زيارة د. نافع لمنطقة أم دخن

زيارة د. نافع لمنطقة أم دخن
السوار الحبيب التجاني
[email][email protected][/email]
زيارة د. نافع لمنطقة إم دخن ومشروع تجدد الحرب في دارفور
حرب دارفور الجديدة مع المستقدمين الجـدد: منح الأقليات إدارات أهلية ? أقلية السلامات أنموذجا
حاولت الوقوف علي أرجلها وأريد لها أن تتكسح حتي لا تعيد ماضيها في إدارة حكم البلاد. همشت دون دعم في ترقية خدماتها التعليمية والصحية وغيرها من أساسيات الحياة الضرورية، وهكذا تركت دارفور لعقود تواجه مشكلاتها المفروضة عليها والمفتعلة بداخلها دون أية نية حقيقة لمخاطبة ما يجري فيها، وإنه الآن الدكتور نافع علي علي نافع من يأتي مكررا لذات السيناريو في تأجيج الوضع وتركه متداعيا في دارفور عبر زيارته المزمعة لمنطقة إم دخن لحضور حفل قيام نظارة مستقدمين جدد لأول مرة بالسودان وما هي إلا بداية لتأجيج الوضع بالإقليم عبر أبنائه ذيول المؤتمر الوطني وإنه للشرتاي جعفر عبد الحكم، ممثل البشير بالجنينة وأحد ولاته سابقا بالمنطقة ومستشاريه الإتحاديين حاليا ? من يمنــح “جنـجويدا مستقدمين” إدارة أهلــية جديدة بـدارفــور!، وإنها لأقلية السلامات – من تمنح هذه الإدارة في هذه الظروف، وإنه لصــراع دارفــور وتوالي المكافــآت الحكــومية فيه، وإنها لحاكورة التعايشة ?من تقع الضحية بلا سبب، ولا غرو ولا عجب ? هي الإنقاذ، بل الجلابة حدث ولاحرج!.
فهؤلاء الجلابة هم من فصلوا الجنوب حبا في البقاء، وأهملوا دارفور والهامش إنفرادا بالإستواء! فكلما أطفأوا نارا تركوا شرارا ليوقدوا أخري، لا يهم من يقتل أو يقاتل ?بل دعوهم علي نار تستمر وتتري! هكذا صور البحث أدناه سيناريو حرب دارفور الجديدة مع المستقدمين الجدد ?أقلية السلامات ?كأنموذج مثالي واقعي، يشرح التطورات والملابسات المرتبطة بهذه الأقلية الوافدة في غالبها حديثا إلي السودان، وكذا ماهيتهم وأهميتهم بالنسبة للحكومة، وما بين ذلك من تحركات ومناورات مشكوكة وتداخلات مشبوهة، تكشف عن خراب المؤسساتية بالمؤتمر الوطني ?المستباح لفئة الجلابة، ليفتضح من بعد فشل عهد الإنقاذ مقابل إلتزاماتها تجاه عملية تحقيق السلام بدارفور مع منح هذه النظارة المشكلة – ذات التـداعيات المحلـية، القومـية والأقليمـية وخاصـة مع قومية التعايشة التي تري فيها إستفزازا لمكانتهم وتشويها لهويتهم – جازمين بالقطع علي حرمتها وعدم حليتها في دارهم ?في ظروف سودان المؤتمر الوطني ? سودان الجلابة الجديد الذي جعلوا منه إقطاعة كبيرة – ملئوها الظلم، والعنصرية، وأكل المال العام ? الذي أوصلوا حاله لحافة أن يكون أو لا يكون!.
مقدمــــة:
كيف تضع الحرب أوزارها في أقليم دارفور وما زالت حكوكة المؤتمر الوطني تعود بنا إلي المربع الاول في أسباب تأجج الصراع في غرب السودان. ففي خلال الاسبوع الاول من شهر سبتمبر 2011، قد ورد في صحيفة الاخبار السودانية خبرا مفاده أن والي ولاية غرب دارفور أصدرا قرارا بإعتماد العقيد ركن محمد البشير موسي أميرا لأقلية قبيلة السلامات بمنطقة أم دخن الحدودية لتشاد. فالكل يعلم أن ظاهرة منح إدارات أهلية جديدة وخاصة في عهد حكومة المؤتمر الوطني قد قاد إلي توترات وحروب قبلية عديدة بالاقليم زهقت بمئات الأرواح، فمنها علي سبيل المثال الاقتتال الذي دار ما بين قبائل عربية والمساليت في منطقة الجنينة أعوام 1995- 1997م وما بين الزغاوة والعرب في شمال دارفور حول أحقية رهد جنيد. أما في جانب هؤلاء السلامات تحديدا، الذين لم يؤرخ لهم عن موطئ قدم في دارفور أو في غيرها من أرض السودان ? قبل الإنفصال وبعده، ولم يعرفوا كقبيلة سودانية حتي إلي عهد قريب، فقد خاضوا حربا مفتوحة مع التعايشة لأجل أمنية تحقيق الذات ? لم يخمد أوارها بسبب تغاضي وتعاطف الحكام معهم منذ عهد النميري إلي حكومة الإنقاذ الحالية، وحينما خسروها ولم يتحقق المطلوب جربوا حربا أخري أكثر خسرانا مع قبيلة الهبانية بمنطقة برام إستمرت حتي يونيو 2011م بهدف إستلاب منطقة النضيف لذات الغرض. إلا أنه ودونما أي مقدمات، تفاجأ الجميع بتحقق الأمنية أخيرا بغرب دارفور ? ولكن من ثمة أشياء غامضة متمثلة في “أين الأرض وتضارب الصلاحيات” ? لهذه الأمارة، المسألة.
في ظل تلك الظروف التي يعيشها الاقليم، ومع علم الحكومة بحقيقة أقلية السلامات ولهثهم المتواصل وراء هذا الأمر وأمنياتهم الحثيثة في رؤية وسماع “هنا دار السلامات” مكتوبة علي خارطة تراب دارفور المستباح – إلا أن الحكومة، برغم كل هذه المهددات المؤدية إلي تفجر الأوضاع، بل وتفاقمها من سيئ إلي أسوأ، قد أقدمت وبصورة إستثنائية أكثر غرابة علي ما أقدمت عليه دون تدبر أو حتي أدني حكمة بمنح إدارة أهلية لهذه الأقلية في السودان ? اللهم إلا إذا ما كانت مكافأة لهم علي دورهم القتالي الأخير في أزمة الأقليم المستمرة ? والتي تسقط دونها كل المحاذير!. وهذه المكافأة وعدم المبالاة الحكومية في إدارة أزمة الإقليم ولما يحدث لإنسانه هو ما سيكشف عنه هذا البحث بين طيات صفحاته.
فمن هم هؤلاء السلامات؟، وما سرعلاقتهم بشرتاي المؤتمر الوطني عبدالحكم ورئيسه مطلوب العدالة الدولية عمر البشير، وبأي حق يمنحهم ما لا يستحقون، وهل ستحقق هذه الادارة الجديدة إستقرارا في الأقليم كما زعموا أنفسهم، أم أنها نظارة “هوا” ? ليست علي الأرض – لا يخلق وجودها أي توتر محتمل مع الفور أو التعائشة أو البني حسين والبني هلبة وغيرها من قبائل بالمنطقة المعنية، ولا يتعارض وجودها كذلك مع رؤيا حركات دارفور للإستقرار وتحقيق السلام التي تتضمن طرد المستقدمين أو المهجرون الجدد وأشباههم من دارفور وعدم خلق أي حاكورة جديدة، أم أنهم ? أي أهل الإنقاذ قد ضربوا عرض الحائط بمقررات مؤتمر الأمن الشامل في دارفور عام 97 – 1998م الذي جاء تحت رعايتهم آنذاك والذي صاح وأوصي بعدم قيام أي نظارة جديدة وكذا توصيات اللجان الحكومية الفنية المتعلقة بمشاحنات الحدود في دارفور مؤخرا، أم حقا أن “لجلابة” المؤتمر الوطني أهدافا معلومة وأخري غير معلومة كتلك التي سربها “الويكي ليكس” عن مخططاتهم في سياسة فرق تسد في دارفور لتتكرر مرة أخري حتي ولو من وراء هذه الخطوة ? أي منح السلامات إدارة اهلية أو ما يعرف محليا بنظارة وإنقاذويا بأمارة وتاريخيا عند عرب دارفور بمشيخة؟؟؟
كل تلك التساؤلات فرضت نفسها علي خلفية ذلكم القرار المشبوه وغيرها الكثير من الاسئلة، مثلها – كعملية إعتماد عنصرا تحت راية الخدمة العسكرية متوقع أن يكون قائد لفرقة عسكرية بالميدان بورك له في عهد القيادة البلهاء للجيش أن يكن قائدا لأقلية وافدة إلي السودان هيئ لها أمر السودنة حديثا وعلي يد المقدم شرطة معاش (م ح ي) حينما ذهب عام 1996م إلي أبو جرادل أرض التعائشة وقام بإستصدار شهادات الجنسية السودانية بالجملة لأفرادها المهجرون سلفا ونسي في ذات الوقت أن يد العدالة وخاصة في زمن الانقاذ لم تطل أي من منتسبي السلامات المتورطين في الأعمال الشنيعة التي فعلوها مع غيرهم ضد أفراد قبيلته الفور إبان حروب العرب والفور 87-1989م. وهذا ليس تجنيا أو تصويرا جنائيا بحق السلامات، وإنما هي المآسي المغيبة عن مجمل حقوق الإنسان بالأقليم. فكان للسلامات الدور البارز في الهمجية أثناء الإقتتال الدموي الذي دار بمنطقتي مكجر ودمبار – قتلا وسلبا وإغتصابا وحرقا وتشريدا، ومن بعد كذلك، إرتكابهم لأعمال الكيد والتنكيل لقبائل الفور ودينكا المنطقة التي صاحبت ملاحقة قوات المتمرد بولاد في عام 1990م وكذا إشتراك عناصرها المباشر لاحقا في جرائم الأقليم الاخيرة بغرب دارفور حول الشريط الحدودي المحازي لمحليتي كبم ورهيد البردي.
وبغض النظر عن إلتهابية ديباجة البحث التي وضعناها تلقائيا متوافقة مع لغة خطاب نظام الانقاذ وخطب قائدها الناروية، إلا أنه في محاولتنا للاجابة عن تلكم التساؤلات، فإننا قطعا سنلتزم بذات الشفافية والموضوعية والحيادية التامة مع الوقائع وإتجاهات البحث وللقارئ الحصيف الحكم وسلامة التأويل. وعليه، لا يعنينا بشئ غرض المغروضين وسوء تفسير الهائمين، لطالما أن لدافور أبناء أوفياء وتاريخ وتراث معلوم ومحفوظ لا تشوبه شائبة ولا يقبل تغيير الحقائق علي الارض ? تاريخيا ولا ديموغرافيا.
أصــل الســلامات:
هناك جدلية دائرة حول جذور هؤلاء السلامات ? أي سلامات دارفور الأقلية القادمون أصلا ولعهد قريب من منطقة أم التيمان التشادية. ترتبت هذه الجدلية أولا من طبيعة نشأتهم ? جغرافية وتاريخا، وثانيا من عدم توحيدهم أنفسهم لنسبهم، فتجد منهم من يقول لك إنهم أبناء للشيخ جنيد بن شاكر العباسي وتجد كذلك من يقول غير ذلك، ثم تلك الشبهة الأخري المتأتية من تشابه الأسماء العربية والتي زادت من الأمر إلتباسا كوجود إسم السلامات مطلوقا علي عناصر قبلية متفرقة في عديد من البلدان العربية ?حيث أنهم بنوا علي هذا التشابه قائلين هذه الأيام بأنهم سودانيون وكذا منتشرون في كثير من الدول العربية. فهل هؤلاء السلامات هم أصل كل من سلامات السعودية، مصر، العراق وسلامات الجزائر وغيرها أم أن الأمر هو مجرد تشابه في الأسماء حيث أن لكل مجموعة قبيلية تحت هذا المسمي لها نشأتها المميزة ونسبها المعلوم.
أما من جانب وجود نسب يجمع السلامات ككل، فإنه أيضا تتقاطع النظريات في هذا الإتجاه حول كونهم إجمالا في العالم ينحدرون من صلب رجل واحد!، فهناك من يقول بأنهم أبناء سلامة بن عوف بن حرب بن خزيمة المضري، وهناك من يقول بالجزائر بأنهم قبيلة يمانية ينتهي نسبها إلي أبي زيد الهلالي، ومن قائل آخر يقول بأنهم فخذ من أسلم الشمّرية الخزرجية، وآخر يقول بأنهم ينحدرون من نسل سلامة محمد أبو حمور الحسيني بالأردن وفلسطين، بينما يجمل آخر بطريقة أكثر واقعية قائلا علي وجه التعميم، أن السلامات قبيلة عربية من بني سليم، ممتدة من آسيا إلى قلب أفريقيا، هاجرت مع القبائل العربية الاخري الي شمال أفريقيا ومنها إلى السودان وتشاد، وتنتشر في إقليم دارفور السوداني وتشاد بجانب قبائل البقارة (المجموعة الجنيدية) دون التعرض إلي تفاصيل تواريخ ظهورها وكيفية إنتسابها وحقيقة بنوة عمومتها التي تربطها مع غيرها من عرب جنوب الصحراء الكبري عموما أو عرب دارفور تحديدا.
فبالبحث تبين أنه ليس لأي من سلامات السعودية، مصر، العراق والجزائر صلة نسب تجمع بالقبيلة الاخري؛ وكذا لم توجد صلة تربط هؤلاء السلامات بأي من سلامات البلاد العربية المذكورة. وإجمالا، فإن سلامات تشاد وما تحدر منهم جنوب الصحراء ككل لم يوجد نسب صريح يخرجهم من دائرة إفريقيا ويربطهم بالمشرق العربي تحديدا. وطبقا لهذا، فقد تواتر مع التأكيد بالجزم أن إثنية هؤلاء السلامات المعنيون هنا، تسمت بهذه التسمية وهم بأرض أفريقيا، مما أكد علي أن تكوينهم نشأ أفريقيا بحتا ككثير من الأقليات الصغيرة التي برز إسمها وإرتبط بإسم فرد تسمت به وحسب!. ومن مثل هؤلاء الأفراد، من صارت أسماؤهم تطلق علي قبائل بعينها، فيكونوا إما أفرادا موصولو النسب بأي من القبائل التي ينحدرون منها أو مجهولوه لسبب غير معلوم، وهم غالبا ما يكون مجيؤهم دخلاء إما هروبا من عدالة أو من جور أو ضربا في الأرض نحو منطقة محددة أو قبيلة آوية لهم، فيتزوج المحظوظ منهم من القبيلة المسيطرة فيطلق إسمه علي ذريته إن قصد الكينونة لذاته فقيال لأولاده “ولاد فلان”، ومن ثم يتطور حتي يصبح قبيلة، وإلا فإن ذريته تكتفي بإسم القبيلة التي نشأت فيها فتذوب فيها منطبقا عليها ما ينطبق علي القبيلة الآوية من حقوق وواجبات وأعراف وتقاليد. وعكس هؤلاء الأفراد ما يخبئ أصله عن قصد وينتمي ويتسمي تدريجيا بإسم القبيلة التي يعيش في حضنها لأجل حظوة مرتقبها من جراء طيب معشره أو تكاثر أمواله وسطوته أو دهائه ومكره حتي يتمكن من سرقة قيادة القبيلة التي حمل إسمها ونشأ فيها. والأمثلة هنا كثيرة لا تنطبق علي زعماء القبائل وحسب بل حتي علي رؤساء دول ممن جاؤا إلي سدة الحكم علي هذا المنوال. ولعل رمزية الإشارة هنا واضحة الدلالة للعارفين محليا بسيناريو هذه الطريقة التي تتمثل منطبقة تماما مع تاريخ نشأة القيادة القبيلية لأقلية سلامات دارفور المعنيون وكذا نشأة منشئها شخص “العمدة البشير موسي عبد المالك” والد الناظر المذكور أعلاه الأول في تاريخ هؤلاء السلامات الذي أجمعوا عليه وإختاروه أسوة ومكافأة لدور والده في إبراز إسمهم كقبيلة من خلال الأحداث الإجرامية والفتن والحروب القبلية التي قادهم لفعلها في دارفور.
عرب دارفور وعلاقة أقلية السلامات بهم ? الخلفية التاريخية
عرب دارفور كثر، مهنم البني هلبة، البني حسين والبني حسن، الخزام، التعالبة، المهادي، الصعدا، الحوطية، الترجم، أبناء الشيخ جنيد بن شاكر العباسي (أولاد راشد، الهبانية، التعايشة، الرزيقات، المسيرية، الماهرية، المحاميد، أولاد قايد، والحوازمة وهؤلاء معروفون بعرب المجموعة الجنيدية) إلي جانب بني عمومتهم الآخرين الأشراف، المعاليا والزيادية والشطية. كل هذه القبائل الموجودة الآن في مواقعها المعروفة، إستوطنت غرب السودان في أزمان مختلفة بدءا من القرن الرابع الهجري دونما حدوث أي توترات مع السكان الأصليين، وتعتبر سلطنة الخزام البني هلالية أول وجود عربي منظم بغرب البلاد بل السودان قاطبة. فمن بين كل هذه القبائل المذكورة يعد السلامات الفئة الوحيدة التي لا توجد لها بقعة أرض معروفة بإسمها في السودان. وتداركا لهذا الأمر، يقول السلامات عن أنفسهم بأنهم منتمون لقبائل المجموعة الجنيدية وخاصة التعايشة مدينة رهيد البردي ?حيث أن جميعهم لغاية عام 1979م كانوا يستخرجون الجنسية السودانية تحت إسم قبيلة التعايشة.
فبالبحث عن الخلفية التاريخية للسلامات وعلاقتهم بعرب دارفور، تحقق أنها مستمدة منذ عهد نشأتهم الأولي بين شعوب عرب المجموعة الجنيدية بأراضي شمال غرب السودان، وتترسخ أكثر مع العرب الحيماد وخاصة التعايشة والهبانية في دارفور التي عبروا إليها من تشاد في شكل هجرات متقطعة بدأت جماعيا منذ أعوام 1945م وإستمرت إلي 2000م. وكان تعايش السلامات سليما بادئ الأمر، وقد مهد له إنتشار عدد مقدر من أبنائهم قوانة القرآن المعتبرين بين تلك القبائل وغيرها حتي تمكنوا مع تزايد أعدادهم من تشكيل عموديات في جنوب دارفور تتمركز بشكل ملحوظ بين داري التعايشة والهبانية ثم البني هلبة إلا أنها عموديات ربط أهل وليست علي الحكر ?أي أن المجموعات السكانية الوافدة تتمع بحق إدارة أفرادها دونما أن يكن لها حق التملك الجماعي للأرض. قـنن ظهور هذه العموديات بصورة رسمية حقيقة العلاقة “قانونيا” بين عرب دارفور وهؤلاء السلامات. تتمثل هذه الحقيقة ? التبعية والإنتماء كأمر لازم تاريخ وجود أقلية السلامات القصير في دارفور وإرتباطهم بعربها أزلا ومآلا ? في النقاط التالية:
أولا حرب ناقة شرنقو :
معروفة أيضا بشقة شرنقو، يقدر وقوعها حوالي منتصف القرن الثامن الهجري – أي تقريبا أعوام (1350م)، فهذه الحرب قامت بسبب ناقة قام بمصادرتها سلطان الخزام لصالحه من إبن أخته العريقي فنا بطريقة إستفزت بني عمومة العريقي الجنيديون بأجمعهم والذين كانوا تحت إدارة هذا السلطان رغما عن كثرتهم وثرائهم، فتأزم الموقف وتبودلت المشاحنات والملاسنات، فمن ضمن السجالات التي هيجت الجنيديين ولها علاقة قاطعة شك في أصل السلامات ونشأتهم ما جاء علي لسان سلطان الخزام حينما قال لأولاد جنيد :(كن (إن) تلموا جنيد ومجنود، وعبدكم سلامة المعتوق، كور الغنم ما بقابل جبين الدود (الأسد)). فسلامة المذكور هنا هو جد قبيلة السلامات جنوب الصحراء، والذي ينحدر منه السلامات الهيوس، السلامات الحمران، السلامات الجميلات، السلامات الرشيدية، السلامات السليمية، السلامات ولاد علوان، السلامات ولاد أب ضو والسلامات ولاد عجينة (لم يرد شيئ عن إنتساب مناصير الولاية الشمالية لهؤلاء السلامات رغما عن تنامي التواصل فيما بينهم). فإنه وضمن التاريخ المتواتر للجنيديين وطبقا لرواياتهم المتسلسلة أبا عن جد، فإن سلامة كان صبيا مملوكا، وقام بعتقه الشيخ جنيد وكان ملازما له كإبن من بنيه، وحينما توفي ورث عنه شيئا من الكتب والمخطوطات الدينية (لذا يقول السلامات عن أنفسهم أنهم حفظة قرآن وعلماؤه علي سائر قرنائهم من أبنا الشيخ جنيد).
عندما نشبت تلك الحرب المذكورة بين الطرفين، الخزام الهلاليين الأمويين والعطاوة وإخوتهم الحيماد الجنيديين العباسيين، قاتل السلامات جنبا إلي جنب مع ذويهم الحيماد وإستبسلوا وزادوا. خسرت سلطنة الخزام الحرب، وسقطت سلطنتها وتخربت ديارها ونزح معظم الخزام الباقيين نحو سلطنات تشاد الإسلامية عسي أن يستنجدوا بها بحق الدين، إلا أنه قد قام بتتبعهم وملاحقتهم خلف حدود دارفور الغربية بعضا من الجنيديين كالحيماد، المسيرية، أولاد أحميد، أولاد راشد والسلامات الذين غالوا في الأمر فخرجوا عن بكرة أبيهم. تلت هذه الحرب الضروس التي دارت رحاها بمنطقة رهـد جنيد بشمال دارفور أعوام عجاف ومجاعة طاحنة تفرق علي إثرها الجنيديون الباقون في السودان إلي نحو الأراضي الرطبة جنوبا، فأنشأ الجنيديون ديارهم المعروفة والممتدة في حزام عربي كبير دونما إنفصال من دار التعايشة غربا وعاصمتها رهيد البردي، ثم دار الهبانية وعاصمتها برام، ودار الرزيقات وعاصمتها الضعين، ثم إدارات المسيرية، الحوازمة، سليم وأولاد أحميد بأبي جبيهة شرقا ?حتي النيل الأبيض. إلا أن جزءأ كبيرا من أولاد راشد والمحاميد ظلوا باقين بالمنطقة الممتدة من رهـد جنيد، الوخايم وإلي وادي هور منذ ذلك التاريخ وإلي يومنا هذا. أما الجنيديون الذين دخلوا إلي تشاد جراء تعقبهم للخزام، فكلهم قاموا بصورة تلقائية بإنشاء إدارات لهم، وعرفوا محليا هناك بالشاوا علي إمتداد تشاد، النيجر، موريتانيا ونايجريا لاحقا، إلا أن السلامات تميزوا عنهم وصارت القبيلة العربية الوحيدة في تشاد من يتسمي إقليم كامل بإسمها ألا وهو إقليم سلامات وعاصمتهم فيه مدينة إم التيمان التشادية. هذا الإقليم جغرافيا يجاور السودان وأفريقيا الوسطي وقبليا يعتبر أرضا لقبائل الحيماد التي تشمل حتي السلامات، إلا أن وجودهم فيه كقبيلة سلامات غير متصل مع دار التعايشة في المقابل السوداني حتي يبررون لغز ذلك الإرتباط حيث تفصل بينهم قبائل دار سيلا بتشاد والفنغرو والكبيت بغرب دارفور -السودان. وهكذا يصبح الجنيديون الشهود الوحيدين الملمين بحقيقة نشأة السلامات جنوب الصحراء الكبري.
ثانيا طبيــعة إنتشــارهم:
بعد حرب ناقة شرنقو المذكورة أعلاه، إستقر المقام للسلامات بأجمهم في منطقة أم التيمان التشادية، ولم يكن لهم في السودان أي وجود كبقية أولاد جنيد الآخرين. فما جاء منهم لا حقا إلي دارفور، إستقر متوزعا بين القبائل الجنيدية وأهمها التعايشة، فمن قبل أواخر سبعينيات القرن الماضي لم يكن للسلامات وجود متميز في دارفور. فحينما دخلوا السودان، كانوا قد تسللوا في شكل أفراد أولا ثم أسرا بسيطة لا يرتكزون علي أهل من ذويهم يأوونهم إلا تلك الصلة التي تربطهم تاريخيا مع إخوتهم الجنيديين من قبل حرب حدوث ناقة شرنقو. فجعلوا من وجودهم بين التعايشة، الهبانية، والرزيقات مؤخرا وحتي البني هلبة أمرا طبيعيا كفل لهم حق الإستمتاع بالبقاء كأي فخذ أصيل من هذه القبائل وذلك بالإستفادة من الترابط المصيري والتاريخي مع هذه القبائل. وبرغم من طبيعة هذا الإنتشار الإيجابي لم يتمكن السلامات لمعرفتهم بحساسية الأمر وعواقبه الوخيمة عليهم من تسمية أي شخص أو أي فئة منهم كقيادة رمزية لهم في أي من مواقع وجودهم، بل ولم يتمكنوا كذلك حتي من القيام بإنشاء أي شكل من أشكال الإتصال المنظم الذي يربطهم بعضا ببعض. وهكذا ظل وجود السلامات علي تلك الشاكلة دون أن ينالوا شرف التسمية بقبيلة مستقلة إلي أن قاموا بتجنيهم والإعتداء علي عشرة أشخاص عزل من الجبارات التعايشة في العام 1979م. فمنذ ذلك الحين ومع إنتشار ذلك الخبر الشنيع محليا وإقليميا جاءت ولادة إسم السلامات كقبيلة لأول مرة بالسودان خارجا من رحم الإجرام!.
ثالثا الوضـع الإداري الأهلـي:
كخلفية تاريخية عن الوضع الإداري بولاية جنوب دارفور، يقوم الوضع الإداري الأهلي علي أساس الحاكورة ?أي الأرض المكتسبة منذ تكوينات المجتمعات القبلية لنظمها الأهلية، وهذه بطبيعة الحال تختلف زمانا ونظاما من قبيلة إلي أخري. فمعروف أن الفور هم أول من عرفوا كأهل نظام ملكي بالمنطقة وذلك من قبيل الإسلام إلي عهد تكوين سلطنتهم الإسلامية التي إمتدت لأكثر من ثلاثة قرون وتفرعت إلي داخل السودان، وكان أشهر سلاطينها السطان علي دينار(1856-1885 ثم 1898-1916م). وهكذا الحال في سلطنات الداجو(أم كردوس)، البرقد (شعيرية)، البيقو (ياسين) والتنجر (عدوة). تلا ذلك ولأكثر من حوالي الخمسة قرون مضت، ظهور الإدارات الأهلية للقبائل العربية الريئسة المعروفة الآن والتي تشمل مشيخات التعايشة، الهبانية، الرزيقات، البني هلبة، المسيرية (وادي التعايشة) والمعاليا. تكونت هذه الإدارات تحديدا في مناطق اصطياف بوادي هذه المجموعات ضمن حدود ولاية جنوب دارفور في مواقع غير ذات نزاع وخارج السيطرة الفعلية لسلطنات القبائل الأصلية عليها. (أي أن حركة البادية تتمحور كما اليوم ما بين أرض المصيف وهي المعنية ومعابر المسارات زمن المنشاق والكسة ثم مواقع قضاء الخريف ? شمالا).
ساعد أولا إصطياف بوادي القبائل العربية ومرورها في فترتي “المنشاق والكسة” علي التعرف علي الأرض وتأسيس شيئ من التقارب مع أهالي المجتمعات الأصلية القاطنة حول مسارات ومخارف بواديهم. لذا تم الإنسياب نحو هذه المواقع بشكل طبيعي مكونين فيها إدرات أهلية مستقلة عن بعضها وعن السلطنات الموجودة أصلا دون حدوث أي صراعات أو إحتكاكات تذكرما بين السكان الأصليين والقبائل العربية هذه، مع أن جزءا منها دان لسلطنة الفور بالفاشر بعيد سقوط دولة المهدية. تطور هذا الوضع الإداري لهذه القبائل إلي أن قاد وساهم بفعالية في قيام الدولة المهدية بالسودان (1883-1899م). تم الإعتراف من قبل الغزاة للسودان بكل الإدارات الأهلية القائمة حينذاك منذ عهد التركية الأولي إلي الإستعمار الإنجليزي ? الذين جميعهم إستغلوا هذه الإدارات لصالح قبول وتمكين حكمهم للبلاد. فحينما خرج الإنجليز من السودان في العام 1956م تركوا كل الإدارات الأهلية قائمة علي نظمها القبلية وفي حواكيرها المقننة دون ترك شبر واحد من أرض السودان وخاصة في دارفور دون تبعية أهلية، بل تم تأسيس مجالس الحكم المحلي بالخرط والصلاحيات علي حدود هذه الحواكير. عليه قامت حكومة الإنقاذ الحالية بمنح المحافظات أو المحليات علي أساس هذه الحاكورة.
يعتبر مبدأ التأمير أو التولية عند القبائل العربية من أهم ركائز قيادة وإدارة الأفراد والجماعات، ولذا فإن من أولي المهام الإدارية عندهم ثبات مكان القيادة ونشوئها في موقع ذي إعتبارية عند الجميع لقيوم ولي الأمر (شيخ القبيلة) بمباشرة مهامه إنطلاقا منه. ولما كانت طريقة العيش عند هذه القبائل ترحالية بدوية أوجب علي شيخهم البقاء في دامرة تأخذ إسم القبيلة وتتوسع فيها. وهكذا نشأت الإدارات الأهلية لقبائل المجموعة الجنيدية سواءا كانت بالسودان أو تشاد. وقع نصيب السلامات في هذه التكوينات تابعا للقبائل الجنيدية التي إستقرت بتشاد حيث أنشأوا إدارتهم بأم التيمان كما سلف ذكره دون أن يكن لهم في المقابل بالسودان أي نصيب أو أي شكل من أشكال الحكم الأهلي لعدم وجودهم فيه.
إنطلاقا من ميزة إرتباطهم بقبائل المجموعة الجنيدية، بدأ السلامات كأفراد يتنقلون ما بين أقليم أم التيمان ودارفور إلي أن فضل بعضهم السكون في دارفور هروبا من عدالة كأفراد متسللة، أو إلتماسا لظروف معيشة أفضل كجماعات لاجئة. وشيئا فشيئا، تنامت أعداد السلامات من أفراد لمستوي الجماعات ثم لخشوم البيوت، إلي أن تطور وجودهم بحجم العموديات بين إدرات التعايشة، الهبانية والبني هلبة. وتعتبر عموديات السلامات الحمران هي الأولي لأقلية السلامات بالسودان ثم تلتها عمودية محمد علي مطر التي وافق التعايشة علي قيامهما بالتتالي أعوام (1965 و1989م). في خضم عملية التهجير المنظم الذي رعته حكومة الإنقاذ الحالية للسلامات، تم إستجلاب أعداد كبيرة منهم من تشاد كما تم أيضا بإيعاز من والي جنوب دارفور (الحاج آدم) تهجير عدد إثنين عمودية لهم من محلية وادي صالح بغرب دار فور إلي منطقة أبوجرادل بمحلية رهيد البردي ?عموديتي (موسي جادو و عبد الغني). هذا التحرك يندرج تحت السند الحكومي (لقاؤهم برئيس الجمهورية) من أجل توطين أجانب تشاديين في السودان وإيجاد موطئ قدم لهم. وهنا نستشهد بتلخيص بعض ما ورد في ثائق حكومية حيث يعترف فيها عمدة السلامات البشير موسي قائلا: (بعد النزاع القبلي بينهم والتعايشة عام 1979م وجد السلامات ضالتهم بمنطقة أم جرادل “الصحيح أنها أبو جرادل” لإقامة الدار بسبب أنها غير مأهولة وكانت مسارات رعوية لقبيلة التعايشة، وأضاف أن القبيلة في السودان وتشاد وافقت أن تكون المنطقة دارهم، وذكر أن والي جنوب دارفور السابق الحاج آدم قد وعدهم بإستحداث نظارة لهم وبالتالي تسمية المنطقة دارا للسلامات. وإعترف أنه أرسل لأفراد قبيلته العربية بتشاد فلبوا النداء للأرض الموعودة لهم بإقامة دار أو حاكورة للسلامات فيها). بغض النظر عن هذا الإعتراف، الذي لم تأخذ به حكومة الإنقاذ صيانة لعرض هذا الوطن المستباح ومراعاة لكينونته، فإن عهدة تاريخ الإدارة الأهلية في السودان لتبقي في وجهها شاهدا ومنذرا مؤكدا علي عدم وجود أي صفة إدارية أهلية أصلية تهيئ للسلامات عملية قيام كيان بالسودان مع البينة القاطعة للخارطة الرسمية لقبائل السودان التي لم تحدد ولم تكشف عن أي وجود للسلامات بالسودان حتي هذه اللحظة.
رابعا الخصوصية التعايشـية:
تنبع هذه الخصوصية أولا من الموقع الجغرافي لدار التعايشة من كونها الأرض المجاورة لأقليم سلامات التشادي و المعبر العربي الوحيد الرابط لدولتي تشاد وأفريقيا الوسطي بالسودان، وثانيا من واقع الإستقرار الذي تتمع به منذ نشأتها وبصورة إستثنائية عن سائر الحواكير في دارفور في ظل الإبتلائات والمحن التي طالت المنطقة محليا وإقليميا، وثالثا حسن إستقبال التعايشة للوافدين إليهم أفرادا وجماعاتا من سائر القطاعات ? رعاة، زراع، أصحاب مهن ونازحين ولاجئين. ثالثا رعاية الإدارة الأهلية للأقليات ودعمها لسيادة بسط القانون وإحقاق الحق ساعد من بقاء المنطقة أكثر أستقرار وهدوءا، أخيرا حكمة التعايشة المتمثلة في موقف إدارتهم وحيادية أهاليهم وترفعهم عن مكاسب ومغانم الصراعات الدائرة في دارفور. وفرت هذه المعطيات مجتمعة أمنا مستداما بأرض التعايشة حيث تمكنوا من غير عناء من الإحتفاظ بنسيجهم الإجتماعي كأحسن ما يكون وظل جميع السكان عربا وغير عرب متعايشين في مأمن دون إعتداءات من خارج المنطقة أو بين بعضهم البعض. وبسبب هذا التميز الإيجابي للتعايشة علي طول تاريخهم وإشتهار منطقتهم بالإنتاجية العالية وتنعمها بالأمن الجيد، قصد دارهم – بتواريخ معلومة – بحق الإنتماء والإسلام وحسن الوفادة العديد من المجموعات العربية والغير عربية علي المستوي المحلي أو الإقليمي. كان السلامات الأكثر عددا من بين هذه المجموعات الوافدة حيث تركز وجودهم في الجهات الشمالية لمدينة رهيد البردي في قري البييرد، الكييزي، أم شوكة، العجاجة، دوانة وحلة فندق. تم توطين السلامات الوافدين حول هذه القري تحت إدارة العمدة أبكر ولد طه وتمدد بعضا منهم نحو غرب دارفور تحت شرتاوية الشرتاي أنقابو وآخرون ذهبوا إلي أرض الناظر عيسي ولد دبكة والناظر علي الغالي تاج الدين. فليس لسلامات دارفور مدخل آخر نحو السودان غير هذه المنطقة ولم يكن مأخوذا في الحسبان آنذاك ?أي في عام 1948م أنهم سيردون علي سلاسة إستقبالهم وحسن إكرامهم بشيء من قبيل تحويل طبيعة وجودهم وعلي مر السنين من “أكالة إلي سكان بالأصالة” حتي يتسني لهم لاحقا المطالبة بإنشاء موطن لهم – بديل أو مماثل بأرض التعايشة أو في غيرها. وهكذا يكون التعايشة خصيصا ومعهم الفور المصدران الوحيدان اللذان يؤكدان تواريخ دخول السلامات للسودان.
أقلية السلامات ورحلة البحث عن الهوية وتحقيق الذات
حينما لا نرتضي بما قدر علينا من واقع، ونتنكر أفرادا أو جماعاتا للأمر المكتوب، فإن من أولي الإبتلاءات علينا تسربلنا بعقدة النقص لتتملكنا علي إثرها الرغبة الجامحة في محو المنقصة ?أيا كانت وبأي ثمن!، وهذا ما حل بالسلامات منذ أن عرفوا أنفسهم. فالهواجس النفسية المستعرة في دواخل السلامات أفرادا وجماعات الناتجة عن شائبة نشأتهم تلك كانت هي الدافع الأساس وراء بحثهم الدؤوب في إرساء الهوية، خلق الكيان وتحقيق الذات بين رصفائهم الشامتين عليهم ?بين تشاد والسودان علي وجه الخصوص ?ذلك كلما أبدوا تطلعا نحو السيادة والحكم. وتخفيفا لهذه الوطأة، تجشم السلامات مغامرات إمتدت أولا منذ نشوزية مشاركتهم في القتال ضد الخزام وإنخراطهم الجماعي في ملاحقتهم إنتقاما من سلطان الخزام أول من أفشي سرهم علانية عزاءا لأنفسهم لقيال بأنهم “الفرسان من الطراز الأول”، ثم حربهم أعوام 1891-1894م مع قبيلة بني سعد بتشاد التي ما دخلوها حسبما زعم إلا إبرازا لقوة بأسهم وشجاعتهم، ثم عملية فوزهم كأول من يحصل من السكان العرب في قارة إفريقيا علي بقعة أرض تحمل إسم قبيلة في الحدود السياسية الداخلية للدول وذلك في الإقليم الكامل المتسمي بإسمهم في دولة تشاد، ثم تلك المجازفات الفردية المفتعلة من قبل أبنائهم لرفع شأن القبيلة والأمثلة هنا كثيرة يضيق المقال عن ذكرها، ومن يعرف البشير موسي وأبناءه الضباط هم خير مثال في هذا المقام. وأوضح من ذلك كله، تلك الحروب القبلية التي خاضوها ضد كل من التعايشة والهبانية تحت شعارخلق كيان وتحقيق ذات، ثم إجتهادات قياداتهم الحثيثة تسليحا وتفعيلا للقبيلة عبر الزج بها تصدرا للأحداث وحضورا في الإعلام. فالملاحظ أنه، قد إنزعج السلامات كثيرا من وضعيتهم بين قبائل دارفور بلا كينونة، حيث إنعكس ذلك علي إحساسهم الدائم بالدونية، مع إزدياد الأمر سوءا عليهم بسبب تهامس الغير في حقهم بأنهم الفئة الغير ذات كيان، الغير ذات إسم، ولا أرض ولا مستقبل.
علي تلك الشاكلة ومع إجتهادات محو المنقصة، لوحظ أن السلامات أينما حلوا بالبوادي أو القري وحتي المدن فإنهم يتميزون بما يعرف محليا “بالبوبار والبوعار” أي الشذوذ في التعبير وإظهار الشخصية لفتا للأنظار. فهذه العلة النفسية الفردية والجماعية معا والمتأصلة عندهم لا تجعلهم في حقيقة تغليبهم للمصلحة القبلية في الشأن العام (الحكومة) يصلحون للترقي للوظائف ذات الطابع السلطوي، القيادي أو الإداري أو لتولي أي مهام دستورية أو رتب عسكرية وأمنية أخري. وإستغلالا للسلطة فقد مارس أبناؤهم المتنفذين عددا من المخالفات متمثلة في إستغلالهم لموارد الدولة وغير ذلك.
علي ذلك يتضح إنه قد أخطأت الحكومات في عدم فهمها للتعاطي الجاد في ملف قضايا السلامات وحروبهم القبلية التي رتبوا لها وبدأوا بها وحشدوا الأتباع لأجلها من كل أصقاع السودان وتشاد معا، بل جعلت حكومة المؤتمر الوطني الحالية خاصة من هذا الملف أمرا مفتوحا رغم إحتوائه للكثير من الأحداث والجرائم علي المستوي الفردي أو الجماعي، وكذا من قبل أخطأت إدارة التعايشة أولا حينما لم تتمكن من إدارة الإشكال المتأزم مع السلامات وحله بطريقة داخلية في بادئ الأمر بإعتبار أنهم خشم بيت قام بالإعتداء علي خشم بيت تعايشي آخر وإنما أثارت عوامل الندم والحسرة والغضب التعايشة وإدارة الهبانية لاحقا علي لفظ السلامات والتبرؤ منهم كأعداء مما أعطاهم حق الندية وإفساح المجال لهم ولغيرهم بتسميتهم قبيلة مستقلة وليس خشم بيت وحسب. وبطريقة أو بأخري، علي “لخبطة” حكومة الإنقاذ و”غرض” جلابة المؤتمر الوطني تم لأقلية السلامات تزوق طعم حلمهم من الناحية النظرية (نظارة أم دخن)، فهل تكتمل الصورة بتحقيقه أمرا واقعيا لإزاحة تلكم الشائبة عن النفس التي أصبحت تاريخا منتهيا ولا معني أو قيمة له في هذا العصر.
سيناريـو قيام النظــارة
خلفية تاريخية:
مثلت حرب السلامات التي خاضوها ضد التعايشة عام 1979م مع إرهاصاتها المستمرة إلي العام 2008م البكائية التي إستجمعت لها أقلية السلامات كل طاقاتها الصوتية لأجل الإبلاغ عن قضيتهم ولكنها كانت مجرد عواء غير مسموع داخل حصن شروط المصالحة التي أبرموها مع التعايشة إثر تلك الحرب والتي أعطتهم فقط حق العيش وقضت البتة بعدم تملكهم للأرض والمطالبة بنظارة. ورغما عن تلكم القيود، حاول متنفذو هذه الأقلية جاهدين الحصول علي إعتراف محلي وحكومي يمكنهم من التحرك بثقة في طلب الحصول علي نظارة، إلا أنهم طيلة هذه المدة (1980-2008م) لم يحصلوا رسميا علي أي منهما ? الإعتراف والنظارة معا. في عهد الإنقاذ، في الفترة ما بين (1995-2003م) حقققت هذه الأقلية إختراقا ملموسا في ملف الإعتراف بهم حيث إلتقت برئيس الجمهورية البشير، وزير العلاقات الإتحادية د. نافع، ولاة ولاية جنوب دارفور، إدارة ديوان الحكم الإتحادي منتزعين موافقة غير رسمية في تحريك طلب النظارة. لم يتمالك السلامات أنفسهم جيدا للطبائع الهوجائية المتأثرين بها من وطنهم الأصل (أم التيمان) وقد نفد صربهم حيال بطؤ الترتيبات الحكومية (الأمنية) لإعطائهم الضوء الأخضر للتحرك بثقة في مطلب النظارة، حتي فاجأوا الجميع منتصف العام 2008م بحرب قبلية أخري مع قبيلة الهبانية إستمرت حتي منتصف العام 2011م. في أثناء هذه الحرب تحركت السلامات في الإتجاه السلبي المعاكس لنظام الإنقاذ بعدما دانوا بالبيعة لريئسه البشير عند لقائهم به ولاحقا قاتلوا معه ضد “التورا بورا” وضد القبائل الغير عربية بدارفور بين أعوام 2003-2005م. تمثل ذلك العمل السلبي بقيامهم بعمل معسكرات تدريب معارضة مسلحة كمناورة إنتحارية غير مضمونة العواقب إن لم يشرف عليها بخبراتهم ونفوذهم حملة شهادات الأركان حرب وحبكها كوسيلة ضغط نهائية في مطلب النظارة. في شهر ابريل 2010م توفي رمز السلامات عمدتهم البشير موسي وتسلمت من بعده رسميا القيادة دماء جديدة، بروح وبرؤي جديدة أيضا. يذكر في هذا الصدد، جهود إبنهم “الغير عسكري الخلفية” الدكتور حسن حماد الذي أسهم بحضوره “المغـروض” في قيام مؤتمر الامن الشامل لولايات دارفور نوفمبر 1997م الذي تكشف فيه إستغلاله للمؤتمر كمناسبة لتحريك ملف السلامات وإظهارهم كقبيلة ضمن قبائل دارفور.
بيـعة الإعــتراف ? بارقــة الأمل:
أدركت أقلية السلامات أن شيئا من الاهتمام الخاص قد وجدته من حكام البلاد الحاليون ?جلابة المؤتمر الوطني حتي فتحت لها أبواب القصر الجمهوري للإلتقاء برئيس الجمهورية عمر البشير للمبايعة والمطالبة بنظارة. في تلك المناسبة بشرهم رئيس الجمهورية بالنظر في الطلب عند جهات الإختصاص كما كفل لهم حق الإعتراف بمجرد أن أحالهم لوالي جنوب دارفور ?أكرر والي جنوب دارفور وليس والي غرب دارفور لمعالجة الأمر. كانت هدية الإعتراف هذه بارقة الأمل التي أزاحت عن صدور السلامات هاجسا آخرا وشبحا ظل يخايلهم كلما طرقوا بابا لنيل الإعتراف بهم. فيذكر في هذا الخصوص، إبان لقاء سابق لوفد من السلامات بزعامة عمدتهم البشير موسي في ذات الغرض بمسؤول ديوان الحكم الإتحادي اللواء فبيان أقام لونق ورغم معرفته الشخصية لعمدتهم البشير موسي إلا أنه وبكلمة واحدة أشار لهم لخارطة قبائل السودان للعام 1928م بالرقم 2692 والمعتمدة حتي تاريخ الإستقلال -أن: (إنظروا إلي الخارطة خلفي ? هل وجدتم أنفسكم فيها، قالوا كلا، فقال إرجعوا لامقام لكم عندي!). أي دلالة قاطعة علي عدم توفر أرضية الإعتراف بهم وهكذا كانت عدالة وقوة القرار عند الإخوة الجنوبيين الصادقين في سودانية سودانية هذا الوطن. وهنا للمناسبة، نذكر أنه حتي د. قرنق في وقوفه مع تمرد دارفور كان يقدم الدعم في مواقع حركة عبد الواحد فقط وليس غيره لعدم قناعته وإعترافه بسودانية إحدي القبائل القائدة للتمرد بدارفور.
علي خلفية ذالكم الإعتراف الرئاسي ومكاتبات القصر الجمهوري في ذات الشأن، زار في العام 1998م، المهندس الحاج آدم والي جنوب دارفور آنذاك، ونائب رئيس الجمهورية الحالي، منطقة أبوجرادل وأم دخن مقررا الإلتقاء بأقلية السلامات والتي كانت بإنتظاره في إستقبال كبير. تجمعت السلامات بالآلاف وقد كذب عليهم قاداتهم بأن والي الولاية آت لإعلان النظارة لهم. ولكن لما لم يفعل ذلك وقد أشار لهم فقط بإمكانية إستحداث نظارة بأبي جرادل، فاجأهم في ذات الوقت، بأنه ليس بصدد الإعلان عن نظارة بسبب أن المنطقة إداريا خارج نطاق صلاحياته وتتبع لغرب دارفور مما أصابهم بخيبة أمل وإحباط كبيرين. معلوم أن الوالي المذكور هو من أشار إليهم سابقا بإستوفاد عموديتيهم بغرب دارفور لأجل تحقيق ربط النظارة بأبي جرادل ?ولكن حينما إصتدمت الحكومة أن حاكورة التعايشة هي العقبة الكأداء دبرت الحكومة عملية تبعيتها لغرب دارفور. وهذه دلالة أخري حتي من السلامات أنفسهم علي تبعية المنطقة لولاية جنوب دارفور وإلا لما خاطبت بداية رئاسة الجمهورية والي جنوب دارفور في مسألة طلب السلامات لنظارة. عندها أدركت أقلية السلامات أن لا معني للإعتراف بهم دون أرض، وهنا بدأ السلامات رحلة أخري نحو جهة الجنينة دار أندوكة وقد بزلوا فيها جهودا حثيثة من أجل تثبيت الأرض الموعودة علي ضوء إشارة والي جنوب دارفور المذكور أثناء زيارته المشار إليها آنفا للمنطقة.
خـلق منـطقة نــزاع:
منطقة أبو جرادل أرض تعايشة بلا منازع منذ قيام مشيخة التعايشة بوسط أفريقيا حوالي القرون السادس عشر الميلادي. عند تسوية الحدود السياسية للسودان، تشاد وأفريقيا الوسطي ضمت الأخيرة جزءا من دار التعايشة لأراضيها في المنطقة المعروفة بشريط حجير فاطمة الممتد شمال وجنوب شرق مدينة براو (دابا). بحق الإنتماء الجغرافي، الثقافي والقبلي وقعت دار التعايشة في معظمها ضمن نطاق المناطق المكونة لهذا السودان الآن في الجزء الجنوبي الغربي منه. ومنذ ذلك الحين وإلي الآن لم تشهد دار التعايشة صراع أراضي مع شرتاوية مكجر التي تناصبها الجوار في منطقة مثلث أبو جرادل كإدارة أهلية أو إدارة حكم محلي، كما لم ترفع في المقابل السلطات المحلية لغرب دارفور أي شكوي لجهات الإختصاص بشأن هذه المنطقة وأحقيتهم علي تبعيتها الإدارية منذ التقسيم الأول لمديريات السودان السبع في عهد الحكم التركي إلا في عهد حكومة الإنقاذ الحالية وفي إطار عملية منح السلامات نظارة فقط في العام 2003م، وذلك عندما تمت تهيئة المنطقة بإطلاق بادرة إدعاء حولها تشيع بعدم إنتمائها لأي من إدارتي التعايشة أو الفور. فوقعت إدارة التعايشة في الفخ بمجرد رفعهم لمذكرات وشكاوي تبرهن علي ملكيتهم للأرض دون التنبه إلي مدارسة حقيقة الإتجاهات الحكومية المساندة لأقلية السلامات، أي أنه فات علي التعايشة عدم أخذ الأمر علي أنه مؤامرة وإستهداف لهم وأيضا عدم معرفة أن الحكومة حينها كانت طرفا غير محايد في التعاطي مع هذا الموضوع ?الأمر الذي يقتضي تعاملا آخر غير مذكرات الشكاوي ?فالحق ينتزع ولا يطلب!. وعلي رائحة رواج تلكم الشائعة حول ملكية أبو جرادل وإنطلاقا من طبيعة عملها، تدخلت منسقية السلام وفض النزاعات بشبكة منظمات دارفور التطوعية للسلام والتنمية راعية لإجتماع جمع بين هيئتي شوري التعايشة والفور الذي أقر برفع مذكرة مشتركة إلي وزير ديوان الحكم الإتحادي د. نافع طالبت بالرجوع للمستندات والوثائق والأعراف القبلية لحل ما وصفوه بأزمة لتنتهي لاحقا وبشكل مدروس ليس لصالح كل من التعايشة أو الفور بل لصالح طرف آخر وهذا ما تم بالفعل (!).
عليه، في يونيو 2001م، تقدم والي غرب دارفور ولأول مرة بمذكرة لوزير الحكم الإتحادي موضحا أن هناك نزاعا حدوديا بين ولايتي غرب وجنوب دارفور حول منطقتي أبوجرادل وكورلي. قام الوزير بتشكيل لجنة فنية ديوانية عرفت بلجنة “زهير قاسم” التي أوصت بتتبيع منطقة كورلي لجنوب دارفور ببينات لم تقرها بالمثل في بينات إثبات تبعية منطقة أبي جرادل لنفس الولاية، بل حسمت الأمر علي خارطة قامت بإكتشافها هي كوثيقة إثبات فات علي الإنجليز المستعمرين الذين هم واضعوها – فات عليهم عدم تطبيقها علي الأرض علي سائر مساحة السودان إلا في الشريط الحدودي الفاصل ما بين مجلس غرب البقارة ومديرية زالنجي وتحديدا في مساره الذي يشمل الحدود بين التعايشة والفور، علما بأنهم الأنجليز أنفسهم من قاموا بتحديد الحدود ما بين قبيلتي التعايشة والفور في ذات الشريط موضوع النزاع الآن! وقالت اللجنة أنها تحصلت علي تلك الخارطة من هيئة المساحة القومية السودانية تحت إصدار العام 1932م تجديد 1945م بالرقم (Old No. 64B. V.F-43D) والتي أخذ بها ديوان الحكم الاتحادي لتتبيع أبوجرادل لولاية غرب دارفور في يناير 2003م. ولكن فضيحة هذه اللجنة التي لم تحسب لها حساب، أن إنتاج الخرط في ذلك الوقت يتم أولا ميدانيا وبشهود من الأطراف المعنية وليس مكتبيا علي الورق كما يفعل جغرافيو اليوم بإمكانات اليوم المعلومة، وذلك حتي يسهل من بعد، إسقاط النقط الحدودية علي الطبيعة بنظام الـ (GPS) وهذا ما قامت هذه اللجنة بفعله بشكل معكوس تماما نيابة عن الإنجليز في ديسمير 2002م ?أي من بعد سبعة وأربعين عاما من خروجهم من السودان ومن بعد سبعون عاما من إنتاج تلك الخارطة المعنية!.
وتتضح برمجة هذه اللجنة للوصول لنتائج محسومة مسبقا حول منطقة أبوجرادل، أولا منذ الإشارات الإستباقية التي صرح بها أحد ولاة جنوب دارفور السابقين بتبعية المنطقة لغرب دارفور قبل تكوين هذه اللجنة بست سنوات!، وثانيا صمت هذه اللجنة والوزارة المعنية معا في عدم ردهم وكأن شيئا لم يكن علي كافة الطعون التي قدمتها محلية رهيد البردي بشأن حيازتهم الإدارية والقبلية معا لمثلث أبي جرادل.
من خلال توفير منطقة نزاع، يكون السلامات قد توفرت لهم البيئة الملائمة للتحرك تجاه الحصول علي الأرض بعدما ضمنوا الإعتراف بهم كقبيلة. وكانت أولي مساعيهم الفاشلة إبان مؤتمر الأمن الشامل لولايات دارفور هي محاولة تغيير الإسم التعايشي للمنطقة من أبي جرادل إلي الأندلس تيمنا بالأندلس المفقود بإسبانيا. عليه، ترتب الأمر علي أن تكون الأرض هي مثلث أبوجرادل ولكن عقبة خروجه من قبضة إدارة التعايشة الأهلية وإتمام أمر تبعيته لولاية التوطين لم يحسما بعد، حيث أن ما صدر عن تلك اللجنة في يناير عام 2003م يظل مجرد توصية بالتبعية لغرب دارفور ما لم يتم إعتمادها أولا من وزارة العلاقات الإتحادية ثم إستصدار أمر تخصيص لتنفيذ هذه التبعية.
في أغسطس 2011م، تمخضت جهود القيادة الجديدة المشار إليها لأقلية السلامات في دفع الترتيبات الأمنية للتوصية بأن “لابد من الإعتراف بأقلية السلامات كقبيلة وليست جماعات وافدة”. إجرائيا، لابد من أن يسبق التصديق بالنظارة خاصة لأقلية سكانية إيجاد الأرض أولا، ثم الإعتراف بهم كقبيلة حتي لا يفتح المجال لأقليات أخري وما أكثرهم للحزو بحزوهم. في يناير 2003م، تم لأقلية السلامات إختلاق الأرض المزورة ونيل الإعتراف المزيف بهم كقبيلة عبر سيناريو خلق منطقة نزاع مصممة علي أن ينتهي أمرها بيد أقلية السلامات المستقدمة من تشاد حديثا.
المنــاورة الأخــــيرة:
بعد مرض العمدة البشير موسي تسلم الراية من بعده إبنه العقيد محمد الذي أشرف وبطريقة مختلفة علي تحريك ملف أقلية السلامات وذلك من واقع الصراع الدائر بدارفور والإستفادة من الفرص المتاحة فيه ?المكافأة للمشاركة فيه أو قيام حركة معارضة لتعزيز مطلب المكافأة. عمليا يتضح أنه قبيل وفاة العمدة المذكور تحركت القيادة الجديدة للسلامات في ذات الإتجاهين لتحقيق مطلب النظارة. فقد قامت أقلية السلامات بعد فشل المحاولة التي بدؤها خريف 2007م في دار الهبانية، بعمل مراكز تديب “مليشيا” بمناطق وجودهم غربي كبم وجنوب مكجر. ثم قاموا بالتحالف لاحقا مع أفراد قبيلة المسيرية المقيمين بمنطقة أبونونوه إستفادة من توتر عابر نشأ ما بين التعايشة ونفس المسيرية خريف 2010م، وإستفادة كذلك من الصراع الدائر ما بين الرزيقات والمسيرية جبل وعلاقة الأخيرة بحركة العدل والمساواة – كل ذلك، بغرض التدريب والتسليح. في ظل هذا التحالف القصير مع المسيرية جبل تمكن السلامات عبرهم من الإتصال بحركة العدل والمساواة فطوروا مراكز تدريبهم تلك إلي حركة معارضة بمنطقة كدوكرا وجبال “شن جاباك” لقناعتهم أن والي جنوب دارفور آنذاك، التعايشي علي محمود، وزير مالية السودا?
مقال عنصرى نتن وقبيح وعلى اداره تحرير الراكوبه ان لا تنشره….انا من دارفور واعرف السلامات جيدا اناس طيبون وبسطاء وانا لست منهم…وعلى هزه الجمعيه ان تحاسب ابنها على محمود وزير الماليه الزى قام بفتنه قبليه ابان ولايته فى دارفور…..وعلى محررى الالراكوبه ان لا يساهمو فى المقالات العنصريه التى تفتت ابناء الوطن الواحد وان لا تقف مع هزا المقال والوقوف فى صفه ضد قبيله اخرى
الانقاذ هى الجلابة حدث ولا حرج . الجلابة هم من فصلوا الجنوب حبا فى البقاء . هـــذه مقتطفات من كلام هذا السوار الخبيث والذى صب جل غضبه وحقده على الجلابة ويقصد به الشماليين وباقى الولايات غير المنتمية لغرب السودان . نسى او تناسى هذا السوار الاجرب ان رموز ابناء عمومته وقبيلته اصحاب النفوذ امثال هارون وجيشه وموسى هلال وكتائبه الجنجويدية وكبر وحاشيته الفاسدة وعسكره المدجج بالسلاح طيلة السنة ألا يعتبر هؤلاء من المسؤلين الكبار من غير الجلابة ؟؟ لماذا تغض الطرف عن هؤلاء وتتعرض لقبائل تسميها الجلابة !؟ يا شيخنا استر عوراتك اولا ولا تتبع عورات الناس مقالك يفوح بغضا وعنصرية نتنة وفتنة واشعال فتنة لا تخمد والفتنة اشد من القتل . يارجل تكلم عن الدولة وعن رئيسها ووزرائها وكل مسؤول بصرف النظر عن قبيلته او منطقته واعلم ان ابناء الغرب الذين يشاركون فى الحكومة ومؤتمرها الوطنى لا يمثلون الا انفسهم وايضا ما تسميه أنت الجلابة والذين تقصدهم هؤلاء لا يمثلون الا انفسهم فقط .
يا زول ديل من غرب افريقيا , بالشبه والفراسه والمغالط دراسات ال DNA ال يمشي عليها والله يا السودانيين ضحكتوا العالم عليكم الواحد شلاليفه دبل وصلبه وراءه دبل كبينه =جاريه وراءه زي ضنب التمساح =وعضلات زنوده =كان مره كان راجل = مفتله وكبيره وتقولوا عرب !!! السودانيين كوووولهم حاميين والشعرو مسبسب ومسمسم فيهم من المحس ونوبة النيل وباقي رطانة السودان وجماعة القرن الافريقي , في جزيرة العرب هنالك تقسيم للقبائل حسب القوة العنزي والحربي والشمري وبعض القبائل الاخري 220 كيلووات ومن يليهم في المنعه 110 كيلووات والقبائل التعبانه حجر بطاريه وعلي هذا القياس =السوادنه = صباع بطاريه الصغير , قوموا بلاء يبليكم مستلبين هويه ضعاف شخصيه
لتعلم يا سيد سوار إن في مقالك الطويل هذا لغو حديث… ولكن ذبدته هي الفتنة… ونحن نخاف عليك من لعنة الله…. وليس من العدل أن تسيء إلي قبيلة كاملة وتتهمها بارتكاب جرائم لم يشر أي تحقيق إليها… إنما أتيت بذلك الاتهام المنكر لعزل هذه القبيلة عن محيطها وضربها بالقبائل صاحبة الأرض الأصلية والتي تنظر إليك أنت شخصيا أحد الوافدين إليها وإن امتلكت أرضا…ذكرت أن قبيلة السلامات أقلية ولم تعتمد أي منهج احصائي… أقلية في مقابل من؟؟… وهل الأقلية تخيف إلي هذا الحد حتى تستنفر عليها كل القبائل… وهل التعدي علي أراضي الغير مكانه الأسافير أم سوح القضاء ألا تعلم أيها السوار ؟… أن أفراد قبيلتك وكل تلك القبائل التي ذكرتها في مقالك تقيم في تشاد ومعظم دول غرب إفريقيا فهل هذا يقلل من مكانتها… وهل قرأت يوما كتاب الصادق المهدي (يسألونك عن المهدية) لتعرف أن هجرات السلامات إلي السودان ليست في العهد القريب كما ذكرت في مقالك … أما هجرات الأفراد من وإلي غرب إفريقيا لم تنقطع ولن وأنت أدرى… أما تلميحك العنصري هذا فإنه مردود عليك لأنك أيضا تعاني منه شفاك الله… وإذا كانت قبيلة السلامات قبيلة أصلها زنجي فهذا يعطيها الحق في كل إفريقيا وينزع عنك هذا الحق ويثبت فيك صفة الدخيل…. ولتعلم أخيرا أن قبيلة السلامات التي وصفتها بالأقلية قد خبرت هذه الأقلية في حروب تعاني من آثارها حتى الآن… ولتعلم أخيرا أن هذه القبيلة لها امتدادات في كل هذا السودان العريض وتداخلت وانصهرت مع كل تلك القبائل التي ذكرتها وفي الختام أبحث جيدا ستجد لك دم منها ولنا عودة بالتأكيد ولكن في المرة القادمة سيكون ردنا عليك مقالا وليس تعليقا.
حسن أبو قرجة السلامي
انت عارف ياايها السوار ان الحديث عن القبيلة والادارة الاهلية بهذا الشكل لهو امر عجيب في الالفية الثالثة ولكن نلتمس لك العزر لانك رضعت من سدي هذا الزمن في بلادي حيث لاتوجد موسسات مجتمع مدني في شكل احزاب قوية ينتمي اليها الناس تحقق لهم طموحات يسعون اليها بغض النظر عن اثنياتهم او اعراقهم يا اخي ان ارض دارفور واسعة وغنية وان الحواكير في عصرنا هذا ليس لها قيمة انت الان في الخرطوم وربما لاتعود الي هذة الفيافي التي ولعلمك انخفضت نسبة الاراضي المزروعة الي اكثر من النصف والقطعان الي اكثر من ذالك مماادى الي ارتفاع الاسعار بالنسبة لهذة الخيرات لماذا بسبب الفتن ورفضنا لبعضنا بعض انصحك بان تدعو الي القومية بدلا عن حديثك بان هؤلا اقلية وهؤلا وافدين كن مسلما حقا لان الارض ارض الله والناس مستخلفين فيه واعلم اذا تحمس شخص من قبيتك جراء قرائتة لموضوعك فانك راس فتنة سامحك الله