فرقه المعتزله : قراءه نقديه لاصولها الفكريه

فرقه المعتزله : قراءه نقديه لاصولها الفكريه
د.صبري محمد خليل / استاذ الفلسفه بجامعه الخرطوم
[email][email protected][/email]
أولا:عرض لأصول مذهب الاعتزال
تعريف:أسميت هذه الفرقة بالمعتزلة نسبة إلى أن واصل بن عطاء (مؤسس الفرقة) اعتزل (أي اختلف مع) أستاذه الحسن البصري في مسألة مرتكب الكبيرة فقال البصري إنه فاسق وقال واصل إنه في منزلة بين المنزلتين أي لا مؤمن لا كافر، وأدى هذا الاختلاف إلى استقلال واصل وتكوينه فرقة المعتزلة في مرحلة تالية.
الأصول الخمسة: وقواعد المذهب الاعتزالي الأساسية خمسة هي:
أولاً: العدل والتوحيد:
التوحيد:
التأويل: قدم المعتزلة تصوراً للذات الإلهية يقوم على التنزيه، فأولوا الآيات التي يفيد ظاهرها التشابه بين الله تعالى والإنسان، غير أنهم تطرفوا في هذا التنزيه، كما سنوضح لاحقاً.
نفي الصفات الزائدة على الذات (التعطيل الجزئي): تناول المعتزلة طبيعة العلاقة بين الذات الإلهية والصفات الإلهية فانتهوا إلى التوحيد بينهما فقالوا أن (الصفات هي عين الذات)، وبالتالي نفوا الصفات الزائدة على الذات (أي نفوا وجود صفة إلهية مستقلة عن الذات الإلهية)، وأولوا الصفات الإلهية الواردة في القرآن بأنها أسماء للذات وليس وصفاً لها لذا أطلق عليه لقب المعطلة بمعنى تعطيل الصفات الإلهية (أي نفيها)، والصواب هو أنهم لم ينفوا الصفات على الإطلاق، بل نفوا الصفات الزائدة أي أن نذهبهم يقوم على التعطيل الجزئي لا التعطيل الكلي.
العدل: ذهب المعتزلة إلى أن العدل الإلهي يقتضي أن يثاب المحسن ويعاقب المسيء، وهو ما يقتضي أيضاً أن يكون للإنسان القدرة على الفعل والاختيار بين الخير والشر، إذ لو كان الإنسان مجبوراً على فعله لكان محاسبته عليه ظلماً، والله تعالى منزه عن نسبة الظلم إليه، لكنهم تطرفوا في فهم حرية الإنسان فرتبوا على ذلك إن الإنسان خالق لأفعاله.
ثانيا:التحسين والتقبيح العقليين:قالوا أن الحسن والقبح ذاتيان في الأفعال (أي أن الخير والشر يرجعان إلى صفة هذه الأفعال وليس لأن الشرع أمر أو نهي عنهم)، وأن الشرع يأمر بالفعل لما فيه من حسن وينهى عن الفعل لما فيه من قبح، وأن العقل مكلف ورود الشرع (أي أن الإنسان سيحاسب على أفعاله حتى لو لم يصله شرع).
ثالثاً: المنزلة بين المنزلتين:كما قالوا إن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلة الكفر ومنزلة الإيمان ،أي لا هو كافر ولا هو مؤمن، لكنهم ذهبوا إلى أنه لا مانع أن يطلق عليه اسم مسلم تمييزاً له عن الذمي ،ولأن التوبة مطلوبة له يقول ابن أبي حديد (إنا وإن كنا نذهب إلى أن صاحب الكبيرة لا يسمى مؤمناً ولا مسلماً نحبذ أن يطلق عليه هذا اللفظ إذا قصد به تمييزه عن أهل الذمة وعابدي الأوثان).
رابعاً: الوعد والوعيد: وقالوا أن الله لا يجوز عليه أن يخلف وعده للمحسنين بالثواب ولا وعيده للمسيئين بالعقاب، وبالتالي نفوا الشفاعة وفسروها بأنها الزيادة في الفضل الإلهي.
خامساً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وأوجبوا الخروج على السلطان الجائر، ولكنهم خلافاً للخوارج لم يجعلوا هذا الإيجاب مطلقاً بل مشروطاً بتوافر ظروفه.
الكلام: وترتب على موقفهم المتطرف في التنزيه نفي صفة الكلام الزائدة عن الذات (أي نفي أن يكون الله تعالى متكلماً بكلام مستقل عن الذات الإلهية)، لأن ذلك من صفات الحوادث (المخلوقات) ،ولأن هذا يفيد الأثنية (أي يفيد أن هناك إلهين)، وهم هنا يردون على المسحيين الذين احتجوا بوصف القرآن للمسيح عليه السلام بأنه كلمة الله لتبرير قولهم بإلوهيته. أما ما ورد في القرآن من إسناد الكلام لله تعالى فقد أولوه بمعنى أن الله تعالى خلق الكلام كما يخلق أي شيء، وبالتالي فإن كلام الله (القرآن) مخلوق (نحدث) لا قديم.
الرؤية: كما ترتب عليه نفي إمكانية رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة. وفسر البعض أن المقصود بالرؤية التي نفاها المعتزلة هي رؤية الله بالأبصار لا الرؤية مطلقاً يقول الشهرستاني (واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار).
تعليل افعال الله تعالى : كما قالوا أن الله تعالى يعمل الأعمال معللة بمقاصد، لأنه حكيم لا يصدر عنه الفعل جزافاً. ثم يبنون على هذا القول بوجوب الصلاح والأصلح، أي أن الله تعالى لا يفعل إلا ما يكون حكمة، فمستحيل أن يأمر بغير الصالح أو ينهى عن الطالح، فيجب له الصلاح ويجب له الأصلح.
ثانيا: تقويم:
? ظهرت فرقه المعتزلة أساساً للرد على أصحاب الديانات والاعتقادات المخالفة للإسلام ،باستخدام المناهج العقلية التجريدية اليونانية ،ولكن هذه الآلة (المناهج العقلية) تحولت بطول الممارسة من أداة إلى غاية، فتحول العقل لديهم من نشاط معرفي محدود بالوحي في معرفته بغيبيات، إلى مصدر مطلق لمعرفة الغيبيات.
? كما جاء في تصورهم للذات الإلهية كرد فعل متطرف على تصور المشبهة (المجسمة) الذي ينتهي على القول بالتشابه بين الإنسان والله تعالى. ولكن هذا التصور قد يمهد لانقطاع الصلة بين الإنسان وربه فضلاً عن أنه يفضي على التعطيل (النفي) الجزئي للوجود الإلهي كما في مسألة الصفات.
? أما قولهم بالحسن والقبح العقليين فيترتب عليه إطلاق العقل عن حدوده كما يتضح في قولهم أن العقل قادر على إدراك حسن أو قب،ح الأفعال بصورة مطلقة وقولهم بتوقف الثواب والعقاب على العقل.
? كما أكد تصورهم للعدل الإلهي قدرة الإنسان على الفعل والاختيار ، ولكنهم تطرفوا أيضاً في تأكيد حرية الإنسان، فتحولت حركة الإنسان لديهم من فعل محدود (تكوينياً وتكليفياً) بفعل الله تعالى المطلق إلى فعل مطلق عندما قالوا أن الإنسان خالق لأفعاله، إذ الخلق صفة ربوبية (مضمونها دال على الفعل لله تعالى)،وبالتالي فإن إسنادها سواه هو شرك في الربوبية (اعتقادي أو عملي).
? وقول المعتزلة بوجوب الأصلح لله تعالى، يوحي بأن فعله تعالى محدود بفعل لسواه، أوجب عليه فعل الأصلح وألزمه به، والفعل المطلق (الذي ينفرد به الله تعالى) هو الفعل الذي لا يحده فعل لسواه ،وكل فعل لسواه محدود به، وبالتالي ينبغي القول بأن الله تعالى أوجب على نفسه(وليس يجب عليه) فعل الأصلح،وبالتعبير القرآني (كتب الله على نفسه).
-للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان [url]http://drsabrikhalil.wordpress.com[/url]) ).
حقيقة كثير من الفرق .. تمت مواجهتها بتطرف مبالغ فيهو من أهل المفرى عليها (الستة والجماعة) منافي فرقة في الاسلام ماهي من اهل الستة ما عدا الشيعة في ايران ..
اهل السنة والجماعة – او كما قالو واحتكروا الاسم او تم احتكاره لهم- رفعوا كم كرتا اخمر في اوجه من يقولون لا إله الا الله ومحمد رسول الله .. كا الخوارج الذين كان ابرز عيوبهم في حقيقته تمسك بالنواجذ بتلابيب الاسلام الحق الا وهو إعمالهم لاية (وان طائفتان من المؤمنين ) هكذا حتى النهاية ولا يقبلون اي تنازل ولو بمثقال ذرة ولا لأي عذر.. كلن رأي الخوارج تطبيق الاية على معاوية وجنوده ولو رفعوا المصاحف في اسنة الرماح ..
وثاني ابرز عيوبهم اللذي هوجموا بسببه )عدم) اشتراط ان يكون خليفة المسلمين من قريش .. ناهيك عن ان يكون من بين هاشم او يكون ذو صلة قرابة بالرسول صلى الله عليه وسلم.. فالاسلام ثبت ان الكل سواسية في كل شيئ… ولا مؤهلات في اطار المسلمين لاختيار خليفة الا مايراه الناس او من ينوب عنهم .. كما كان في اختيار الخلفاء الاربعة .. فليس معنى ان المصادفة جاءت بخلفاء من قريش يمكن ان تكون سببا ليكون جميع الخلفاء من قريش.. الخلفاء اولئك ما جعلتهم قريش خلفء قريش التي عذبتهم.. بل { ابوبكر قاسى الامرين مع النبي .. عثمان تبرع بكل ماله للاسلام.. على فدى رسول الاسلام بروحه .. عمر ازال عن المسلمين المستضعفين كل خوف.. عمر عند دخوله الاسلام كان يعدل جيشا جرارا.. هذا لو كانت الخلافة كسب او رد جميل وهيهات انها مسؤلية بكى لتحملها احد هؤلاء .. وبات بالهم من مسؤلتها احد هؤلاء وعاني فيها كلهم ما عانى منهول المسؤلية المسؤلية المنسؤلية المسؤلية } فيا إخوة الايمان اذا كان هذا اكبر عيوب الخوارج الذين لم يسموا انفسهم بهذا الاسم فما ترون فيهم…؟؟؟؟
المعـــــــــــــــــــــــــتزلــــــــــــــــــــــــــة
هم من عرفتم بعض الشيئ هاهنا ولا يوجد ما يجعل المتحدث عنهم يتحدث مالذي يتحدث عن الكفار الذين يعتدون على المسلمين وحتى يظن الذي لا يعرفهم انهم لا يؤمنون بالله … هم لهم ما يفسر اقوالهم وافعالهم … وكان اجدر بالمتحدث عنهم ان يذكر دفوعاتهم لكل ما يفعلون ….
لكن مجموعة من اهل السنة والجماعة اضروا باهل السنة والجماعة وفرضوا عليهم وعلينا واقعا غريبا جوهره الضيق بالرؤية الاخرى رغم اعتمادها على ذات مصدر لا اله الا الله ومحمد رسول الله …
ادعو الناس للقراءة عن جميع الفرق الاسلامية ومهرفة اراء تلك الفرق ستجدون التزام صارم بكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله وعجبا لكل هذا الاصطراخ
الدكتور صبري،
تحية طيبة، و جزاك الله خيراً بتسليط الضوء على هكذا قضايا
لي ملاحظة، أو نقد، لبعض ما جاء في حديثك هنا عن المعتزلة، أرجو أن يتسع صدرك لها. و ليس الأمر عندي دفاعاً عن المعتزلة و فكرهم، و لكن تحقيق للمنهج العلمي في التحليل، و الذي نتوقعه من شخص في مثل درجتك العلمية، و خصوصية مجال الفلسفة.
في معرض حديثك عن مفهوم الحرية عند المعتزلة ذكرت أنهم يقرون بحرية الإنسان في أفعاله، و التي هي مناط الحساب، و هذا عرض لأفكارهم، و لكنك ذهبت إلى أبعد من ذلك و قلت أنهم قد (تطرفوا) في ذلك، و كررت عبارة التطرف في أكثر من موقع في مقالك.
المشكلة عندي تكمن في النهج الذي طرحت به أفكار المعتزلة، أو أي فكر آخر. القارئ لهذا المقال يجد نفسه، في البدء، يتعلم شيئاً جديداً عن الفكر الإعتزالي، ما لم يكن قد إطلع عليه سابقاً، و لكنه سرعان ما ينتهي إلى نتيجة تعسفية، إيحائية، بمجرد أن يقرأ رأيك عن تطرفهم! المشكلة هي إختزال الطرح النقدي في قناعة محددة، و نهائية، تؤدي بالقارئ إلى أن يتبنى الرأي الأخير بالتطرف. و أنت أدري مني ببنية العقل المسلم، عربياً كان أو أفريقياً، و مساحة العاطفة و الأسطورة التي تسيطر عليه، فينساق تلقائياً لتبني الحكم (المطلق) القائل بتطرف المعتزلة.
كان الأجدر بك، في رأيي، أن تتعرض لفكر المعتزلة من خانة من يناقش حالة فكرية محددة، فيعرض الرأي موضوع البحث، ثم يعرض مجموعة الآراء المضادة أو الموازية لنفس الرأي، و لكن على أن يحفظ (مسافة واحدة) من كل هذه الآراء، و لا ينحاز في طرحه لأحدها. هذا هو منهج البحث العلمي الذي أتوقعه ممن حاز درجة الدكتوراه في الفلسفة، و ليس أي علم آخر!
و ختاماً، لك العتبى و ثقتي أنك ستتلقى نقدي هذا بسلاسة و يسر.
و دمت