حِديَة تفوت ولا حدَ يمُوت !!

هنادي الصديق

* (أرجعت وزارة البنية التحتية والمواصلات بالخرطوم تغيير رائحة وطعم مياه الشرب ببعض المناطق لنفوق (حدية) داخل أحد الصهاريج، وكشفت الوزارة عن زيارات ميدانية لعدد من المناطق التي دفع مواطنوها ببلاغات حول تلوث المياه، وجزمت بعدم وجود أي تلوث في مياه النيل الأبيض بالولاية)، إنتهي الخبر.
* هل هذا يعني أن مياه النيل الأزرق ملوثة؟!
* عندما نقول أننا لازلنا نعيش في القرون الوسطي أو قرون ما قبل الميلاد فإننا نعني تماما ما نقول، وإلا فماذا نسمي ما يحدث من إهمال من قبل المسؤولين بصحة المواطن خاصة في أكثر الخدمات حساسية وهي مياه الشرب.!!
* (حديَة)تموت داخل صهريج لمياه الشرب، ومسؤول مستهتر يقلل من أهمية وجدود(حدية ميتة)داخل صهريج مياه، ويؤكد أن الأمر ليس بالخطير لأنه لايوجد تلوث بمياه الشرب كما يدعي المواطنون وأن الأمر لا يتعدي أن يكون حدث عرضي(حدية تموت داخل صهريج مياه).
* بالله عليكم هل رأيتم مسؤول في أي دولة بالعالم بهذه الدرجة من الإستهتار والإهمال؟!!
* مسؤول لا يفقه شئ سوي أن يتحدث ويصرح ويهرج متي وأينما وجد السانحة، لا يهم أن يخرج منه أي حديث مهما بلغت درجة خطورته، ولكنه زمان أتي علينا بحكومة تأتي بمن لا علاقة لهم بالمسؤولية وتملأ الخانات بأي شخص حتي ولو كان (فاقد) طالما أن ولاءه للحزب العظيم، وهو في النهاية لن يفيد بقدرما يخصم لأنه في الأصل عبارة عن(تمومة جرتق).
* ومشكلة المياه بدولة السودان ليست بالجديدة، فالكل يعلم أن معظم مناطق العاصمة مياهها غير صالحة لشرب الحيوانات ناهيك عن البني آدم، وفي مناطق عديدة إختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي حتي صارت بطون المواطنين عبارة عن (بالوعات متحركة).
* وكون أن يأتي مسؤول ليقول أنه لا توجد مشكلة تلوث في مياه الشرب وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد(حدية تموت) داخل صهريج، فهو (العوجة بعينها)، ويؤكد ما ظللنا نكتبه عن خواء الحكومة وعدم وضعها أي إعتبار للمواطن إلا عند الحاجة والتعامل معه كوسيلة للوصول لغاياتها.
* لن أقول كما قال كثيرون، ولماذا لم يكن الصهريج مغلقا حتي تأتي (الست الحدية)وتسقط فيه وتلوث المياه، لأنه باختصار شديد أن دولتنا المحترمة مثل(البسكويتة)، أقل شئ يمكن أن يؤثر علي دمار البني التحتية بها، وكلنا يذكر قصة (الصقر)الذي دخل في جناح إحدي طائرات طيبة الذكر سودانير فعطل محركها لتهبط إضطراريا لنكتشف بعدها براءة (الصقر) من هذه الحادثة براءة الذئب من دم بن يعقوب لأن الحقيقة كانت هي عطل أصاب الطائرة بسبب الاهمال وليس الصقر المسكين، وبعدها تعطلت حركة المرور لاشهر عديدة بكوبري المنشية وإنقطع معظم سكان العاصمة من ذويهم بسبب (جقور)أكلت بأسنانها الرفيعة (الترسانات) التي تحمل الكوبري الجديد، وكيف أن الجقور شكت المسؤول الذي إتهمها لله ليفضحه الله بعدها وتظهر حقيقة تلاعب(الجقور الآدمية)في مواصفات تشييد الكوبري.
* وقبلها سمعنا (بالسحلية) التي قطعت الكهرباء من خزان مروي و(الغنماية) التي تسببت في هدم سور المدرسة النموزجية و(الضب) الذي تسبب في قطع الكهرباء من غرفة العمليات بالمستشفي الكبير وتسبب في وفاة ثلاثة أشخاص.
* أسهل شئ في بلدنا إلصاق التهمة بالآخر ، خاصة إن كان الآخر حيوان أو جماد، والحقيقة هي سوء الإدارة الذي تمتاز به حكومتنا والفساد الضارب فيها حتي الاذنين .
*وفي النهاية لا يسعني إلا أن اقول(حدية تموت ولا حد يفوت)!!

الجريدة
[email][email protected][/email]