تعايش التدين والتحرش الجنسي

حيدر ابراهيم علي*
تسود العالم العربي ـ الإسلامي ظاهرة شديدة التناقض تتمثل في العلاقة الطردية بين تزايد أعداد المتدينين، وفي نفس الوقت، انتشار ممارسات وسلوكيات الإنحلال الأخلاقي مثل التحرش الجنسي والرشوة والغش والفساد بكل أشكاله. فقد تحوّل الدين ـ وللمفارقة ـ في الحقبة التي يُطلق عليها صفة « الصحوة الإسلامية» إلي مجرد تدين شكلاني يهتم بالمظهر والرمزية البرانية، علي حساب جوهر الدين. فهناك نوع من التضخم الديني الذي قلل من القيمة الحقيقية للدين. فنحن نلاحظ أن عدد المساجد وأعداد المترددين عليها، وأن أرقام المهرولين للحج والعمرة، قد تضاعفت. وتتحدث الاحصائيات عن أن المنطقة هي الأكثر تدينا في العالم، كان آخرها تقرير معهد جالوب. وتؤكد الشوارع العربية، بلا حاجة لأرقام، تفشى ظاهرة التدين الشكلاني، كما تعبر عنها كتل الرجال الملتحين والنساء المنقبات والمحجبات. ورغم كل هذه المظاهر، يختفي أثر الدين ولا ينعكس علي سلوك الأفراد وأخلاقهم، ولا علي مجتمعاتهم بجعلها تسعى لكي تكون مجتمعات فاضلة، ومتقدمة روحيا وماديا.وتعريف الدين الحقيقي هو ببساطة البحث عن المعنى، والاقتناع برؤية متعالية للكون والوجود، مع الالتزام بسلم صارم للقيم والأخلاق.
للمفارقة، يتزامن مع هذا التضخم الديني وفيضان الشوارع بالمتدينين، انتشار جارف لممارسات غير دينية ولاأخلاقية، أخطرها التحرش الجنسي، والذي قد يقوم بها متدينون وضد محجبات أيضا. ولم يعد مبرر الملابس المغرية أو الخليعة ضروريا للإثارة والتحرش. فالمرأة في شوارع المدن الإسلامية صيد سهل وحلال للقنّاصين من المتحرشين. وغالبا ما ُتطبق علي المرأة، نظرية مفتي استراليا ـ الشيخ الهلالي ـ عن اللحم المكشوف والقطط. كذلك من الظواهر اللأخلاقية التي تتعايش وتتساكن مع التدين الشكلاني، إنتشار الرشوة والغش في كل مجالات الحياة العامة. وأخطر ما في الأمر أن هذه الظواهر السلبية تم تطبيعها وتعميمها تدريجيا. وأقصد بذلك، أنها صارت سلوكيات وممارسات طبيعية أو عادية لا تجلب الإدانة والاستنكار. فالرشوة لم تعد مرتبطة بالموظف ذي الدخل البائس بل قد تبدأ من الوزير. وقد أخذت الرشوة تسميات تجميلية مثل الاكرامية والسعي والحافز. أما الغِش، فقد تجاوز الأسواق إلي دور العلم والمعرفة. وهذه كارثة حقيقية، تنبئ جليا كيف ستكون ملامح مستقبل بلادنا؟ فالظاهرة تُبشر بأجيال عاطلة من القيم الاخلاقية وتأنيب الضمير، حين يعتبر الطالب أن الغش في الامتحانات أمر عادي. لقد صعقت في الصيف الماضي حين تابعت أخبار الامتحانات في أجهزة الإعلام. فقد وردت أرقاما مفزعة لحالات الغش وتسريب الامتحانات. وما صدمني حقيقة، تلك النسب العالية للغش بين طلاب المعاهد الدينية بالذات! ويأتي ضمن أشكال التعايش، انتشار الفساد في أجهزة الدولة، فقد صار المال العام مستباحا. ولكن الحراك الشعبي ضد الفساد في بعض البلدان العربية، رغم أن المبادرة لم يطلقها متدينون، إلا أنها دليل عافية. فمن غير المعقول أن يتساكن التدين والفساد في مجتمع واحد، لابد أن ينفي أحدهما الآخر.
تجدد اهتمام حاليا بالتدين الشكلاني مع مقدم عيد الأضحى، ففي هذه المناسبة تظهر المظهرية في أجلى صورها. فقد تحول الفعل الديني إلي عادة اجتماعية وطقس لابراز المكانة الاجتماعية أو الوضع المادي. فالضحية ليست فرضا بل هي سنة كفاية أو مستحبة، ولكن التنافس حولها يرفعها لدرجة فرض عين. والآية الكريمة واضحة المعاني: «ولا ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم». ورغم إنعدام الاستطاعة في حالات كثيرة، يتباري رجال الدين في ايجاد مخارج مثل إمكانية شراء الخروف بالتقسيط، ولكن يظهر بينهم من يحرم التقسيط في الاضحية. وهنا يختلط الديني مع الاجتماعي، ويقع عدم الذبح بين هل هو عيب أم حرام؟ وينسحب هذا التفكير علي صيام رمضان، فالكثيرون لا يؤدون كل الواجبات الدينية ولكن «لا يلعبون في أمر رمضان» ـ حسب قولهم. فقد صار الصيام عادة اجتماعية صرفة، بل يُعتبر عند البعض من معايير الرجولة والقدرة علي التحمل. ومن ناحية أخرى، تدخل مأساة التدافع الأخيرة بين الحجاج في منى، تجسيدا بيّنا لتعايش التدين مع سلوكيات غير دينية. فالعنف، والجلافة، وعدم الرحمة، وعدم توقير الكبير؛ هي انماط السلوك السائدة بين كثير من المسلمين في أكثر الأماكن قدسية. فالمسلمون يتسابقون ويتزاحمون ويدوسون علي بعضهم، بعيدا عن كل أشكال الذوق والأدب. علما بأن هذا الدين قد جاء رسوله الكريم ليكمل مكارم الأخلاق.
إن هذه الأزمة التي حاقت بالمسلمين ودينهم، وهم يتجاهلون مواجهتها، ليست عصية علي التفسير كظاهرة اجتماعية ـ ثقافية وتاريخية. فهي تكمن في فهم طبيعة العصر الذي يعيش فيه المسلمون الآن. فقد جاءوا إلي دنيا تجرفها العولمة، وتتخللها العلمنة في كل التفاصيل، وهم يحاولون أن يحافظ علي دينهم بوهجه كما انبثق في أول يوم للبعثة النبوية. والآن، قد صار الممسك بالدين الحق كالممسك بالجمرة فعلا.
ويرجع ذلك إلي حقيقة التغييرات الجذرية التي اجتاحت العالم ولم يكن المسلمون ضمن الصانعين الاصيلين لها، ولكن عليهم أن يعيشوها مثل الآخرين. ورأى المسلمون في الدين مركب نوح الذي يمكن أن ينجيهم من هذا الطوفان. ولكن السؤال هو أيُّ دين هو القادر علي حمايتهم من عواصف العولمة والعلمنة؟ وقال كثيرون ببساطة بأننا لن نفلح إلا بما صلح به أسلافنا. لذلك لا بد من العودة للنبع الأول للدين أو الاصول. ومن هنا كان انتشار الاصولية التي اقنعت الكثيرين من المسلمين أن مستقبلهم خلفهم وليس أمامهم. وهذه كانت بداية الانفصام بين الدين الأصيل والتدين الشكلي. فقد كان علي المسلمين أن يعيشوا المثال في فكرهم والواقع الحقيقي في معيشهم اليومي. فالنصوص تقول شيئا والواقع يقدم شيئا مختلفا تماما. فالحياة العصرية تطرح علي المسلمين أسئلة تشكك في كثير من الثوابت. وهذا مصدر الارتباك النفسي الذي يعيشه المسلمون في محاولاتهم للتكيف مما يؤدي للتناقضات السلوكية.
ترجع جذور هذه الأزمة إلي صدمة الاحتكاك مع الغرب، وقد تكون البداية حملة نابليون 1798. وكان من الطبيعي أن يتساءل (شكيب أرسلان) عن لماذا تأخر المسلمون بينما تقدم غيرهم؟ وأن يتحسر (محمد عبده) عن وجود إسلام بلا مسلمين في أوروبا، والعكس في بلاد المسلمين. ثم تتالت محاولات ما يسمى الإصلاح أو التجديد، وهي ببساطة تأويل النصوص لكي تقترب مع فهم الواقع والتعامل معه. فالنصوص الدينية لم تعد قادرة علي مواكبة المستحدثات التي ينتجها الواقع. وكان علي المصلحين حل معادلة أن النصوص متناهية والوقائع غير متناهية. وقد ظهرت الفتوى منذ بداية الفتوحات والتفاعل بين المسلمين وثقافات جديدة، والتي لم تكن معروفة في زمن الرسول والصحابة. وحاول التدين الشكلاني إضفاء الشرعية علي ممارساته، فظهرت ما سميت بالحيل الفقهية. كما أصول الفقة لمفاهيم عديدة مثل فقه المقاصد، وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات أو فقه الضرورة، والمصالح المرسلة. فهي تسمح بقدر من المرونة يستفيد منها التدين عموما، ولكن يجب ألا يكون ذلك علي حساب الدين «القويم». وهذه مهمة أي تجديد حقيقي يسعى لرفع تناقضات التدين الشكلاني، ولكن الواقع يبحث عن الأسهل، لذلك فضّل كثير من المسلمين تساكن وتعايش التدين الشكلاني مع سلوكيات تناقض الدين والأخلاق معا.
( عن القدس العربي28/9/2015)
٭ كاتب سوداني
[email][email protected][/email]
اتقوا النار ولو بشق تمرة (اعدلوا هو اقرب للتقوئ) أي العدل اقرب للتقوئ اسعوا للجنة والعدل بالتقوئ
كلام رصين.
واقع نعيشه بأنفسنا ونخجل منها.
اللهم ثبتنا على دينك.
لماذا لا يقود المجتمعات مفكرين مثل سعادة الاستاذ الكاتب.
لماذا يقودنا الترابي والكاروري وامثالهم ممن يعمقون هذا الانفصام في المجتع؟
يفترض مثل هذا المقال يعمم علي جميع مساجد البلاد والبلادالاسلامية العربية لو كنت راس دولة لعينتك اماما لمسجد الخرطوم الكبير ول اجبرت كمال رزق والامام المدعي الاخير لا اذكر اسمه ولا اريد ان اعرقة واحفظة ل الا ستماع والتعلم وحفظ جميع خطبك علي ظهر قلب كتاباتك عن مدعي الاسلام ودعاة الهوس والتشنج خطب نارية كشفت زيفهم ودجلهم ليت الاغبياء يقرؤن بعقول وعيون متفتحة من الشيوعي والخواجة والعلماني مقال اليوم يصلح خطبة جمعة وعيد
السؤال نفسه خطأ يا بروف!
فالأمر ليس أمر دين، بل أمر أخلاق، وحتى هذه تنحل في المقام النهائي فتصبح في تجريداتها أمر قوانين يتعاقد عليها البشر في أي مجتمع معين ويضعون الضوابط والعقوبات من أجل ضمان تنفيذها على الجميع بنفس القدر. فالدين والأخلاق والضمير هي قيم ذاتية نسبية تختلف من مجتمع لآخر ولا يمكنها أن تحكم علاقة العبد بالعبد، لكن يمكن للقانون الوضعي ضمان الحقوق والواجبات، وفي نجاعة القانون الوضعي تتجلي درجة تقدم المجتمعات وتحضرها ووعي الفرد فيها بحقوقه وحقوق الآخرين.
أما لو ربطنا الأخلاق بالدين فالكونفوشيسة والبوذية ستصبح أرقي الأديان لأن الفرد الياباني مثلاً هو الأكثر احتراما لحقوق الآخرين والأكثر أمانة ونزاهة وسنجد أن سكان الدول الإسكندافية هم الأكثر تدينا – رغم أن أكثرهم غير دينيين – لأنهم الأقل فساداً ورشوةً في العالم.
تحية الاستاذ حيدر، اوافقك الراي في كل طرح المقال ما عدا فكرة العولمة والغرب، لا زلنا نجد القيم الانسانية الرفيعة سائدة في الثقافة الغربية بشكل واضح الا الشواذ عن القواعد فمثلا الصدق والوفاء بالعهد واحترام حقوق الانسان وعدم التهاون في اداء الواجب والتساوي امام القوانين. اللهم اصلح حال امة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
حقيقة الاسئلة الاخيرة تحتاج لبحث حقيقى لفترة ما بعد الرسول صلى الله عليه و سلم و بحث محايد غير منحاذ دون ان تسقط قدسية و مكانة الخلفاء الراشدين و المبشريين بالجنة دون ان تخفى اى حقائق و من التاريخ تتعلم الاجيال
الحل يا استاذي في الطرح الذي طرحه الاستاذ محمود محمد طه بخصوص تطوير التشريع الديني من فروع القرآن الي اصوله و كنت اتوقع منك ان تشير لذلك في مقالك و لكني لم اجد و غريب امرنا نحن السودانيين حتى فكرنا لا ننشره و تحتفي به حتى يجينا من الخارج ، اكرر ليس حل لعودة الدين الاسلامي إلا عبر طرح الفكرة الجمهورية…
صحة الاية ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها)
نرفع القبعات اجلالا واحتراما. ..
فكر عالي وفهم عميق ولكن من الذي يعي ويدرك ؟
المسلمون اهتموا بالبطون أستاذ حيدر وجمدوا العقول إلي حين ميسرة. .😴
شكرا استاذ حيدر ابراهيم على هذا الدرس اﻻنيق لفهم المغالطات الحيوية المترامية اﻻطراف .
ثلاثة مدارس ( خربت العقل المسلم فى المنطقة ) – وهى المدرسة الشيعية و اﻻخوانية واﻻصولية … هم الصراع الحقيقى لتخريب امزجة ونفوس المسلمين .. والناس بينهم كالمستجير من الرمضاء بالنار .
نحتاج لتعليم الدين الى منهج معتدل قويم يضع لبناته اكاديميين وساسة ورجال دين معتدلين من غير الثلاثة مدارس اعلاه وتشرف عليه مراكز دراسات مستقلة ويكون مفروض على المسلمين لتقديم حياتهم للافضل ونسف الخطورة ( الماشة بكرعينا جوانا دى ) … اﻻن التطرف يولد التطرف والتشدد يولد دين شكلى ( جلابية حدها وين ونقاب عيونه جوة ودقن محننة او ﻻ محننة وغرة صلاة معمولة بالبلح فى سوق ليبيا بعشرة جنيه ) .. اما الرشوة والمحسوبية والغش فى المعاملات واﻻمتحانات فهى تحتاج لقانون رادع يحمى الناس من الحرمنة وسرقة اموالهم بالباطل وترفيع اصحاب الكفاءات الشحيحة ليحكمونا … هذه ورغم ارتباطها بالدين اﻻ ان بالوطن اناس ليسوا بمسلمين — فالاخلاق هى الرابط بيننا والمواطنة — وايضا توجد ذات الممارسات فى مجتمعات اخرى غير منطقتنا — فالحل هو قانون صارم يسرى على الجميع .
وعشان نطلع نحن من الفوضى الخشت فينا شمال واربكت افكارنا ﻻبد من تغيير المدارس الحاكمانا فى السودان ( هناك تحالف بينهم التلاتة ) .
العلاقة الطردية اصبحت مابين الاخلاق والتدين اليوم
القصه كلها يا دكتور يمكن ان نلخصها فى جملة مخنصره اننا كمسلمين لم نستطيع ان نربط (الدين بالعمل) اى ان ننشىء ونربى اجيال ثقافتها وتعاملاتها مبنيه على الدين وهذه عايزه علماء ومنظريين اسلاميين ومناهج تدرس فى المدارس وتطبق عمليا فى الحياة العامه.
الكبت هو أم الخبائث … كيف يتطور ويتعلم شعب ممنوع منه ان يتحدث حتى في المساجد … حضرت ندوة أقامها فقيري بقاعة الصداقة عن داعش ( انصار سنة ) أعلن في بداية الندوة بأنه سيتم اعتقال أي شخص (من قبل رجال الامن) يتقدم بطرح اي سؤال بعد الندوة … كيف تتقدم أمة علماؤها معرصون مخنثون .
ومن ناحية أخرى، تدخل مأساة التدافع الأخيرة بين الحجاج في منى، تجسيدا بيّنا لتعايش التدين مع سلوكيات غير دينية. فالعنف، والجلافة، وعدم الرحمة، وعدم توقير الكبير؛ هي انماط السلوك السائدة بين كثير من المسلمين في أكثر الأماكن قدسية. فالمسلمون يتسابقون ويتزاحمون ويدوسون علي بعضهم، بعيدا عن كل أشكال الذوق والأدب. علما بأن هذا الدين قد جاء رسوله الكريم ليكمل مكارم الأخلاق.
تلك فقرة هي ملخص ما آل إليه أمر الأمة من اقصاها إلى اقصاها ونفس الحدث في الحج يحدث بنفس الوتيرة في الدراما اليومي للحياة اين ما وجدوا… كفييت ووفيت وما قصرت
يقول الحق تعالى وقدمنا على ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ما فرطنا فى الكتاب من شيىء … لقد بلين لنا رسول الامة التسلسل لما سنؤول اليه فيما سيكون عليه حال المسلمين من خير وعظمة فى التمسك فى الدين ما انا عليه واصحابى ثم من يلونه ومن يلونه ونحن يا ترى فى الدجة الكم ممن يلون وهو القائل القابض على دينه كالقابض على الجمر لذا فتجد من يطلق لحاه ويقصر مازره ويشدها الى اعلى ويرتاد المساجد وينفق علنا ويحج بيت الله عدة مرات لكى يقال فلان يعمل ويفعل ويعلمنا رسول الامة بان الاعمال بالنيات وانت الله لا ينظر على اجسادكم ولمن ينظر الى قلوبكم وفى النهاية العاقبة للتقوى ويا رب حسن الختام
مقال يستحق التقدير يادكتور فقداصبح الين تعلق وليس تخلق.حيث الغاية كماذكر الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم : انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.
أثبتت التجربة الإنسانية أنه كلما أزدادت المجتمعات تدينا (الديانات الإبراهيمية الثلاثة) كلما ازدادت توحشا و تخلفا ، قبل من قبل و رفض من رفض لكنها حقائق يزداد رسوخها كل يوم …
الدكتور حيدر احد رواد التنوير والوعي لكن عليه ان يكمل مجهوده بطرح الأسئلة وطرح أجوبة او حلول للمشاكل الراهنة رغم ان هذا الامر ربما يحتاج لجهد جماعي ومؤسسي
الشيخ الماسونى وتلميذه الخبيث وجوقة الاخوان المتاسلمون وتوابعهم من نهازى الفرص هم الذين اعدو واخرجو القيم الهابطة التى نعايشها الان تحت شعار مزيف لتطبيق الشريعه….وكما هو معلوم فان الدين هو المعاملة التى اوصلت سيدنا عمر من ان يقتص من ابنه بسبب ان ابله التى كانت ترعى كغيرها من الابل ووجدها قد سمنت فصادرها درءا لشبهة ان اصحاب الابل الاخرى تركو لابله المرعى بدعوى انه ابن الخليفة……
اما اصحاب التمكين وشعار هى لله لا للسلطة ولا للجاه فدونك التطاول فى البنيان فى المنشيه وشارع الستين وكافورى..الخ ومصارف العالم اجمع بعد ان اكتنزو كل خيرات الوطن ….اما الجلافة والرعونه والسخف والعبط فدونك عنتريات نافع وعبد العاطى والبشير وعبد الرحيم………الخ
اما القسوة وعدم الرحمة فدونك بيوت الاشباح و مجازر حروب الجنوب ودارفور والنوبة والانقسنا……..وانتهاءا بالدماء التى اريقت فى انتفاضة سبتمبر
اما الانحطاط الاخلاقى والجرائم المتنوعة من جرائه فدونك صحفهم الصفراء التى انشاؤها لملاحقة اخبارها وترويجها لتسود الفاحشه فى المجتمع مع العلم بان من اهم الاشياء فى الدين الاسلامى الحنيف هو فضيلة سترة العيوب حتى ان فى رمضان اذا رخص لنا الافطار وابتلينا بذلك فمن واجبنا ان نستتر ناهيك عن فلان اغتصب علان بالصورة والقلم كما يفعل الان هلافيت الصحافة الانقاذيه ….
الاخوان المسلمون تنظيم ماسونى انشئته الصهيونية العالمية واجهزة مخابراتها لفركشه العالم العربى والاسلامى وما يفعله نظام الانقاذ هو تنفيذ الاملاءات الصادره من محفلهم الماسونى……………..
لله درك يا استاذ لقد كتبت واوفيت وكفيت …بالجد مقالاتك رائعةوتجد صدى واسع لانها حقيقية وتلامس شغاف القلوب التى تريد ان تعرف الحقيقة ..بالله مزيدا ومزيدا ومزيدا من هذه المقالات الرائعة التى يجب ان تكتب بماء الذهب لانها تدخل العقل والقلب وليس فيها نفاق او كذب او طمس للحقائق….
شكرا استاذنا.. لكن ان تشير الي هذه الافات والانفصام الذي نعيشه لابد من الجرأة في وضع الحلول و آن الأوان ليتولى تطوير الدين الإسلامي نخبة من العلماء الليبراليين (ليس بالضرورة ان يكونوا خريجي جامعات إسلامية) وان يضعوه موضع للنقاش العقلي والفكري كل ما يتعلق بحياة الانسان بعيدا عن الخوف التكفير او يفال عنهم مهرطقين او مبتدعين. المعتزلة لهم آراء جيدة في هذا الخصوص ويجب الأخذ باجزاء منها.. الصوفية كذلك الفكر الجمهوري. تقدم البشرية أمر واقع واجباري سوف تسير وسوف يسقط كل فكر او دين غير مواكب شئنا أم أبينا لذا تطوير الدين الإسلامي أمر واجب لمن يخشى علي دينه من الانقراض..
انما الامم الاخلاق ما بقيت *** فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا
حقيقة يا دكتور حيدر قدمت اليوم مقال بمثابة كتاب مختصر يعالج كثير من القضايا الشائكة في مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام،والاجمل من ذلك التعليقات الهادفة والموضوعية من قبل الأخوة المعلقين، ونتمنى أن ينشر هذا المقال في جميع البوستات الخاصة والعامة لتبصير أكبر قدر من الناس، بصراحة يفتقد المتلقي لمثل تلك الأفكار الموضوعية.
ما ملكت ايمانكم