أخبار السودان

الهوية التلفزيونية .. !

منى أبو زيد

«كفى يا شعر .. ماغادرت في التاريخ .. ماقصرت في التوبيخ .. شكراً لك .. لأنك حين قلت الحق كان القول مسجوعاً فأرقصهم .. ولما قلته بالنثر أربكهم .. وكم حاولت من مسلك .. فشكراً لك» .. عبد القادر الكتيابي ..!
٭ يوم أمس منحتنا قناة الخضراء الوليدة – التي أسست لانطلاقتها برؤية استراتيجية متكاملة لقضايا الأمة والهوية والثروة الإنسانية والزراعية والاقتصادية، والتراث القومي – لحظات سائغة من الجلال، قضيناها في رحاب الشاعر الفذ والإعلامي القدير «عبد القادر الكتيابي»، الذي تحدث فأجاد وأبدع وأفاد، في ندوة ثرة، شيقة، بعنوان (العمل الإبداعي بين الوظيفة المهنية وخصائص الإبداع) برعاية بنك النيل ومشاركة مجلس إدارته ..!
٭ تحدث «الكتيابي» عن أهمية الاختصاص ودور تقارير الأداء التي يكتبها المختصون في قرارات التعيين، وكيفية وصول إدارة الكيان الإعلامي إلى معادلة النجاح التي تجمع مختلف القوى الإبداعية من خلال تمحيص القدرات الذاتية وتطويرها، بتطبيق (نظرية فريق الكرة) تدريباً وتطويراً فمواكبة .. «كلما دربت من يستحق كلما قللت من صرفك المؤسسي» .. وهكذا ..!
٭ الندوة بموضوعها الرئيس ومداخلاتها القيمة كانت عصفاً ذهنياً منتجاً، وبداية موفقة تلزم المنهاج المهني اللازم لتدشين أي قناة تلفزيونية تطمح للقيام بفعل ثوري جديد يمسك بالمشهد الإعلامي الخامل من كتفيه ويهزها هزاً ليمنحه بعداً جديداً ..!
٭ اليوم وقد انحسر دور تلفزيون الدولة الرسمي في مضمار الهويَّة، وفي تقديم الصورة السياسية والاجتماعية والثقافية للبلد التي يحمل شعارها، كما ينبغي لها أن تكون حيناً، وكما تريد لها أجهزة الدولة أن تكون أحياناً .. كيف السبيل إلى نفض العدة الإعلامية القديمة وتصحيح المنهج ..؟!
٭ لا تزال أمزجة صناع القرار، وذائقة الفئات الشعبية المهيمنة ثقافياً، هي العائق الأكبر في نجاح إعلامنا المرئي في تقديم صورة منصفة للهوية القومية .. ولئن كانت الهويَّة التلفزيوينة للبلد تعني تقديم بانوراما اجتماعية لكافة شعبه فإن ذلك يعني – ببساطة – أن يعكس التلفزيون السوداني خصوصية وثراء الجغرافيا الثقافية والعرقية لذلك الشعب بكل إثنياته المترامية وثقافاتها المتباينة، فضلاً عن ثقافة الوسط والشمال التي ظلت التلفزة السودانية تمثلها كثيراً وطويلاً ..!
٭ لا يكفي أن يعكس الإعلام المرئي جانباً هزيلاً من هذا الثراء .. لا يكفي أن يظهر كل هذا في لمحات باهتة مقحمة في صور درامية شحيحة .. ولا يكفي – أيضاً – أن يقتصر التنوع على نوعية البرامج وحدها، بل ينبغي أن يشمل المذيعين ومقدمي البرامج أيضاً..!
٭ ما الذي يدفع القائمين على أمر قناة بعراقة الـ بي.بي.سي – مثلاً – إلى الجمع بين الملامح شرق الآسيوية والعربية والعرب أفريقية والهندية والأوربية في باقة مذيعيها سوى الحرص على تقديم صورة واقعية .. صادقة .. وصريحة تعكس التنوع العرقي والثقافي والاجتماعي في دولة بقيمة وقامة المملكة المتحدة ..؟!
لماذا يشعر المواطن السوداني الخام – غير المكرر بموجهات إعلامية – أن الواقع السياسي في جهة وأن التوجه الإعلامي لبرامج التلفزيون في جهة أخرى، بينما نبض الشارع في شغل شاغل عن كليهما؟! .. كيف يقبلك الآخر إذا لم يكن قبوله هو لسان برامجك؟!.. كيف يقبل أن تتحد أشواقه المستقبِلة بأشواقك المرسلة؟! .. كيف يقبل أن يكون مشاهدك وهمومه كانت وما تزال ضيفاً مقحماً على برامجك وأطروحاتك ..؟!
ولماذا كل ذلك التشبث المسكين بالهوية العربية البحتة في الإعلام المرئي في بلد عرب/إفريقي اسمه «السودان» .. على الرغم من تفرُّده الثقافي وخصوصيته الإثنية والجغرافية ..؟!
السؤال – من الآخر! – هل تقدِّم الفضائيات السودانية – اليوم – بانوراما صادقة لتنوع جذور وثقافات وتراث وشعوب هذا البلد ؟! .. قبل أن نطالب بتصحيح هويتنا التلفزيونية .. علينا أن نحسم – أولاً – أمر هويتنا الشعبية .. أليس كذلك ..؟!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. تصحيح:
    اذا كان بالضرورة اعطاء اسم مزدوج للهوية السودانية “المستلبة” فمن الموضوعي ان تقولي انها “افـروعربية” وليس “عرب افريقية” واظنك تعرفين السبب في ذلك

  2. استاذة مني ,,,, برافو عليك

    لقد أسمعتي إذ ناديت حيا ,,, ولكن لا حياة لمن تنادي

    نحن شعب خلوق , متعايش , متصالح مع نفسه ومع بعضه.

    مشكلتنا فيمن سرقواالحكم وصناعة القرار السياسي الذي يقرر في كل شئ.
    لو كان الحكم والقرار السياسي بيد الشعب لما عشعشت فيناهذه التشوهات المسيئة لمجتمعنا السوداني الجميل.

    كما أن المؤسسات والمشروعات في السودان لا تدار بمؤسسية ,بل بمزاج الأشخاص النافذين , لذلك لا تتوقعي خيرا من الحاج عطا المنان ورهطه.

  3. هناك اثنيات بعينها مسيطرة علي الاعلام في السودان ومن اقليم واحد وقبيلة محددة … وتشتهر هذه القبيلة بالعنصرية الوراثية التي تجري في دمائها اينما وجدوا تجد العنصرية … وهناك الرأسمألية الطفيلية من هؤلاء العنصريين هي التي تملك هذه قنوات الاعلام وتوجهاته …. وحينما قال الراحل جون قرن لابد من وجود سودان جديد ماقالها عن فراغ .. ونجد كل الهامش ينادي بهذه المفاهيم التي يكون فيها السودانيي متساويين وممثلين في كل شي وخصوصا الهوية الاعلامية والثقافية ليس تمثيل ديكوري كما نراه … السودان محتاج لتغيير جزري وبناء هوية جديدة منية علي التعدد … وفقكي الله صاحبة المقال في قول الحق

  4. نفسي اشوف مذيعة من دارفور او كردفان او النيل الابيض او اي مذيعة لونها ابنوسي غير مفسوخ ومثقفة وجميلة واكيد لو مافسخت بتكون جميلة تطل عبر شاشاتنا ممكن تلاقي واحدة من المناطق دي لكن بكون لونها اشبه بالطباشير او لون القريب فروت وتعطش الجيم اما ملامحها الافريقية بعد الفسخ تجعلها اقرب الي الكوريات الفيتناميات او الفلبينيات
    وهي الهبلة تكون فاكرة نفسها نالت الهوية العربية كاملة واصبحت تشبه حليمة بولند او مذيعات الجزيرة لكن تعمل شنو المخرج والمنتج عايزين كده
    اما الشماليات فتلاقي الواحدة بعد الفسخ بقت زي المهرج

  5. كل الاحزاب السودانية عنصرية وديكتاتورية والاعلام عنصرى ويعكس ثقافة منطقة واحدة وشوايقة والبلاد متضايقة
    لعن الله الانقاذ ولعن الله البشير

  6. لو كنا من زمان قبل إنفصال الجنوب خصصنا يوم(الأحد)فقط لذات البرامج البنشوفها اليوم في قناة جنوب السودان SSTV بوجوهها الأبنوسية التي كانت محرومة من الظهور في الإعلام قبل الإنفصال،هذا طبعاً مع الإبقاء على يوم(الجمعة)كالعادة لخطبة الشيخ الكاروري تارة وخطبة الدكتور عصام البشير تارة أخرى،لو حدث هذا من زمان،لما إنفصل جنوب السودان ولما بقيت مشكلة المنطقتين بلا حل حتى الآن.ولبقية السودان باقي أيام الأسبوع كله.وياحبذا لو كان يوم(السبت)يوما مخصصاً للحضارة النوبة من جبل البركل إلى جبال النوبة.

  7. دائما نحن السودانيون فالحين في التنظير و الاجتماعات و الندوات و المهرجانات و و و , و عندما يأتي وقت العمل صفر علي الشمال BIG ZERO
    انا اراهن بان هذه القناة لن تقدم اي جديد غير انها ستكون تكرارا لما سبق منم اخواتها من زرقاء و حمراء و صفراء…

    أما يا استاذة بخصوص الهوية و التمثيل الثقافي ليس بالضرورة ان تكون الاجهزة الاعلامية محفل لجمع كل هذه الثقافات و اري انو التفكير بهذه الطريقة هو اساس المشكلة و يزيد الطين بلة بل هنالك دائما في كل بلد ثقافة جامعة يجتمع عليها كل الناس من غير تحديد هذا شمالي او جنوبي او من الغرب
    و شكرا

  8. عندما كانت القناة واحدة كانت الفائدة أعم وأفيد. المزاج الشعبي العام ليس مسئولاً عن ما تبثه قنواتنا الفضائية من غثاء…… قرأت ذات مرة على الديلي ميل أن البي بي سي عينت مذيع نشرة جوية باكستاني أو هندي – لا أتذكر على وجه الدقة- العرق للمحافظة على التوازن الأثني داخل هذه المؤسسة العريقة…. القولبة والتنميط المسبق هي آفتنا وآفة كل القنوات العربية…. فمن الذي حدد أن اللون الأبيض هو الأنسب للشاة البلورية؟ ولماذا تحرص المذيعات على تبييض بشرتهن؟ ثم لماذا يكون أصلاً عدد المذيعات الإناث أكثر من المذيعين الذكور؟ ولماذا تحصر كل قنواتنا الفضائية نفسها في استضافة عدد محدد ومعروف من المبدعين في شتي المجالات دون غيرهم حتى يمكنني أنا شخصياً توقع من يكون ضيفاً في القناة المعنية دون أن أفتحها؟ ولماذا الإصرار على الغناء على كافة قنواتنا؟ وهل إبراز المخزون الثقافي لاثنية محددة يعني التركيز على الأغاني الشعبية فقط لتلك الأثنية؟ هناك تجارب عديدة في دول لها موروث ثقافي متعدد مشابه للسودان كالمغرب مثلاً يجب أن نتحذي به. فالمغرب اعترفت باللغة الأمازيغية وأفردت لهم قنوات خاصة، ولم يؤثر ذلك على النسيج الاجتماعي لتلك الدولة بل على العكس، ساعد في إفراغ شحنات الغضب التي كانت تعتمر في صدور الأمازيغيين.
    العنصرية التي تركز توظيف أبناء وبنات الشمال والوسط ومن أثنيات محددة وأبناء النخب من تلك الجهات المحددة ليس مقصورة فقط على الإعلام، بل أنها تظهر وبكثرة في تعيينات وزارة الخارجية، وفي الشرطة والجيش، وفي كل منحى من مناحي حياتنا….

    كنت قبل قليل أتناقش مع جيولوجي فلسطيني عن أهمية السودان الاستراتيجية لدول الخليج وهي الأهمية التي لم يلق إليها أهل الخليج بالاً رغم تأكيدنا المستمر لأنفسنا بأننا عرب، فختمت قولي له بأننا يجب أن نكون بل من الأفضل لنا أن نكون أفارقة، فعلى الأقل سوف نبعد أنفسنا من هذا المحيط الدموي الذي لا يعترف بالآخر.

  9. عندما كانت القناة واحدة كانت الفائدة أعم وأفيد. المزاج الشعبي العام ليس مسئولاً عن ما تبثه قنواتنا الفضائية من غثاء…… قرأت ذات مرة على الديلي ميل أن البي بي سي عينت مذيع نشرة جوية باكستاني أو هندي – لا أتذكر على وجه الدقة- العرق للمحافظة على التوازن الأثني داخل هذه المؤسسة العريقة…. القولبة والتنميط المسبق هي آفتنا وآفة كل القنوات العربية…. فمن الذي حدد أن اللون الأبيض هو الأنسب للشاة البلورية؟ ولماذا تحرص المذيعات على تبييض بشرتهن؟ ثم لماذا يكون أصلاً عدد المذيعات الإناث أكثر من المذيعين الذكور؟ ولماذا تحصر كل قنواتنا الفضائية نفسها في استضافة عدد محدد ومعروف من المبدعين في شتي المجالات دون غيرهم حتى يمكنني أنا شخصياً توقع من يكون ضيفاً في القناة المعنية دون أن أفتحها؟ ولماذا الإصرار على الغناء على كافة قنواتنا؟ وهل إبراز المخزون الثقافي لاثنية محددة يعني التركيز على الأغاني الشعبية فقط لتلك الأثنية؟ هناك تجارب عديدة في دول لها موروث ثقافي متعدد مشابه للسودان كالمغرب مثلاً يجب أن نتحذي به. فالمغرب اعترفت باللغة الأمازيغية وأفردت لهم قنوات خاصة، ولم يؤثر ذلك على النسيج الاجتماعي لتلك الدولة بل على العكس، ساعد في إفراغ شحنات الغضب التي كانت تعتمل في صدور الأمازيغيين.
    العنصرية التي تركز توظيف أبناء وبنات الشمال والوسط ومن أثنيات محددة وأبناء النخب من تلك الجهات المحددة ليس مقصورة فقط على الإعلام، بل أنها تظهر وبكثرة في تعيينات وزارة الخارجية، وفي الشرطة والجيش، وفي كل منحى من مناحي حياتنا….

    كنت قبل قليل أتناقش مع جيولوجي فلسطيني عن أهمية السودان الاستراتيجية لدول الخليج وهي الأهمية التي لم يلق إليها أهل الخليج بالاً رغم تأكيدنا المستمر لأنفسنا بأننا عرب، فختمت قولي له بأننا يجب أن نكون بل من الأفضل لنا أن نكون أفارقة، فعلى الأقل سوف نبعد أنفسنا من هذا المحيط الدموي الذي لا يعترف بالآخر.

  10. اتفق مع من ذكر ان التنوع الثقافي مهم .. اننا نلهث وراء العروبة ذلك صحيح .. لكن التلميح وزرع الفتن بين ابناء الوطن الواحد يعتبر من اشد الاسباب التي تودي لهلاك الامم..
    نعم هناك تفرقة عنصرية تاججهها احزاب وليس قبائل .. وعلينا نحن كسودانين البعد من اشعال نار الفتنة ..
    لقد عانى الشمال واهل الشمال اكثر مما عانى اهل دارفور وغيرهم من المناطق التي تتدعي التهميش .. اهل الشمال ليس بهم من يدير امور السودان
    السودان يدار بسياسيين لهم اجندتهم ومصالحهم الخاصة وليست القبلية ..
    نحن شعب السودان شعب مكون من عدة موروثات ثقافية منصهرة في انسان السودان ونحن لسنا عرب او افارقة ..
    نحن سودانيين وكفى ..نفتخر بكل الواننا وقبائلنا ومورثنا الثقافي

  11. المشكلة اننا لانعرف الان اي اعلام في هذه البلاد التلفزيون القومي اشبه بعجوز عقيم ومذيعات جار عليهم الزمان عجايز كريمات والنيل الازرق مصيبة صبغة الوجه يعنى المذيعه اشبه بالمهرج والثقافة زيرو اما الاذاعة القومية فهي حقا العجوز العقيم اتخيل عشرين شخص شغالين في فترة ساعة بينفذو برنامج وزوجة المدير السابق السيد صلاح الدين الفاضل ونايله العمرابي فقط تعد مفكرة الصباح وكأن المفكرة ماده تحتاج الى اعداد فقط عليها اخر الشهر استلام مبلغ من المال وقدره 2مليون ارجو ان تبعد هذه الجيوش الجرارة عن الاعلام

  12. العمة منى ما عندها من افكارها بل تتحدث دائما وابداً عن اشخاص ومواضيع لا نستفيد منها شيئاً، فقط خسارة راتب يصرف على مثل منى وهذا هو السودان اليوم الذي اطلق كل من هب ودب لكتابنا. ارحمونا يرحمكم الله.

  13. شكرا أستاذة منى كفيت ووفيت. هكذا يجب أن تكون الشجاعة في تناول المواضيع. لو أردنا لهذا البلد أن يستقر يجب أن يكون التنوع الذي يكونه حاضرا في الإعلام والخدمة المدنية والقوات النظامية حضورا حقيقيا لا ديكوريا.

  14. لا استطيع متابعة اى قناةسودانيه مهما بذلت من مجهودلكننى كنت معجب جدا بسعد الدين حسن ونسرين النمر فقط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..