أردوغان يحبك خطة إجراء انتخابات مبكرة داخل القصر الرئاسي

في انتهاك صارخ للدستور، الرئيس التركي يشكل فريقا خاصا لمتابعة سبل تحقيق حلمه باسترجاع أغلبية حزبه البرلمانية كأنه صاحب السلطة التنفيذية.

ميدل ايست أونلاين

المصلحة الشخصية تتجاوز سيادة صناديق الاقتراع

أنقرة ـ دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مرحلة التحضير الفعلي للقيام بانتخابات مبكرة في انتهاك صارخ لصلاحياته الرئاسية التي تجبره بالتزام الحياد في مشاورات تشكيل الحكومة.

وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري محمد بكار أوغلو إن أردوغان بدأ الاستعداد لانتخابات مبكرة وشكّل فريقاً خاصاً داخل قصره لمتابعة هذه القضية وكأنه صاحب السلطة التنفيذية في البلاد.

وأضاف بكار أوغلو في لقاء مع صحيفة “بير جون” التركية حول مفاوضات تشكيل الحكومة الجارية بين حزبه وحزب العدالة والتنمية “لا توجد مشكلة في المفاوضات، لكن أردوغان هو العائق الوحيد”. ووجه انتقادات لاذعة لأردوغان لتدخله في شؤون الحكومة، مع أن المنصب الذي يشغله يفرض عليه أن يكون محايداً وعلى مسافة واحدة من كل الأحزاب والمواطنين.

ووذكرت صحيفة “زمان” التركية ان بكار أوغلو أكد أن المفاوضات لم تشهد أي أزمات أو مشكلات بين حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري.

ويرى مراقبون أن تشكيل أردوغان لفريق خاص بشأن الاهتمام بالانتخابات المبكرة يبين نية الرئيس السابقة والواضحة بتحقيق هذا الهدف ويعري كل التصريحات السابقة بشأن دعمه لمشاورات ومفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية.

وأكد هؤلاء أن أردوغان ينتهك بهذه الخطوة الأحادية صلاحياته التي يكفلها له الدستور والتي تلزمه بالحياد وعدم التدخل في تنظيم الانتخابات والمشاورات الحكومية.

وقال بكار أوغلو “بعد ان انتهت الجولة الخامسة من المفاوضات بين ممثلي الحزبين، بدأت الأنظار تتجه نحو قادة الحزبين. إلا أنه بات واضحًا أن أردوغان لا يريد تشكيل حكومة ائتلافية. لذلك إذا لم يتم تشكيل هذه الحكومة، فإن هذا ليس لأن الحزبين لم يتوصلا لاتفاق فيما بينهما، وإنما لأن أردوغان لم يسمح لهما بذلك”.

ويخطو أردوغان خطوات في سبيل أن يتمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة بمفرده عن طريق الانتخابات المبكرة، من أجل تحقيق حلمه بتحويل البلاد إلى النظام الرئاسي بشكل فعلي.

وفي ظل هجوم أنقرة على لحزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تراجع الاهتمام بالمفاوضات الرامية لتشكيل حكومة جديدة والتي بدأت قبل نحو شهر بعد الانتخابات العامة في السابع من يونيو/حزيران.

وتأثر الاهتمام بالمفاوضات أيضا بزيادة أعمال العنف بين القوات الحكومية ومتشددين أكراد في جنوب شرق البلاد.

واظهر أحدث استطلاع رأي لمؤسسة الرصد التركية سونار أن حزب العدالة والتنمية قد يحصد أصواتا كافية لاستعادة الأغلبية البرلمانية التي خسرها في الانتخابات لو أجريت على الفور انتخابات مبكرة.

وقد يعزز الصراع مع المتشددين الأكراد المشاعر القومية في تركيا وقد يدفع الناخبين للبحث عن قدر أكبر من الاستقرار في حكومة حزب واحد. وحذر إردوغان مرارا من مخاطر تشكيل ائتلافات هشة.

وقال خبراء ان هدف أردوغان الحقيقي من الضربات العسكرية التي يشنها على الاكراد هو زيادة الفوضى واجبار الأتراك على دعم اجراء انتخابات مبكرة لاسترجاع الاغلبية البرلمانية لحزبه و حرمان حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد من مقاعده في البرلمان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..