كوش والمنطق الانفصالي

كوش والمنطق الانفصالي
فيصل محمد صالح
تشهد بلادنا جدلاً وحواراً بين خياري الوحدة والانفصال، ولكل منطقه الخاص ومبرراته، وأفهم أن المنطق الانفصالي يقوم على حجة أساسية مفادها أن الروابط بين الشمال والجنوب ضعيفة أو معدومة أو مختلقة، وأن لا مصلحة للجنوب في استمرار علاقته بالشمال لأنها تأخذ من رصيده ولا تضيف له شيئاً، وأن الأفضل أن يختار الجنوب، المختلف إثنياً وعرقياً وثقافياً ودينياً وسياسياً، طريقاً مختلفاً ومساراً مستقلاً. ويعني هذا، فيما يعني، أن من يختار الانفصال يختار إسقاط حقه في كل الشمال مقابل الانكفاء على دولة الجنوب، إلا ربما حق الجوار الحسن. أورد هذا التلخيص دون أن أكون متبنياً له أو متفقاً معه بالضرورة.
لذلك بدا لي مدهشا جداً أن تختار دولة الجنوب نشيداً وطنياً يتحدث عن أبناء كوش، ودولة كوش ، كما تقول المراجع التاريخية الموثقة هي دولة وحضارة سودانية عريقة نشأت في شمال ووسط السودان قبل حوالي أربعة آلاف سنة، وعاصرت الدولة الفرعونية الوسطى. ورغم أن المراجع تتضارب بعض الشيء في ترسيم حدود دولة كوش، لكنها كلها تجزم أنها ابتدأت في جنوب أسوان شمالاً، ثم تختلف في تمددها جنوباً فيقول بعضها أنها تقف عند حدود مروي أو الخرطوم. وأقصى ما وصلت له المراجع جنوباً هي سنار، ولم يقل أحد أنها امتدت جنوبا أكثر من ذلك. ومعروف أن آثار الحضارة النوبية المكتشفة وصلت حتى سوبا، جنوب الخرطوم. هذا ما يجعلنا نقول إن الحضارة النوبية شملت مناطق شمال ووسط وشرق السودان، ولم تمتد جنوبا، كدولة أكثر من ذلك. ولا يمنع ذلك بالطبع من وجود حضارات سودانية متنوعة في مناطق أخرى من السودان، في الغرب والجنوب مثلا.
كل مواطن سوداني يملك إرث الحضارات السودانية العظيمة التي نشأت على ارض السودان، وله الحق فيها، ولا يستطيع احد منعه من الانتماء لها بأي شكل، والتعبير عنها. وعندما جعل الدكتور جون قرنق من كوش رمزاً لدولة السودان الجديد، كان يقصد تجذير رؤيته الوحدوية للسودان، ويؤكد انتماء فكرته لكل السودان وإيمانه بوحدة التاريخ والجغرافيا والمصير والمستقبل المشترك. ولهذا يبدو استخدام جون قرنق لرمزية كوش منطقياً ومفهوماً، كما قال الدكتور احمد عبد الرحمن في مقالته “أرفعوا أيديكم عن كوش!” التي نشرها بعدد من المواقع الاليكترونية.
لكن عندما يأتي شخص ليقول إن الحديث عن وطن واحد أورثه لنا الأجداد، أكذوبة، وأن كتشنر هو الذي أورثنا حدود السودان الحالية، وان الجنوب لم يكن جزءاً من السودان طوال تاريخه، ثم يستخدم اسم كوش كرمز لدولته الجديدة في الجنوب، فمن حقنا أن نندهش ونتعجب.
يبدو لي أن بعض من ينادون بالانفصال ويعملون من أجله، لا يستوعبون معناه ولا تأثيراته، أو يظنونه قرصة أذن أو لوي ذراع للشمال، ويستمر كل شيء على حاله. لقد ظللنا ندافع عن حق الناس في الاختيار، وحدة أو انفصالاً، وحقهم في التعبير عن أي من هذه الخيارات، وضرورة احترام الجميع لخيار شعب الجنوب بعد الاستفتاء. ويجب على أصحاب كل خيار أن يستوعبونه كاملا، وخيار الانفصال لن يتضمن كوش ولا مروي ولا بورتسودان ولا سنار ولا الفاشر، فهذه، طوعاً واختياراً انفصالياً ستصبح مُدناً أجنبية.
الاخبار
الاستاذ / فيصل
السلام عليكم
لدي تعليق بسيط هو اتركو الاخرين يحتفلوا ويفتخروا بحضارتنا طالما الحكومات والشعب السوداني علي مر العصور لم يأبه لهذه الحضارة ارجوك اتركهم فهي تفرح النوبيين في ظل سيطرة الثقافة العربية السودانية علي بقية الثقافات السودانية .
ولك مودتي وتقديري
يا حبيبي الثقافة العربية السودانية هي السائدة وحتى أبناء النوبة من الجيل الجديد صار ما يتكلم إلا عربي .. وأنتم لم تفعلوا هذه الحضارة بالوجه المطلوب حتى تكون سائدة ..
لاول مرة اشعر بالفخر و العزة لاحساسى باني كسودني املك حضارة اصيلة غير مستوردة و مشكوك انتمائى لهااصلا
جنوب السودان و احيائهم لاسم و حضارة كوش فخر للجميع و علمت ايضا ان كتيبة يوسف كوة في جبال النوبة كانت تسمى كتيبة كوش و هؤلاء هم اصل السودان و ما عداهم سودانيون و بس
يا المسمي نفسو سومي العسل حضارتنا غصبا عنك وعن العرب سائدة حتي الان الدليل شوف الاعراس السودانية هو في عرب بيعرفو الحنة والجرتق شوف اسماء المدن السودانية حتي اللجهة السودانية البتتكلم بيها في الكتير من اللغة النوبية العريقة ارجع كتاب العلامة عون الشريف قاسم كون انو يتكلم عربي ولا خلاف هذا لا يعني شئ غير انو وسيلة للتواصل . ولك مودتي واحترامي
يا سومي يا عسل
الحقيقة ما فهمت قصدك شنو من ( وانتم لم تفعلوا هذه الحضارة بالوجه المطلوب حتى تكون سائدة ) ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !
أرجو التوضيح إذا كان عندك موضوع .
والا حيا الله تعليق وبس ؟ ؟
ولك مودتي يا عسل . .