ميسي ?أوزة? تلقم صغارها الطعام

كووورة –
“الأوزة التي تجوب المحيط شرقا وغربا بحثا عن لقيمات تلقم به صغارها ” هذا الوصف الذي اختزلت به صحيفة صحفية كويللو دي سيرا ما كان يقوم به نجم خط الوسط البرتغالي باولو سوزا الذي يشغل حاليا مركز المدرب الحالي لفيورنتينا بعدما لعب مع يوفنتوس نحو 4 سنوات كان كل ما يفعله فيها هو “إطعام الأوز الصغيرة” التي لم تكن صغيرة بوجود روبرتو باجيو وخليفته ديل بيرو ورافانيللي وفياللي وغيرهم، لكن باولو كان يقطع الكرات من الخصوم ليمررها لهم.
ولمن يحب المقارنات بين ميسي ورونالدو فسيجد العزاء الاكبر في المساعدات التي يقدمها ميسى لرفاقه مع المنتخب ومع برشلونة والتي تشبه كثيرا المساعدات السخية التي تقدمها المانيا للاجئين السورين، ولان المساعدات التي قدمها لرفاقه مع برشلونه من الصعب ان تعد وتحصى وتوصف فإننا سنكتفي بالتذكير بابرز اللحظات التي قدم فيها ميسي الهدايا لزملائه مع التانجو في بطولة كوبا امريكا نفس دور سوزا.
بدا كالأوزة أو البجعة الجميلة (ان شئتم) التي تحرص على ان تقتات لتوزع الأكل على أولادها بدلا من ان تستأثر به لنفسها، ولهذا كان ميسي يجوب الملعب طولا وعرضا لا باحثا عن هدف يضاف لقائمة الأهداف المئوية التي يسجلها لبرشلونة بل ليضمن هذه المرة لقبا للأرجنتين التي لم تفز باللقب القاري منذ ايام الفيو باسيلي وإطلاق صاروخه المميز غابريل باتيستوتا.
نعم ميسي لم يسجل حين فازت بلاده على باراغواي 6-1 لكنه كان الطباخ الماهر الذي يضيف النكهة الأثيرة لتجعل الطعام ملوكيا.. أو ان شئتم كان مهندس غرفة العمليات فمن قدمه مرر كرة للمدافع روخو ليفتتح عداد “نصف الدرزن” من كرة بدت وكأنه يمررها بيده لا بقدمه، “لولبية” ساقطة وكانها صحن طائر يهبط على قدم روخو لتقول له ارجوك سجلني هدفا.
وتكرر المشهد مع اجويرو وهيغواين ودي ماري و خافيير باستوري وسيرخيو اغويرو ولو تواجد في الملعب نادال او سيرينا ويليامز لسجلوا أهدافا أيضا من تمريراته السحرية.
ميسي الذي لمس الكرة 81 مرة حول 5 منها الى فرص حقيقية للتسجيل، وقام بـ3 تمريرات حاسمة.
ميسي الصغير الذي يكبر بسرعة سبق وأن توج بطلا للعالم في فئة تحت 21 سنة في العام 2005 وبالذهبية الاولمبية العام 2008.
كوبا أميركا وكاس العالم لقبان ينقصان خزانة القابه الفخرية ليكون بذلك خير بديل للأسطورة التي لن تتكرر مارادونا.
يتذكر العالم كيف كانت له اليد الطويلة في الفوز بكأس العالم 1986 بالمكسيك التي رأت كيف كان يزود بروان وخورخي فالدانو بكرات على المقاس تماما كما كان يفعل سوزا واي لاعب كرة قدم محترم يعلي قيمة الفريق ولو على حساب نفسه.
كلمة أخيرة: يقول منتقدو البرتغالي كريستيانو رونالدو “أنه ينتظر فريقا باكمله ليمرر له الكرات”، والحقيقة انه يود لو يرفع الركلة الركنية “الكورنر” بنفسه ويركض ليسجل منها هدفا، بنفسه ايضا.