حتى لا … ننسى: عزني …وتفنن

منى الفاضل
المشاعر الجميلة بين البشر من الهدايا الجميلة التي نغتنمها في هذه الحياة بل كنوز قيمة .
من يهبه الله أشخاص من حوله يعزونه ويهتمون لأمره كان من السعداء في الدنيا ، فأي إنسان عندما يحاط بالأحبة يكون في حالة ثبات داخلي وشعور بالطمأنينة تخبرنا بأن من حولنا حصن لنا ومصد لكل رياح تريد اقتلاعنا .
المعزة الحقيقية ليست كلمات في منظومة شعرية تحرك الوجدان ، وليست تلاعب بالحروف لتحريك النفوس من مكمنها لتلتهب المشاعر وتتفاعل ، المعزة هي ترجمة فعلية لأعمال تقدير تعكس هذه المعزة ، مع التوضيح الجميل ببعض البوح والإيماءات التي تفهم دون عناء أو شرح ملون تكثر فيه ألوان قوس قزح وتنسينا المراد منه .
المعزة ألوان متعددة منها اللون الغامق حالك الظلام والذي يجعل الود يسير في داخلنا ويحتاج لفوهات مضيئة لنراه ، كأنما يأتينا متخفياً أو خائفا من أن يصلنا بل خوفا من تقديرنا نفسه أو قد يخبرنا أننا لا نستحقه ولكن ظروف المعزة التي ندعيها أوجبت وجوده .
لون رمادي باهت مخيف مقلق لا أنت لك عندنا معزة ولا نحن نملكها لك لكننا مضطرون نعزك ، فتزيد الحيرة ويزيد الهمر .
لون أبيض ناصع بياضه تصلنا معزته بصدق وعلن وإخفاق قلب نكاد نراه ينبض من تحت السترة التي يرتديها عزيزنا ، حتى نشفق عليه من تحملها وإحتمالها ، تلك هي المعزة التي نظل نعتز بها طول العمر لا يخطر ببالنا فيها بشك لأنها تنبع من تقدير دائم وكلمة صادقة حنينة لا خوف منها ولا تردد .
لون يجعل للحياة طعما ومذاقا مختلفاً ، تركض خلفه كل الآمال وتتخلله كل الأمنيات تجعلنا نتمسك فيه بالحياة نتشبث بها ينبئنا أن الخير موجود والعدل موجود وللنفس أن تستمتع دون خوف ولا عناء بل تحلق في سماء الدنيا بثقة وعزم أكيد .
المعزة ليست حبوباً عند اللزوم نخرجها من الصيدلية لتخفيف ألم الجراح والخذلان ونغمد بها أنين روح هلكت بالتعب .
المعزة هي التقدير المتفاني فيه لا تردد ولا تراجع ، لا تقبل بين أمرين دربها واحد وفعلها هو ما يعكسها بكل فخر وإستمرار .
من نعزهم لا نتحمل فيهم ولا نقبل عليهم من غيرنا فكيف من أنفسنا نؤذيهم ، تحمل المعزة في الدواخل هو عبء ثقيل لا نحس به إلا إن كنا صادق السريرة صاف النفس ، فكل معزة تكون بالألفاظ وتلاعب الحروف ، هي مؤذية أفضل منها كراهية معلنة وواضحة .
الأعزاء أمانة بين طيات القلب كلما حافظنا على قلبنا ودقاته أحسسنا بوجودهم بين تلك الدقات ، ملازمين تماما لها ، فكيف يمكن إدعاءها وهي ليست موجودة داخلنا .
الحرص علي المعزة وذويها هو حرص على استمرار الغبطة والسرور بيننا لنعيش الحياة بهدوء تام يقال دون كلمات .
ودمتم ….