كرم الله ..الشامة البيضاء في البعير الاسود الأجرب

كرم الله ..الشامة البيضاء في البعير الاسود الأجرب

محمد كامل عبدالرحمن
[email][email protected][/email]

هذا المقال يكتب علي الشبكة العنكبوتية لأن توجيهات غبية صدرت بعدم نشر اي موضوع عن والي ولاية القضارف في الصحف السيارة رغم ان بعض الصحف السيارة هذه سمح لها بنشر خبر عن قبول مجلس تشريعي ولاية القضارف لإستقالة كرم الله عباس الشيخ !!!! ونحن هنا نتساءل الي متي تصدر التوجيهات الغبية للصحف ؟ الي متي ؟ وهل تكفي مثل هذه التوجيهات الغبية لمنع الشعب ومن تلقي المعلومات ؟ ان من مفرحات النفس ومبهجات القلب ان تجد وسط أكوام الرجال الفاسدين من أهل الحكم رجلاً واحداً شريفاً ونظيفا وقديماً قيل ( الناس كإبل مائة لا تجد فيها الا راحلة واحدة ) ولذلك كان والي ولاية القضارف المستقيل قسراً تحت سطوة الضغط والارهاب ومزاعم الإمرة المتوهمة.. كان كالشامة البيضاء في البعير الاسود الأجرب يتحدث وحده وحديثه صحيح ولكن زمرته في الحزب الحاكم يقولون انه يتحدث ويغرد خارج السرب ولذلك عمدوا الي تسفيه كل كلامه بما في ذلك شكاواه المستمرة عن تعطيل وزارة المالية الاتحادية لمصالح شعب ولاية القضارف ، وتجاهلوا رؤيته التي تشابه رؤية زرقاء اليمامة حينما نبه الي ما يدور في منطقة الفشقة المحتلة وتعرض بسببها الي اطلاق نار كثيف .
بالأمس هاتفت ( مصادري ) التي لا تكذب بولاية القضارف فأخبروني بالحقيقة الناصعة وقالوا أن مجلس تشريعي الولاية اجتمع لمناقشة قبول او عدم قبول إستقالة الوالي وهم يقدمون ( كراع ) ويؤخرون اخري وكأنهم يقادون الي بيت مأتم وليس قاعة مجلس تشريعي..الجميع او الاغلبية العظمي من اعضاء المجلس جاهرت علناً بعدم قبول الاستقالة ولكن بعض مناديب المركز وغواصاته تكلموا بلغة الفقهاء عن فقه ( الإمرة ) وقالوا يتوجب علينا ان نطيع ولي الامر والامير يقصدون بذلك المركز وبالتالي اجمعوا علي مضض بقبول استقالة الوالي وتكليف رئيس المجلس بيد أن الأخير سرعان ما قدم إستقالته هو الآخر رافضاً ان يحل محل الرجل المحترم الشجاع ولكن الاجاويد تكاثرت عليه ودخلت عليه حتي في منزله واقنعته بسحب استقالته لأن ( الظرف الذي تمر به الولاية حرج ) فنزل علي رغبتهم علي مضض .
وقالت المصادر ان قاعة المجلس التشريعي كانت مفتوحة ساعة مناقشة استقالة الوالي امام كافة الجماهير وهو اجراء يبدو غريباً لأن الجلسة كانت إجرائية والسؤال هو من يقف خلف ( كلفتة ) الجلسة الاجرائية لتخرج بالصورة التي خرجت بها ؟ وهل ما جري يعكس ادراك المركز لشعبية وتأثير كرم الله الكبير علي جماهير وقيادات الولاية ؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا يرغب البعض في المركز في خلق مواجهة مع شعب ولاية القضارف ؟ لقد قال اعضاء المجلس التشريعي كلاماً واضحاً رغم انهم قبلوا بكلفتة واضحة استقالة كرم الله ..قالوا ان نهج الولاية بعد استقالة كرم الله هو ذات نهج الوالي المستقيل قسراً وان رسالة الولاية هي ذاتها رسالة كرم الله والسؤال هو ماذا استفاد المركز إذن ؟ ان الاجابة تبدو واضحة ..لقد خسر المركز رجلاً بقامة كرم الله وانطبق عليهم قول الشاعر ( سيذكرني قومي اذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) كما خسر المركز 80% من اصوات الناخبين الذين كانوا يصوتون لصالح الحزب الحاكم وسيعلم المركز هذه الحقيقة وفداحة الخطأ الذي ارتكبه البعض حينما تأتي الانتخابات بعد ستين يوماً ويترشح رجل الولاية المحبوب ليكتسح كل أكوام ( الزبالة ) المركزية ، لقد جرت مسرحية سيئة الاخراج في المركز وداخل مجلس تشريعي الولاية.. نصاب المجلس لم يكن مكتملاً فالغياب والمعترضون كثر والذين فضلوا عدم الادلاء بأي رأي ايضاً كثر وبالتالي لم يكن الوضع يسمح بحساب عدد اصوات الذين قالوا نعم لقبول الاستقالة والذين قالوا لا واؤلئك المحايدين ممن امتنع عن التعبير ، ومن الواضح بحسب المصادر ان الامر تم تحت ستار الربكة والكلفتة ولكن الرأي الذي فرض نفسه علي وجوه الكثيرين هو الشعور بعدم الرضاء عن الامر برمته فالجميع يعلم ان الوالي كرم الله لم يرتكب جريرة اللهم الا اذا كان المركز يعتبر قول الحق جريرة كما ان الولاية برمتها تعلم تماماً حقيقة التآمر الذي يشكله وزير المالية الاتحادية ضد الوالي كرم الله وان غضبة المركز كان جزءاً منها ما نال وزير المالية من كلام الوالي وخطبته النارية الكاشفة .