جذور ” داعش” في السودان

تاج السر عثمان بابو
– ما يحدث الآن من إنتماء لبعض الطلاب السودانيين إلي “داعش” والسفر إلي سوريا وليبيا وغيرهما هو امتداد لنشاط الحركة الإسلاموية في السودان التي قامت علي الإرهاب والعنف ، وكترياق للحداثة والتطور الإجتماعي الذي شهده السودان بعد الحرب العالمية الثانية، وكرد فعل لنمو ونشاط الحركة الشيوعية السودانية في منتصف اربعينيات القرن الماضي، ولم تكتف بذلك، بل تبنت أشكال عملها وتحالفاتها التكتيكية والاستراتيجية في العمل التنظيمي والجماهيري علي سبيل المثال : اتخذت وسط الطلاب اسم (الاتجاه الاسلامي) مقابل (الجبهة الديمقراطية) ووسط الشباب ( الاتحاد الوطني للشباب ) مقابل ( اتحاد الشباب السوداني)، ووسط النساء الاتحاد الوطني للنساء ) مقابل ( الاتحاد النسائي السوداني)، وكذلك الحال وسط المهنيين والاشكال الجبهوية علي النطاق الوطني التي دخل فيها الحزب الشيوعي السوداني.
وبالتالي يتضح الطبيعة والنشأة الطفيلية لهذا التنظيم العاجز عن اتخاذ الاشكال التنظيمية التي تنبع من فكره وجهده في دراسة الواقع.
– رفعت الحركة الاسلاموية الشعارات المبهمة التي لاتغني ولاتسمن من جوع مثل: (الاسلام هو الحل) ، اذ ما معني أن الاسلام هو الحل؟ ، وحل لماذا؟، والشعارت المضللة حول (العلمانية) باعتبارها كفر ورذيلة ودعوة للتحلل الخلقي والالحاد ومؤامرة صهيونية ضد الاسلام.. الخ، في حين أن (العلمانية) هي دعوة لأن تكون السياسة ممارسة بشرية تقبل الخطأ والصواب ، بدون قداسة وحكم زائف باسم السماء، وأن العلمانية لاتعني استبعاد الدين من حياة المواطنين، فما علاقة ذلك بالالحاد والتحلل الخلقي والمؤامرة الصهيونية…الخ؟؟؟!!!!
الفرية الثانية في شعارات الحركة الاسلاموية هي الدعاية المضللة ضد (الشيوعية) وتصويرها بأنها كفر والحاد ودعوة للرذيلة وغير ذلك من الاوصاف التي لايقبلها العقل والفكر السياسي الحديث، في حين أن (الشيوعية) دعوة لاقامة مجتمع خالي من كل أشكال الاستغلال الطبقي والعنصري والديني والاثني والجنسي ، وتحقيق الفرد الحر باعتباره الشرط لتطور المجموع الحر، فما علاقة ذلك بالكفر والرذيلة والتحلل الأخلاقي ..الخ؟!!!.
– لم تبذل الحركة الاسلاموية جهدا معتبرا في دراسة واقع السودان وتركيبته الاجتماعية والاقتصادية وتطوره التاريخي، ولم تقدم رؤي منتجة وفعّالة لحل مشكلة الأقليات في السودان، وقضايا الاصلاح الزراعي والصناعي والتعليم والصحة..الخ، وعندما وصلت تلك الحركة للسلطة لم تفعل شيئا سوي أنها تبنت سياسة الاقتصاد الحر في ابشع صوره، وخصخصة القطاع العام، و(روشتة) صندوق النقد الدولي بسحب الدعم عن التعليم والصحة والخدمات والسلع الأساسية، وهي سياسات افقرت الشعب السوداني بحيث اصبح 95% منه يعيش تحت خط الفقر فأي اسلام هذا؟! كما دمرت هذه السياسات القطاع العام عن طريق الخصخصة، وتم تدمير وبيع مرافق السكة الحديد ومشروع الجزيرة والنقل النهري..الخ ، ولم يتم تخصيص جزء من عائدات النفط لدعم الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والخدمات،بل نهب الاسلامويون عائداته وهربوها للخارج والتي تقدر بأكثر من 60 مليار دولار، كما تم تدمير الخدمة المدنية من خلال تشريد الالاف من الكوادر المؤهلة والمدربة لاهداف سياسية، كما تم ادخال نظام التعذيب الوحشي حتي الموت للمعتقلين السياسيين، كما عمّقوا التفرقة العنصرية والحروب الدينية ومزقوا وحدة البلاد وفرطوا في سيادتها الوطنية( احتلال حلايب من قبل مصر، وأجزاء من شرق وجنوب شرق السودان بواسطة اثيوبيا وكينيا..)، وانفصل جنوب السودان ، اضافة لتعميق مشكلة دارفور والتي اصبحت مأساة حقيقية جعلت رئيس النظام مطلوبا أمام محكمة الجنايات الدولية.
كل ذلك يوضح مدي تخبط هذه الحركة التي ذابت داخل السلطة، ونشأت من صلبها مجموعة رأسمالية طفيلية فاسدة حتي نخاع العظم، وتناسلت وتكاثرت داخل تلك البحيرة الراكدة التنظيمات السلفية الارهابية ” داعش،..الخ” التي تكفر الجميع.
ولم تقدم الحركة نماذجا للتنمية والديمقراطية يحتذي بها رغم وجودها في السلطة لفترة 26 عاما ، وحتي الصيغ الاسلاموية التي قدمتها كانت فاشلة مثل نظم: البنوك الاسلامية( زيادة الربا) ، ونظام السلم، والزكاة، ولم تسهم تلك النظم في التنمية وخلق نظام اجتماعي عادل.
كما لم تنتج هذه الحركة حتي بعد الوصول للسلطة وتسخير كل امكانانها لها فنا أو ادبا يذكر ، اضافة لخلوها من الطاقات المبدعة والخلاقة وعيشها في فراغ ثقافي، كما لم تنتج دراسات عميقة في الواقع السوداني كما أشرنا سابقا. اضافة الي أن اخطر ما في دعوة الحركة الاسلامية هو: اعتبار كل تاريخنا الثقافي منذ ممالك السودان القديمة والنوبة المسيحية جاهلية، والغاء وتحطيم آثار تلك الفترة بوسائل وطرق غير مباشرة وماكرة، كما تفعل الآن ” داعش” في سوريا والعراق..
– ارتبطت الحركة منذ نشأتها بالارهاب والانظمة الديكتاتورية مثل: محاولة اغتيال الحاكم العام روبرت هاو ، وتأييد انقلاب 17 نوفمبر 1958م( نظام عبود) والدخول في (حالة كمون) كما أشار د. الترابي خوفا من القمع كما حدث لحركة الاخوان المسلمين في مصر، حتي تحركوا في السنوات الأخيرة وركبوا موجة المعارضة التي تصاعدت ضد النظام.
وبعد ثورة اكتوبر 1964م خططوا لمؤامرة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في خرق واضح للدستور وانتهاك لاستقلال القضاء برفض قرار المحكمة العليا لقرار الحل وباعتباره غير دستوري ، مما خلق أزمة في البلاد، كان من نتائجها انقلاب 25/5/1969م.
كما ادخلوا العنف في الحياة السياسية وخاصة وسط الطلاب والهجوم المسلح علي دور الحزب الشيوعي بعد قرار حله، والهجوم علي معرض الفنون الشعبية الذي اقامته جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي بجامعة الخرطوم عام 1968م، والهجوم علي معرض الكتاب المسيحي بجامعة الخرطوم وحرقه، وتكوين التشكيلات العسكرية التي استخدموها في العنف في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حتي نفذوا انقلاب 30 يونيو 1989م، واقاموا دولة ارهابية فاشية ودموية حولت حرب الجنوب الي دينية، وارسلوا الالاف من الطلاب لمحرقة الحرب في الجنوب والذين وصفهم د. الترابي بعد المفاصلة بأنهم ” ماتوا فطائس!!!” ونتجت منها فظائع عمقت جراح الوطن وكرست الدعوات الانفصالية.
كما ايدوا محكمة الردة للاستاذ محمود محمد طه عام 1968م، وباركوا اعدامه عام 1985م بعد قوانين سبتمبر1983م.
كما تحالفوا في جامعة الخرطوم عام 1972م مع نظام النميري والغوا دستور التمثيل النسبي وادخلوا نظام الحر المباشر والذي عن طريق صادروا الديمقرطية وربطوا الاتحاد بالتنظيم، وعطلوا الجمعية العمومية و تقديم خطاب الدورة لها عقب نهاية كل دورة للاتحاد، كانت تلك التجربة(تجربة ربط الاتحاد بالتنظيم) خطوة لربط الدولة بالتنظيم بعد انقلاب 30 يونيو 1989م.
– التحالف مع امريكا ودعمها لهم مع المجاهدين الافغان في الحرب الباردة ضد الشيوعية والمعسكر الاشتراكي..
– عارضوا اشتراك المرأة في السياسة حتي فرضت عليهم الاحداث ذلك بعد ثورة اكتوبر 1964م، ثم بعد ذلك ركبوا الموجة وجاءت اجتهادات د. الترابي لتبرير اشتراكها في انتخابات الطلاب والانتخابات العامة.
– رغم التحولات في بنية الحركة الاسلامية والاصلاحات التي احدثها د. الترابي فيها بعد انقلاب 25 مايو وطرحه للتجديد في الشكل لا المحتوي الذي ظل بائسا ومكرسا للاحادية والتسلط حتي داخل التنظيم مثل: الدخول في السوق وادخال التقنية الحديثة ( كمبيوتر وادوات اتصال ووسائل اعلامية وادارية حديثة..)، الا أنه بعد انقلاب 30 يونيو 1989م تم خلق فئة رأسمالية اسلاموية طفيلية نهبت قطاع الدولة، وأغلب هذه الفئة جاءت من اصول اجتماعية متواضعة بعد أن استفادت من مجانية التعليم والغتها بعد الوصول للسلطة!!!.
– تكرار تجارب الفاشية والنازية باسم الاسلام ، ويتضح ذلك في بداية انقلاب الاسلامويين عندما استخدموا ابشع اساليب الاعتقالات والاغتيالات والتعذيب الوحشي وتشريد الالاف من اعمالهم ومحاولة محو التاريخ السوداني من الذاكرة السودانية وفرض مناهج للتعليم تكرس لايديولوجية التنظيم الاحادية وضيقة الافق، وتضخيم الاجهزة الأمنية وزيادة ميزانيتها لتصل الي اكثر من 75% من الميزانية العامة وتقليل ميزانيتي التعليم والصحة، والصرف الضخم علي جهاز الدولة والاعلام المتضخم وارتباط الحزب بالدولة ، والسيطرة علي النقابات وربطها بالدولة عن طريق مايسمي بنقابة المنشأة وتزوير انتخابات نقابات العاملين والمهنيين واتحادات الطلاب والانتخابات العامة وصرف من لايخشي الفقر علي تلك المهازل المسماة زورا انتخابات، اضافة لتوسيع قاعدة القمع بذرائع ايديولوجية والمضايقات الشخصية للمواطنين واصحاب الديانات المسيحية وكريم المعتقدات عن طريق مايسمي بقوانين النظام العام، اضافة الي الغاء ونفي الآخر، وتحويل حرب الجنوب في بداية انقلاب الانقاذ الي حرب دينية
كانت حصيلة نظام الاسلامويين : أنه الاكثر فسادا وارهابا وقمعا في تاريخ السودان، بحيث استطاعت الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية انجاز تراكمها الرأسمالي بواسطة القمع سياسيا والنهب إقتصاديا، و تم تشريد وتعذيب واعتقال واغتيال الالاف من المعارضين السياسيين وأبناء المناطق المهمشة، ومصادرة الحريات السياسية والنقابية، وتم توسيع نطاق الحرب ليشمل دارفوروجبال النوبا والنيل الأزرق وشرق السودان، وكانت النتيجة تمزيق اوصال البلاد واثارة النعرات العنصرية والقبلية، وانفصال الجنوب.
?كان من اهم سمات حكم الطفيلية الاسلاموية نقض العهود والمواثيق والمراوغة ، ورفع شعار الحوار لاطالة عمر النظام ،والتفريط في السيادة الوطنية، وبيع اراضي البلاد باثمان بخسة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وتبديد الفائض الاقتصادي اللازم للتنمية من خلال تهريبه للخارج، والاستثمارفي النشاط العقاري في الخارج، علي سبيل المثال :قدرت صحيفة امريكية أن رأس المال الاسلاموي السوداني الدائر في ماليزيا وحدها يقدر ب 22 مليار دولار، اضافة الي تبديد الفائض الاقتصادي في الصرف البذخي علي جهاز الدولة الطفيلي المتضخم والاحتفالات والمؤتمرات والافراح والاتراح والتي تقدر بملايين الدولارات. اضافة للفشل في انجازالتنمية الاقتصادية والاجتماعية ،وفشل المشروع الحضاري بسبب انتشار الفساد في البر وفي البحر بسبب السياسات الخرقاء لحكام الطفيلية الاسلاموية، بل اصبحت ديون السودان الخارجية 46 مليار دولار . حتي وصل النظام مرحلة التفسخ والتعفن والتحلل الشامل، واصبح ممزقا بتناقضاته الداخلية ومحاصرا من المجتمع الدولي بسبب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان.
? وكان من الطبيعي أن يفرز هذا النظام من صلبه تنظيمات إرهابية سلفية ظلامية مثل “داعش” وغيرها وبالتالي اصبح لابديل غير تشديد النضال الجماهيري والمقاومة لسياسات النظام، ومواصلة التراكمات النضالية التي تصاعدت من خلال الهبات والانتفاضات السابقة مثل: هبة سبتمبر 2013م التي هزت اركان النظام واحدثت شرخا عميقا داخله، والوقفات الاحتجاجية للعاملين في المستشفيات ضد الخصخصة، ولطلاب الجامعات والكليات ، واسر المعتقلين، والمشردين ،وانتفاضات المدن والاحياء من اجل توفير خدمات المياه والكهرباء، ومقاومة النقابيين والمزارعين، ومتضرري السدود، وضحايا أحداث رمضان، وبورتسودان، وكجبار، وسبتمبر 2013م، والطلاب..الخ، ومقاومة المواطنين لنهب اراضيهم وغياب الخدمات ، ومقاومة الجماهير وربات البيوت للغلاء الذي اصبح لايطاق،ومقاومة الجماهير والحركات في مناطق الحرب في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق…الخ. ولاشك أن هذا التراكم النضالي سوف يصب في النهاية مجري العصيان المدني والاضراب السياسي والانتفاضة الشعبية الشاملة التي تطيح بالنظام وتلقي به في مزبلة التاريخ. ويتم انتزاع الديمقراطية ، واستعادة اموال الشعب التي نهبتها الطفيلية الاسلاموية، وبناء دولة المواطنة التي تسع الجميع، ووقف الحرب والحل الشامل لكل مناطق السودان علي اساس التنمية المتوازنة والعدالة في توزيع الثروة والفرص، وتحقيق وحدة البلاد من خلال تنوعها وتعددها الثقافي والحضاري.
[email][email protected][/email]
مقال مركز. احسنت يا استاذ
شكرا يارفيق على الموضوع والمقال القيم في هذه الجريدة الغراء عن هذا الوباء المستشري في بلاد ثلاثة قارات وبين مختلف الطبقات وعبر الجنسين فأحاول زيادته خيرا بأربعة إشارات.
الإشارة الأولى:
الممنوعات التي بتغييبها وغيابها تتأجج وتلتهب عقلية الشباب: “التاريخ” الموضوعي، و”الانتقاد” الجدلي لمفارقات العقائد والثقافة.
تمتنع مناهج التعليم ومناهج الإعلام عن القيام لعرض التاريخ بموضوعية ولأتهتم بإظهار الانتقادات الكبرى ضد بنياته وضد عقائده، بل تورد التاريخ كتغير حكومات مجملا وتورد العقائد كأحوال دينية صرفة خالية من أي مفارقات اجتماعية اقتصادية في كل تواريخها! رغم أن تاريخ اي عقيدة من العقائد الأربعة الأكثر نفوذا في العالم أكثر من الألف عام ويمتد واحدها لأكثر من مائة مجتمع، وعبر أكثر من صراع فلسفي، واجتماعي، وطبقي، وثقافي، ولغوي، وقومي، وإقليمي، ودولي، ونوعجنسي، وعقلي!؟ ورغم كل هذا الاتساع والمفارقات المواشجة له فان وسائط التعليم والإعلام تقدم التاريخ والعقائد التي تخللته دون عرض منظوم لمفارقاتها بل صفحة بيضاء! وبهذا الضيق في التأريخ وبهذا الإبتسار والشح في انتقاد عناصر وتراكيب وسياسة العقائد واقتصادها وثقافتها العنصرية والضد قومية في ان وبعض تأثيراتها السالبة، فان الثقافة والذهنية المكونة بهذا الأسلوب التعليمي والإعلامي تكون ثقافة وذهنية قليلة مفككة هشة البنيان يسهل على أية جهة إختراقها وتحويل أقسام أو أفراد منها لأدوات تنفذ لجهة الاختراق ما تريده من أو ضد هذه الثقافة وأذهانها التي لا عمود لها سوى تيه الفرد فيكون توق الفرد الناشيء للإلتزام وحاجته النفسية والموضوعية إلى الفاعلية الشخصية والإجتماعية والتقدير الثقافي والإعلامي لحياته وجهوده وأحلامه تكون بأحادها أو جمعة مفتاحا للسيطرة عليه، والتحكم فيه، بل وحتى نسفه أو إحراقه باعتباره عند بعض دوائر المخابرات والحروب الدقيقة مجرد طلقة بشرية في حرب مصالح عالمية كيرى تستخدم الإسلاميين وجماعات الإسلاميين كمليشيات مقدمة في المعركة المعولمة الحاضرة لتفكيك دولهم وتماسك مجتمعاتهم واخضاعها بقاياها من ثم لترتيب جديد.
………………………………………
الاشارة الثانية ؛
“عقلية الغرف المغلقة”
“عقلية لغرف المغلقة” تجزيء الأمور وتفصلها عن بعضها وتقطع صلات رحم بعضها بعضا. فهي لا تربط الأشياء ببنية أكبر بل تعزل كل واحد منها. فهي تأخذ كل أمر في الحياة معزولا بخصوصيته عن أمر يختلف عنه خواصا وشكلا ولكنه لازم له في الإتجاه والحركة والتفاعل، فهي تفصل الرياضة والفن مثلا عن التعليم وتفصل الثلاثة عن الثقافة وتفصل كل واحد منهم عن السياسة! بينما كل هذه الأمور من مركبات إرتقاء الفرد وتحوله من بشر إلى إنسان. والناس إلى مجتمع، والدين الى ارتقاء اجتماعي من الأنوية والذاتية إلى العقلانية والانسانية. لكن مع هذه التجزئة وبفعل النوع التجزيئي التعليم والتجزيئي الاعلام فان الذهن المتعلم او المتلقى رسائل الإعلام باسلوب التلقين أو بأسلوب الحداثة التعليمية يخلو من “التاريخ” الموضوعي ومن “الانتقاد”، وبذا يكون الذهن الضعيف الإثنين ذهنا خوخا وضعيفا في تناول الأمور الكبرى طات الترتيب والاختلاف ةطات القدسية والتفكير والنشاط كالسياسة والدين والجهاد ومن ثم يسهل قود الذهن الضعيف لموقف معين في هذه القضايا.
ّ…………………………………..
الإشارة الثالثة؛
تأسيس الإعلام الأوروبي للهوس الديني الاسلامي بتغييبه للهويات الأخرى للفرد الجنسية والجيلية والمهنية والوطنية والسياسية وبجعله “الاسلام” هو القالب العام لكل أحداث ومعاني الحياة المتنوعة والمختلفة.
الاعلام الغربي عن الشرق الأوسط والتفاعلات العالمية معه يبالغ في الهوية الإسلامية ويغيب الهويات الأخرى.
الاعلام الغربي باللغات وبالعربي ينجز 75% من تأسيس الإرهاب وذلك باختزاله هويات أهل الشرق الاوسط ومجتمعاته يصبها في قوالب مختلفة لكلمة الاسلام. وهو بذا الحصر يغيب هوياتهم الاخرى كأجيال شباب وشيوخ، وكأنواع نساء ورجال، ويغيب هوياتهم المهنية كأساتذة ومهنيين وتجار وعمال وزراع ورعاة، ويغيب هوياتهم كأهل هامش أو أهل مركز، وطني أو عالمي، ويغيب هوياتهم الحزبية الخ، فتسمعه وتراه يخفض أو يلغي أكثر هذه الهويات بأسلوب يحصر الذهن في محورين فقط لا يثلثهما وهما “الاسلام السياسي” أو “الحكم والمعارضة”.
هذا الحصر الذهني يافاقم مع الفشل الظاهر في أداء الحكم والمعارضة لارتباط العلاقات الدولية لهما بالإستعمار الحديث، ولا يترك له بعد هذا الحصر والتخذيل سوى تجريب الموضة الجديدة أو العرض الإعلامي الجديد المسمى “الاسلام”.
وبهذا فان صيغ الخطاب الإعلامي الغربي بأساليبها الإعلانية تبث لإنسان الشرق الاوسط فكرة فشل الحداثة وإنسدادها في بلاده وتهيئه نوعا ما للانخراط في البديل المضمر وهو الإسلام السياسي.
بعد هذا الإعداد الإعلامي الذهني والنفسي عن غياب أو فناء الهويات الحديثة وفشلها، تكمل هيئات السلفيين في مجالات “الدعوة” والأئمة المتطرفين ووسائط الاعلام بالانترنت الموالية لهم الجزء القليل الباقي من مهمة تكوين جندي إسلامي إنتحاري أو تجهيز مساعد له.
……………………………………..
الاشارة الرابعة؛
بؤس مفهوم “الجهاد” المروج له بواسطة الإسلاميين.
تردد كثير من الأقوال والكتب الاسلامية أن “الجهاد سنام الدين” يقصدون بكلمة الجهاد معنى الدعوة للحكم الاسلامي و معنى المقاتلة الدموية في سبيل تحقيق هذا الحكم الفاشل أو الدفاع عنه.
إكثار هذا الترديد، يزيد معه ترديد الإصطلاحات المواشجة للقتال كالتكفير، والأسر، والذبح، والسبي، والرق، وتهمش هذه الثقافة القهرية إمكان تسنم المسلمين ذرى الخيرات والفضائل الحيوية المعروفة مثل التعلم والتعليم، والرياضيات والفيزياء والحكمة والمنطق والفلسفة، والفن، والأدب، والأعمال الخيرية، العلوم الإجتماعية، ومجالات الهندسة، الطب، الزراعة والصناعة، السياحة، وحتى الإعتزال والتفكر .
وهي علوم وأعمال وشؤون فيها حروب ناعمة مفيدة ناجعة ضد الجهل والغلو، وضد الفقر والجوع، وضد الأمراض البدنية والثقافية. وهي جهاد مفيد لنمو الإنسانية شعوبا وحضارات وأفكارا بصورة مختلفة عن الجهاد الدموي التأسيسي القديم القائم على دعوة وحروب لتكوين دولة دينية إسلامية يحكمها عربي قريشي/علوي!
تكرار ذلك الجهاد القديم حاضرا يمزق الدول والمجتمعات ويدمرها بإسم تكوين حكم ديني يثبت تمييزا عنصريا دينيا لإجبار غير المسلمين على دفع جزية وإصغار نفسهم للمسلمين أو لطائفة منهم أو يواجهون (حكم) القتل!
فهو كلا وجمعة جهاد بالدعوة والقتال والإرهاب لتكوين وحماية دولة إمبراطورية عنصرية الثقافة والدستور ، في عصر الإعلام، والوطنية، وحقوق الانسان، والقنابل الذرية.
الفقهاء الكبار ومواليهم في الكلام باسم الدين وهم ككل كبار الفقهاء ضعاف في أمور العلوم الإنسانية والاجتماعية قاموا بتسمية هذا المشروع الجنوني الدموي للتوسع الإستعماري الإمبراطوري اللانهائي الذي يدخل العالم في حالة حرب عالمية مستدامة باسم “الجهاد” وبإسم “دولة الاسلام” بل وتقاتلوا عليه: جماعة الجهاد ضد الجماعة الاسلامية ضد أنصار الشريعة، ضد القاعدة ضد دولة الاسلام، والحبل على الغارب!
“دولة الاسلام” هذه هي مجرد تسمية تقديسية لمشروع جنوني لإراقة دماء العالم أو إخضاعه لحكم “أصحاب الدعوة” وانقلاباتهم وتحارباتهم الافغانية! فهي اي “دولة الاسلام” تسمية شكلها ديني يراد بها باطل فهي تحلل الملك العضوض أو الدولة الإمبراطورية التي تشمل سيطرتها العالم كله لتخضعه لخليفة أو سلطان (عربي قريشي/علوي) ليقرر هو وهاماناته كل شؤون العالم وحتى شؤون الكواكب الأخرى!
في القرن ال21 نسأل هؤلاء”العلماء” لماذا هذه الوصاية والسيطرة على الآخرين؟
موضوع وفهم “الجهاد” عند علماء الشرع النمطيين يربط الجهاد بالحرب والقوة والسيطرة على العالم وحتى الكواكب الأخرى، بينما واحدهم ماله وملبسه وطعامه وأدواته وإعلامه صناعة أجنبية!!
هذا البؤس والغلو في فهم الجهاد مشهور انه من سنن الإسلاميين موقظي ؤمؤججي الفتن والارهاب وصولا لهدف غير محدد الأبعاد يسمونه عادة “مصلحة الدعوة” أو “التمكين”!! بينما مصلحة الدين والمجتمعات المواشجة لا ترتبط بمنطق القوة الوحشية، بل مرتبطة بقوة المنطق والثقافة والسمو العقلي والصولجان الذهني أي بالتعلم والتعليم والفنون والآداب والعلوم والفلسفة، فالإرتقاء في هذه الأمور هو بوابة الحياة الانسانية الراقية بكل الإعتقادات والأعمال إلى حال جميل وخير للتعارف والتعاون والإعمار والسلام
المنصور جعفر
..
لك التحية بابو فلقد وفيت وكفيت وحللت تحليلا منطقيا لهذه الشرذمة وذكر هنا ان هنري كيسنجر سئل في السبعينات عن الحركات الاسلامية ومدى خطورتها على امريكا فقال)I think this bridge we have already crossed)(
اذن المتامل لهذه العبارة اداي فيما معناها اننا تهطينا او عبرنا هذا الجسر اي الحركات الاسلامية بمعنى ان هذه الحركات قد تم اختراقها من قبل المحابرات الامريكية واصبحت تسخر لخدمة الاجندة الغربية وما انفصال جنوب السودان ببعيد وتدمير الاقتصاد السوداني والو بكر البغدادي الداعشي كان معتقلا بكوانتنامو
اذن هناك ارتباط وثيق بين هذه الحركات والمخابرات الامريكية
وهذا ماقاله دكتور برات في ندوة بامدرمان انهم عملاء المخابرات الامريكية
هو ده المقال الذهبي الذي يوثق ممارسات هؤلاء السفلة الانجاس
مقال في الصميم يا استاذ يسلم قلمك، ماخليت ليهم جمبة يقبلو عليها.
0000000000000
واستعادة اموال الشعب التي نهبتها الطفيلية الاسلاموية!!!!!!!!!!!!!!حيحيبه منو!!!!!!!!!!!!!!!!!المهدي وله الميرغني البياكلو معاهم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وله القضاء بتاعينك!! البقه الواحد تمنو دولارين ونص!!!!!!!!!!!!!!!!وله بتاعين النيابه!!!!!!!!! البفكو الشكش!!تاني يوم!!وله……………………!!
من معرفتي بنوعية هؤلاء أنهم تربوا من قبل آباء اكاديميين أطباء مهندسين رجال أعمال أتو من قري وأماكن متخلفة وإبتعدوا عن منطقتهم وأهلهم كما يبتعد الصحيح عن الأجرب وأصبحوا خرطوميين جل تركيزهم في تربيتهم مع أبنائهم التفوق الأكاديمي والتديين والابتعاد عن سلوك الأوربيين الكفرة المنحلين وهذا هو الطالب المثالي في نظرهم ويقدقوا عليه بالمال وبكل ما يطلب فينكفي علي كتبه ويحرز نتائج جيدة ويفرح أسرته الفخورة به ويلتزم بممارثة طقوسه الدينية مبتعداً عن المجتمع الذي عاش فيه آسيوي أوروبي او أميركي ولا يعاشرهم ولا يريد معرفة لأي شيء عنهم؟ ولو درس في بلد عربي يتعرض للعنصرية المغيتة في العلن او الخفاء ؟
ومثل هذا النوع ليس له الجرأة علي التعامل مع الجنس اللطيف ويخاف من القرب منه فيعيش مراهقته منطويا علي نفسه وكتبه ويمارس العادة السرية في الخفاء ؟؟؟ لأن الجنس في تلك المرحلة من العمر قوة ربانية كاذب وحالم من يعتقد أنه يمكن كبحها الا في حالة نادره وهي أن هنالك خلل عضوي لأحدهم ؟؟؟ كمعظم السودانيين وخاصة الأكاديميين لا يربون أبناءهم تربية وطنية ولا يطرقون معهم مواضيع تخص وطنهم ويحزروهم من التدخل في السياسة؟ وعندما يسمعون آبائهم يتحدثون في السياسة تجدهم يركزون علي قضايا الغير بالرغم من أن قضايا الوطن يشيب لها رأس الولدان ؟ ودائماً ينحصر النقاش في عروبة السودان أو معاداة إسرائيل وقضية فلسطين وأطفالهم في المخيمات علماً بأن العناية بهم تفوق عنيتهم بأطفالهم ؟؟ودائماً ما يوجهه بشوف قرايتك وبس وماتعديها لي كلام في السياسة؟؟؟ فعلي سبيل المثال لن يشير له أن أطفال شرق السودان مساكين متوسط عمرهم لا يتعدى ال5 سنوات وينتشر بينهم مرض السل نتيجة للجوع والفقر ولا يجدون فرصة في التعليم غير الخلوة ان وجدوها ؟؟؟ فيكون معزول عن مشاكل وطته ويهتم بمشاكل الغير فلسطين وإسرائيل ويتحمس لهم معاديا لليهود والأمريكان الكفرة ؟؟؟ ومثل هذه النوعية سهل التأثير عليها وقيادتها مثل المعزة ؟؟؟ وحسب الثقافه السائدة في سوداننا الحبيب أنه الأبيض له احترام ومكانة خاصة غير اسود اللون العب كما يطلق عليه في الخفاء او في العلن او في طريقة التعامل التي تربي عليها منذ الصغر وهذه العنصرية تجعله ضعيف أمام البيض خاصة من شخص ابيض وملتحي ويوحي له بأنه من قريش ونسب رسولنا الكريم فيقودهم كالشاه الي محرقة الحرب كما فعل الترابي كشكوش ودفع شبابنا المصقرت !!!الي بنات الحور في الجنوب ليموتوا كالخراف في الوقت الذي أبناءه يستمتعون بمشاهدة سباقات الخيل في دبي ولندن ؟؟؟ وابن المجرم نافع الذي تلذذ باغتصاب رجل أمامه في أحد بيوت الأشباح بالخرطوم وابنه يصييف في يخته بالاسكندرية ؟؟؟ هذه هي بصراحة تامة مشكلة هؤلاء الطيبين أبناء الطيبين ؟؟؟
مقال مكرب ووافي يشعرني بأن هنالك أمل طالما بيننا شباب بهذا القدر الكبير من الوعي والثقافة فالتحية والاحترام لك.من جرائم هذه العصابة الحاكمة جرائم لا يجب تجاهل ذكرها في كل موضوع او مناسبة وهي جريمة اغتصاب الرجال والنساء في بيوت الأشباح ؟؟؟
مقال مكرب ووافي يشعرني بأن هنالك أمل طالما بيننا شباب بهذا القدر الكبير من الوعي والثقافة فالتحية والاحترام لك.من جرائم هذه العصابة الحاكمة جرائم لا يجب تجاهل ذكرها في كل موضوع او مناسبة وهي جريمة اغتصاب الرجال والنساء في بيوت الأشباح ؟؟؟