل، وهاشم قام بالانقلاب لوحده ولو وصلوا كان الانقلاب نجح وكان يمكن كانوا حاكمين لليلة.

* وتفتكر كمان لو كان ما سمع نصيحة والده “ما تكتلهم” وأعدمهم قبل يعدموه مش كان نجح؟

– أبداً… إعدام ما عندنا نحن ما بنكتل زول إذا كان ربنا حرم القتل في القرآن الكريم.

* طبعاً بعد فشل الانقلاب أمن نميري لم يدعكم لحالكم؟

– أيوه.. جماعة نميري حاولوا يرهبونا، ضربونا جبخانة ثقيلة في البيت وطلبوا مننا نسلمهم هاشم (عايزين هاشم) قلنا ليهم (هاشم ما جبان عشان يندس) فتشوا البيت حتة حتة وكان في كمية من العساكر مراقبين البيت.

* وكيف وصلكم خبر إعدامه وكيف تقبلتموه؟

– يوم الإعدام بالضبط ما عرفناه لكن جاتنا إشاعات إنو هاشم أُعدم.

* وكيف تقبلتم الأمر؟

– كلنا مع الوالد قلنا الحمد لله عاش بطلاً ومات بطلاً، مات ثابتاً ليس جباناً ورفع رأسنا فوق ونعم الرجل.

* وطبعاً العزاء لم كل الأهل؟

– منو القال ليك؟ ولا.. لا.. لا أقمنا عزاء ولا كرسي ما أتوضع، وأهلنا البجوا من برة الخرطوم كانوا بيسمعوا مافي عزاء برجعوا طوالي.

* لماذا؟

– عشان ما يقولوا متألمين.

* وهنا سألت زينب، زوجة عمر عن حال زوجة هاشم يومها، وهل النسوان برضو ما فرشن؟

– أجابتني: أنا عايشت الحدث وكان صعب بالنسبة لينا. وزوجته تعبت جداً وانهارت يغمى عليها طوال اليوم ويودوها المستشفى. وأذكر إنو جاتنا زوجة الشفيع أحمد الشيخ “فاطمة أحمد إبراهيم” جات داخلة من برة تكبر وتهلل. وقالت لي ليلى زوجة هاشم “أسمعي: أصلك ما تحزني ولا تبكي ولا تفرشي، نحن بعد ما نعمل عمايلنا في نميري حتى بعداك نبكي ما دايرين نبكي هسع.

* والحصل شنو بعد داك؟ ما سمعت عملت حاجة؟

– قالت ليهم: “خليتو لي الله”

* ما في أخبار جاتكم عن أحداث إعدامه ولحظاته الأخيرة؟

– أجاب الاثنان.. عمر وزوجته: قالوا مات بطل وهو ماشي على الدروة كان رافع تعظيم للسلاح وكان طلبه الوحيد (جيبو لي بتي أسلم عليها وبعدين أضربوني) ويقال إنه أعطاهم الدبلة والساعة والنضارة وطلب تسليمها لزوجته ولكن ما سلموها ليها.

* وما حاولتوا تعرفوا؟ خرجتوا في مواكب ولا قدمتوا عرائض؟

– أبداً.. ولا حاولنا نعرف “هاشم عاش راجل ومات راجل والحمد لله على ما أراد الله”.

* ونميري هل قابلتوه ولو صدفة وأبديتم احتجاجا وحنقا على قتله لابنكم؟

– ما لاقيناهو خالص عشان ما نديهو قيمة.

* وعندما حدثت ثورة 6 أبريل 1985م وذهاب حكمه فرحتوا طبعاً؟

– إيييك فرحة وبس؟! ضبحنا ووزعنا كرامات ما ليها حد، ورددنا (يا حافر حفرة السوء ركز مراقدك فيها) .

* ابنته تركها صغيرة كيف حالها لما كبرت؟

– ابنته هند افتخرت بأبوها جداً وكلموها عنه بالتفصيل وسمت ولدها “هاشم” علي أبوها.

* وزوجته كيف حالها بعده؟

– أجابا سوياً “عمر وزوجته زينب” زوجته مخلصة له، لم تفكر في الزواج من بعده. وقالت “ما بتبدل هاشم” وتوظفت وما زالت تعمل حتى اليوم.

* وأنت أسميت ابنتك على ثورة أخيك يوليو وفاءً له؟

– نعم.. هي ولدت بعد سنتين من الثورة وكل من سمع يقول لي: “سميتها يوليو يقبضوك ناس الأمن” .

* أهم هوايات هاشم الخاصة وأكثر أصدقائه قرباً؟

– كان يهوي التصوير وعنده كاميراً خاصة ومن أصدقائه أحمد الشيخ عبد الرحمن، من أولاد دفعته وعلى محمد خير نوري ? أستاذ جامعي.

* 19 يوليو من كل عام كيف تقابلون ذكراها؟

– نتذكره ونترحم عليه وعلى جماعته المعاه ويتذكره كل من داخل الحوش في حي بيت المال إخوته “أم سلمة ومريم وزوجته وبنته هند”. أختم بقولي: الزول ده ما زول دنيا. رحل سريع عاش بطلاً ومات بطلاً ورفع رأسنا فوق.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ربنا يرحمك يا هاشم وربنا حيقسط الميزان بالقسط لانو مكتوب كده في القرآن زيت ويلك يا تميري أبشر بنار عظيم

  2. هذا الرجل العظيم له واسع الرحمة, كان يمكنه تصفية نميرى ومن معه ولكن لنبله وأخلاقه السودانية الاصيلة لم يفعل ذلك بينما كان النميرى النقيض من ذلك وفعل بهم ما فعل دون تردد أو رحمة وسيبقى التاريخ هو الوحيد الذى سيحكم مواقف الرجال بعظمة أفعالهم وأخلاقهم.

  3. رحم الله هاشم العطا وصحبه
    في مدينة المهندسين مربع 28 شرق الجامع، هناك قطعة ارض، اثناء بحثنا عن صاحبها عرفنا انها ملك للرائد هاشم، تكاد تكون القطعة الوحيدة الخالية في ذلك المربوع، والسبب ان جار القطعة من اليمين تعدى عليها واخذ عدة امتار منها، مما ادى الى الورثة الى رفع قضية تعدي والمطالبة بازالة البنيان.
    كان احرى بالجار ان يقوم بازالة التعدي لانها ملك لرجل مثل هاشم.

  4. ماهى العبرة من هذا الموضوع. امس فى جريدة واليوم فى اخرى والعام بحاله عبارةعن زكريات واجترار ماسى ونخيص جروح قديمه قول لى بربك ايه الفرق بين عسكرى واخر مع احترامى للجميع. والى ان نلتقى فى لقاء مع اسرة الشهيد البطل عمر البشير ابقوا عافيه.

  5. جعفر العطا رحمة الله عليه كان زميلى بسودانير…تعجز الكلمات عن وصف خلقه وصفاته الكريمه ولذلك إختصر لى الطريق لمعرفة أخلاق هاشم… وما ذكره إخوته الان عن هاشم رأيته وعشته متمثلا فى جعفر.
    لكم الرحمه والمغفره من عند الله

  6. ههههههههههههههها هللتم وكبرتم عندما إنقلب على نميرى طيب ليه التباكي عند إعدامه ولهذه اللحظة فاطمة أحمد إبراهيم وكل الحزب الشيوعي ضد إنقلاب يوليو.

  7. هؤلاء الابطال هم أيضا أشقائنا، رحمة الله عليهم وعلى جميع موتانا. ورحمة على السودان الذي دمره قوم لوط الكيزان أخوان الشياطين.

  8. عليهم الرحمة ولكن الحقيقة الصاطعة انهم جميعا اعتدوا على حكومة شرعية انتخبها شعب السودان . والضابط عندما يأخذ البراءة العسكرية تعني شرف حماية حرية شعبه وديمقراطيته وحماية البلاد والاراضي بالفداء وتقديم الأرواح .

    لعلني شاهد على حركة 19 يوليو وقتها كنت طالب في الكلية الحربية وقد غضبت عندما علمت ان الحركة وراءها الحزب الشيوعي . استدعينا في الكلية الحربية كطلبة ومعنا ضباط الكلية الحربية والصف والجنود للتوير . لم اكن في ذاك الوقت غير ارى انني هنا لاتخرج ضابطا واعمل لاعادة الشرعية والدستور للبلاد .

    التنوير كان من قائد الكلية الحربية سيادة العميد أ.ح نورالدين وكان مقتضب مفاده ان حركة تغير قد تمت وان علينا الانضباط والعودة للدراسة . كانت اراء معلمين الكلية الحربية وقد سمعتها بين مويد ومعارض ولكن الكلية كانت تضم خيرة ابناء القوات المسلحة .

    حسب المعلومات الواردة ان الحزب الشيوعي وضباطه استلموا السلطة و في ذلك اليوم عرفنا ان العقيد أ.ح نميرى قد تم ايقافه في القصر الجمهوري . والحركة التصحيحية حسب البيان في الراديو بقيادة سيادة الرائد هاشم العطا وعدد من السادة الضباد , المقدم بابكر النور , والرائد فاروق حمدنا الله …

    امرت انا كطالب حربي ومعنا ضباط معلمين باداء بعض الخدمات العسكرية ثم فشلت المحاولة لوجود الوازع الديني اننا لا يمكن ان نسمح للشيوعيون باستلام السلطة وكان عدد الضباط المناوئين للحركة اغلبية بدون شك وقد تحرك الضباط المناوئين يقوة مما افشل المحاولة .

    سمعنا ان العقيد نميري استطاع الهروب من القصر في شاحنة ماجروس بملابس ملكية وان ضباط استطاعوا مساعدته .كان المقدم خالد حسن عباس موقوف في مكان لا اذكره وكذلك الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم وعدد من ضباط الصف المظليون الذين شاركو في انقلاب مايو 25 .

    علمنا ان كل الضباط الذين يشك في تأيدهم لنميري ومنهم قوميون عرب حسب تصنيفهم في قصر الضيافة .

    حكى لنا لاحقا بعد ان اصبحنا ضباط بالمظلات القوات المحمولة جوا النقيب محمد ابراهيم الله يرحمه وهو كان رقيب وقد رقي الى ملازم لدوره في انقلاب مايو انه كان من ضمن المعتقلين في قصر الضيافة وكان معهم ضباط برتب صغيره في غرفة ثم الضباط برتب اعلى في غرف مجاورة . ولعل ان لم تكن الذاكرة خانتني ان حركة الرائد هاشم العطا قد فشلت كانت الحراسة يقوم بها ملازم محمد جبارة ورقيب اخر من احدى الافرع ولعله دار نقاش حول اوامر بتصفية المعتقلين وقد قام الرقيب بدور رئيس في تصفية الضباط والصف وقد كان النقيب محمد ابراهيم قد غطى نفسه بالجثث وتلطخ بالدماء لاظهار انه ميت . وقد حكى لنا الملازم محمد جبارة كان من الذين قامور بالتصفية وعلى حسب الذاكرة انه جاء ضابط برتبة اعلى وقال للرقيت “هل انتهيتو من محمج ابراهيم وهذه المعلومات موثقة ولكن يجب مراجعتها …

    الباقي معروف في المحاكمات الصورية والاعدامات لاشخاص مدنين ابرياء وكانت تلك بداية نهاية القوات المسلحة رحمة الله عليهم جميعا ولا تجوز الا الرحمة .

  9. رحم الله هاشم ورفاقه..(كان الانقلاب نجح وكان يمكن كانوا حاكمين لليلة)

    والله يا عمر العطا ما في رزقكم كان المرحوم أداك وزير أو أقلاها محافظ..أقدار.

  10. الحقيقة التي لا يريد اهل السودان ادراكها ان ضباط الجيش على مر التاريخ هم سبب نكبات السودان و هم الذين ادوا الى تأخيره و ذلك لأن لديهم مفهوم بأنهم لا احد سواهم لديه وطنية و غيرة على الوطن و ساعدهم في ذلك الاحزاب الطائفية التي تدعي الديمقراطية و هي تتبع الى بيوتات و عوائل و كذلك الحزب الشيوعي الذي يتشدق بالديمقراطية و هو لم يطبقها حتى في موطن ولادته في روسيا بل بالعكس عمل على قتل و تشريد معارضيه بشتى السبل ،،، للأسف الشديد الاحزاب الرئيسية في السودان لديها اذرع عسكرية للأنقضاض على السلطة متى ما سنحت الفرصة لذلك ،،، و ما يحيرني اثر ان ضباط الجيش اذا نجح في انقلاب فهو بطل يحكي لنا بالتفصيل الممل كيف كانت تحركاتهم و اذا فشل يمثل دور الضحية و ينتقد الضباط الذين اعدموا او عذبوا ضباط اخرين ،،، و هنالك مقولة مشهورة للكاتب البريطاني المشهور جورج برناردشضو بأن العساكر لا يعرفون الا ثلاثة (w w w ) و هي War ،، Women ،، Wine اي الحرب و الخمر و النساء ،،، و الحمد لله من محامد الأنقاذ القليلة علمتهم ترديد الجلالات المقبولة المعنى بدل الجلالات البذيئة التي كانوا يرددونها ،،،،،

  11. صراحة يجب مراجعة وهيكلة جميع مؤسسات الدوله ووضع الحلول والبدائل والتشريعات ومن ضمنها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولا يصح الا الصحيح .ومن ضمن ما يجب هيكلته وبصوره جزريه وعاجله القوات المسلحه التي اصابها الخراب والدمار ومرض العصر ذلك الداء الفتاك الذي لا شفاء منه الا باصتصاله وبتر الجزء المصاب به . الداء الذي حير الباحثين والعلماء في ان يجدوا له علاج مهما تتطوروا .والشيء الغريب والخطير والمحير حقا ان العلماء وعامة الناس يعرفون اصل الداء ومسبباته وجيناته وموطنه وكيفية انتشار العدوى به ورؤية الفيروسات التي تنقله بالعين المجرده وفوق هذا كله لم تنجح فيه كل الادويه والمهدئات وتوصلوا لعلاجه بطريقه غاية في الروعه والوحيده الى ان يرث الله الارض الا وهي البتر والاستصال .ذلك المرض هو ما يعرف ب (الكيزان)وتوجد له مسميات اخرى معروفه ومعلومه للجميع

  12. رحمهم اللّٰه جميعا وتجوز الرحمة ايضا علي نميري. لكن يا اخوانا في زول كسار تلج كبير كنا وانحنا صغار بنشوفو قاعد في الصفوف الاولي عندما يخطب النميري وكان هذا الشخص يهتف لنميري والقاعة كلها تهتف وراءه الزول ده حيرني عديل كده وما عرفتو منو اغايتو ما شفت كسار تلج زيو في حياتي ممكن واحد من القراء الكرام يورينا الزول ده منو

  13. جل التعليقات بعيده كل البعد عن الحقيقه . خاصه قصه بيت الضيافه هناك ضباط علي قيد الحياه . اسمعو لهم جيدا . اعلام نميري ضلل الناس وللاسف حتي الان ماشه فيهم . لو كانو نفزوا مجزره قصر الضيافه ….كان الاولي بهم تصيفه نميري ورفقائه .

  14. هاشم الحسن العطا وهاشم الصاح يا خطاء
    نسال الله له الرحمه والمغفره

  15. بعد استقلال السودان لم يواصل السودان الحكم بالنظام الديمقراطى الذى تركه البريطانيين مثل الهند التى اصبحت قاب قوسين او ادنى من ان تصير قوة عظمى وعندها جيش محترف لا يتدخل فى السياسة بل فى حماية الوطن والمواطن والدستور والقانون وهو رابع جيش فى العالم ويهابه اعداء الهند اما هنا فى السودان فتركنا كما قلت النظام الديمقراطى البرلمانى وتابعنا انظمة العهر والدعارة والقذارة والفشل الانقلابية عسكرية او عقائدية يسارية او قومجية او اسلاموية وصار جيشنا الهمام ما عنده شغله غير الانقلابات التى اهدرت من الموارد والانفس السودانية ما لم تهدره الانظمة الاستعمارية الاجنبية!!
    يا جماعة الخير اننى ابصق على اى انقلاب عسكرى او عقائدى عطل التطور الديمقراطى السلمى فى السودان ووصلنا لهذه الحالة تمزق وحروب داخلية واهدار للموارد وخسارة الانفس السودانية ولا اعفى بعض السياسيين والمدنيين الفشلة من المسؤولية وهناك ضباط من الجيش جاهزين للانقلاب وكانهم لا يقرأوا تاريخ ولا ينظروا للدول الاكثر تقدما واستقرارا وقوة فى العالم وهى الدول الديمقراطية التى تحكم بالقانون وفصل السلطات والحريات تحت سيادة القانون والدستور المتراضى عليهم من الشعب !!!
    كسرة دائمة:الف مليون تفووووووووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عطل التطور الديمقراطى فى السودان اخ تفووووووووووووو!!!!

  16. انقلاب هاشم العطا كان ضد انقلاب وليس ضد حكومة مدنية منتخبة.. وتصحيح من داخل القوت المسلحة يعني دواس الشعب ما ليه علاقة فيه … والفرق بين نميري وهاشم هي الاخلاق السودانية … نميري اثبتت الايام انه مأجور وعميل وافقر السودان …. وهاشم عمل الانقلاب ولم يتحمل احد المسؤولية غيره وزملائه … ولم يكلف الشعب السوداني نفس واحدة … انتهى

  17. والله بلد مهزلة نخبها السياسية و نخبها العسكرية ناس وهم ناس رعاع لا يفهمون شيئ عن الوطن والوطنية بلد اكثر ما تضررت منه هم نخبها العسكرية والسياسية في زمن كانت تلك الفئات تمثل طوق النجاة لكل الشعوب التي كانت تحت الإستعمار فبمجرد خروج المستعمر تقلت تلك النخب في بلدانها المختلفة شعوبها وبلدانها بكل رفق وبكل حب وأخذوا بأيديهم وكانوا سنداُ لهم حتى أوصلوهم لبر الأمان فاستقرت تلك الدول وبدأت مسيرة التنمية والإعمار وإزالة أثار الإستعمار ونهضت الشعوب وتذوقت طعم الحرية والديمغراطية واستمتعت بالحرية في بلدانها ومازالت تسير في نفس الطريق الى الأن . إلا نحن في السودان فبمجر ما انزاح الإستعمار وجدنا انفسنا تحت قبضت مستعمر أخر الفرق الوحيد بينه وبين المستعمر السابق هو انه من بني جلدتنا فسامونا سوء العزاب إذا كان كل من أخذته نشوة والغرور ببضع دبابير وضعت على كتفه ظن أنه الملهم وانه البطل الذي تنتظره البلد فسعى للسلطة حتى يمارس غروره ونشوته بهذه الدبابير التي على كتفه وكان إما ان قادته عنتريته وهوجائيته هذه لحتفه أو إنهال علينا إضطهادا وتنكيلاً وقمعاً لذا تجد رايد بثلاث دبورات يأنس في نفسة الكفاءة ويظن أنه السيد الذي ننتظره فكان إنقلاب هاشم العطا وإنقلاب حسن حسين وغيرهم حتى ان هنالك إنقلابات حدثت من ضباط شرطة كانوا بالأمس يقفون على دوارات المرور لتنظيم حركة سير العربات وعلى الطرف الأخر سياسيين إنتهازيين عبثيين ما ان فشل الإنقلاب حتى إنقضوا علينا وأعتلوا السلطة دون أي مؤهلات ألا انهم اخلاف لأسلاف ممجدين فعاثوا بنا فساداً وأوردونا المهالك تارة بصراعهم مع بعضهم البعض تاركين شأن الدولة في مؤخرة إهتماماتهم وتارة أخرى بجهلهم وعدم وطنيتهم وبعدهم الشديد عن هموم المواطن وإنغماسهم في أحلامهم وأوهامهم البعيدة كل البعد عن طبيعة الوظيفة هكذا استمرت عجلة السلطة تدور في بلدي حتى اننا اصبحنا نتمنى أن يعاد استعمارنا مرة أخرى حتى لو من طرف اسرائيل والأدعى والأمر يأتي أخرون ويصورون لنا هؤلاء الأشخاص بأنهم أبطال تاريخيين علينا تمجيدهم والإحتفاء بذكراهم والله بلد هبل وشعب لا يستحق الحياة واستغفر الله العظيم

  18. …..محي الدين الفكي….دا زول وهم…لان كل ما اورده كذب….و لا يوجد ضبابط بهذا الاسم….

  19. الشيوعيون ينكرون صلتهم بإنقلاب 19 يوليو الشيوعى لكنهم خرجوا في اليوم الثانى للإنقلاب في مسيرات يهتفون:

    سايرين سايرين في طريق لينين

    وكانت تلك النهايةالحقيقية للإنقلاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..