دفن «الطفل الغريق» وأخيه وأمه في كوباني.. وبريطانيا تستقبل الآلاف من اللاجئين السوريين الجدد

كاميرون: بريطانيا ستستقبل آلاف اللاجئين السوريين
بوتين: الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية وتقاسم السلطة مع معارضة بنّاءة

بعد أن تأججت المشاعر الإنسانية إثر انتشار صورة جثة الطفل السوري الغريق على شاطئ تركي منذ أيام، وافق رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون أمس على أن تستقبل بريطانيا «آلافا آخرين» من اللاجئين السوريين قائلا: «في ضوء حجم الأزمة ومعاناة الناس بوسعي أن أعلن أننا سنفعل المزيد لإعادة توطين آلاف اللاجئين السوريين».

بموازاة ذلك، دفن أمس في مدينة كوباني «الطفل الغريق» إيلان وأخوه ووالدته بعد أن غرق الثلاثة أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان، فيما ناشد الأب الملتاع الدول العربية فعل المزيد لمساعدة اللاجئين السوريين.

وقد شارك مئات السوريين أمس في تشييع ودفن الطفل الغريق إيلان شنو وشقيقه ووالدته في مدينة كوباني (عين العرب) ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا. وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «تم تشييع الطفل إيلان شنو وشقيقه ووالدته في كوباني حيث دفن في حضور والده عبدالله وبمشاركة مئات الاشخاص. خيم حزن شديد، وكان الجميع يبكون».

واضاف «كوباني اعتبرتهم شهداء، ودفنوا في مقابر الشهداء».

ونقل عبدي عن والد الطفل الغريق قوله خلال المأتم ان افراد عائلته «ضحايا من قتلى كثيرين في سورية. آمل ان يتم ايجاد حل للأزمة السورية».

وتابع «لا أحمل أحدا مسؤولية ما حصل. انها مسؤوليتي وحدي. وسأظل أدفع الثمن طيلة حياتي».

وقال الصحافي الكردي ان والد الطفل بدا منهارا، واضاف «قلت له ان العالم كله متضامن معك، فقال: ماذا ينفعني العالم؟ لقد دفعت الغالي».ونزحت عائلة عبدالله شنو مرات عدة داخل سورية والى تركيا هربا من اعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة الى اوروبا.

واثارت صورة جثة الطفل إيلان، البالغ الثالثة من العمر، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم، حيث بدا ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية.

من جانب اخر أعلن المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين محمد أبوعساكر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ان الكويت أبلغت الأمم المتحدة بأنها ستسمح لجميع السوريين الموجودين حاليا على أراضيها بالبقاء بعد انتهاء فترة صلاحية تأشيراتهم الحالية. وأضاف أبوعساكر: «ان كل من ستنتهي تأشيرته فإنه افتراضيا سيحصل على تأشيرة طويلة الأجل».

من جهتة و في سياق اخر اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يعارض تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة لاقتسام السلطة مع معارضة بناءة، وذلك في اطار تسوية سياسية للنزاع الجاري منذ اربعة اعوام في البلاد.

وقال بوتين على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك في اقصى الشرق الروسي، امس، ان «اجراء تغييرات سياسية امر ضروري ونقوم بعمل مع شركائنا في سورية نفسها».

واضاف ان «الجميع متفقون على انه بموازاة الجهود التي يجب علينا القيام بها معا لمكافحة الارهاب يجب تشجيع العملية السياسية في سورية».

وأشار الرئيس الروسي الى انه تحدث مع نظيره الأميركي بشأن هذا الامر، قائلا «لهذا الغرض نجري مشاورات مع شركائنا الأميركيين.. تحدثت شخصيا بشأن هذه المسألة مع الرئيس الأميركي اوباما».

وتابع «نحن نعمل مع شركائنا في سورية. وبشكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة الارهاب يجب ان يسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في سورية نفسها».

واستطرد «الرئيس السوري يتفق مع هذا وصولا الى اجراء انتخابات مبكرة لنقل انها برلمانية واجراء اتصالات مع ما يسمى المعارضة الصحية واشراكهم في الحكومة».

وقال بوتين «من المستحيل اليوم ان تنظم عملا مشتركا في ساحة المعارك مع كل هذه الدول المهتمة بمحاربة الارهاب ولا غنى عن اقامة على الاقل نوع من التنسيق بينها».

ولفت الى ان رؤساء هيئات اركان القوات المسلحة للدول «القريبة» من الصراع قاموا بزيارة موسكو مؤخرا لمناقشة هذا الامر.

وردا على سؤال عن مشاركة روسيا محتملة ضد «داعش»، قال بوتين «نفكر في مختلف الخيارات لكن ما تتحدثون عنه ليس واردا»، مضيفا «من المبكر القول اننا مستعدون للذهاب الى هناك فورا»، مبينا «نقدم الى سورية اصلا مساعدة مهمة من معدات عسكرية وتأهيل لقواتها التي نسلحها».

من جهة اخرى، حذر بوتين، الغرب من انه لا يلوم الا نفسه في أزمة المهاجرين التي شهدت فرار مئات الآلاف من الشرق الأوسط عن طريق البحر المتوسط وطرق برية بمنطقة البلقان فلقي كثيرون حتفهم خلال محاولة الوصول الى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف «بطبيعة الحال أولا وقبل كل شيء هذه هي سياسة شركائنا الأميركيين. أوروبا تنفذ هذه السياسة دون تفكير بموجب ما يسمى التزامات الحلفاء ثم اكتوت بنارها».

على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستستقبل «آلافا آخرين» من اللاجئين السوريين في تغيير لموقفه بعد تعرضه للضغوط جراء مشاعر التعاطف الفياضة التي أثارتها صورة جثة طفل سوري غريق جرفتها المياه إلى شاطئ تركي.

وقال كاميرون للصحافيين في لشبونة بعد لقاء مع نظيره البرتغالي امس «في ضوء حجم الأزمة ومعاناة الناس بوسعي أن أعلن اليوم أننا سنفعل المزيد لإعادة توطين آلاف اللاجئين السوريين».

واضاف «سنستقبل آلافا آخرين بمقتضى هذه الخطط القائمة وسنراجع أوضاعهم»، مشيرا إلى ان الحكومة ستبحث التعامل الامثل مع المنظمات الانسانية وتعلن عن مزيد من التفاصيل الاسبوع المقبل.

وتابع «سنستمر في توجهنا لأخذهم مباشرة من مخيمات اللاجئين. هذا يوفر لهم مسارا مباشرا أكثر أمنا للمملكة المتحدة بدلا من التعرض لرحلة خطرة كلفت كثيرين أرواحهم بشكل مأساوي».

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال مشاركته في اجتماعات مجموعة العشرين امس، إن أنقرة حاولت اقناع العالم باقامة منطقة آمنة داخل سورية لكبح تدفق اللاجئين من البلد الذي تمزقه الحرب لكن هذه الدعوات لم تلق آذانا مصغية.

الى ذلك، قال مدير عام الآثار السورية مأمون عبد الكريم امس إن تنظيم «داعش» نسف ثلاثة مدافن برجية في مدينة تدمر الأثرية ليواصل بذلك تدمير الآثار في موقع أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي.

وأضاف عبد الكريم في تصريح امس أن تاريخ بناء المدافن البرجية الثلاثة يعود للأعوام بين 44 و103 ميلادية.

وعلى صعيد ازمة اللاجئين الى اوروبا، قالت الشرطة المجرية إن نحو 300 مهاجر هربوا من مخيم استقبال مجري قرب الحدود الصربية متجهين صوب طريق سريع يربط جنوب المجر بالعاصمة بودابست.

جثامين الطفل الغريق إيلان وشقيقه ووالدته قبل أن يواروا الثرى في «كوباني» أمس

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..