دور تشغيل الحمير والبغال والخيول في الاقتصاد المصري،

رغم تسارع نشاط الاقتصاد المصري، ازداد دور تشغيل الدواب وخاصة من الحمير والبغال والخيول في الاقتصاد المصري، وانتشرت تجارتها وأصبحت مصدر ثراء الكثير من المواطنين.
العرب
القاهرة ? تشهد تجارة الدواب التي تستخدم في النشاط الاقتصاد في مصر ازدهارا ملحوظا، وهي تبقى بعيدة عن أسواق المال والأزمات الاقتصادية العالمية، وتخضع فقط للملاءمة المالية للمتعاملين.
وتستثمر الطبقة الكادحة في تجارة البغال والحمير، التي تعد من مصادر الرزق لعدد كبير من المصريين في أنحاء البلاد، لأنها تقوم بأدوار اقتصادية لا يمكن القيام بها بدونها.
ويلعب السمسار في هذه السوق دورا رئيسيا وتعتمد صفقات البيع على البضاعة الحاضرة، التي يتفحصها الزبائن بخبرتهم الطويلة لمعرفة جودتها وتقييم سعرها.
وتنتشر تجارة وتداول الحمير في جميع أنحاء مصر. ويعد سوق إسنا، إحدى مدن محافظة الأقصر في جنوب مصر الأهم لأنه يعرض أفضل الأنواع. أما أسواق بشتيل ولعبة في محافظة الجيزة القريبة من القاهرة فهما الأشهر بين المواطنين.
ويعد سوق الجمعة بمحافظة الجيزة الأشهر للبغال، أما محطة الزهراء الموجودة في منطقة عين شمس بشمال القاهرة الأوسع نطاقا محليا وعربيا وعالميا بالنسبة للخيول.
وبحسب بورصة التداول في تلك الأسواق فإن أسعار الحمير تبدأ من 100 دولار وتتدرج لتصل إلى نحو 380 دولارا.
قال أحمد هلال تاجر مواشي لـ?العرب? إن سوق بشتيل يشهد رواجا في تجارة الحمير والبغال وخيول الجر، وهي الخيول التي تجر عربات ?الكارو?.
ويصل متوسط حجم التداول اليومي في هذه السوق نحو 800 حمار، بالإضافة إلى أن هناك محلات مغذية في السوق لبيع الإكسسوارات لتزيين الحمير، بداية من السرج الذي يصل سعره إلى نحو 7 دولارات إلى الأجراس الصغيرة التي يتم تركيبها في رقبة الحمير والجمال.
وتتم عمليات البيع من خلال السمسار والذي يحصل على نحو 10 دولارات كعمولة بيع عن الحمار الواحد.
ويقول التاجر أحمد إبراهيم لـ?العرب? إن سوق منفلوط بمحافظة أسيوط جنوب مصر يعد الأفضل لشراء الحمار الحصاوي لأنه غال الثمن، ويستخدمه المواطنون في الركوب ويصل سعره إلى نحو 380 دولارا.
ويعد سوق مدينة المناشي بمحافظة الجيزة أيضا من أهم بورصات محافظات الوجه البحري، ويعد جنوب الصعيد أهم منبع لتوريد الحمير الجيدة في مصر.
وأكد محمد فهمي أستاذ الطب البيطري أن إحدى الشركات الإسرائيلية طلبت من مصر استيراد 100 ألف رأس في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي ليست المرة الأولى التي تطلب فيها بعض الدول استيراد حمير مصرية لاستخدامها في أغراض مختلفة.
وأضاف أن هناك منتجات دوائية تستخلص من جلد الحمار، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية رفضت العرض الإسرائيلي في ذلك الوقت.
وتقدمت شركة كوماهو اليابانية لصناعة الأدوية بعرض للحكومة المصرية قبل عامين تقريبا لشراء مليون حمار، في صفقة مالية تقدر بنصف مليار دولار، وفقا لما تم تداوله حول الصفقة. وأكدت الشركة، في عرضها، أن الهدف من الصفقة استخلاص مادة من جلود الحمير تستخدم في صناعة دواء ياباني يتم تصديره إلى عدد من دول جنوب وشرق آسيا.
وشددت الشركة اليابانية على أنها وبعد إجراء تجارب على أنواع عدة من الحمير توصلت لنتيجة كشفت أن الحمار المصري الأنسب لصناعة ذلك الدواء.
ويعد استجواب حمدي حسن عضو مجلس الشعب (سابقا) لحكومة أحمد نظيف في عهد مبارك أشهر حدث في هذا الموضوع، حيث وافقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة بمصر على تصدير 7300 قطعة من جلود الحمير للصين خلال 3 شهور، ثم وافقت على تصدير 4600 قطعة أخرى خلال أقل من شهر واحد.
وبحسب الاستجواب فإنه تم تصدير ما يصل إلى 20 ألف قطعة من جلود الحمير في عام 2008 لوحده ذهب معظمها إلى الصين.
وأكدت الدراسات الإحصائية والعلمية التي قامت بها عدة فرق بحثية من وزارة الزراعة المصرية أن الحمار يعد الدليل الأنسب في سلك الطرقات الوعرة لقدرته على حفظها حتى لو مشى فيها مرة واحدة، ما جعله صديق المهربين، ويستخدم لتهريب البنزين، والأسلــحة والمواد الغذائية وغيرها.