عن التهميش و تجارة الرقيق والزبير باشا

خلوها مستورة
طارق عبد الهادي
[email][email protected][/email]
عن التهميش و تجارة الرقيق والزبير باشا
في الصحافة السودانية كثير من الإخوة والزملاء تناولوا موضوع التهميش ، بل وأسموه التهميش ثلاثي الأبعاد (الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ، الروائي خالد عويس نموذجا ) ، أيضا لفت نظري مقال للزميل المبدع محمد عبد الله برقاوي وهو يشير لكتاب عن الزبير باشا رحمه الله ، الكتاب كما ذكر برقاوي بعنوان (الزبير باشا المفترى عليه) لمؤلفه الدكتور عثمان محمدين ، وبعيدا عن الزميلين العزيزين وكمدخل للموضوع نقول ان الحزب الشيوعي وأهل اليسار هم في الموقع المعارض اليوم للنظام سياسيا و فكريا ، وهذا من حقهم ولكن كلما ابتعدت المعارضة عن تفتيت النسيج الاجتماعي وإثارة النعرات كانت ارشد وانضج ، أهل اليسار دوما هم أهل الفنون الجميلة وأهل الشعر والإبداع والموسيقى بل هم من يعطون للحياة طعمها إن تخلوا عن التطرف والتعصب و حديث الهامش و المهشمين الذي أصبح يضمر الإشارة للعنصر بشكل فج ، فدعونا نتحدث بكل صراحة ، فالسودان كله يا إخوة مهمش بجميع أقاليمه ومناطقه وقبائله وهناك في كل منطقة و قبيلة فاسدون و التنمية هي التي ستجب كل هذا ، أي أنني اعتقد ان التهميش هو اقتصادي وليس ثقافي او اجتماعي ففي السودان الذي بقي وفي جهاته الأربع الكل يعتز بثقافاته ونفسه فلا احد يعاني من دونية او من تهميش ثقافي او اجتماعي ، هناك فقط تهميش اقتصادي شامل لكل الوطن حيث لم نفجر طاقاته لخير الجميع وهذا التهميش ليس حكرا على جهة بعينها بل يمكن مشاهدته حتى في القرى حول الخرطوم من جهاتها الأربع وهم من جميع الاثنيات ويمكن بالتمييز الايجابي في التنمية للجهات الأشد ضعفا ان نتساوى ، تماما كما فعلت بلدان ماليزيا وسنغافورة التي تتكون من قوميات الملايو والصينيين والهنود ، قبل ثلاثين عاما كانت هناك فوارق اقتصادية بين مكوناتها ولكن عبر التمويل من البنوك والتنمية والتمييز الايجابي لبعض الجهات انطلقت بلدانهم ويعيشون في خير ورفاهية فالتنمية المتوازن تطفئ الأحقاد ، على أهل اليسار ألا يوقدوا الفتن ويؤيدوا كل من يحمل السلاح ويدعمونه بكتاباتهم بحجة التهميش بل المعارضة السلمية هي الأجدى لأنها ترتقي بالجميع إنسانيا وتصهر الوطن في بوتقة واحدة لقد تم استخدام التعبئة الجهوية والقبلية وهذا ليس عملا راشدا بل ورمي أهل السودان بأنهم أهل الثقافة العرقية و العنصرية. من قال أن أهل السودان عنصريون؟ ولم تعممون هكذا بل هذا هو التطرف بعينه وفي اغلب كتاباتهم أنهم مع من يحمل السلاح لمحاربة الفوارق الطبقية وهو سبب هلامي لا ينبغي أن تسفك الدماء العزيزة و المحرمة من أجله ثم وعن أية فوارق طبقيه؟ الناس معظمهم فقراء إلا بعض من نالوا نصيبا في التعليم أو هاجروا إلى قارات العالم الخمس أو الحكام فعن أية فوارق طبقية تتحدثون ، المجتمع السوداني في اغلبه متسامح والمزاج السوداني العام غير عنصري وغير متطرف فلا تأخذوا الأغلبية بجريرة البعض وكتاباتهم و من حق من يعارض أن يفعل ذلك كما يشاء بدون تفسخ النسيج الاجتماعي للبلد وعموما شن الحروب على الدولة ليس عملا راشدا وقد بدأ المجتمع المدني يستعيد قواه واليكم هذه المعادلة البسيطة أي عمل مسلح من الأطراف و مدعوم من الخارج يضعف قوى المجتمع المدني الديمقراطي بالداخل بل و يكبلها فلا تكسبوا بإثارة الغرائز والنعرات نحن مجتمع مسالم ابتعدوا عن النعرات وكسب بعض من سكان بعض المناطق بإثارة الغرائز هو كسب مؤقت يفقدكم القاعدة الكبيرة ، إن أيا من لم يختر منطقته او دينه او لونه او قبيلته والكل يعتز بهذه الصفات فقط علينا التعايش والقبول بالآخر في هذا السودان الذي يمكن ان يسع الجميع وعلى الجميع الاعتدال بدل التطرف وعلى كل طرف قطع المسافة إلى منتصف الطريق للقاء الآخرين ، أما عن تجارة الرقيق فنقول انه لا يمكن تجريد الأحداث من سياقها التاريخي ومحاكمة أحداث الأمس بمعايير حقوق الإنسان اليوم ، هذا كله ماضي ودعونا ننظر للمستقبل ما آخذه على الإخوة اليوم في كتاباتهم هو أن تجارة الرقيق التي طويت مع الماضي تأخذ حيزا كبيرا من كتاباتهم في سياق الغمز بان أهل السودان هم أهل الثقافة العرقية و العنصرية وهم متعصبون لعروبتهم أكثر من أفريقيتهم هذا القول ليس بالمطلق وليسمح لي الأستاذ الكبير شوقي بدري ان اختلف معه فالأستاذ شوقي هو موسوعة في تاريخ مدننا وتطور المجتمعات في السودان ولا اعرف لماذا لا نرى مثله محدثا عن تاريخ عواصمنا ومدننا على فضائيتنا بدل المغنيات وأغاني السيرة الممجوجة ولكن الذي يقرأ لكتاباته في هذا الحيز بالتحديد يعتقد ان أهل السودان منذ ان يصبح الصبح على احدهم ، شيٌل الله يا واحد الله أن كل أمنيته في يومه هذا ان يصبح او يكون او يحسب عربيا ، هذا غير صحيح ، فالعروبة هي الثقافة واللسان وقد تغنى وردي وأوجز… يا سحنة نوبية يا كلمة عربية يا وشمة زنجية ، هذا هو مكاننا تحت الشمس فنحن امة متفردة تماما مثل الأمة الكردية والفارسية والصينية والهندية وبلاد الخليج مشكورة استوعبتنا واتيناها بعلمنا و جهدنا ، فافدنا واستفدنا منها ولا تقاس الهجرة الى بلاد العرب كانحياز للعروبة ضد الإفريقية بل هو تبادل المنافع بين الشعوب هل سمعت بسودانيين اغتربوا بأعداد كبيرة في المنطقة من يوغندا حتى جنوب إفريقيا ، إنها منطقة ليل إفريقي طويل من الدكتاتوريات والحروب الأهلية وليس جنة عدن ، وموقعنا بين الأمتين العربية والإفريقية هو كمن بين المتعوس وخايب الرجا والقادة الأفارقة في معظم هذه البلدان أليسوا مستلبين ثقافيا للمستعمر السابق الغربي ام متحررون ، لنعد الى تجارة الرقيق في السودان… أولا تجارة الرقيق مع أسف كان يمارسها العالم كله والأوربيون كانوا في قلب تلك الممارسة.. ثانيا تستخدم تداعياتها بانتقائية حتى بعد انتهاء الممارسة وأجيالها لتفجير حزام الدول الممتدة من جيبوتي وحتى موريتانيا وتعتمد على الرضا من هذه الدولة أو تلك وإلا ففي اليمن قبل أسابيع قلائل قامت الدنيا ولم تقعد إذ صورت الفضائيات الأجنبية والعربية شيخ قبيلة باع مزرعته وفيها عبد مع أمه من ضمن الممتلكات ذكرت أسماؤهم وصفاتهم! في عقد البيع مثلهم مثل أقفاص الحديد وعدد العجول بالمزرعة..تم هذا في عالم اليوم! نعم وفي عالمنا هذا! ولكن لأن اليمن حليف في الحرب على الإرهاب والنظام مرضي عنه من قبل أمريكا وهلم جرا غض الطرف عن ذلك ولم نر البارونة كوكس وذاك الممثل الهوليودي المعروف يجدون لعمل أفلام… ثالثا القبائل الإفريقية في عمق أفريقيا نفسها كان بها درجة أولى وثانية وثالثة أي بها رقيق هي نفسها فلم تكن الممارسة حكرا على عرقية ضد عرقية.. رابعا قبائل الجنوب نفسها المحاذية للشمال أيام الكر والفر قبل أكثر من مائة عام كان من يقبض عليه ويقع في الأسر من الجلابة (المندكورو) يرغم على الرعي وأعمال السخرة ، إذن هي العبودية .. فلماذا يتم الطرق دائما من قبل أهل اليسار وكأن أهل السودان هم وحدهم دون سائر العالمين من مارس تجارة الرقيق ويجردون الحدث من سياقه التاريخي بخبث عجيب ويأخذونه بانتقائية مخلة وعلميا لا يجوز هذا الذي يفعلونه. الذي يسيء استخدامه البعض من الشباب لتعبئة النشء مما يؤدي إلى تطرفهم واحتقانهم ، كتاب اليسار هم من ينفخون في رماد هذا الماضي البعيد الذي طواه أهل السودان ووضعوه خلف ظهورهم مثل كل أمم هذه الأرض ومنذ زمن بعيد جدا..فتلك أمم قد خلت وانتقاء التاريخ لا يجدي وحتى الزبير باشا وهو أشهر من يشار إليه هنا كانت لديه مواقف مشرفة عندما عرض عليه الانجليز راتبا ضخما وهو في منفاه مقابل محاربة المهدية للإفادة من خبراته القيادية والعسكرية رفض ذلك ، كما وان سلاطين الجنوب أنفسهم كان يصاهرهم وهم من كانوا يهدونه الرقيق بطيب خاطر وعلى كل هو الآن في مرقده لا احد بإمكانه أن يبعثه ليحاكمه هذه مرحلة انتهت من العالم كله فاتركوا هذا الملف واتجهوا للديمقراطية من يختاره الناس هو من يفوز ويحكم أيا كان لونه اخضر اللون اسود اللون اصفر اللون احمر اللون هذا هو ما ينفع الناس.
صحيفة الوفاق
مقال جيد ولكن متي رفع الحزب الشيوعي وأهل اليسار شعارات العنصرية أو التلميح للماضي وعلاقات الرق لأستخدامها سياسياً الأن؟؟
الذي أعرفه أن الشيوعيين و الإشتراكيين يعتمدون منهج الجدل التاريخي ولا يسمح منهجهم بإختيار أحداث تاريخية وإخراجها من سياقها وإسقاطها علي الحاضر وهم حسب علمي لا يوافقون علي تمييع الصراع وتمييع المصطلحات (ماذا تعني مهمشين بالضبط وماهية التهميش الخ) ومن ثم لا يستخدمون مصطلح التهميش والمهمشين الرائج اليوم في تحليلهم للواقع السياسي.
المحسوبين علي الجبهة الثورية يجب أن يطوروا خطابهم ويبذلوا جهد في الجوانب الفكرية إن أرادوا استكمال تحالفهم بأسس واقعية تتلمس أسس الفوارق وإلا سيجرفهم خطاب التعبيئة الحربية الخاطئ إلي إجهاض قضاياالسودان الحقيقية ويعيدون إنتاج الأزمات المفككة للوطن.
بالله عليكم اكشفوا حكاية الزبير باشا الحقيقية للسودانيين حتى يعرفوا انهم بجلوا تاجر رقيق وسموا عليه شارع من اكبر شوارع الخرطوم… الزبير هو من لوث العلاقة بين الشمال والجنوب بما كان يقوم به من تجارة خسيسة لخدمة تركيا او الامبراطورية العثمانية في ذلك الوقت….
الغريب ان وزير الخارجية العبقري على كرتي وقبل فترة قليلة تناول العلاقة بين الشمال والجنوب مؤكداً على الجفوة القائمة الى قانون المناطق المقفولة وهو قانون كان الغرض منه حماية الناس في الجنوب من تجار الرقيق الشماليين وعلى رأسهم الزبير باشا حيث تم اعتقاله وارسل الى مصر فسجن هناك بعد تخريب زرائبة التي كان يحتجز فيها الناس في ديم الزبير….
التاريخ له وجهان وجه قبيح لا يكتب في الكتب ووجه حسن تحتويه تلك الكتب الملفقة امثال كتاب تاريخ السودان الذي درسناه لنكتشف انه ملفق عندما درسنا التاريخ الحقيقي في الوثائق البريطانية المكتوبة من ارض الواقع…. دائما هناك ببغاوات تبغبغ بالكلام دون ان تعرف معناه مثل على كرتي وزير الخارجة…
Zubehr is sufficiently described when it has been said that he was the most notorious slave dealer Africa has ever produced. His infamy had spread beyond the limits of the continent which was the scene of his exploits to the distant nations of the north and west
Zubehr in respect of slaves–a universal provider . As early as 1869 Khedive resolved to assert his rights .He sent a small Egyptian force to subdue the rebel slaver who not only disgraced humanity but refused to pay tribute. Like most of the Khedivial expeditions the troops under Bellal Bey met with ill-fortune. Thence Zubehr planned the conquest of Darfur, at that time an independent kingdom. The Egyptian Government were glad to join with him in the enterprise.. The operations were successful. The King of Darfur, was killed. The whole country was subdued .The whole population available after the battles became slaves. Zubehr thus wielded a formidable power. The Khedivial Government, thinking to ensure his loyalty, created him a Pasha–a rank which he could scarcely disgrace; and the authority of the rebel was thus unwillingly recognised
عن حرب النهر للسير ونستون تشيرشل
كان ادق ما وصف به الزبير ود رحمة بانه افظع تاجر للرقيق ولدته افريقيا
لقد طفقت سمعته السيئة الي خارج حدود القارة و التي كانت مركزا لاستغلاله و الي الامم البعيدة شرقا و غربا . و الزبيربالنسبة لدوره في تجارة الرقيق كان يعتبر من الموردين الدوليين. وفي وقت مبكر من عام 1869 حاول خديوي مصر بسط سلطانه عليه فارسل قوة صغيرة لاخضاع المتمرد الذي لم يكن عارا علي الانسانبة فحسب بل و الذي رفض دفع الضرائب . ولقد واجهت تلك الحملة سوء الطالع و هزمت . ثم قرر الزبير اخضاع دارفور و التي كانت يومها مملكة مستقلة و قد كانت الحكومة المصرية سعيدة بالمشاركة في تلك الحملة. و كانت الحملة ناجحة قتل فيها سلطان دارفور و تم اخضاع القطر كله لمصر و اصبح جميع السكان الموجودين فيه عبيدا. اكتسب الزبير سلطات واسعة و لضمان ولائه رقاه الخديوي الي رتبة الباشا.
اي شيء في هذه السيرة يدعونا الي الفخر و الاعتزاز و اي بطولة في عملاء الاجنبي
كيف يمكننا ان نقيم وطنا و شعبا ان كان الزبير بطلا قوميا نفاخر به
الزبير باشا تاجير رقيق نخاس وعميل للاتراك مقال طويل ولف ودوران عشان تقول الكلام الفي اخر النثر الكاتبو انتا اقراء التاريخ جيدأ
تجدني أتفق مع SESE فيما ذهب إليه. إن الزبير باشا هو السبب الأول والذي سارع على دربه خلفه حتى وصلنا إلى تسيس الدين أي إضافة التهميش الاقتصادي والثقافي والاجتماعي العامل الديني حتى تفتت بلادنا وانشطر إلى نصفين بل إنه سوف ينشطر إلى دويلات ما لم تتحرك القوى السياسية لوقف التغول الاحادي والاسلاموعروبي في بلد أقل ما يقال عنه متعدد في كل شيء. ينبغي أن يكون هذا التنوع ميزة وليس سبة , نعمة وليس نغمة ألم تتميز الولايات المتحدة لهذا التنوعي العرقي الاجتماعي الثقافي؟ وما زالت دولاًً مثل كندا واستراليا تجذب كل الشعوب للاستيطان في بلادها. أو ليس من حقنا نحن السودانيين ان نعيش كلنا في بلادنا وننعم بهذا التنوع الديني والثقافي والاجتماعي؟ متى يعلم الجميع أننا أفارقة قبل ان نكون نحمل دماءاًً عربية؟ متى يعلمون أننا لا نذكر لدى العرب إلا عند الكوارث بشريط أخبار أو موجز؟ متى يعلمون اننا لن نطول الأمانة العامة للجامعة العربية أبداً؟ متى يعلمون أنهم لا يريدوننا في الجامعة أصلاً كما دعا مندوب السعودية بها؟ افيقوا فإننا في القرن الواحد والعشرين, والعالم كله يجمعه الإنسانية التي جاءت من أجلها كل الأديان السماوية.
اتحدوا أيها السودانيون فالسودان يسعنا كلنا بل يسع كل من لا دار له. فقط أعلموا أن الإنسان لا يعيش إلا مرة واحدة والعمر قصير فاتركوا للأجيال القادمة أساساً يبنون عليه مستقبلهم وبساطاً أخضر ينعمون عليه. لا نيران حرب يحترقون بها.
أولاً: ما هذه الفوبيا التي تتلبسك من قوى اليسار؟
ثانياً: أهل اليسار منهجهم يقوم على مواجهة الحقائق لا الالتفاف عليها والتوهم بأن دفنها ممكن وقد يحل المشكلة.
ثالثاً: الزبير باشا لم يرفض محاربة المهدية ولم يرفض المرتب الكبير كما زعمت بل ان منظمات محاربة الرق الاوربية هي التي اعترضت على خطة الحكومة البريطانية الرامية الى الاستعانة به.
رابعاً:تمييع القضايا بادعاء قدر متساوي من التهميش في مناطق السودان لا يساعد على الحل كما ان انكار الحقائق يزيد المشاكل.