وداعا مصر .. التى كانت وطنا ثانيا

وداعا مصر .. التى كانت وطنا ثانيا

تاج السر حسين
[email][email protected][/email]

وداع مصر .. ومغادرتها قرار تأجل تنفيذه لأكثر من مرة لأسباب عديده منها عدم توفر تذكرة السفر للجهة التى حددتها، لكن لم يكن من بينها دافع شخصى أو (هروب) من واقع بلد يمر بظروف عصيبه ? سلمه منها الله – وحالة انفلات أمنى لم تحدث من قبل مهما حاول البعض اخفائها، وغياب (للمؤسسية) التى عرف بها هذا البلد وأعتبرت من أنصع مميزاته طيلة عهوده، وكان غياب تلك (المؤسسيه) السبب الرئيس فيما لحق بوطننا من تردى وتشظى وتفتت انتهى بأنفصال الجنوب ولا زالت المشاكل تتفاقم .. وكيف يهرب انسان من بلد عاش مع أهله ثورتهم فى كآفة مراحلها حتى والشرطه غائبه تماما عن شوارعها .. وفرح لهم بتلك الثورة أيما فرح، على الرغم من أن أثارها أنعكست سلبا على الأحوال الماديه والشخصيه التى كانت (مستوره) لا كما يفترى الكذب أزلام النظام وأرزقيته عن (المعارضين) الشرفاء ويدعون بأنهم يعيشون حياة هنية ويسكنون الفنادق ذات الخمسه نجوم وتمولهم جهات أجنبيه.
على العكس من ذلك تماما أعترف بأنى غادرت مصر وكاهلى مثقل (بدين)، وليس لى درع أو رمح أرتهنه للدائنين وأحمد الله انه ليس كبيرا، وأرجو أن أوفق فى سداده قريبا، فالمبادئ والقيم التى تربينا عليها تجعلنا زاهدين فى حقوق الآخرين ونسعى جاهدين لرد تلك الحقوق من منطلق أخلاقى وأنسانى قبل أن يكون دينى .. اضافة الى ذلك فنحن نعلم أن رب الكون يغفر للأنسان تقصيره فى واجباته لكنه لا يغفر فى حقوق الناس.
هكذا حالنا الذى أرتضيانه لا خنوع ولا ركوع لبشر ولا استسلام أو تنازل عن ثوابت .. والأمة السودانيه كلها تعلم كيف ينفق نظام الفساد (الأنقاذى) على ازلامه وأرزقيته من مدخرات الوطن ومن مال الشعب على حساب مرضى الفشل الكلوى والسرطانات، هذه الأمراض التى تفشى الآونه الأخيره بصوره لا توصف .. وكيف يمنحهم العملات الصعبه لكى يعودوا للسودان من رحله لا تزيد عن يومين ويقوموا (بفتل) تلك المبالغ ويحققوا منها مكاسب طائله، فى وقت يشكو فيه النظام من ندرة العملات الصعبه وتحولوا الى (متسولين) ، وهم من تسببوا فيما حدث بحماقتهم وعدائهم للجنوب السافر، بعد أن تسببوا من قبل فى انفصاله.
أما السبب الحقيقى فى مغادرتى (لمصر) بكلما فيها من جمال عشناه بين الكتب والندوات والمسرح وصحف اليوم الثانى التى تخرج من المطابع قبل منتصف الليل، وجو المقاهى خاصة ايام الثوره .. وبكل معاناة فى مقدمتها شعورى فى الوقت بالتحديد صعوبة خدمة (قضيتى) التى أوقفت لها نفسى تماما، وصارت همى اليومى بعد أن تخطيت الخمسين سنه من عمرى واصبحت بلا مطامع دنيويه أو طموحات شخصيه غير أن أرى وطنى فى المكانه السامقه التى يستحقها بين الأمم وهذا لن يتأتى الا (بتغيير واسقاط) هذا النظام الذى ترضى عنه (امريكا) وترعاه على غير ما يدعون، ومن يرى غير ذلك فهو اما لا يعرف ابجديات السياسه أو يسعى للتصالح مع نظام فاسد غير قابل للأصلاح ويعمل لأستنساخ اتفاقات ? لا تساوى قيمة الحبر الذى تكتب به- نقض النظام الكثير مثلها من قبل ولم يلتزم بها الا من أجل اطالة عمره و(نهب) خزانة الدوله لتصب فى جيوب الأزلام والأرزقيه والمنتفعين.
ولم لا ترضى عنهم امريكا وقد أصبحوا أفضل عملاء ومخبرين فى المنطقه يمدونها بالمعلومات الهامه عن (اخوانهم) المسلمين، معتدلين ومتطرفين من خلال ادعائهم الكاذب بأنهم يلتزمون الأسلام عقيدة وشريعه.
والقضيه الثانيه التى أوقفت لها نفسى هى المساهمه مع الآخرين – قدر الأستطاعه – فى بث الوعى وكشف الحقائق وتعرية النظام الفاسد المستبد لجيل اليوم والمستقبل من أجل احداث تحول ديمقراطى حقيقى ومن أجل أن تعيش هذه الأجيال داخل وطنها معززه مكرمه متساويه فى الحقوق والواجيات لا يميز بينهم دين أو عرق أو جهة أو ثقافة .. والا يرتهنوا ارادتهم الى جهله مجروحى ذات مصابين بالعقد النفسيه ينطبق عليهم الوصف الذى قاله احد عظماء السودان بأنهم (يفوقوا سوء الظن العريض).
وهاهى (مصر) تبدا فى دخول (النفق) المظلم الذى دخله السودان من قبل شبرا بشبر وذراعا بذراع، لكن النخب والمثقفين فيها لا يشعرون بهذا الخطر ويحسبون بأنهم ناجين من الطوفان.
وداعا مصر .. التى افارقها ولا أدرى هل يكون فراقا نهائيا أم ربما هنالك عوده وفى كل الأحوال الأمانه تقتضى أن أعترف بوجود كثير من الطيبين فيها، والمثل السودانى عندنا يقول (عشان عين تكرم الف عين) وأضيف اليه و(تنسى الكثير من المعاناة والشعور بالألم) .. لكنى فى ذات الوقت لا استطيع نسيان اكبر معاناة وأحزان عشتها فى مصر وكتمت الأحزان فى كبدى الا وهى (مذبحة) اللاجئين السودانيين فى ميدان مصطفى محمود صبيحة اليوم الأول من عام 2006.
لقد كان فعلا لا انسانيا بشعا، لا يمكن أن يوصف .. فقد اصبح حال اؤلئك الضحايا والناجين منهم كحال المستجير بالرمضاء من النار .. واجهوا الذل والمجاعه والتهميش والأضطهاد فى وطنهم فلاذوا بمصر كحال أخوة يوسف، لكنهم وجدوا القتل والسحل والضرب بلا هوادة .. وللأسف لا زال الجناة والقتله (طلقاء) لم يحاسبوا أو يعاقبوا بواسطة محكمه مصريه أو دوليه، ولذلك كان لا بد أن يكرروا نفس جريمتهم النكراء فى الشباب المصرى كما شاهدنا فى ميدان التحرير وأمام (ماسبيرو) وفى شارع (محمد محمود) .. فمن أمن العقاب أساء الأدب وكرر فعلته القبيحه فى أكثر من مره.
والنظام السودانى الفاسد الجبان مشارك فى هذه الجريمه وهذا العار، بعدم اعتراضه على ما حدث، ومصر كلها وقفت وقفة رجل واحد حينما وصلتهم اخبار مكذوبه تقول أن مواطنيهم تعرضوا للخطر يوم مباراة مصر والجزائر فى السودان.
أما الخبر الثانى الذى تأسفت له هو سماعى خلال مغادرتى لمصر لنبأ اعتقال الناشط السودانى الدارفورى (منعم سليمان)، والعمل على ترحيله للسودان أستجابة لطلب تآمرى من ازلام النظام الفاسد.
واذا حدث هذا تكون مصر فى عهد الثوره قد أرتكبت أكبر حماقه وأتت بفعل لم يحدث طيلة عصور مصر الحديثه حتى فى ظل اعتى الأنظمه الديكتاتوريه والشموليه .. حيث كانت مصر مؤئلا وملاذا لكآفة المعارضين سودانيين وغير سودانيين من اقصى اليمين واقصى اليسار.
و(منعم سليمان) أخ نحترمه ونقدره حتى لو اختلفنا معه فى بعض الأفكار، وهو يطرح افكاره كتابة أو قولا وعلى ثغره ابتسامه ودون أن يمارس عنف أو يدعو له، وكثير مما يقوله عن العنصريه فى المجتمع السودانى موجود وممارس فى الحياة اليوميه ويجرى على لسان المسوؤلين والبسطاء .. وأختلافنا مع (منعم) ليس فى هذا الجانب وأنما بسبب (تمييزه) اللا موضوعى بين ازلام النظام ابناء الوسط والشمال وبين رفاقهم ازلام النظام من أهل الهامش وخاصة ابناء (دارفور)، فهم عندنا جميعهم سواء وعند (منعم) اهل الهامش وابناء دارفور (مخدوعين) على الرغم من أن بعضهم من حملة درجة الماجستير والدكتوراة!!
على كل حال ادعو منظمات الأمم المتحده ومنظمات حقوق الأنسان أن تتحمل مسوؤلياتها وأن تقوم بواجبها وأن تمارس الدور المنوط بها بالضغط على الحكومه المصريه لعدم تنفيذ هذا القرار المعيب والذى سوف يسئ للعلاقات السودانيه المصريه بصورة أكبر من أى تصرف سلبى سابق، والأنظمه الى زوال والباقيه هى (الشعوب).
وداعا مصر .. التى كانت وطنا ثانيا ونخشى فى عصر (الأسلامويين) أن تضيق بأهلها ومواطنيها، فيبحثون عن اوطان ثانيه كحالنا.
آخر كلام:-
? قرأت خبرا يقول أن جماعة من (العلماء) بقيادة الأزهر أجتمعت وقررت منع الترويج للفكر (الشيعى) فى مصر .. والأزهر بناه الفاطميون!!
? وكيف يكون حال المسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى، اذا كان (الشيعه) سوف يعاملون على هذا الحال؟

تعليق واحد

  1. إطمئن ياأستاذ!!! فليست مصر وحدها فالزحف الإسلامي سيكتسح كل المنطقة بعد مصر وتونس وليبيا وفي الطريق سوريا والأردن واليمن ولن تجدوا ملجأ إلا أميركا أو إسرائيل التي نادي بعض مستوطنيها بحرق اللاجئين السودانيين.. بزمتك إنت كنت مضطهد في السودان.؟ جاتكم داهية.

  2. تذكر مصر والسودانيين في مصر يذكرونك بكل ماهو قبيح لقد كنت غريب الاطوار مع كل من
    عرفك في مصر انا لست اولهم ولكني منهم .. كنت تعادي كل من خالفك الراي وهذه اســـوا
    صفات المعارض .. كنت تكره وتشتم وتسب كل من يخالفك الراي وهذه ليست معارضة وانـــت
    للاسف فهمت المعارضة هكذا حتي كرهك كل من في مصر وغادرتها وانت اكثر المغادرين لهــا
    سيرة سيئة واسم يكفي ان تذكره فيقول الاخرون لاحولا ولاقوة .. رسائلك لكل من كنت تعاديهم
    بشراسة في ايميلاتهم كانت اسوا رسائل يمكن ان يكتبها انسان لاخيه مهما اختلف معه كنت
    سيئا في تعاملك مع الجميع الا القلة التي كانت تكره تصرفاتك ولكنها تتعامل معك لاغراض
    سيئة انت خير من يوصلها ..
    اسف جدا ان اكتب في سوداني هذا الكلام ولكنها الحقيقة ومن اذينهم بوجودك في مصـــر
    كثيرون لايمكن ان تدعي امامهم البطولة وانت تغادر مصر الي يوغندا وياريت تحاول ان
    تترك فيها سيرة غير التي تركتها في مصر ..
    مصر من دونك ستكون افضل مكان .. وارجو ان لاتكون فعلت فيها قبل مغادرتك مافعلته في
    الامارات ؟؟؟

  3. يا استاذ والله شىء مؤسف حقا ان يكون السودانى فى مصر مهدد من جميع الجهات وان يطلق الاخوة المصريين سراح الاخ منعم فورا من غير تاخير لان لو حدث للاخ منعم شىء الخوف على اخوننا ابناء النيل فى السودان من مصير محمد طه و اتمنى من الله عز وجل يفيق اخوتنا المصريين من نومهم الشديد المرة الجاية ميدان التحرير لكن ضد الانظمة التى تدعى الدين خدمة للمصالح الشخصية والمطامع والانانية وحب الذات الله يستر من تجربة السودان وحكم الاسلاميين بطريقة اجراميين وليس اسلاميين الله يستر على اخوننا المصريين من الجماعات الدينية بان لاتكون سيف مسلط على رقاب الاقباط والفقراء والغلابة وربنا يوفقك يا استاذ فى بلدك الماشى لية ورافقتك السلامة انشاء الله والى الامام والكفاح الثورى مستمر..

  4. الأستاذ / تاج السر حسين ، لا شك أن التغيير يبدأ من الداخل وليس من الخارج ، وقبلك مكث ما سمي بالتجمع الديمقراطبة قرابة الخمس عشرة عاماً بمصر ولم ينجزوا شيئا يذكر ، غير إذكاء أوار الحرب بين الحكومة والحركة الشعبية التي أدت في النهاية إلى توقيع إتفاقية نيفاشا ثم الإنفصال لاحقا ، وإن كانت الحكومة تتحمل وزر الإنفصال ، أيضاً المعارضة تتحمل جزءا غير قليل من هذا الوزر ، لأنها دعمت الحركة نكاية في الحكومة السودانية ، لذلك فمعارضة الحارج محكوم عليها بالفشل ، والتاريخ السوداني يزخر بهذه المعطيات ، ففي عهد الرئيس الراحل / نميري ، فشل الغزو الذي قادته ما سمي بالجبهة الوطنية آنذاك من ليبيا ، لذا أتمنى أن يكون قرار رحيلك من مصر إلى وطنك الأم السودان ، بدل العيش في الأماني والأحلام الكاذبة ، لأن التغيير يبدأ من الداخل ، وكم من معارضين عاشوا حياتهم خارج الوطن ويمنون أنفسهم بالتغيير ، ولكنهم في نهاية المطاف رجعوا داخل توابيت ، لذلك فلا داعي للبقاء في الخارج فمهما فعلت لن تغيّر شيئا من الخارج ، ففي النهاية الناس ينظرون إلى معارضي الخارج بشيء من الريبة ، حتى وإن أتوا بالتغيير المنشود وأفضل مثال على ذلك الحالة العراقية ، فالذين أتوا على ظهر الدبابات العراقية وساهموا في قتل شعبهم أصبحوا من المنبوذين في الشارع العراقي . . لذلك أرجو التفكير مليا ثم العودة إلى وطنك ، لأن الوطن في حاجة إلى أمثالك من الشرفاء . . .

  5. الشيعة يقولون إن القرآن محرف، ويسبون الصحاية وخاصة الشيخين ، ويطعنون حتى في زوجات النبي عليه الصﻻة و السﻻم. فهل تريد أن ينتشر مثل هذا الفكر؟

  6. سيسطر الاخوان المتأسلمين على مصر ..رضى الشعب ام ابا ,, وسيعيش المصريون اسواء ايام حياتهم
    وسوف يحن المصريون الى عهد مبارك بكل جبروته وبطشه .
    سيطرالاخوان على مجلسى الشعب والشورى وسيسطرون على الرئاسة ولن يتنازلو عنها مرة اخرى بأى ثمن وسيأتى زمان يلعن فيه الشعب المصرى ام ابو الثورة

  7. المعلقين باسم مروان وانس وابراهيم الكدرو طبعا الجماعة ديل فاكنهم ناس نافع على نافع على شرفاء السودان اصحاب الراى الحر امثال الاستاذ تاج السر وليس لهم هدف الا تشوية رموز المعارضة من كتاب واعلاميين واصلو ما ذكر على لسان هؤلاء المدعويين لايمكن ان يكون صحيح لاننا نعرف الاستاذ تاج السر المعروف بعفة اللسان ولايغشى فى الحق والعندو اى شىء شخصى احسن يحتفظ بية لنفسة لان الاستاذ دائما يكتب فى الشان العام والبساعد نظام الفساد والظلم والاستبداد يصبح ظالم ومستبد والشعب كره الانقاذ التى جائت عن طريق دبابه وظلمت وقتلت وشردت وما ذالت تمارس كل ما هو قبيح وتعمل ضد الشعب مع سبق الاصرار والترصد واذا نظرت الى المنفعة الشخصية تصبح انانى وجشع وقبيح..ارزقية النظام نرجو عدم التعقيب فى جريدة الراكوبة لان لكم جرايد وعندكم الاعلام الكاذب والمضلل.. بخصوص الرجوع للسودان اصبح جحيمالايطاق بسبب سياسات نظام الانقاذ والمؤتمر الوطنى الظالم..

  8. تصدفوا اني اولا قريت (مدخرات الوطن)قريته(مخدرات الوطن) ما عارف ليه..الحكايه كلها بقت مخدرات ومتفجرات.ربنا يستر..

  9. والله يا ابوسالف انت مافاهم الراجل دة وماتحكم علي الناس وانت لاتعرفهم زي صاحبك تاج
    السر لانني شخصيا لا اعرف نافع ولاغيره واقول رايي دون تملية من احد اما صاحبك تاج السر
    فهو معروف كيف ابعد من الامارات عن طريق الشرطة وهو يعرف الاسباب اكثر مني ولكنه نســي
    كل ذلك واتي الي القاهرة ناصحا ومصلحا وهو ليس كذلك ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..