مناظرة تعبان دينق ..والتعبان الآخر !

مناظرة تعبان دينق ..والتعبان الآخر !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

قد لا تكون حلقات برنامج الاتجاه المعاكس بقيادة الدكتور فيصل القاسم تخضع بالضرورة للتوازن البرتكولي في قياس مناصب او مواقع الضيوف سواء الرسمية منها او التخصصية الاكاديمية كقانون ثابت ، ولكّن بالتأكيد لابد لها من ايجاد التقارب المنطقي الذي يخدم اتجاهات السجال المختلفة مالم تضطر الى الخروج عن متطلبات ذلك التوازن لظروف خارجة عن ارادة البرنامج او الضيوف ، كما تصورت ، مثلما حدث في حالة استضافة المحامي محمد الحسن الأمين رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس الوطني السوداني لمناظرة السيد تعبان دينق قاي حاكم ولاية الوحدة الجنوبية وهي الولاية التي تحاذي ولاية جنوب كردفان ومنطقة هجليج ، نظرا لاستحالة استضافة الوالي أحمد هارون وهو الرصيف الموازي بالطبع لحاكم الولاية الجارة التي تتقاسم الحريق المتداخل مع ولايته ، والذي اعتزل على ما يبدو السفر خارج السودان تجنبا لملاحقة المحكمة الجنائية له أو بزعم الانشغال في ادارة المعارك الميدانية التي تنشط ضد الحركات المسلحة التي تقتطع أجزاء من ولايته المنكوبة !
وقد كان المنطق يحتم حضوره شخصيا ، وحيث أن ذلك كله أو بعضه ربما استحال معه وجودة في الأستوديو !

فكان من الممكن استضافته عبر الأقمار الصناعية من داخل السودان لمعادلة كفة ميزان التناظر مع رصيفه الوالي الجنوبي ، باعتبارهما يمسكان بملفات الولايتين ويمكنهما أن يتحدثا في حدود اختصاصهما ومعرفتهما بظروف المناطق المتاخمة لبعضها وملابسات الأحداث وفقا لمنظور المعايشة الواقعية والمدانية وليس كما يردد لسان الاعلام الذي يتبادل التراشق من العواصم البعيدة حول الأحداث، وبدلا عن التجاذبات التي تفيض بالمعلومات المطروقة والاتهامات الممجوجة في صوت ذلك الاعلام الببغائي وباتت محفوظة في الذاكرة المجهدة بالملل لدى الانسان السوداني في طرفي الوطن وقد بدد فيها زمن البرنامج الضيفان ، تعبان دينق ، و التعبان الآخر محمد الحسن الأمين الذي يبدو أنه لم يسافر الى تلك المناطق أو حتي الأبيض منذ أن غادرها مقالا من منصب الوالي قبل أن يبيع شيخه الترابي في سوق المفاصلة اياها!

المهم رغم النجاح النسبي لتلك الشرارات التي قذف بها مقدم البرنامج لتأجيج لهيب النقاش ، ولكن يبدو ايضا أن طبيعة الشخصية السودانية جنوبية كانت أم شمالية لاتحبذ مظاهر نفش ا لريش ومناقرة الديوك التي تحيل الجدل الى حرب قد تصل الى التشابك بالأيدي بعد ان تتجاوز الترامي بالالفاظ وأحيانا التهديد بالانسحاب من طرف ، مما يدفع المذيع الى طلب قطع البرنامج او الدخول في فاصل ونواصل بغرض تهدئة الأجواء لتشتعل من جديد كما تعودنا أن نتابع من قبل !
وهي الطريقةالتي يسعي فيصل القاسم دائما لجعلها مهيمنة على تحاور الضيوف ويخلق منها وسيلة للتشويق المزعج للمشاهد بالمستوى الذي قلص من جماهير البرنامج بصورة واضحة في مواسمه الأخيرة!
ولكن رغم ذلك تكمن أهمية استضافة الأطراف السودانية عبر الجزيرة بصورة خاصة في الظرف الأخير في كونها باتت تنظر الى قضايا السودان من زاوية أوسع من نظرتها في السنوات الطويلة الماضية ، والتي كانت تبدو من منطلق تحيزها لنظام الانقاذ ، لان الأمور حيال واقعنا البائس بدأت فاضحة و تتكشف لها كرؤية الشمس بالقدر الذي لا يمكن معه تغطيتها بأصبع التغاضي أو غربال التجاوز !
فواقع الحال بات يغني عن السؤال !
والله من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. استاذي لك التحية ، صحيح كم كنت أتمنى أن يُستضاف أحمد هارون شخصياً و لكن هناك سبب يتعلق بأمر القبض و هو منقصة يخشى أن يقذفها تعبان دينق في وجه الرجل فلا يقوى عليها و هو صاحب سجل سيء في إنتهاك الكرامة و ازهاق ارواح بني السودان في دارفور و كردفان.
    الذي فات على ذلك البائس محمد الحسن الأمين هو ترديد عبارة إنتو مالكم و مالنا و كأن برتكولات المناطق الثلاثة لا تعني الحركة الشعبية و كأن الإتفاقية لم تكن مسماة إتفاقية السلام الشامل فإنهارت فبدأت الحرب الشاملة.

  2. المصيبة بتاعة (نقطة نظام)،أقصد الأستاذ محمد الحسن الأمين لم يتطور فى طرحه منذ نقاط نظامه التى فت بها عضد الجمعية التأسيسية فى فترة الديمقراطية الثالثة وهى محاولاته اضفاء عدم الموضوعية للخصوم السياسيين مثل الورقة التى أراد بها تشتييت الأنتباه وتأكيد توقيع فلان أو علان على مايؤكد أحقية الحكومة السودانية أى حكومة شمال السودان فى هجليج(بانثاو)?وهذه الورقة كجزء من أتفاق ابيى الذى أنتقضت حكومة شمال السودات بالتواجد العسكرى فى أبييى. هذه الجزئية بوجود هجليج خارج منطقة التحكيم المختصة بأبيى ولا يتطرق الحديث الى حدود الجنوب والشمال الأخرى(حدود-1956) .

  3. لم يكن تحليلك منصفاًُ .. و كلها محاولات للتغاضى عن الجهل الفاضح لتعبان دينق و الهراء الفضيحة الذى كان يردده خلال الإستضافة .. أما الحديث عن توازن قناة الجزيرة فى تناوله للشأن السودانى فليس هنا مكان التعليق عليه و لكنها أى قناة الجزيرة للعارفين ببواطن الأمور لا تعدو كونها أداة من أدوات سادة النظام العالمى الجديد ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..