اين نقف من واقع الصحافة العالمية مهنياً واقتصادياً؟

فى ذكرى اليوم العالمى للصحافة 3 مايو 2012
اين نقف من واقع الصحافة العالمية مهنياً واقتصادياً؟ مراجعات
صباح محمد ادم
[email][email protected][/email]
اليوم الثالث من مارس 2012 يصادف الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في كل أرجاء العالم في 3 أيار/مايو من كل عام. وهو فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة؛ ولتقييم حرية الصحافة، وللدفاع عن وسائل الإعلام أمام الهجمات التي تُشن على استقلاليتها، وهو فرصة كذلك للتعبير عن إجلال الصحفيين الذين لقوا حتفهم في أثناء أداء واجبهم.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993، عقب التوصية التي أُعتمدت في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991
اين نحن من الان من واقع الصحافة العالمية مهنيا واقتصاديا ؟
حتما لا نحتاج الى جهد كبير لنتعرف على مالآت الصحافة فى بلادنا حيث انه لم تعانى مهنة من الاشكالات قدر ما عانت مهنة الصحافة فى السودان فى ظل الانظمة الشمولية التى اقعدت بمهنة الصحافة لخمسون عاما خلت فقد خلالها الصحفيين والصحفيات التجربة الصحفية الحقيقية كما افتقدت الاجيال عملية التواصل عبر تبادل الخبرات المهنية التواصل فى ظل الانقلابات العسكرية التى تفرض ايدلوجياتها وتؤثر على العمل الصحفى مهنيا واخلاقيا .
انتهاك للحريات وحرب نفسية واقتصادية :-
انتهاك صريح لحرية الصحافة فى السودان نماذج الانتهاك تلخصت فى المنع من الكتابة والملاحقة الاعتقال والطرد واغتيال الشخصية الى حد وضع قوانيين تتهم الصحفيين بالتجسس والتخابر لدول اجنبية وهى تهمة قد تصل عقوبتها الى الاعدام .
ووقال رئيس تحرير ومجلس ادارة الايام الاستاذ محجوب محمد صالح في ندوة شبكة الصحفيين فى الموافق من 2/4/2012بمقر طيبة برس بالخرطوم بعنوان(صحافة حرة او لا صحافة ) : لقد ظللنا نعاني من عدم الالتزام بما ورد في الدستور حول حرية التعبير، واصبحت الصحافة تواجه تدخلات ورقابة من جهات كثيرة وممارسات تتعارض مع الدستور وشدد على ضرورة التحرك المجتمعى لايقاف الانتهاكات التى تطال الصحافة والصحفيين مضيفا ان حرية التعبير حق مجتمعى ومن واجب المجتمع ان يعمل لضمان حرية الصحافة الا ان المسئولية الاولى تقع على عاتق المجتمع الصحفى ويتطلب ذلك وقفة صلبة من قبلنا ضد الممارسات وقال ليس معنى ذلك ان الصحافة فوق القانون الا اننا نطالب ان يكون القضاء هو الحكم اذا انتهكت الصحافة القانون ? ولن يتحققق ذلك الا عبر حوار مستنير وشفاف وان المرحلة السياسية تتطلب وجود صحافة مهنية مستنيرة
اما الحرب الاقتصادية فهى تتم عبر احتكار معينات الطباعة وارتفاع اسعار الورق حيث وصل طن الورق الى سعر يوازى( 6 الف جنيه سودانى) هذا بالاضافة الى احتكار الاعلان ومعاقبة بعض الصحف عبر اللجؤ الى منع اصحاب المطابع وتحريضهم على عدم طباعة صحف معينة وتقييد التوزيع ومصادرة بعضها بعد الطبع وتعريضها لخسائر مادية كبيرة فى ظل ظروف اقتصادية صعبة ،
واللجؤ فى بعض الاحيان الى اسلوب الحرب النفسية فى مواجهة الصحف بالتضييق عليها وتحجيم اختياراتها للكتاب والصحفيين بل مطالبتها بايقاف بعضهم رغم حاجة المؤوسسة الصحفية لهم وعدم موضوعية ومشروعية المطالب وباللجؤ الى التهديد والتحذير شفاهة ورفض تقديم اى ايضاحات مكتوبة مما يجعل من رؤساء تحرير الصحف والقائمين عليها فى مواقف غير موزوتة وفى وضع حرج امام مرؤسيهم كما انه اسلوب ينطوى على اهانة وتبخيس من قدر مهنة الصحافة والتقليل من دورها فى كشف الحقائق امام الراى العام .
صعود عناصر ضعيفة ومدجنة :
فى المقابل يتم اتاحة الفرصة لتصعد عناصر صحفية ضعيفة وقليلة المعرفة و يتم تدجينها لتلعب دور معين لتاتى كتاباتهم وتحليلاتهم متوافقة مع ما يريده النظام ففى ظل التضييق والملاحقة والحصار الاقتصادى للمؤسسات الصحفية والمنع تعمد السلطة الحاكمة على استقطاب مجموعة من الصحفيين والصحفيات ويتم التاثير عليهم وتتحول الصحافة من مهنة تسعى للكشف عن الحقيقة الى وسيلة لتغييب الحقائق وتحريفها فتاتى الكتابات الصحفية منحازة وبعيدة عن المهنية بل فى احيان كثيرة يتحول هؤلاء الكتاب والصحفيين لعناصر تثير الكراهية والعنصرية وترسخ لمبادى تتنافى وحقوق الانسان ويعمدون الى تغييب الوعى وقتل الروح المعنوية وتخزيل المعارضين مما يفقر البيئة السياسية ويقلل من فرص التغيير ويزرعون العنصرية البغيضة فى المجتمع خاصة فى عدم وجود اى نوع من المحاسبية القانونية والاخلاقية التى كان سيوفرها وجود ميثاق العمل الصحفى الحقيقى الذى يقره الصحفيون عبر نقابة حرة ومستقلة يتم انتخابها بنزاهة وشفافية
ملاحظات عامة على حال الصحافة السودانية فى سرد ورواية احداث هامة :-
ينبغى لاى صحافة حرة ونزيهة وتدعى الاستقلالية ان تنحاز الى الحقائق الموضوعية فى طرحها لقضايا هامة ولننظر لواقعها بعد احداث هجليج نلاحظ ان الصحف تحولت الغالبية منها الى صحف شبه رسمية تتحدث بلسان واحد وجاءت الاخبار فى مجملها تعلى من الاصوات التى تدعو للحرب وتناى عن السلم الذى هو اساس الحياة ، وانساق كثير من الصحفيين وراء نشر لغة التهديد التى بثها الجهاز التنفيذى والتشريعى وتبنوا وجهة نظر الحكومة دون العمل بمهنية الصحافة فى التحليل والنقد الموضوعى وتحولت بموجب ذلك الصحف الى مجرد نشرات رسمية (غازيتا) واصبحت الكتابات الصحفية المختلفة او العقلانية التى حاول البعض الذى بوعيه قد تلمس خطورة تصعيد لغة الحرب نتيجة للظروف الصعبة التى يمر بها السودان باهتة وخافتة فى ظل هرج ومرج اعلامى بعيد المدي فاصبحوا كمن يؤذن فى مالطا فجاء مقال الدكتور الطيب زين العابدين والذى اداوم على متابعته كل يوم احد بصحيفة الصحافة باهتا على غير عادته ليس لضعف شابه وانما كانه العاقل الوحيد وسط مجموعة من المجانين . وفقدت بعض الصحف والصحفيين و المصداقية فى كونهم مستقلين امام الراى العام وهو امر قد ينصرف الى النظرة الى الصحافة كمهنة ودورها ومدى تاثيرها على الاحداث فى ظل وضعها الراهن فهو دور قد يصبح مشكوكا فيه ، بينما ستدور كثير من علامات الاستفهام حول الصحفيين والصحفيات بشكل عام ومدى علاقتهم بالنظام الحاكم ومدى نزاهتهم وهى اسئلة قاسية وصعبة الحصول فيها على اجابة فى ظل الظروف الحالية وسيلقى ذلك بظلال من الريبة والشكوك تضر بالكثيرين من العاملين فى المهنة (لان الشر يعم ) وقد كتب ريئس تحرير صحيفة واسعة الانتشار تقريرا فى زيارته مع ريئس الجمهورية الى منطقة هجليج بعد استعادتها واصفا رائحة الجثث المتححللة التى تفوح منها وان الصقور والحدية تاكلها و قد شبعت متشفيا والكل يعلم ان الصحافة لها اخلاقها والحرب ايضا لها اخلاقها فقد تجاوز القيم الانسانية التمثيل بالجثث والقاؤها فى العراء لتنهشها الصقور كما ان الاديان جعلت للموتى والقتلى حرمة توجب احترامها والمهنية الصحفية تدعو الوؤسسات الاعلامية للالتزام بالقواعد المهنية فقد قال :
موفق الرفاعى من العراق وهو اعلامى عربى معروف بكتاباته حول الاعلام المهنى (اشار فى دراسة حول مهنية المؤسسات الاعلامية بان إن كثرة قيام مؤسسات إعلامية ليس بالضرورة مؤشر على مناخ إعلامي صحي بل ربما كان من دوافع عدم الالتزام بقواعد المهنية الإعلامية ومشجع عليه.
– كما أن مصداقية الوسيلة الإعلامية ورصانتها وجديتها ستكون انعكاسا لما تنتهجه المؤسسة من وضوح في سياستها التحريرية وإجمال ذلك في دليل عمل تحدد من- إن تطوير نظم المعلومات باستمرار وتحديثها ووضعها تحت تصرف محرريها يعد أمرا لا بد منه لاستكمال جوانب المهنية الإعلامية، إذ لا يمكن تصور وسيلة إعلامية جادة من دون منظومة معلومات تشمل الخرائط الجغرافية والتاريخية، وتلم بتفاصيل كل ما يتعلق وطبيعة عملها فتسهل على محرريها إيصال المعلومة إلى المستهدفين ) .
ففي عالم الإعلام، اليوم يبقى الخبر ناقصا وغير مستوف لكافة شروطه إذا لم يتضمن المعلومات التي تحيط بجميع جوانبه وهنا انهزم الخبر الصحفى لانه فقد مقوماته الاساسية
– إن كفاءة الإعلاميين ضرورية هي الأخرى لاستكمال جميع جوانب المهنية الإعلامية في المؤسسة. إذ أن الإعلاميين المؤهلين أكاديميا وأولئك المتسلحين بالخبرات.. المواظبين على الدورات التدريبية ولديهم المهارات الكافية لعملهم في استخدام أجهزة التقنيات الحديثة سيشكلون بلا شك الجهاز الوظيفي المرموق الذي تتمكن من خلاله المؤسسة الإعلامية ارتقاءس خلاله هويتها ونهجها وكذلك مدى انضباط أفرادها والتزامهم بقواعد السلوك المهني
أختي صباح محمد آدم ،
تحية طيبة وسلام عليك وأنت تناطحين السحاب بتمنيك حرية الصحافة في بلد كالسودان .. لا أظنك والكثيرين الذين يحلمون بذلك- لا أحسب أن قد فات عليهم أن الصحافة جزء أو ركن هام في مثلث النظام الحاكم – وكما تعلمين يا أخت صباح طبيعة هذا النظام أو في الحقيقة أي نظام دكتاتوري كيف له أن يسمح بحرية صحافة وهو يتوغل في الفساد ولا يريد أن يعرف الشعب ذلك؟ ببساطة حرية الصحافة تعني ذهاب هذا الحكم الذي وصفه الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد “بأفسد نظام حكم السودان” وصادق هو “بيت كلاوي أصلي ومؤسس التنظيم الأخواني في السودان وليس الترابي الذي جاء بعده و لم يكن أحسن منه ”
علي الصحفيين حنيئذ التحدث عن “أزمة الحكم ومفسدة الإنقلابات اى مدي تدجينها للحريات” إذا كانوا قادرين علي ذلك – وأعلم بالطبع أن ذلك مستحيلا” -وبالتالي يصبح الحديث عن حرية الصحافة وحياد الصحفيين أمرا” لا جدوي من ورائه -أو كأنك تخاطب في أشباح.. فالصحافة المسكينة هنا أشبه بالمدخن الشره الذي أصييب بمرض سرطان الرئه نتيجة التدخين وهو لازال يدخن لكنه يأمل أن تسعفه “جلسات العلاج الكيماوي” في علاج السرطان!! يا لها من أمنية .. أقول لك يا صباح وقد سمعتها من أحد “الركائز ” منهم قال لي بالحرف الواحد” 90% من هذه الصحف في البلد مشتريها الأمن” وحتي قناة الشروق الفضائية هي من إعداد وتأليف الأمن” فكيف للإعلام أن يؤدي دوره؟ اللهم أنت تعلم أننا قد ساندنا هذا النظام ولم نعلم حينها ما ينوي هؤولاء فعله ، اللهم أمحو لنا ذلك من ميزان سيئاتنا وأبدله لنا حسنة ونحن نبوح بكلمة الحق في وجوههم ، اللهم إني تبرأت منهم منذ التسعينات (منهم معا” حكومة وأخري تدعي معارضتها” سئمنا منهما معا”) وايقنا تماما” انهما يريدان الدنيا والمال وبريق السلطة ، فاللهم أبدل السودان وعوضه بإنتفاضة شاملة تعم البلاد وتقضي علي أخضر هؤولاء القوم ويابسهم ..اللهم آمين ، ولك التحية يا صباح فأنا و-بحكم زمالتي لك في الجامعة أعلم أنك صحفية مخضرمة ولكن للأسف السودان الآن غير مؤهل لعملكم .. نوال نجم الدين .