حوار بالحوافز والنثريات !!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
أقول في المقدمة أن السياسيين السودانيين في هذا الزمان ميئوس منهم. ليست لديهم أخلاقيات السياسيين بصفة عامة، وأخلاقيات الأجيال السبقة من السياسيين السودانيين بصفة خاصة.
تخيل عزيزي المواطن انك زعلان مع شخص ما، أو أن شخص ما مخاصم ومقاطع كل أهله واستولى على كل شيء وتركهم يعانون من كل شيء وهو في رفاهية الرفاهية. وصل الحال بالجميع لمواقف لا يحسدون عليها. قام أخينا بالدعوة للحوار بين الجميع (من حضر) حتى يصلوا الى بعض أو كل الحلول. قام أخينا هذا بالتجهيز للاجتماعات (الحوار) على حسب فهم وطريقته وجهز المطلوبات لم حضر من مواصلات ومشروبات ومأكولات ..الخ. الجماعة الآخرين طلبوا منه بعد بدأ الاجتماعات أن يقوم بدفع حوافز أو نثريات لهم حتى يستمروا في التحاور، والا فأنهم لن يستطيعوا تكملة الحوار!!! ما رأيك في مثل هؤلاء؟
موضوعنا أكبر من خلاف عائلي. هو خلاف على مستوى الوطن. أخينا اياه (المؤتمر الوطني) حارب كل الجهات والأحزاب التي عارضته منذ اليوم اياه من الشهر اياه من العام اياه، قبل 26 عام. وبدلا من أن تكون المعارضة هي الأحزاب التي انقلب ضدها الحزب الحاكم باسمه القديم (الجبهة الاسلامية القومية)، أصبحت هنالك أحزاب أخرى لا تحصى ةلا تعد. فصائل مقاتلة يفوق عددها الثلاثين فصيل. اضافة الى الجيش الشعبي لتحرير السودان، جناح الشمال (شوكة الحوت). قام أخونا (الحاكم) باستمالة بعض المعارضين من الذين انفصلوا من أحزابهم الأم المعارضة وأسمت نفسها أسماء مضللة وكونوا ما يسمى بالسبعة من منظومة سميت 7+7. بقية الأحزاب أو المعارضة (من حضر ومن لم يحضر) منحوا السبعة الثانية!!!! السبعة الأوائل (منسوبي الحكومة) قد يقوم صاحب الدعوة بدفع حوافز لهم أو نثريات ..الخ، وهذه أمور داخلية تخص ذلك الجناح أو الجانب. المفاجأة هي أو من حضروا من احزاب المعارضة طالبت بحوافز أو نثريات؟؟؟؟؟ وقع هذا الأمر علي وقوع الصاعقة!!! أي نوع من المعارضين هذا؟ ولماذا يعارضون ان كان هذا نهجهم في المعارضة؟ م وعلى ماذا يعارضون؟ ومن أين كانوا يصرفون على أنفسهم وانشطتهم قبل حضورهم للحوار؟ ولماذا لم يعدوا أنفسهم للبقاء طوال فترة الحوار بكرامتهم؟ هل يظنون أن من حقهم أن يأكلوا أموال هذا الشعب ( ولو في شكل نثريات) بذات الأسلوب المرفوض الذي عارضوا من أجله باتهامهم للحزب الحاكم بالفساد، ان كانوا يهتمون بمثل هذه الأمور التي تخص أموال الشعب المنهك الجائع بسببهم وبسبب من يعارضون مما جعل 80% من ميزانية الدولة تخصص للتعامل بين الحكومة والمعارضة (صراع الأفيال)، ونكون نحن (الحشائش) الضحية.
تخيل عزيزي القارئ بأن المعارضة (السبعة الآخرين) كان من ضمنها الزعيم الأزهري، ومبارك زروق و يحى الفضلي وابراهيم جبريل و الشربف حسين، و ابوحسبو ونصر الدين السيد وأحمد زين العابدين، وأحمد السيد حمد، وشيخ علي عبدالرحمن، ومحمد أحمد المرضي وحسن دقق ومحمد أحمد محجوب وخضر حمد وعمر نور الدائم وأحمد ابراهيم دريج ومحمود مادبو و بابو نمر وعبدالخالق محجوب ومحمد ابراهيم نقد وأمين مكي مدني كشخصية قومية…الخ ،هل يقبل أحدهم بمجرد الفكرة. وماذا سيكون موقف من سيقوم بتقديم المقترح بين مثل هؤلاء الرجال أفذاذ رغما عن أحوالهم المالية المعروفة للجميع. كرامتهم وعزتهم وكرامة وطنهم لا تقبل مثل هذه المساومات المخجلة التي في أبسط صورها تهزم فكرة الحوار ، وقد يتم تأويلها بأنها خطوة نحو البيع، أي بيع المواقف والوطن.
نعم نعرف أن كل خطوات الحوار السابقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، بالتأكيد كان المشاركون فيها يتسلمون نثرياتهم بالدولار مقدما قبل أن يغادروا سواء من الحكومة أو الجهات المستضيفة أو الممولة ، أو منهم جميعا، والقصور المشيدة بالخرطوم الآن تشهد على ذلك. هل اصابتكم الغيرة منهم؟ تريدون أن تنزعوا من الميزانية العامة ما تستطيعون بالحق أو بالباطل !!! نقولها لكم صراحة، ان كنت معارضا حقا، وجئت للحوار من أجل حل مشاكل البلاد وانقاذ ما يمكن انقاذه من براثن المؤتمر الوطني، عليكم البعد عن كل الشبهات، ولو كنت مكانكم لأحضرت ساندويتشات الإفطار معي من منزلي أو من السوق حتى أبعد نفسي من الشبهات ، ناهيك عن المطالبات المخجلة . فنحن كشعب لنا معاييرنا في التعامل مع الأفراد والأحزاب والحكومات ونعرف الغث من الثمين نرجو أن تنأوا بأنفسكم من الشبهات حتى نقبل ما تخرجون به من هذا الحوار ، وتكملوا بقية ما تبقى مع الجهات الرافضة للحوار. نرجو أن تراجعوا انفسكم حتى تكتسبوا احترام هذا الشعب المعذب. اللهم نسألك اللطف (آمين).