هيّا إلي الفساد

حالما انتهت المسرحية التي تسمي إجازة الميزانية في البرلمان،سيتوهط السدنة في كراسيهم،وشعارهم المرفوع(هيا إلي الفساد).
والفساد عند منسوبي المؤتمر الوطني والدائرين في فلكهم أشكال وألوان،فساد عادي،وفساد مصلح،وفساد يدوي وفساد إلكتروني(علي وزن أورنيك 15 الإلكتروني).
والموازنات أيضاً أنواع،فالظاهرة لدي عامة الناس،والتي مرت من مجلس الوزراء لمجلس المؤتمر الوطني،والتي تناهز ال68 مليار جنيه،تؤكل بطريقة التجنيب،والحوافز التي تصرف مرتين في الشهر،أو الفواتير المضروبة،حيث ثمن قلم الحبر الجاف 100 جنيه،والإستيكة 10 جنيهات،وتمتد إلي العربات والأثاثات،وكل فاتورة تضرب في 10،والأموال التي تخرج من الخزائن العامة رأساً للحسابات الخاصة،(وهي لله كما يقولون).
والموازنات المستترة،وما يسمي الصرف خارج الميزانية متعدد الأشكال والأنواع،فهنالك الشركات الأمنية،والتابعة للشرطة،أو الجيش،واستثماراتها بالمليارات،وهي تدخل في مجال التجارة من باب النفوذ والاحتكار،وتحصل علي الإعفاءات،وحساباتها سر دفين،وأرباحها في جيوب السدنة والتنابلة..برغم أنها تأسست من المال العام،ومن أموال دافعي الضرائب.
وأموال الكهرباء تحت تصرف إدارتها،وهي مؤتمر وطني،وأموال الزكاة تحت تصرف منسوبيها وهم مؤتمر وطني،والصناديق المتعددة ذات المال الوفير،مثل المعاشات والتأمينات وصندوق الإمدادات،تحت تصرف إداراتها وهي مؤتمر وطني،وهكذا فالموازنات المستترة لصالح الحزب الحاكم وعضويته،والقليل منها يخصص للرشاوي واستمالة المؤلفة قلوبهم.
ومن الموازنات المستترة،ما تجنيه جياد من أموال،وشركات التصنيع الحربي،والهيئات التي تساهم الحكومة في رؤوس أموالها مثل سوداتل.
أما أموال بيع الأراضي وبخاصة في الخرطوم،فالسر في بير،ومن حكاويها أن السدنة يحصلون علي القطع المميزة،وأن المزارع تتحول إلي قطع سكنية(تحت التربيزة)،وأن الفائدة تقسم علي الفاسدين،ودوننا ما حصل في ضواحي (طيبة الحسناب)ومشروع أمدوم وغيره من الأراضي التي نزعت من الغلابة وخصصت لناس التمكين.
ويقولون للعامة من أمثالنا أن الأورنيك الإلكتروني يحارب الفساد،وهم يعلمون أن الكمبيوتر لا يتكلم،وأن البرامج قابلة للتعديل،فالرقم 500 يصبح 50 بعد حذف الصفر في الكمبيوتر،والفاسدون يضعون القوانين لحمايتهم لا حماية المال العام.
وبينما تذهب أموال الموازنة للأمن والدفاع ثم تنهب في وضح النهار،يموت المرضي بسبب عدم دفع الرسوم،ويطرد الطلاب لأنهم لم يدفعوا رسوم التسجيل،ويظل الخريجون(عطالي)لأن الوظائف محتكرة للحزب الحاكم،ويصبح الآلاف بلا عمل لأن الخصخصة مستمرة،وإن جلست أنت المواطن الشريف أمام طبلية،أو كفتيرة شاي،طاردوك وسجنوك وفرضوا عليك الغرامة لأنك في نظرهم تخالف(النظام العام)،ومنظرك يؤذي الحرامية والفاسدين.
وإذا تحدث الناس عن الفساد،قال الحرامية هاتوا الدليل،وان قدمت شكوي للمحاكم ضدهم،خرجوا بقانون التحلل،وإن اعتصم الناس في الميادين ضربوهم بالرصاص.
سيفهم هؤلاء في يوم قريب أن عزيمة الشعب أقوي من الرصاص والمدافع،وأن الحرية تهون في سبيلها الدماء،وأن الشعب السوداني لن يرضي الحقارة،وأول اللهيب شرارة
[email][email protected][/email]