أطفال مصريون يواجهون الفتنة الطائفية بمسيرة "المصحف والصليب"..رددوا شعار "مسلم مسيحي إيد واحدة"

إذا كان المثل الشعبي يقول: "يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار"، فإنه في أحداث الفتنة الطائفية بمنطقة إمبابة بمصر يصير "يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار".

خرج أطفال منطقة إمبابة بالقاهرة في مسيرة احتجاج على أحداث الفتنة الطائفية، التي شهدتها المنطقة مساء السبت، وأسفرت عن مقتل 12 وإصابة 232 ما بين مسلم ومسيحي.

المسيرة التي قادها أب مسلم حمل المصحف وآخر مسيحي حمل الصليب، رددت شعار: "مسلم مسيحي إيد واحدة".

الأب المسلم ويدعى مصطفى حسن قال لـmbc.net: "نعيش نحن وأصدقاؤنا المسيحيين في شارع واحد.. لا يوجد فرق بيننا.. فجاري المسيحي أول من ألجأ له وقت الأزمات وابني وابنه يلعبان سويًا، ولم يشك كلانا من الآخر طوال عمره".

وبالروح نفسها تحدث الأب المسيحي حنا ميخائيل، الذي تعجب من اندلاع الأحداث فجأة، وقال: "كنا نحمي منطقتنا وقت اندلاع ثورة 25 يناير لا فرق بين مسلم ومسيحي.. فهناك شباب مسلم كان يحمي الكنيسة، وبالمقابل حمى شباب مسيحي المساجد.. صراحةً لا أعرف ماذا حدث؟".

الإجابة على سؤال حنا، كانت عند شهود عيان استمعت mbc.net لهم؛ حيث قالوا إن بداية الأحداث كانت مساء السبت، مع سريان إشاعة تقول إن سيدة مسيحية أسلمت تم احتجازها في عمارة سكنية خلف كنيسة "ماريمينا" بمنطقة إمبابة.

ووفقا لما حكى شهود العيان فإن المسؤول عن هذه الشائعة مسلم من محافظة أسيوط "جنوب القاهرة" جاء لإمبابة برواية أن زوجته المسيحية، التي أسلمت تم اختطافها منذ ثلاث شهور واحتجازها في عمارة مكونة من ثمانية طوابق خلف الكنيسة.

يقول عبد الناصر السيد رئيس مجلس إدارة مسجد الصلاح: "كان تقيمنا لهذه القصة أنها غير منطقية، إذ كيف صمت لمدة ثلاثة شهور، ثم جاء يتحدث الآن".

كان رد هذا الرجل أن الذي دفعه للتحرك هو اتصال تلفوني تلقاه من زوجته قالت فيه إنها محتجزة بالعمارة ذات الطوابق الثمانية خلف الكنيسة، وأخبرته أنها غافلت طفلا موجودا بالعمارة، وأخذت منه هاتفه المحمول حتى تستطيع التحدث إليه تلفونيًا.

ويقول السيد: "لم يكن رد الرجل في هذه النقطة أيضا مقنعًا بالنسبة لنا.. فقررنا أن نقطع الشك باليقين حتى لا تظل هذه الحكاية تلوكها الألسن وتهدد استقرار المنطقة".

المفاجأة عندما ذهب مجموعة من الشيوخ بصحبه هذا الرجل وجدوا أنه لا توجد عمارة ذات طوابق ثمانية خلف الكنيسة، ولكن لمزيد من التأكيد تم تفتيش 3 عمارات خلف الكنيسة ولم يتم العثور على شيء، وكان القرار الذي اتخذه الشيوخ آنذاك عدم تصديق هذه القصة.

إلى ذلك كانت تسير الأمور بشكل هادئ، ونادى الشيخ محمد علي أحد كبار شيوخ السلفية بمنطقة إمبابة في مكبرات الصوت، مؤكدا على الناس عدم الانسياق وراء هذه القصة التي بدت للجميع أنها مفبركة.

تطور مفاجئ

فجأة وبدون مقدمات سمع دوي إطلاق نار عند الكنيسة، وتبين أن هناك طلق ناري أطلق، بينما كانت الأمور تتجه إلى الهدوء.

إلى هنا يتفق المسلمون والمسيحيون على هذا التسلسل للأحداث، لكن الخلاف بينهما: من أطلق النار، وبسببه اشتعلت الأحداث وتبادل الطرفين إطلاق النار والقذف بزجاجات "المولوتوف"؟.

المسلمون يحملون مقاول مسيحي اسمه "عادل لبيب" المسؤولية، ويقولون إن الطلق الناري أطلق من عمارة سكنية مملوكة لهذا الرجل بجوار الكنيسة، ويحملونه المسؤولية عن تصاعد الأحداث، خاصة وأن له تاريخا مع أحداث فتنة طائفية وقعت في 1992م، فضلا عن كونه أحد فلول الحزب الوطني المنحل.

أما المسيحيون فيرددون إنه من الظلم القول إن مسيحيا هو المسؤول عن الأحداث، ويرددون إن المسلمين كانوا هم أيضا يطلقون النار ويقذفون بزجاجات "المولوتوف".

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..