مقالات سياسية

كناتين الجزيرة !!

* لم يعد هنالك ما يدهش من كثرة ما يدهش فى هذا البلد، وصار كل شئ عاديا فى نظر الناس مهما كانت درجة غرابته او الدهشة التى يمكن أن يسببها !!

* الأمثلة كثيرة ومتنوعة: ناس كانوا فقراء واغتنوا فجأة، ناس كانوا أثرياء وافتقروا فجأة، واحد كنت مفتكرو شريف طلع حرامى، وواحد حرامى بقى شريف فجأة، واحد ما عارف كان ايه كده، بقى مسؤول كبير فى الدولة ينهى ويأمر (أرجع لمقالة أمين حسن عمر فى مجلة الحركة عن معايير العضوية فى المؤتمر الوطنى وعدم امكانية تطبيق مفاهيم الحركة الاسلامية عليها)!!

* واحد كان نكرة بقى رئيس أكبر نادى فى البلد، واحدة ما كانت بتحلم تشيل ورا غنّاية فى قعدة، أصبحت ملكة الطرب بين يوم وليلة وكل مؤهلاتها شنو كده ما عارف، واحدة كانت لون زينب أمبارح، بقت لون ماريا شاربوفا الليلة، واحد فاقد تربوى بقى بروفيسور، واحد غريب (يصافحك) ينتزع رجولتك ويخليك قاعد فى السهلة والناس يصدقوا العبط ده ويتركوا السلام بالمصافحة مثل ما حدث قبل كم سنة، مسؤول كبير فى الدولة يدعو للاستعانة بالجن فى استخراج البترول على عينك يا تاجر وما فى زول يتشكك فى سلامة قواه العقلية (يا حليل البترول)، بل يهلل له البعض وتروّج لحديثه الصحف، واحد اليوم كله قال الله وقال الرسول (وهى لله وهى لله) وتانى اليوم تقرا فى الواتساب انو إتقبض فى كشة .. ونماذج كثيرة من هذا النوع اعتاد عليها السودانيون حتى لم يعد هنالك ما يدهشهم مهما كان مثيرا لدهشة غيرهم من الأمم !!

* دعونا نجرّب: هل يدهشكم أن تعرفوا أن عدد تلاميذ فصل واحد (5 فى 5 متر) فى احدى المدارس بولاية الجزيرة 160 تلميذا، يحضرون الحصص وهم وقوف (فى أفضل الظروف)، وهل يدهشكم ان تعرفوا ان هذه المدرسة خاصة وليست حكومية، وأنها تأخذ (3 مليون) جنيه فى العام مصروفات دراسية من الطالب الواحد، وليس لها مدير، وانما مديرها هو صاحبها الذى ليس له علاقة بالتدريس أوالعملية التربوية برمتها، ولا يوجد بها أساتذة متفرغون، وانما يقوم بالتدريس فيها ــ إذا تيسرـ أساتذة زايغين من مدارسهم الحكومية، أو أشخاص ليس لهم علاقة بمهنة التدريس؟!

* دعكم من تلك المدرسة، هنالك مدرسة أخرى بنفس الولاية (خاصة أيضا)، لديها حافلة خاصة صغيرة لترحيل الطلاب (طبعا هذا أمر مدهش للغاية) .. ولكن هل تعلمون كم عدد الطلاب الذين يحشرهم صاحب المدرسة داخل الحافة كل مرة؟ صدّقوا أو لا تصدّقوا .. طبعا حتصدقوا : (سبعون طالبا بالتمام والكمال)، وهنالك مدرسة تقوم بترحيل الطلاب برقشات، حمولة كل رقشة بين 15 و17 طالبا، غير السواق والكمسارى!!

* إدارة التعليم الخاص بولاية الجزيرة، أصدرت قرارا ــ حسب الخبر الذى وافانا به الزميل القدير مزمل صديق ــ يقضى بإغلاق 61 مؤسسة تعليمية خاصة مع نهاية هذا العام، وانذار 71 أخرى، بين روضة وأساس وثانوى، لارتكاب مخالفات مثل النماذج التى ذكرتها، أوغيرها .. كخلط تلاميذ متباينى الأعمار فى فصل واحد، وعدم وجود كتب، وعدم وجود طباشير، وعدم وجود مدراء وعدم وجود مدرسين، بل حتى عدم وجود مراحيض!!

* تلك هى الصورة (غير المدهشة) فى الكثير من المؤسسات التعليمية الخاصة بولاية الجزيرة، التى يسعى الاستاذ القدير أحمد الريح مدير ادارة التعليم الخاص بولاية الجزيرة، الذى كلف بالادارة قبل بضعة أسابيع، لإزالتها، ولكن لا بد من السؤال (وإن كان فى غير محله): كيف تم التصديق لهذه الكناتين للعمل فى مهنة التدريس، ومن هو المسؤول، ولماذا لا يحاسب؟!

الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السوال الجد هو … لماذا لا يحاسب ؟؟؟ التصديق تم واصبح من الماضي لكن من صدق ومن سمح هو من يجب أن يحاسب من أصغر موظف لي الوالي المعين والرئيس العيين الوالي

  2. ألأخ : دكتور زهير السراج : ذكر لى طبيب أسنان أمس فقط أن عدد طلاب المرحلة الثانية فى إحدى كليات طب ألأسنان الخاصة و التى تقع فى الخرطوم بالقرب من نهر النيل هو بالتحديد ( 180 طالب ) و هل تعلم أن الطالب بيدفع مصروفات دراسية 25 مليون جنية بالقديم فىالسنة زادوها لتصبح 35 مليون جنية . و أن هذا الطبيب محتار كيف يمكن تدريب هذا العدد الضخم من الطلاب فى نفس الفصل . المتخرجون بهذا العدد هم الذين يخلعون الضرس السليم و يتركوا المسوس وإذا تكلمت يمسحوا بيك البلاط . شفت البلد دى ضمير الناس فيها صاحى كيف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..