العمر الحقيقي للمرأة.. سر خفي لا يمكن الوصول إليه.. تغييب متعمد عن الرجل

الخرطوم – رندا عبدالله

ابتسام شابة في العقد الثالث من عمرها ولم تتزوج بعد، طبعها الغالب إلى الحدة، لا يمنعها عادة من إضافة روح المرح وبعض السخرية في ونساتها وأحاديثها. فتردد أحيانا على سبيل المثال في استنكار لما تراه من تقدم في عمرها: “لقيت نفسي فجأة في الثلاثينيات”.

ولا تلبث أن تلبس حسرتها تلك بشيء من روح الدعابة، فترجع تلك المباغتة إلى تسارع السنين الذي تحيله إلى متهم أول في نكبتها العمرية، وكثيراً ما نصحت ابتسام بمنطلق هذه الروية رفيقاتها بأن يعتبرن أعمارهن أقل من السن الحقيقي لهن.

تقارب الزمن

وبموجب ظاهرة تسارع السنين التي تؤمن بها على الإطلاق، ولكن بعيدا عن روح الأنثى، وهذا المنطق رغم أنه يأتي في سياق الطرافة، غير أنه قد يبعث فعلا إلى التفكير حوله، ولاسيما أنه يأتي في سياق مشهود بالتأكيد في تقارب الزمان المعروف عند بعض العلماء بأنه من علامات الساعة وآخر الزمن، إذ أضحت الأعمار تتصاعد بسرعة الصاروخ مثل أسعار السلع، ما قد يدفع ربما إلى التفكير حول إمكانية التأقلم مع فكرة أن أعمارنا المنطقية أقل من الحقيقية.

حالة نفسية

وفي السياق، تقول الباحثة النفسية حنان الجاك إن التعايش مع هذا الوضع يعد حالة نفسية والتفكير على الأقل لتلافي مرارة التقدم في العمر. وتضيف: هناك فهم عام يؤكد أننا نعيش في ظل مجتمع متسارع وحياة بإيقاع سريع. ويرى محللون أن الحياة وهي على هذا النحو تجعل الشخص يخبئ عمره الحقيقي بإحساس المواكبة العمرية للمرحلة، وتحت هذا الإحساس قد يحاول الإنسان أن يخترع فكرة أن العمر متوقف ويمضي الزمن. ويقولون إنها حالة ترتبط بعوامل نفسية بحتة وغير مجدية على الأقل أن تقدم العمر له آثار مباشرة في ملامح وصحة الإنسان نظام سليم تمضي الأيام مع السنين في تواتر ويزيد العمر باضطراد.

عوامل متعلقة بالمجتمع

من جهته، يقول منعم حامد: في العادة تتجدد النصائح النفسية للإنسان باتباع النظام الصحي السليم للظهور بالمظهر الشبابي بممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي والتصالح النفسي مع الذات. ويضيف: هناك عوامل ضاغطة وتنبع هذه الأفكار وسط المناخ السوداني لأنه يضج بأسئلة المجتمع لشخص ظهرت عليه علامات الشيخوخة “إنت مالك والحاصل عليك شنو؟”، ما يدفع إلى محاولة الاحتفاظ بالنضارة، وعطفا على ذلك يرى مختصون أن المجتمع السوداني مجتمع رقابي حتى في العمر، ولاسيما بالنسبة للشخصيات المشهورة، وفضلا على أن الإنسان نفسه لا يحب نفسيا أن يكبر ليظل صغيرا، ويواكب ويشبع رغباته، فأضحت كلمة كبير عقدة للرجل والمرأة، لأن إحساس الحياة داخلهم أكبر.

روح إيجابية

وربما أن الحالات العامة تختلف لتتصالح في النهاية، فرغم توجيه النفسيين بالاهتمام أولاً بالنظام الصحي والتصالح النفسي، إلا أنه من خلال إشارة علماء آخرين فإن الأعمار ليست بالمرحلة العمرية، وإنما بالروح الإيجابية، ومقارنة ذلك بخمسينيين وستينيين لا يزالون يتمتعون بروح شبابية، ويمكن أن نلمح من خلالهم بعض المنطق لحديث ابتسام

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..