حوار وطني بالدكوة والشمار

كمال كرار
في نواحي قاعة الصداقة علي شاطئ النيل الخصيب سيفتح مطعم الحوار الوطني أبوابه يوم السبت القادم،وهو مطعم لصاحبه المؤتمر الوطني،وزبائنه تطلق عليهم ألقاب مختلفة من ضمنها المؤلفة قلوبهم والسدنة والتنابلة،وصفتهم المشتركة أنهم يحبون أكل المال العام(حباً جماً)،وبارعون في الدهنسة إلي حد يفوق (المتدهنس الأممي) ذات نفسو.
وبداخل مطعم الحوار المذكور أعلاه توجد أقسام مختلفة،وجرسونات لتقديم الخدمات،ومضيفات لتهيئة الجو وتشغيل المكيفات،علي الجانب الشمالي قسم المشويات،وفي الناحية الجنوبية،الفطائر والمعجنات،وفي الركن دااااك الطعمية والسلطات.
وبحسب البروتوكول،سيتوزع المدعوون علي الأقسام المختلفة بحسب وزن الدهنسة،وحاجات أخري من ضمنها النفوذ القبلي والطائفي،والقدرة علي (تكسير التلج)بما يعجب أصحاب المطعم.
وعندما ينشغل الضيوف بال(رمرمة)،والتحليات،والمرطبات،سينشغل أصحاب المطعم ولقبهم(المؤتمرجية)بكتابة الفاتورة،التي ستخصم من الخزينة العامة،وهي فاتورة مليارية قياساً للأصفار التي ستضاف للأرقام الأصلية،حيث صحن الفول 100 جنيه بدلاً عن 10 جنيهات،وكيلو الضان المشوي 1000 جنيه بدلاً عن 100 جنيه.
وحالما ينتهي الزبائن من مولد الأكل والشراب سيوقعون علي الفواتير المضروبة وعلي عقود إذعان ملحقة بها تسمي توصيات،ثم تستقبلهم الكاميرات بعد خروجهم وهم يتبسمون،ويتحدثون عن الأجواء الممتازة التي جرت فيها المحادثات ويقصدون بها(الأكل والمرطبات)،ثم يشكرون أصحاب المطعم،وينطلقون إلي بيوتهم بعربات الحكومة.
وخارج المطعم ستقف عربات النجدة والعمليات،تحرس السدنة والتنابلة،وبجانبها الإسعاف لحالات الطوارئ،لأصحاب السكري والضغط والنقرس الذين ربما تصيبهم الدهون واللحوم في مقتل.
لن تنتهي العزومة علي هذا النحو،بل ستنهمر التلفونات علي بعض المؤلفة قلوبهم ليلاً،للتبشير بموقع وزاري في أم كدادة،ومعتمد في نواحي كاب(الجدادة)،وأنا ماشي العيادة عشان خاطر حمادة.
وحالما يطلع الصباح،ستطلع معه التصريحات حول الإتفاق والمصالحة،والحكومة الجديدة(الرشيقة)المرتقبة،ومنحة جديدة قدرها 100 جنيه(ومعناها 9 دولارات) للموظفين والمعاشيين،ومن خلف هذه الأخبار المضروبة ستزداد أسعار الكهرباء والبترول والدقيق،وسيباع مشروع الجزيرة،وسيصفي مصنع الجنيد،والتحويل الإلكتروني جاهز إلي بنوك ماليزية وسويسرية.
يمتهون بعض الناس في بلادي،حرفة أكل فتات الموائد،وآخرون يرضون بالفطيسة بدلاً عن الضبيحة،ومثقفون إنتهازيون يبحثون عن ملحقيات إعلامية،وامتيازات دولارية،ومن أجل تحقيق أحلامهم الإنتهازية يمسحون(شنب)المؤتمر الوطني،ويسبحون بحمده كل يوم.
وهؤلاء(عدة شغل)معروفة تبدأ من القفطان والملفحة وتنتهي بالعصاية وغرة الصلاة التي تصنع في نواحي سوق ليبيا بأمدرمان،ولا بأس من(سبحة)محمولة علي اليد،وموبايل نغمته(آذان الصلاة)،ومقابل هذه العدة تفتح لهم أبواب الوزارات ويقبضون الشيكات،ويحجون في السنة أربع مرات،ومن هواياتهم إستلام الرشوات.
في بعض المطاعم ينسي الطاهي إغلاق مفتاح تأمين أنبوبة الغاز،فيتسرب الغاز إلي الصالات الفارهة،فلا ينتبه،الآكلون إلي رائحة الغاز المنتشرة،ويصادف الغاز سيجارة(مولعة)في (خشم زول)،فينتشر اللهيب،ويصبح المطعم ومن فيه رماداً قبل وصول المطافي بوقت طويل،أما اللافتة المضيئة التي سيحترق نصفها،فلا زالت تقول،توجد لدينا كل أصناف الحوار،حوار بالشمار،حوار بالطماطم والبهار،حوار بالدكوة والفلفل الحار،والخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار.
متى يكون الاتفاق المحيرنا حتى الان و على اي شئ يتفقون و الاحتمالات كثيرة تفوق عدد الاحزاب و تجاوزت طموحات الشعب و المولود في ابريل 1985 م يعشم في سعادة و حبة رفاهية
وينالحواربالجبنه وحواربموية الفول
حوار ساده
حوار مشكل
حوار فته
حوار شوربه
كفاكم ولا أزيد ؟؟
متى يكون الاتفاق المحيرنا حتى الان و على اي شئ يتفقون و الاحتمالات كثيرة تفوق عدد الاحزاب و تجاوزت طموحات الشعب و المولود في ابريل 1985 م يعشم في سعادة و حبة رفاهية
وينالحواربالجبنه وحواربموية الفول
حوار ساده
حوار مشكل
حوار فته
حوار شوربه
كفاكم ولا أزيد ؟؟