كرم الله بين الطاعة والطوارئ

كرم الله بين الطاعة والطواريء

خالد بابكر ابوعاقلة
[email][email protected][/email]

هو ايضا متأرجح بين الإقالة والإستقالة , فهم يريدونها استقالة بمحض الارادة في وقت مأزوم يحرم فيه الفرار عند الزحف , وهو يريدها إقالة تعفيه من المسؤولية الادبية الملقاة على عاتقه من قبل ناخبيه الكثيرين , وذروة الاحداث والاستقالات الاخيرة تجعل اهل الانقاذ يحرصون على التمييز بين المعنيين والموقفين بينما يحرص هو ويصرح وهو المجبور على غير ما يريد دائما بانه عائد الى منصبه إن عاجلا او آجلا باصوات من انتخبوه بالامس وليس بالتعيين من المركز الذي لا يستطيع سوى ان ينزع عنه حلة الولاية بالتهديد ورفع الاسنة الحادة المعقوفة في وجهه .
ان الانقاذ التي لا تعرف لها وجهة او قبلة في كل السماوات تجبر بدون وجه حق النافذين من اتباعها على الاستقالة بادوات سرية يلوح من تفاصيلها بصيص ضوء دون ان تكترث للارادة الشعبية المحلية في الولايات البعيدة من المركز وقدرتها على التمييز والاختيار والتنقيح , لتكون ارادة ا لشعب هي القائدة وهي المسؤولة عن اختياراتها , فالانقاذ التي كانت بالامس ضد القانون وروحه في حالة المهندس عبدالله مسار المكظوم , نراها اليوم في حالة والي القضارف المقهور ضد الشعب جهارا نهارا , وضد الناخبين الذين صوتوا بالملايين , فهي كما تظهر لنا بوضوح بين امرين لا ثالث لهما , اما ان تخج الصناديق تحت ضوء القمر , واما ان ترمي بها وسط اوساخ القمامة ومعها الولاة وضغائنهم واحلامهم ومعارضتهم .
يقول المفكر الاسلامي الكبير كرم الله عباس انه ” ملزم بطاعة الامام ذي الشوكة حتى ولو كان فاسدا ” , فلماذا اذن تحتج على فساده في هذا العصر الذي تدور فيه الاقمار الصناعية فوق رأسك وتذهب لاجهزة الاعلام الخطيرة التي تنقل الاحاديث الى سابع السموات والارضين وتقول لهم ان الامام فاسد وجهوي وعنصري وان حكومته السنية آيلة للسقوط مما يجعل المسلحين المعارضين يمدون حبالا جديدة مع حبال الامل القديمة في التعجل والاطاحة بنظام امامك وهو غافل مهموم بصراعاتكم واطماعكم في القصور والسيارات ؟ ولماذا تذهب لو كان في قلبك العنيد ذرة طاعة لوزير مالية امامك فتهاجمه هجوم الذئب الجائع وتسبه امام الملأ من اوباش الانقاذ وتتهمه بالتفريط والتآمر وأكل اموال الناس بالباطل وبالحق , تأكله جملة وتأكله تفصيلا ؟ لماذا لم تطع الامام في سياسته العامة وقد بلغ السيل من حوله الزبى وتطعه في المنشط والمكره كما تعلمت وسمعت منذ بيعة الراحل جعفر نميري التي نقضتموها كأنها لم تكن وتنكرتم لها وتآمرتم عليه بليل وفي اعناقكم بيعة مشهودة وطاعة واجبة وجهاد مستحق والامام خائن وفاسد ؟ لماذا اعلنت عن حل الحكومة العريضة التي اوصاك بها الامام لحكمة يعلمها ولسياسة في علم الغيب يرتضيها وجمعت الناس يوم الجمعة وخطبت فيهم بكل ما يخافه ويتجنبه الامام خاصة وان رجال الصحافة يتصيدون هذه الايام هناته وثغراته والصواريخ المضادة له ؟ .
الا تعلم ايها المفكر العظيم والفقيه النحرير ان الطاعة لا تكون في الاستقالة ولو حدثت بمحض ارادتك وكامل وعيك المشوش لأنها حينما تحدث تكون نوعا من انواع التمرد والرفض والاباء وطريقة من طرائق المعارضة والمجابدة ووضع نقط الاخفاق على حروف الفشل والتنازع والشقاق ؟ فلو كان الامر طاعة لله سبحانه وتعالى وتقربا فلماذا ترجع للانتخابات مرة اخرى وانت تدعي الطاعة متابعة للدين على غير رغبة الامام وامنياته ان يراك في موقع غير الموقع الذي اراده لك وفي منصب غير المنصب الذي نزعه منك وتتحداه امام شرذمة الانقاذ القليلة وتقول له بصعلكة لا مجال لاخفائها بعد نظم ولغو كثير ( الحشاش يملأ شبكتو ) , اتق الله , ألم يطلب منك امام اخر الزمان الاستقالة وقدمتها له بيديك كما تقدم الجزية وبها خليط من الحنق والدموع ؟ فماذا يعني ان تعود من شباك الانتخابات بعد ان طردك من باب الطوارئ ؟ الطاعة ان ترجع راضيا مبتسما غريرا سعيدا الى الصفوف الخلفية , وتنزع عنك رداء العناد ونشافة الرأس وتوقف التحريض والتحميش واثارة النحيزة والغضب المكتوم في جموع الشعب السوداني الذي يرى امواله ومستقبله وحياته تنهب وتدمر وتطأها سنابك خيلك وخيل الامام وهو عاجز لا يبدي حراكا ولا يطرف بعين ولا يصيح انجدوني من كثرة العلل وسوء التغذية , وعليك ان تعرف ان الطاعة التي تدعيها وتتدثر خلف معانيها الدينية وتريد ان تظهر بها تقواك في مجتمع القضارف المتدين لا وجود لها في عقلك وتاريخك مع وجود قانون الطوارئ الذي يخلع ولاة الانقاذ المارقين من الملة والخارجين على الائمة في الخرطوم والذي يخيفهم ويرعب قلوبهم حيث لا حاجة ولا ضرورة لمبادئ الطاعة او افكار الاخلاص العتيقة , كما اود ان اهمس في اذنك ايها الوالي الطيب ان ائمة الانقاذ الذين تضعهم فوق رأسك كما تدعي لا يعولون على ترهات وخزعبلات الطاعة والبيعة لأنهم يعلمون علم اليقين من تجاربهم مع امثالك ان الذين يتمسكون بالدين بعد دهر في مناصب الانقاذ وحماية ائمتها المعصومين مثل المكرم عوض جادين لن يتمسكوا بافكار الطاعة الا رغبة في الاستجداء والتفافا على فداحة الجرم المعلن وامنيات صبيانية في شطب عقاب واقع واظهارا لطيبة مدعاة واخوة دينية مفتعلة , وانهم في الحقيقة لا يعتمدون على وسائل الدين الاخلاقية في الوصول لمآربهم وتحقيق مطالبهم الا في حالة واحدة يتذكرون فيها الله الذي خلقهم وامرهم بالعدل وهي الهزيمة .

تعليق واحد

  1. سيدنا عباس كرم الله وجهه

    عشان تكون مبلوعة شوية كان تقول حلمت بالإستقالة وجوني الصحابة وقالوا لي أترك الأمانة وتبدأ تنسج من خيالك إنك حاولت تقنعهم إنو إنت عندك بيعة مع أميرك وتفشل في دا بقولك دي أوامر عليا عيب السيناريو دا والله لو قريت تعليقي دا تكون لي هسع عاضي أصبعك وسلم لي على مسار الراجل رغم إنو كشف خطة إسرائيل كلها من إحتلال مطار الأبيض ومحاصرة قرية كوع النملة ومهاجمة حمار كلتوم وووووو برضو طردوه يعني الراجل يقول شنو أكثر من القالو دا

  2. الرجل متفق مع أميرو (دا ما إسم محترف) إنو العربات مودينها همشكوريب لرفع الروح المعنوية لطلبة الخلاوي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..