بصمات العين والشفاة.. مدخل لتحليل الشخصيات.. أساليب علمية

الخرطوم – نمارق ضو البيت
بصمة العين، الشفاه، الأسنان، اليد، كلها تدل على شخصية الفرد وتميزه من الآخرين، ومكنت الكثير من المحققين من التوصل لشخصيات مجهولي الهوية؛ بعد جهد من التنقيب في علم البصمات الوراثية للإنسان.
ولم يتوقف العلم عند هذه البصمات واستمر البحث عن بصمات جسدية تحدد حالة الشخص النفسية، من بينها بصمة الشفاة، وهنالك أساليب أخرى توصلنا لمعرفة الأشخاص؛ لكنها تخص الأفراد المميزين في كثير من الأحيان من بينها بصمة الكتابة التي تميز كاتبا عن آخر، وكذلك بصمات الفنانين في استخدام الألوان، والموسيقيين في تعاطيهم مع موسيقاهم، وهذا ما دفع المحللين النفسيين والاجتماعيين للبحث وراء سبب تميز بصمات هؤلاء المبدعين.
أساليب علمية
أثبتت الدراسات العلمية أن الشفاه يمكنها أن تكون مفتاحا لتحليل شخصية صاحبها، ورغم أن الأمر قد يبدو غريبا للبعض لكن هذا ما توصل له بعض المحللين النفسيين، إذ أنه يمكن كشف حالة الفرد بعد طبعه لقبلة على ورقة؛ فتحدد شكل القبلة الحالة النفسية التي يمر بها جسد الإنسان في ذلك الوقت، فالشفاه المثلثة تعني أن صاحبها يحب تقديم المساعدة للآخرين، أما الشفاة الباهتة فتعني أن الفرد مرهق ويحتاج لراحة، وهذا ما أسماه المختصون ببصمة الشفاة؛ وهنالك نوع آخر من البصمات كبصمة العين، البصمة الوراثية أو الـ dna، وأيضا بصمة اليد التي يتم بها اكتشاف المجرمين، فلكل شخص بصمته الجسدية التي تميزه عن الآخرين ولا يشبه فيها أيا كان، وفي الماضي كان يُستدل على الأشخاص من آثار أقدامهم عبر فراسة قصاصي الأثر.
للكتاب والمبدعين بصماتهم
وفي السياق تقول تقوى المصطفى- خريجة آداب الخرطوم- إن لكل كاتب أو فنان بصمته الخاصة التي تميزه وتجعله يتفرد عن الآخرين، وواصلت قائلة: ما أن تسمع قصيدة لشاعر له بصمته الخاصة مثل درويش، النواب، القدال، حُميد، حتى يتبين لك صاحبها من أسلوبه الشعري الذي يتميز به، فهنالك من يلجأ للرمزية وآخر للرومانسية وثالث يوغل في البساطة والعامية، وذات الأمر ينطبق على الرسامين والفنانين وغيرهم للمبدعين الذين يمتلكون تجربة وأساليب مميزة، وفي رأيي أن هؤلاء المبدعين لهم كاريزما خاصة تختلف عن الأشخاص العاديين، ولأنهم أشخاص مميزون في تفكيرهم ونظرتهم لمجريات الأمور استطاعوا أن يضعوا بصمة مختلفة.
تعددية البصمات التربوية
وترى الباحثة النفسية ثريا إبراهيم أن لكل فرد بصمته السلوكية الخاصة في المجتمع، التي يسهم في تكونيها عبر التنشئة الاجتماعية سواء كانت ستفرز فردا صالحا أم طالحا، واستطردت قائلة: وهذا ما يسمى بالتطبع ويمكن أن يمكن أن يقوم به الوالدان أو الإخوة الكبار في الأسر النووية، ويشارك فيه أفراد العائلة من الأجداد والأعمام إلى باقي أفراد الأسره، لكن كلما كان هنالك نموذج واحد للبصمة التربوية كان ذلك أفضل بالنسبة لنفسية الطفل، فهي تصنع منه طفلا معافى نفسيا وله شخصية واضحة المعالم، فالأسرة الصغيرة تربي الطفل بقواعد معينة وتتعامل معه بأسس محددة في الثواب والعقاب، وهذا يندرج تحت نظام التربية الموحد؛ وهو أسلوب تربوي علمي يراعي حقوق الطفل ويتيح له براحات تبرز له شخصيته المستقلة والواضحة، وذلك لأن النموذج والقدوة التربوية التي يراها تنحصر في شخص أو اثنين، بخلاف الطفل في الأسر الممتدة؛ فعندما تكثر النماذج التربوية يتنازع الطفل ويكون شخصية غير محددة أو واضحة.
تشويش على القيم
وأضافت ثريا: وتطبيع الطفل على القيم الاجتماعية المحببة والعادات السمحة مثل المنافسة الشريفة، الثقة بالنفس والاعتداد بها، وهذا التطبيع يهيئ الطفل على التعامل مع معطيات الحياة بصورة جيدة؛ حين لا يكون معه والداه، لكن حين تكثر عليه جهات التوجيه والتوبيخ الأسرية فهي تشوش القيم الأساسية بداخله، وتسهم في تكوين شخص مهزوز في اتخاذ قراراته، واسترسلت قائلة: لذا يجب أن يجتهد الوالدان على أن يتربى أولادهما بينهما ليكتسبوا بصمة مختلفة، كما يحرصان على منحهم قدر من الحرية ليتمكنوا من وضع بصمتهم الخاصة، ليستطيع الطفل أن يبدع بدون أن يقلد الآخرين ويكون جزءا من القطيع، فمعظم المبدعين والكتاب لهم نفسهم الخاص الذي يميزهم عن الآخرين
اليوم التالي