بعد قتل بن لادن..واشنطن تمهد للانسحاب من أفغانستان.. نائب وزير الداخلية السعودي: نأمل أن يكون الشر انتهى بمقتل زعيم «القاعدة»

واشنطن: محمد علي صالح
بعد يومين من قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وخلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، اتفق اثنان من قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أهمية الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وقال السيناتور جون كيري (ديمقراطي من ولاية ماساشوستس) ورئيس اللجنة، والذي سيزور أفغانستان في الأسبوع الماضي ليقابل رئيسها حميد كرزاي: «لا يوجد حل عسكري لمشكلة أفغانستان، ولا بد من العمل سريعا لحل سياسي. بعد قتل أسامة بن لادن، نحتاج لأن نسأل: متى سنرحل؟ وكيف؟ ومع من نتفاوض قبل أن نرحل؟».
وأضاف: «أقول بصراحة: جهودنا في أفغانستان لم تنجح». ورغم أنه لم يدع إلى التفاوض مع الملا محمد عمر، زعيم طالبان، فقد دعا إلى التفاوض مع «العناصر المعتدلة» داخل طالبان. وقال: «هناك أجنحة كثيرة داخل طالبان، وليست كلها متطرفة».
ودعا السيناتور كيري الرئيس باراك أوباما للتركيز على «حل سياسي يقوده الأفعان، وليس نحن».
وقال السيناتور رتشارد لوقار (جمهوري من ولاية إنديانا) ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية: «لم تعد أفغانستان مصدر الإرهاب الذي كان يهددنا». وأشار إلى تقرير كان أصدره البنتاغون مؤخرا قال إن القوات الأميركية في أفغانستان «حققت تقدما في مناطق كثيرة» في أفغانستان. لكن هذا التقدم «يمكن أن ينعكس».
ومثل كاري، دعا لوقار إلى التفاوض مع طالبان، وقال: «طالبان ستظل في أفغانستان لفترة طويلة». وسأل: «لماذا نحن في أفغانستان أساسا؟ لماذا لا نكون في اليمن وفي دول أخرى فيها نشاطات إرهابية إذا كان سبب وجودنا في أفغانستان هو النشاطات الإرهابية؟».
وأشار لوقار إلى الصرف الأميركي الكثير في أفغانستان، وقال إن الولايات المتحدة صرفت في السنة الماضية أكثر من مائة مليار دولار. ووضعت أكثر من مائة ألف جندي هناك، بالإضافة إلى ثلاثين ألف جندي «في دول أخرى لمساندة الذين في أفغانستان».
وقال إن الحلفاء الغربيين في أفغانستان لا يساهمون كثيرا، وإنه من بين ثلاثين مليارا صرفتها أميركا لتدريب الأفغان وللمشاريع المدنية في أفغانستان، صرف الحلفاء مليارين فقط. وأضاف أن المشكلة الاقتصادية داخل الولايات المتحدة تحتم تخفيض الصرف في أفغانستان.
وأشار لوقار إلى باكستان، وقال إن الخطر هناك أكثر منه في أفغانستان. وقال: «صار واضحا أن القاعدة تتمتع بوجود كبير داخل باكستان. قتلنا أسامة بن لادن في باكستان، مما يدل على أن الخطر علينا موجود أكثر في باكستان منه في أفغانستان».
وقال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وكان مستشارا في البيت الأبيض لأكثر من رئيس، رأيا مماثلا. وأضاف: «أخطأنا في الربط بين القضاء على القاعدة والقضاء على طالبان». وقال إن مشكلة باكستان ستكون أكبر لأن لباكستان «أهمية استراتيجية أكثر في المنطقة، والوضع فيها أكثر تعقيدا، ولأن علاقاتها مع الصين والهند لها أبعاد جيواستراتيجية».
وقال هاس: «باكستان ليست حليفة لنا، ولا يمكن أن تكون حليفة لنا. قضاياها مختلفة جدا عن قضايانا». وأضاف: «المشكلة الكبرى هي انهيار باكستان». ودعا إلى التركيز على باكستان لأن أفغانستان «ليست لها أهمية استراتيجية». غير أن آن ماري سلوتر، أستاذة في جامعة برنستون (ولاية نيوجيرسي)، دعت إلى التأني قبل الانسحاب من أفغانستان. وقالت: «صحيح الحل ليس عسكريا، لكننا يجب أن لا ننسحب قبل أن نضع أسس دولة مستقرة وديمقراطية». واقترحت التركيز على الاستثمارات في أفغانستان، وعلى عدم عودة طالبان إلى الحكم.
[COLOR=blue]نائب وزير الداخلية السعودي: نأمل أن يكون الشر انتهى بمقتل زعيم «القاعدة»[/COLOR]أكد الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية السعودي أن بلاده تأمل أن يكون الشر انتهى بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأضاف مجيبا على سؤال عما إذا كان مقتل زعيم «القاعدة» سيؤثر سلبا أم إيجابا على المنطقة بقوله: «بموت أسامة بن لادن نرجو أن يكون شرا وانتهى، فهو كان شرا على نفسه وعلى أسرته وعلى بلاد العرب والمسلمين التي ينتمي لها» مشددا على أن بن لادن «لا يحمل الجنسية السعودية منذ سنوات، ونتمنى أن ينتهي الشر بانتهائه».
وكشف الأمير أحمد في تصريح له عقب حضوره اجتماع وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجية الذي عقد أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن المجموعات الإرهابية تمتلك علاقات داخلية وخارجية، مشددا على أن الجريمة والمخدرات وغيرها موجودة في جميع أنحاء العالم ويتم مكافحتها، والإرهاب طارئ وأرجو أن يزول، وقال: «ما حدث أخيرا من حادث إرهابي في المغرب لا مبرر له، وهؤلاء مرضى يجدون من يوجههم التوجيه السيئ ويرتكبون حماقات تزعج الأمن في أي بلد كان».
وعن المخاطر التي تواجه السعودية، ومنطقة الخليج بشكل عام قال: «إن المخاطر الأمنية متعددة، ومن أهمها الإرهاب، ولكنها ستنحسر، وآمل ألا يتكرر مرة أخرى، والمملكة جزء من دول الخليج والعالم العربي، ونأمل أن تكون الأمور للأفضل في كل أنحاء الدول العربية لما في مصلحة شعوبها، والعرب جسد واحد إذا اشتكى منه جزء تداعى له باقي الأعضاء، ويهمنا الأمن والاستقرار في جميع البلاد العربية».
وردا على سؤال يتعلق بموضوع المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت إليه السعودية وما وصل إليه، أشار إلى أن بلاده دعت إلى إنشاء هذا المركز الدولي وتبادل المعلومات عنه وأن يشمل العالم، وقال: «نرحب به في الرياض أو في أي مكان كان، وأن يكون جزءا من الأمم المتحدة، أما بالنسبة لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة فوضع لتوجيه من ضل عن الطريق الصحيح، وانضم إلى هذه المجموعات الإرهابية، الذين يؤذون أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، وهم يوجهون من خلال هذا المركز التوجيه الصالح حتى يكونوا أعضاء نافعين في مجتمعهم، والحمد لله أن هذا المركز ناجح».
وعن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعما إذا كانت شرطة، أكد أنها في الحقيقة ليست شرطة، بل مؤسسة حكومية، مبينا أن هناك قاعدة قرآنية تقول «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، لافتا إلى النظر إلى أن أفراد الهيئة مكلفون من قبل الدولة، وقد يكون هناك متعاونون معهم، وهم جميعا يقصدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجالات شتى، ولكن ليسوا شرطة، وقال: «للأسف أن ما يروى عنهم غير صحيح في كثير من الأحيان، وقد تقصينا بعض الأمور التي قيل إنهم تجاوزوا فيها، ولكن تبين أن هناك بعض التجاوزات البسيطة، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بالضرورة أنها دائما سبب للمشكلات.. أبدا، ولكن يطلق عليها شائعات كثيرة، وهم في الحقيقة يدعون إلى الخير ويسعون من أجله ولا يستطيعون التجاوز، لأن الدولة لا ترضى التجاوز على النظام والقانون مهما كان ومن أي جهة كانت، ونأمل منها أن تكون اسما على مسمى».
الشرق الاوسط