مشروعي.. العابرون إلى النجاح

الخرطوم: علي الدالي
شاب طورت فكرت والدي وأحلم بريادة الأعمال في اقل من عام
شابة: عبارة مازحني بها ابن خالتي قادتني إلى عالم النجاح
الشاب محمد عبد الله المبشر من أبناء قرية أمبكول بمحلية مروي بالولاية الشمالية، كان ومنذ نعومة أطفاله مع والده في حرفة تخمير روث البهائم لإنتاج بعضا من الاحتياجات المنزلية البسيطة مثل إنارة اللمبات الصغيرة قبل دخول التيار الكهربائي في تلك المنطقة ولما استغلظ عود المبشر وصار شابا لم تمنعه دراسته للجامعة ونيله درجة البكلاريوس من الاستمرار في ممارسة حرفة والده لكن الابن طور فكرة والده في ذات المنطقة وعمل على إدخال كل المخلفات العضوية في تلك الصناعة لإنتاج المحروقات من المخلفات النباتية والحيوانية بالإضافة إلى روث البهائم، ازدهرت صناعة الابن المحلية وأصبحت قبلة لأهل القرية الصغيرة، حيث كان مصنع محمد البدائي ينتج الغاز والسائل البترولي من المخلفات.
لم ينقطع حلم المبشر الابن حسبما قال لي في أن تتطور صناعته وتصبح ذات شأن قومي يقصدها الناس من كل فج عميق بيد أن لحظات انتظاره لتحقيق حلمه فيما يبدو لم تدم طويلا عندما شاهد على شاشات التلفاز وصفحات الصحف وسمع عبر الإذاعات عن مسابقة مشروعي التي أعلنت عنها أمانة الشباب باتحاد أصحاب العمل والمجلس الثقافي البريطاني بشراكة ذكية مع السفارة البريطانية، المهم أن محمد ترك مشغله الصغير لبضعة أيام وقدم إلى الخرطوم وملأ استمارة التقديم للمسابقة، وكان من الفائزين، يقول المبشر إنه كان يمتلك كل النواحي الفنية التي تضمن له نجاح صناعته وكانت تنقصه كيفية إدارة المشروع الحلم وبعض فنيات التوسع فيه، لكن مشروعي أزال له كثيرا من العوائق والعقبات التي كانت تشكل له هواجس تبدو مزعجة بعض الشيء، حيث ألزمته المسابقة بالدخول إلى دورة تدريبية تعينه على تطوير أفكاره، وقد تلقى من إدارة المسابقة بعضا من المعينات ومدته بمعلومات كثيفة عن الإدارة والتخطيط والترتيب والتنظيم وكيفية إدارة الوقت هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قال إنه استفاد من صحبته في الدورة التي تضم خمسين شابا من خيرة الشباب الذين اصطفتهم إدارة المسابقة ولجان التحكيم من ضمن ألف شاب وشابة كانوا قد تقدموا الى المسابقة في بداياتها ولكن حالف الحظ الخمسين منهم. وتمكن استفادة المبشر في الاحتكاك بخبرات شباب ومهندسين متخصصين في مجال صناعته الصغيرة ثم كانت الاستفادة القصوى من الإعلام حيث قدمته إدارة المسابقة عبر شاشات التلفزة في قنوات النيل الأزرق وغيرها، ويضيف محمد إنه ومنذ ظهوره على الشاشة البلورية ظلت الاتصالات تنهال عليه من داخل وخارج السودان وتمتد إليه أيدي كثيرة لمساعدته وتمويل مشروعه حتى يكون رائدا في مجال الأعمال ويحقق حلمه الذي ظل ينتظره في بلاد النيل والنخيل .
تجربة المبشر لم تكن الأولى من نوعها فكثيرون لازالوا في انتظار أن يعبر قاربهم إلى ضفة النجاح وتحقيق الأحلام في بلد انشغل كل ساستها بإدارة صراعاتهم وتصفية حساباتهم مع خصومهم مهملين كل ما هو مفيد للبلاد لاسيما تطوير قدرات الشباب، فالحكاية الأخرى الأكثر إثارة هي حكاية الشابة ميادة العوض والتي قالت لي إن الصدفة وحدها هي التي ساقتها إلى عالم الريادة في مجالها الحالي وسردت لي قصتها المثيرة بقولها: كنت ذات يوم في المنزل وبينما أنا غارقة في تفاصيل إحدى مواد تخصصي مازحني ابن خالتي بقوله: (دراستك دي أحسن منها جوال عرق الدم) فأنا خريجة زراعة جامعة أم درمان الإسلامية، ومتخصصة في مجال الإنتاج الحيواني، رددت عبارة عرق الدم وبحثت عنها في كل الكتب والمواقع الالكترونية فلن اجد المعنى الحرفي الذي كان يقصده ابن خالتي القادم من ولاية النيل الأبيض، بينما أنا من مواليد ولاية الخرطوم، اخيرا سألت أمي عن مغزى ما رمى به ابن أختها، فقالت لي إن عرق الدم عشبة تنبت داخل النيل، وتتوالد بكثرة في بحر أبيض في مناطق الجزيرة أبا وما حولها، ويستخدمها سكان تلك المناطق كغذا لمواشيهم، ومن شدة تعلقي بالعبارة جعلت بحث تخرجي في الغوص في تفصي تلك العشبة، واخذت عينة من العشبة وذهبت بها إلى معمل الأبحاث بسوبا، وظهرت النتيجة المذهلة بأن العشبة بها بروتين عالي جدا يضاهي الذي يوجد في الرغيفة.
تقول ميادة إنه وبعد التخرج فكرت في أن أطور فكرة البحث في العشبة، وقررت أن اركز في دراستي لنيل درجة الماجستير في عشبة عرق الدم، تابعت البحث في تكوينات العشبة عبر معامل الأبحاث فتوصلت إلى نتائج مدهشة فهي تزيد اللبن في الضرع بنسبة 150% وبعد التسمين تقوم بزيادة اللحوم بنسبة 35% نلت درجة الماجستير، وظللت انتظر تحقيق الحلم الذي لم يراودني شك يوما في تحقيقه وظلت دراستي وأبحاثي حبيسة حقيبتي الخاصة، حتى جاء اليوم الموعود وارسلت نتائج ما توصلت إليه إلى مسابقة مشروعي التي سمعت عنها في الإعلام ولم اكن اتوقع أن الحظ سيبتسم إلىَّ عبر هذه المسابقة لكن أراد الله أن اكون من الفائزين ومنها انطلقت إلى تحقيق الحلم وبدأت بمساعدة إدارة مشروعي في الصعود إلى أعلى قمة النجاح، حيث تخطيت المرحلة الأولى بجمع كميات كبيرة من العشبة ساعدني في ذلك عدد كبير من النسوة بمناطق تواجدها، فيما تلقيت عروض كثيرة في شراء الكميات بعض تصنيعها ولازلت انتظر المزيد.
مشروعي كما قال عنها ممثل شباب الأعمال طارق الشيخ لم تكن يوما من الأيام فكرة مخملية ولا برجوازية تستهدف طبقة بعينها وإنما مسابقة عادية أبوابها مشرعة أمام كافة الشباب الساعين لتحقيق أحلامهم عبرها. وأضاف الشيخ أن مشروعي قامت بالترويج لها في اقصى غرب وشرق وشمال وجنوب السودان الجديد ووصلت حتى أطراف مدينة الجنينة الحدودية وذكر مدير المشروعات بالمجلس الثقافي البريطاني الشاب أبوحنيفة أن مشروعي فكرة شراكة ذكية بين جهات عديدة وليست مسابقة تلفزيونية كما تبادر لأذهان الكثيرين بل هي مشروع متكامل يهدف إلى تقوية وتدعيم دور الشباب ومنحهم المساحة اللازمة لعرض وتسويق مشاريعهم وأفكارهم وتمكين ثقافة الإبداع والابتكار والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق شبكة من قادة مستقبليين في مجالات الأعمال.
اليوم التالي
موضوع جميل يا اخ الدالي
مكتوب بسلاسه ومهنيه عاليه
وبالتاكيد مافي حد علق علي جوده الموضوع والفكره
لانه لا يحتوي كذب وبهتان وسباب
شكرا لك
فكره المشروع فكره جميله في زمن ردئي ملي بالاحباط للشباب حيث لا مجال لتحقيق اي من احلامهم المشروعه في ظل هذا الوضع البائس
نتمني ان تنشأ مبادرات اخري بهدف إيجاد فرص عمل حر للشباب يخرجهم من دائره البحث عن وظائف هي في اخر المطاف ان وجدت لا تسمن ولا تغني من جوع
الله الموفق
موضوع مفرح ونتمنى له النجاح نريد ان نسمع ونقرأ أشياء جميله
موضوع جميل يا اخ الدالي
مكتوب بسلاسه ومهنيه عاليه
وبالتاكيد مافي حد علق علي جوده الموضوع والفكره
لانه لا يحتوي كذب وبهتان وسباب
شكرا لك
فكره المشروع فكره جميله في زمن ردئي ملي بالاحباط للشباب حيث لا مجال لتحقيق اي من احلامهم المشروعه في ظل هذا الوضع البائس
نتمني ان تنشأ مبادرات اخري بهدف إيجاد فرص عمل حر للشباب يخرجهم من دائره البحث عن وظائف هي في اخر المطاف ان وجدت لا تسمن ولا تغني من جوع
الله الموفق
موضوع مفرح ونتمنى له النجاح نريد ان نسمع ونقرأ أشياء جميله