أخبار السودان

الفشقة.. حلايب.. أبيي.. مدن سودانية تحت نار (الجوار)

هنادي عبد اللطيف-

ما زالت المواقف الدبلوماسية هي السائدة من قبل الحكومة تجاه الثلاث مدن المتنازع عليها ابتداء من الفشقة التي يجري الآن (تحبيشها) بطريقة أشبه باستعمار مقنن وبإستراتيجية مدروسة من الجارة اثيوبية، وصولاً إلى حلايب التي تم (تمصيرها) تماماً ولايجرؤ اي مسؤول اياً كان منصبه أن يستطيع زيارتها دون ان يمر بالإجراءات الرسمية من شرطة الحدود المصرية إذاً الفشقة حلايب أبيي ملفات وقضايا بين دول الجوار جعل منها ملفات شائكة ظلت الحكومة تتعامل بمواقف دبوماسية لم تفلح في حلها في هذا الملف نتناول أزمة مدن رغم سودانيتها إلا أنها تحت وطأة وسيادة دول الجوار في هذه الحلقة نتناول منطقة الفشقة التي أصبح الامتداد الاثيوبى بنسبة 95% حيث يتم التوغل في الاراضي السودانية بمعدل الفين فدان سنوياً مما جعل المنطقة معزولة تماماً وخارج السيادة السودنية وان الاثيوبيين تمددوا رغما عن تفاهمات العام 1995التي جعلت من المنطقة الحدودية بين البلدين خالية من الجيش فقط يوجد في المنطقة كتائب من الدفاع الشعبي لم تستطع حتى حماية ممتلكات المزارعين.

مدخل
يقصد بالفشقة الأراضي التي تقع بين عوازل طبيعية (مائية) كالأنهار والخيران والمجاري وهي المنطقة المتاخمة للحدود المشتركة بين السودان وأثيوبيا، والتي تحد شمالاً بنهر ستيت وشرقاً بنهر عطبرة،. وتبلغ مساحتها 251 كلم2، وتنقسم الفشقة إلى قسمين الفشقة الكبرى: وتحد شمالاً بنهر ستيت وجنوباً ببحر باسلام وغرباً بنهر عطبرة..
والفشقة الصغرى: وهي المنطقة التي تحد شمالاً ببحر باسلام وغرباً بنهر عطبرة وشرقاً بالحدود المشتركة بين السودان وأثيوبيا، وتتخللها العديد من الجبال والخيران، والمنطقة محاطة بصالأنهار داخل الأراضي السودانية من كل الجوانب باستثناء خط الحدود المشترك مع أثيوبيا، وهذا مايفرض عليها العزلة التامة عن الأراضي السودانية المتاخمة لها خلال موسم فيضان هذه الأنهار، فضلاً عن كونها تتميز بهطول الأمطار الغزيرة في فصل الخريف. فيما يميز موقعها هذا إغراء للإثيوبيين للاعتداء عليها متى ما شاءوا إذ لا يقف أمامهم أي مانع أو عازل يحول بينهم وبين الاستفادة من هذه الأراضي الخصبة، فهي أراضي متاخمة تماماً للأراضي الإثيوبية.
كذلك تتميز بإنتاجها الكثيف للسمسم والذرة والقطن قصير التيلة بجانب الصمغ العربي والخضروات والفواكه على ضفاف الأنهر الثلاثة عطبرة، ستيت، باسلام.
وتم توضيح الحدود على الطبيعة لتكون معلماً طبيعياً بين السودان وإثيوبيا في تلك المنطقة، من علامة الحدود الواقعة في الضفة اليمنى من خور القاش جنوب جبل قالا ثم إلى جبل أبو قمل ثم تلال البرك، حيث وضعت علامة حدود في وسط صخرة ثم إلى جبل كورتيب ثم إلى جزع شجرة وسط حجارة وصخور ثم إلى جبل ثوار، وبالقرب من شجرة هجليج وضعت صورة من اتفاقية الحدود لسنة 1903م وعلامة، وكذلك وضعت علامة للحدود وصورة من اتفاقية سنة 1903م في صخرة عالية في الضفة اليمنى من نهر ستيت حيث يتقاطع خور الرويان مع نهر ستيت.
واعترفت أثيوبيا اعترافاً قانونياً في اتفاقية الحدود لعام 1902م وبروتوكول الحدود لسنة 1903م، واتفاقية عام 1972م بأن منطقة الفشقة أرض داخل الحدود السودانية.
إعادة ترسيم الحدود
نائب الدائرة المستقل مبارك النور أكد لـ «الإنتباهة» ان مليون فدان من الاراضي السودانية محتلة من اثيوبيا والحكومة تجهل منطقة الفشة تماماً لذلك من المهم جدا اعادة ترسيم الحدود بين البلدين لان عدم ترسيم الحدود اصبح زريعة لتدخل الاثيوبيين، مضيفاً ان هذا العام تقدم الاثيوبيون 45 كيلو منتزعين أراضي المزارعين عنوة وبالقوة تقوم به مجموعات مسلحة محمية من السلطات الاثيوبية فالوجود الأمني ضعيف جداً ولا يستطيع حماية المزارعين وأراضيهم وممتلكاتهم من النهب.
فسنوياً الامتداد الاثيوبي في تزايد واضح ففي العام 1990 كان عددهم 53 اثيوبياً والآن وصل عددهم الى اكثر من 1750 مزارعاً اثيوبياً مستغلين أكثر من مليون فدان من الاراضي السودانية ويمضي النائب المستقل مبارك النور في الحديث مضيفاً أن المزارع أصبح غير آمن على ممتلكاته والوصول الى اراضي الفشقة السودانية اصبح أكثر صعوبة من الدخول الى الاراضي الاثيوبية وذلك لعدم وجود كباري في الجهة الشرقية التي تؤدي الى الفشقة لذلك اصبحت معزولة تماماً ولازالت السلطات والحكومة تتعامل ببرود شديد حول هذه القضية.
تحبيش الفشقة
إذا يبدو أن الاحتلال الاثيوبي المقنن للفشقة بات واضحاً ومحمياً بمليشيات وعلى الملأ وامام اعين السلطات والمواطنين والمزارعين وماحدث للمزارع أيمن أحمد عمر إبراهيم يثبت ذلك فهو يمتلك 2000 فدان في منطقة تبعد عن المناطق المتنازع عليها حوالى 5 كيلو يروى لـ «الإنتباهة» تفاصيل ما تقوم به الجماعات الاثيوبية المسلحة تجاه المزارعين السوداني فقبل 3 أشهر تغولت مجموعة اثيويبة مسلحة داخل مساحته الزراعية وأطلقت الرصاص والنيران مجبرة كل الموجودين على الفرار من الأرض واستولت على البابور الخاص بصاحب الأرض والذي يقدر سعره بنحو 250 الف جنيه وتم أخذه عنوة امام اعينه كما روى لـ «الإنتباهة» وأضاف انه لم يترك جهة إلا واستنجد بها من شرطة ومن مكتب والي ومن معتمدين ولكن كما يقول لم تفعل أي من هذه الجهات شيئاً.
تحدي وجرأة
مصادر موثوقة كشفت لـ (الإنتباهة) عن مكايدات تتم على مستوى النقاط الأمنية الموجودة على الحدود فقبل أشهر تمكنت قوات الدفاع الشعبي من بسط سيطرتها على بعض المناطق في الفشقة وتمكنت من سحب معدات أحد المزارعين الاثيوبيين وتسليمها للشرطة وطلبت (كما يحدث في اي نقطة حدودية بين بلدين) منه اتباع الإجراءات اللازمة لتعديه على ارض سودانية وتسوية ذلك مع مركز الشرطة.
لكن ماحدث يؤكد ويكشف تماماً عن الاحتلال المقنن التي تقوم به اثيوبيا لاراضي الفشقة المواطن الاثيوبي لم يذهب الى الشرطة بل استنجد بقوات بلده التي ترابط على الحدود والتي تسيطر على أكثر من مليون فدان من الاراضي السودانية فما كان من هذه القوات إلا الأخذ بالثأر لتتم ارسال قوة مسلحة لأحد المزارعين السودانيين وتستولى على البابور عنوة بالسلاح وحينما توجه اليهم وطالب بحقه اخبروه صراحة انه لن يحصل على بابوره إلا بعد ان تسلم الشرطة المواطن الاثيوبي معداته والآن نحو ثلاثة أشهر والموسم الزراعي قد ضاع من المزارع السوداني أيمن الذي يضيف متحسراً ان بلده لا تستطيع توفير الحماية لممتلكاته بل تنهب عنوة ولا تستطيع اي سلطة ان تجد حلاً وسط هذا الغزو الاثيوبي الذي يتمدد كل سنة بالاستيلاء على اثنين الف فدان سنوياً
احمد ابشر احد مواطني ومزارع المنطقة يقول خلال حديثه لـ «الإنتباهة» ان الشريط الحدودي بين البلدين تاريخه قديم وكانت هنالك لجنة لترسيم الحدود واللجنة عملت بجهد واضح إلا ان نشاطها توقف ولم تطبق ايا منها على ارض الواقع فصارت هذه الاراضي تحت الادارة الاثيوبية خاصة في منطقة الفشقة الكبرى التي تسيطر عليها اثيوبيا بنسبة 95% منذ العام 1996 بعد ان طرأت تغيرات على المنطقة وتم تهجير القرى السودانية بعد التوترات التي شهدتها اثيوبيا في تلك الفترة
ويضيف ابشر ان الحكومة اهملت القضية اهمال شديد ولوعقدنا مقارنة بين موقف البلدين نجد ان الموقف الاثيوبي أكثر جدية وذلك بانشاء قرى ومدن لم تكن موجودة بل وحتى تم توفير كل المعينات لهذه القرى والمدن حتى تصبح ذات سيادة اثيوبية وهذا في رأيي إستراتيجية سياسة الامر الواقع ولم نشهد اي مواقف تجاه مايحدث، وحتى المناطق والقرى السودانية اصبحت معزولة فهنالك 7 الف نسمة معزولين تماماً عن السودان بسبب عدم وجود كباري لربطهم ببقية القرى السودانية الأخرى مما يسهل الاستيلاء عليها ليس عنوة بل بما تفعل إثيوبيا من تعمير القرى ومدها بالخدمات حتى تمحو أي معالم سودانية في المنطقة. لذلك ترسيم الحدود يحتاج إلى عمل إستراتيجي من الدولة والمطلوب الآن تطبيق ما توصلت إليه لجنة الحدود الى ارض الواقع ولا بد ان تؤتى الحكومة السودانية الاهتمام وتوفر المقومات والمعينات الضرورية لانسان المنطقة حتى يكون لها تواجد في هذه المنطقة وانها تحت سيادتها. ويختم ابشر بمطالبته الحكومة الاهتمام بالشريط الحدودي…

الانتباهة

تعليق واحد

  1. حكومة الانقاذ عار على الوطنية السودانية شديدة الباس امام معارضيها من السودانيين وزى النعامة والنجة امام المحتلين والمعتدين الاجانب لاراضى السودان

  2. حكومة الانقاذ عار على الوطنية السودانية شديدة الباس امام معارضيها من السودانيين وزى النعامة والنجة امام المحتلين والمعتدين الاجانب لاراضى السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..