تأييد سوداني لانسحاب الهولنديين من دراسة سد النهضة

يرى خبير سوداني أن تكتيك المماطلة في صالح إثيوبيا التي كانت تتعامل مع المكتب الاستشاري الهولندي “وكأنها لا تريد كشف عيوب السد”، مع الإصرار على المكتب الاستشاري الفرنسي المشكوك فيه من قبل مصر والسودان.
متعلقات

عماد عبد الهادي-الخرطوم

أيد خبراء سودانيون في المياه والبيئة قرار المكتب الاستشاري الهولندي “دلتارس” الانسحاب من المشاركة مع نظيره الفرنسي “بي.آر.أل” في إعداد الدراسات الفنية لسد النهضة الإثيوبي الذي يجد معارضة قوية من مصر.

واعتبر الخبراء أن الانسحاب -وإن جاء متأخرا- يمنح الأطراف المعنية مزيدا من الوقت للتفكير بشأن المخاطر التي تواجه السودان ومصر حال بناء سد النهضة الإثيوبي.

ويعتقد الخبير في مجال الدراسات البيئية والإنمائية الحاج حمد محمد خير أنه كان يفترض أن تتم الدراسات الفنية للسد عبر الخبراء والاستشاريين وبيوت الخبرة قبل البدء في تنفيذ المشروع، “مما يعني أن المكتب الهولندي ربما اختار عدم المشاركة في الأخطاء الحاصلة”.

ويعتقد محمد خير أن انسحاب بيت الخبرة الهولندي يعكس مدى حالة التسييس لمجمل العملية، وهو ما من شأنه أن يضع الجميع أمام حالة الاستقطاب المثير للقلق، على حد قوله.

عيوب السد
ولفت خير في تصريح للجزيرة نت إلى رفض إثيوبيا التعامل مع المكتب الاستشاري الهولندي “وكأنها لا تريد كشف عيوب السد”، مع الإصرار على المكتب الفرنسي المشكوك فيه من قبل مصر والسودان، “مما يعني العودة إلى مربع الأزمة”.

ويعتقد محمد خير أن تكتيك المماطلة -بقصد أو بغير قصد- يصب في صالح إثيوبيا التي تسعي لإكمال المشروع دون أن تتحمل أي تبعات قد تتطلب تعديل مواصفاته.

أما مدير مركز بحوث المياه والري بهيئة البحث الزراعية السودانية مكي عبد اللطيف عمر فلم يستبعد تعرض المكتب الاستشاري الهولندي لبعض الضغوط لمنعه من المشاركة مع نظيره الفرنسي في دراسة قد تتضرر منها دول بعينها.

ونبه عمر في تعليقه للجزيرة نت إلى احتمال وجود “لوبيات” لعبت دورا في انسحاب الهولنديين من العمل في إعداد الدراسات الفنية حول مشروع السد، معتبرا أن الانسحاب “يشير إلى احتمال أن تكون الدراسة التي قام عليها السد ليست في المستوى المهني، مما يجعل السد مهددا لدولتي السودان ومصر”.

أمانة أو خجل

ويرى عمر أن الخطوة تدعم الموقفين المصري الواضح والسوداني المتردد، مشيرا إلى أن خطوة الهولنديين إما أن تكون أمانة منهم أو خجلا، “وفي الحالتين يعني أن على السودان مراجعة موقفه الحالي”.

وقبيل انسحاب المكتب الهولندي، كان وزير الري السوداني السابق كمال علي محمد قد وصف بناء السد على النيل الأزرق “بالطريقة الحالية” بأنه كارثة، مشيرا إلى أن دراسات ومتابعات أثبتت أن خطرا عظيما يتهدد السودان ومصر ببناء السد.

ورأى علي محمد في ورقة أمام مؤتمر للمهندسين السودانيين نهاية الأسبوع الماضي أن ما جرى للنيل الأزرق من عدم فيضان لهذا العام يشكل تحذيرا ودليلا علميا وعمليا على المخاطر الجسيمة التي سيسببها قيام السد على السودان لاحقا.

ونصح بعدم التستر على الحقائق بالمخاطر المتمثلة في عدم سلامة السد وعدم اكتمال الدراسات الأساسية، ومخاطر الملء الأول وتداعيات نظم التشغيل وتدني كفاءة إنتاج الكهرباء إلى أقل من 33%.

المصدر : الجزيرة

تعليق واحد

  1. نحنا نفهم خطر السد في شنو نقص الماء بسبب عدم الفيضان وتدني الكهرباء ما دا حاصل من زمان واحتمال تتحل المشكلة بعد اكتمال سد النهضة ، انا الكلام البجي بعد ما الفاس وقع في الراس ما منو فايدة يتحمل وزر المسئولية من وقعو علي الموافقة .

  2. انت بطالب السيسى وقوله انت عملت الى عليك ياريت بقى يستخدم الاباتشى والرافال عنطريق اتريا اذ انتو فى السودان عرضتوا ضرب السد واتمنى من السودان والشعب السودانى تايد مصر بحكم الدين والدم الى بينا والعروبة وشكرا.

  3. بالرغم من ان سد الالفيةالنهضة الاثيوبي قد تكون له فوائد جمة للسودان، الا انه لا يجب غض النظر عن السلبيات الكثيرة التي يمكن ان يتأثر بها السودان. فقد يمتد التأثيرالبيئي لسد النهضة الي جنوب السودان حيث انه سيتسبب في تقليل المياه الواردة الي السودان وبالتالي كبح جماح وتقليل اندفاع النيل الازرق الشاب. فقدان النيل الازرق لجزء من قوة اندفاعه سيؤدي بلا ادنى شك الي تخفيف الضغط على النيل الابيض في منطقة مقرن النيلين ويتسبب في ان يكتسب النيل الابيض العجوز قوة اندفاع اكبر وتزداد سرعته. وهذا بدوره، وبمرور الزمن، سيؤدي بالضرورة الي تفريغ منطقة مستنقعات جنوب السودان من المياه ويؤدي الي جفافها في سنوات قليلة، ومع ازدياد استخدام المياه في دول حوض النيل (ربما) يتحول النيل الابيض تدريجيا الي نهر موسمي متقطع. ومن الاثار المحتملة ايضا اختفاء فرع النيل الازرق المحصور بين جزيرة توتي والنيل الابيض وبالتالي اضافة اراضي جزيرة توتي الي الخرطوم ويتحول كبري توتي الي كبري يمر من تحته الهواء. ربما يعتقد البعض ان يكون اثر السدود السابقة على النيل ضئيل، الا ان تكامل هذا الاثر الضئيل مع الاثر الكبير الذي سيسببه سد الالفية الاثيوبي في النيل الابيض سيؤدي الي تغيرات بيئية رهيبة في المنطقة. هذا غير الاثار الجيوسياسية التي ستتركها هذه السدود في الاقليم، اذ سيزداد النفوذ الاثيوبي في المنطقة، وازدياد النفوذ يتبعه بالضرورة الطمع ولربما تفكر اثيوبيا في اراضي زراعية وهي بلا شك موجودة امام سد الالفية. اليوم علاقاتنا مع اثيوبيا جيدة ولكن لا احد يستطيع ان يتنبأ بمستقبل هذه العلاقة هل سستتطور ام ستشهد تراجع او حتى يحل محلها عداء او حرب وكله وارد. ولكل هذا يجب على الدولة (أي دولة) ان تعتمد على تنمية نفسها وتعتمد على مواردها ولا تعول كثيرا على ما يأتي من خارج الحدود. اذا اعتمد السودان على الطاقة التي سيوفرها السد، فغدا ستلوي اثيوبيا اياديكم وتملي عليكم ما تريد وقد قال رسول الله -صلى اله عليه وسلم- “الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ”.

  4. ويرى عمر أن الخطوة تدعم الموقفين المصري الواضح والسوداني المتردد،
    هههههه
    يا حبيبي يا بتاع الجزيرة انت
    مين قال لك موقف السودان متردد
    موقف السودان جوهريا ثابت – مع قيام السد – لمصلحتنا
    اما شكليا هههههه نتلون كما نريد – ومافي حد ليه حاجة عندنا
    نحن زي ما عايزين نعمل اللنعمله ولا حد يحاسبنا مصلحتنا ونحن ادرى بها
    لن نقف مع مصر
    المصريين ناكري جميل ونحن فاهمنهم كويس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..