مفخرة من بين ركام فشخرة!

أحداث ومؤشرات

د.أنور شمبال

[email][email protected][/email]

مفخرة من بين ركام فشخرة!

في البدء نعتذر للقارئ الكريم للانقطاع الطويل الذي دام (40) يوما، شهدت خلالها البلاد أحداثا كبيرة، والتي تمثل محطة فارقة من تاريخ السودان، لظروف طارئة، خارجة عن إرادتي، في بلد كل مؤسساتها تدار بالطوارئ، ونشكر القراء الأعزاء والزملاء الذين افتقدوني، وسألوا عني عبر وسائط الاتصال المختلفة، وأحاطوني بالتقدير، والذي يلقي علينا عظم المسئولية، والمساءلة أمامهم، ونقول لهم عدنا والعود أحمد.

وللحق أقول إن فترة الغياب هذه كشفت لي أشياء لم أكن أعرفها إطلاقاً، ولم تدر بخلدي ومنها أن قيمة ما نكتبه هي أكبر بكثير من تقييمنا لها، وإن هناك من الناس من يعتمدون ما نكتبه كمؤشر لما يجري من أحداث في الشأن الاقتصادي في البلد، بينهم علماء إفذاذ ومن مختلف دول العالم بعد أن جعله تطور سبل الاتصال قرية صغيرة، كما مثلت لي وقفة تأمل، ونحمد الله على ذلك، ونعد القارئ أن نكون عند حسن ظنه، وما التوفيق إلا من عند الله.

كما ذكرت فقد جرت خلال الفترة الفائتة أحداث اقتصادية كثيرة، لم تزل آثارها باقية، وتستمر الى نهاية العام الجاري، ومنها تعثر افتتاح مصنع سكر النيل الابيض، وتدمير أكبر حقول ومؤسسات نفطية بمنطقة هجليج، من قبل حكومة الجنوب التي باتت تخنق اقتصادها بيدها، قبل ايادي الآخرين، بشهادة البنك الدولي، ومن ثم تواصل أوار الغلاء الى ارقام قياسية، الذي بلغ معدل التضخم لشهر ابريل المنصرم (28.6%)، وانفلات سعر الصرف، والذي بلغ سعره في السوق الاسود ست جنيهات، تصدير إناث المواشي السودانية، وتقديم تقرير الأداء للربع الأول للعام المالي 2012م الجاري للبرلمان (المجلس الوطني) والذي أحدث جدالاً ساخناً وسط النواب، مع تبادل الاتهامات، ولا زال العرض مستمرا.

غيم على جميع مجريات الاحداث الاقتصادية الفائتة السواد والضباب والرماد، عدا حدث واحد وهو يظل مفخرة، من بين ركام الفشخرة وطواحين الهواء، ألا هو إعادة ضخ نفط هجليج بعد تدميره في عشرة ايام فقط، ليس هذا فقط بل إن ذلك تم بأيدي سودانية خالصة ومخلصة، في وقت رشحت فيه التوقعات ان استجلاب قطع الغيار فقط يحتاج لأكثر من هذه الفترة، وأنه بحق عمل يستحق الإشادة والتحفيز، والتعريف بمن هم هؤلاء الذين يقهرون المستحيل… وأما بقية الاحداث ينطبق عليها مقولة (الساقية لسة مدورة).

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..