دايرين العالم يشوفنا زي مانحن

دايرين العالم يشوفنا زي مانحن

حسن العمده
[email][email protected][/email]

سعدت كثيرا عندما علمت بقرب تدشين قناة سوداني الفضائية كقناة مهنية تصحح مسار الاعلام الانقاذي الحكومي المضلل والذي هو منحاز بالمطلق لفئة قليلة وسلطة لاتريد ان ترى الا ذاتها المعتلة وتصورها بماتريد ان ترى به نفسها وتقلب الامور وتسيطر بذلك علي مخيلة وادمغة واذاوق الناس وطموحاتهم فالمزارع مثلا في مشروع الجزيرة حينما يقارن بين مايعانيه وماينقله الاعلام عن مشاريع ضخمة قامت لاجله ويبحث عنها ولايجدها فهو بهذا امام خيار ان يصدق مايراه ويسمعه ويكذب حياته وبين ان يؤمن باكذوبه وهو لايقوى علي مجابهتها او التصدي لها وكشف زيفها ويتراكم عليه الاحساس بالعجز حتي يصبح بالفعل لايقوى علي شئ
وجود قناة اعلامية تعبر عن حقيقة الوضع السياسي , الاقتصادي ,الاجتماعي بشكل مهني تماما ويعبر عن اغلبية الشعب السوداني والذين كممت افواههم وحجبت عنهم الاضواء واعلن رسميا في قنوات الدولة بانهم غير موجودين من الاساس في تعدي سافر حتي علي الاعتراف بوجودهم في الفراغ ككتل ناهيك عن مفاهيم ورؤي ككتلة تشغل جزء في فراغ الكون الكبير وليبث بهذا اكاذيب وضلالات الطغاة.
اذكر انني كنت في جامعة السودان طالبا ابان احداث الحرب علي العراق وكانت المظاهرات تخرج لرفض الحرب علي العراق في عام 2003 م وقامت اجهزة القمع باطلاق عشوائي للنار سقط اثره الشهيد الامين شمس الدين وكنت شاهد عيان علي ماحدث واصيب الاخ المهندس محمد زين بطلق مطاطي في عينه ونفاجا في مساء ذات اليوم بتصريح من وزير الداخلية انذاك صاحب فضيحة مباني الرباط يصرح بان الطالب مات متاثرا بماس كهربائي وسقط اثره من عل وكان الاعلام انذاك يهلل ويكبر بحمد السلطان
في كثير من الانظمة الدكتاتورية حول العالم يكون الاعلام احدى الوسائل الاكثر فتكا لاستعباد الشعوب وتركيعها وايضا يكون هو احد اقوي الاسلحة في ايدي التحرريين المناضلين لتحرير ذواتهم وبلدانهم من نير القمع والظلم الذي اصبح ملازمين لشعوبنا المضطهدة التي قمعت بالتجهيل والتعتيم والتغييب المتعمد لارادتها ووعيها وجعلها تلهث خلف سرابات واوهام يصوغها الدكتاتوريون انفسهم
انا فرح جدا بعد ان تاكد لي قيام نفر من اهل السودان بتدشين قناة سوداني التي ستبث بحول الله وقوته علي الفضاء الاسفيري حال الشعب السوداني وليس فقط معاناته والامه وتظلماته ومايعايشه من قمع ولكن ايضا ستبث التنوع الثقافي العرقي الجميل في الشعب السوداني وتبرز ثقافات لم يكن مسموح لها من قبل ان تاخذ حظها من الاعلام الذي ظل يركز لفترات طويلة علي بث ثقافة احادية واقصاء الثقافات الاخري.
نريد ان نسمع اغاني النوبة في اقصى الشمال وفي جبال النوبة والجمال الكردفاني والدارفوري والتراث والنمة والخينة والحكامات والشعراء ادروب والبجا نريد ان نرى في قناتنا نحن كشعب كل تنوعنا الثقافي الذي هو اداة قوتنا وجعلت منه الة الاعلام السلطوية اداة لزرع الفتن نريد ان يرى كل الورى كم عظيم هذا الوطن.
.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..