كارلوس في السودان

زمان مثل هذا

كارلوس في السودان

الصادق المهدي الشريف

? ظهرت في هذا العيد شائعات خطيرة كان لها أثرها الكبير في تحجيم فرحة الأطفال واستمتاعهم بالعيد. ? والشائعات كما هو الحالُ دائماً تسري في الأوقات التي تغيب فيها المعلومة الصحيحة… حينها تنشط ُ الذاكرة الشعبية في نسج القصص والحكايات. ? فحوى الشائعة هي أنّ هناك مرضًا مُعديًا يسري بين الأطفال يقودهم إلى فقدان نعمة البصر… هذا المرض يُسمى شعبياً بمرض (كارلوس). ? وكارلوس هو شخصية فنزويلية قامت بأعمالٍ جنائيةٍ كبيرةٍ صنعت له سجلاً ضخماً لدى استخبارات الدول… مثل أسرهِ لوزراء دول منظمة الأوبك واختطاف طائرتهم، وقيامه بعدد من الاغتيالات السياسية. ? والصورة التي نشرتها وسائل الإعلام لهذا الإرهابي العالمي تظهرهُ وهو يرتدي نظارة سوداء قاتمة يخفي بها عينيه من الناس كمن أصابه مرضٌ في عينيه. ? والمرضُ الذي تتحدث عنه الشائعة هو مرضٌ يصيبُ الأعين، وقد انتشر بسرعة في ولايتي الخرطوم وشمال كردفان… ? الأمهاتُ سمعن بهذا المرض، فحبسن أولادهنَّ في البيوت، لا يخرجون منها للمعايدة ولا للعب في الشارع ولا حتى للترفيهِ في الحدائق والمنتزهات. ? ولم يفتح الله على وزارة الصحةِ بتنوير المواطنين وبثِّ معلومات تذهب وَجَسَ قلوبهم خلال فترة العيد… حتى صارت الشائعات هي الأصل الذي تتمُّ معاملةُ الأطفال من خلاله. ? وبعد أن انتهت إجازة العيد وداوم قادة وزارة الصحة في مكاتبهم، تبرع الدكتور د. كمال هاشم مدير البرنامج القومي للعمى بوزارة الصحة الاتحادية بوصف الإصابات التي ظهرت خلال فترة العيد بأنها محدودة وغير مزعجة. ? وأشار إلى أن طبيعة الالتهاب فيروسية وتحدُثُ كلَّ فترةٍ ولا تتركُ ضرراً على العيون، وقال إنّه مرضٌ سريعُ الانتشار لأنّهُ ينتشرُ بواسطة الذباب والأيادي الملوثة. ? وقال أيضاً إنّ الحالات الموجودة في ولاية الخرطوم محدودة وغير مزعجة، وإنّ الالتهاب ذو طبيعة فيروسية وليس لديه علاج ويأخذ فترة 10 – 15 يوماً وينتهي دون إضراربالعينين. ? كما أنَّ المرض يُحدث إحمراراً في العين، ونسي د.هاشم أن يتحدث عن اسمه العلمي بل سماهُ كما يسميهِ العامة (كارلوس). ? لكنّ معلومات مدير مكافحة العمى كانت تدعو إلى القلق أكثر من الطمأنينة، فمعلومةُ أنّ المرض ليس لهُ علاجٌ لا يمكن أن تُطمئن أماً واجفةً أو أباً هلعاً. ? كما أنّ التقليل من عدد حالات الإصابة لا يأخذه المواطنون مأخذ الجِدِّ… لأنّ من عادة الحكومة / والموظفين الحكوميين أن تقلل / يقللوا من عدد الإصابات بأيّ مرضٍ… حتى لو كانت الحيوانات هي المُصابة. ? لهذا لم يذهب أطفالٌ كُثرٌ الى المدارس بعد عطلة العيدِ في انتظار ما سوف تسفر عنه الأيام… ? كما أنّ انتشار الذباب في الأحياء السكنية والمدارس لا يبشر بانحسار المرض ولا يقللُ من إصابة الأطفال به. ? وحتى نكونُ عمليين… فلننس التقصير في المرحلة السابقة، ولتبدأ وزارة الصحة ببرامج توعوية حول طبيعة المرض. ? ولتتزامن مع هذا حملاتٌ للقضاءِ على وسيط الانتقال (الذباب)، مع تبصير المواطنين بكلّ طرق الوقاية الممكنة. ? وأعتقدُ أنَّ هذا جهدُ المُقِل… وأيُّ جهدٍ أقلُّ من هذا ليُعتبرُ تقصيراً لا يمكن القبول به.

التيار

تعليق واحد

  1. نحنا زمان تجاوزنا ملرحلة التقصير الذي لا يمكن القبول به لان اي تقصير في الحقيقة وعند الدول التي تحترم شعوبها لا يمكن القبول به !!! مالك داير تديهم امل في امكانية ان يصلحوا انفسهم ووزاراتهم !! ديل نفسهم يأسانين من كترة اهمالهم لينا ولو داير تتأكد كان تمشي مستشفي بحري ايام العيد الما سعيد !!

    عيد سعيد وخريف اسعد

  2. يا عزيزي كارلوس السفاح الدولي الارهابي الحقيقي نفسه كان موجود عندنا و في ضيافة حكومتنا الرسالية ثم غدرت به لما قبضت الثمن مثلما فعلت مع بن لادن و غيره ….
    ماذا تتوقع من مثل هذه حكومة تجاه مواطنيها؟ لا خدمات و لا صحة و لا رعاية و كل انواع الاوبئة منتشرة و متوطنة و لا يوجد دولة تكلف نفسها بتوفير الدعم للصحة و توفير الكوادر المؤهلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..