أخبار السودان

منهج التدمير .!

شمائل النور

خلال عام واحد فقط أو أقل، رشح كم هائل من المعلومات والتقارير التي تُشير وتُنبه لحجم الكارثة التي يرقد عليها القطاع الصحي في السودان أجمع، وتجاوز الأمر الوضع الدوائي بالبلاد أو تجويد الخدمة العلاجية والطبية المُقدمة ليصل مرحلة أن يعود مرض الملاريا بقوتها ذاتها في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينيات..قبل أقل من شهرين، أصدرت وزارة الصحة تقريرا نصف سنوي كشف عن إصابة أكثر من 63 ألف شخص بالملاريا خلال نصف العام الحالي، التقرير أقر بزيادة معدل الإصابة بالملاريا، و نقل تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تقول إن 75% من سكان السودان معرضون للإصابة بالملاريا، وهذه انتكاسة غير مشهودة في قطاع الصحة بالسودان.
نقلت صحيفة “الجريدة” خبر وفاة رضيع بإحدى مستشفيات العاصمة الخرطوم نتيجة لنقص الأوكسجين..حوادث نقص الأوكسجين ليست جديدة في مستشفيات العاصمة وغيرها.. عام 2012م كانت هنالك حادثة شهيرة.. وفاة ثلاثة مواطنين بسبب نقص الأوكسجين، إدارة المستشفى شكلت لجنة تحقيق في الحادثة، جاءت النتائج مذهلة، اللجنة قالت في تقريرها أن المريض الأول لم ينقطع عنه الأوكسجين حتى مات، وكذلك الثاني، أما الثالث فقد بدأ الأوكسجين في الانخفاض لكنه لم ينقطع، لكن عضوا لجنة التحقيق تلك، تفاجآ بأن تعديلا طرأ في التقرير بعد أن وقعا عليه.. هذا نموذج فقط للموت المجاني وعدم المحاسبة ، بل وإعمال التضليل.
أما الحديث عن الفوضى الممنهجة التي طالت كل شيء في الصحة، فهذه وحدها كفيلة بالمطالبة بالرحيل الجماعي..حماية المستهلك تحدثت قبل أيام عن إقبال (200) عيادات شعبية على خلط “الفياجرا” و المنشطات في التركيبات العشبية التي تُباع للمواطنين دون رقيب ولا حسيب، فتراخيص هذه العيادة بحسب حماية المستهلك تُستخرج من المحليات وليس من وزارة الصحة.. ثم وزارة الصحة لم تعد تجد حرجاً في الحديث المتواصل عن تراجع الأمن الدوائي، حيث تجتاح البلاد أرقام مهولة من الأدوية المغشوشة.. في يونيو الماضي قالت الوزارة إن 80% من الأدوية المتوفرة في المؤسسات الصحية ?مغشوشة? وتدخل عن طريق التهريب.. بالمقابل أعلنت الوزارة عن نقص في الخدمة الدوائية وصل نسبة 76% ،ولهذا السبب يلجأ المواطن إلى الدواء غير الآمن.
ما بلغته الصحة من تردٍّ وفوضى هو انعكاس شفاف للتردي الذي عمّ كل القطاعات، و تبقى مرآة تقدم الشعوب هي الصحة والتعليم وهذان المجالان تحديداً تعرضا لتدمير فاق قدرات البشر العادية.. ما حدث في الصحة والتعليم حقاً هو الدمار المذهل.

التيار

تعليق واحد

  1. ربنا يخليك و نحن الذين ولجنا الخدمات الصحية فى الثمانينات و انبهرنا برغم تواضعها فى ذلك الزمان و نظرنا لمدرائنا الذين سوف نتدرب و نسير على دربهم حتى نصل مراتبهم و نبدع فى تقديم الخدمة و بعد ال90 انقلب الاوضاع و اصبح المدير هو الصغير و الكبير هو المروؤسو و وضعنا ال5 فى ال2 و لا نعلم ما هو فائدة تعيين سياسي لصبى صغير لا يعلم عن الخبرة حتى اعطاء الحقنة دعك من تقديم خدمة متكاملة و كل يوم نتضرع الى الله ان نأخذ وضعنا الطبيعى لتمكين المواطن من اخذ خدماته بصورة مشرفة و يقف هؤلاء الصبية امام طموحاتنا حتى اصبحنا نخاف على انفسنا لو احتجنا الى خدمة فى لحظة فحتما سنموت حسرة على بقائنا قابضين على الجمر دون هجرتنا

  2. والله قصة عجيبة وبن وزير الصحة والوزراء الولائين السودانى يموت امامكم وانتوا تتفرجوا

  3. لا بد من حصول دمار إذا كان جميع الكيزان يصرفون حوافز بالمليارات و لا يهمهم المريض أو الطالب الجائع … كلكم تعرفون مئات الأمثلة و تتذكرون مثلا حافز تصحيح الشهادة السودانية للوزير (المرحوم معتصم) و الذي كان 130 مليون جنيه في حين أن هناك آلاف من الطلاب في العاصمة ناهيك عن الأقاليم يجلسون على الأرض لعدم وجود مقاعد و بررت زوجته الرابعة (الفحل كغيره رباعي الدفع)الأمر بأنه ينفقها في سبيل الله … و كله لله ، الله أكبر و ولاء لغير الله ، و في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء و … فلترق منا الدماء و لترق منهم دماء و لترق كل الدماء … تفو على الحرامية الاكلو قروشنا و أصابونا بالسرطانات و الفشل الكلوي و السل و الأنيميا و الملاريا و الكبد الوبائي و ملونا كضوبات و غم ..

  4. هذه هي نتيجة سياسة التمكين ومنهج تعين الولاء قبل الكفاء وبرنامج الصالح العام … الكيزان وعمر البشير شخصياً قد يعالجوا اولادهم واهلهم في الوقت الحاضر خارج السودان بس هم نسوا وتناسوا أن دوام الحال من المحال غداً ستنقلب الأيه ويعودوا هم واهليهم إلي مكانتهم الطبيعيه وسط الشعب الغلبان دا إذا ما سقطوا واصبحوا في وضع أسواء واصعب من وضع الشعب الغلبان لان جلهم مستجدي نعمه وما تعبوا في جني المال كما ينبغي لذلك هم غير مدركين لي قيمة وحجم المسئوليه… عندها سيعاني ابنائهم واحفادهم لانهم سيحملون تبعات ما عمله أبائهم لان الشعب السوداني لاينسي وسيظل يتذكر كيف ضيع البشير ومن معه وطن أسمه السودان … ويقارن بي عبود ونميري بالرغم أنهم عساكر وحكمهم ديكتاتوري لكن كانوا في روحهم نظاف وعفيفي اليد واللسان الله يرحمهم … لا مزرعه في الباقير ولا بيت في كافوري ولا شقه في النصر ولا بيت في الطايف من زول ساكن كوبر هو وخوانه كلهم في بيت واحد… وبعد دا يقولوا البشير نظيف

  5. الأشباح لاتسكن إلا في الخرابات والخرابات تكون نتيجة للتدمير إذن التدمير هو سياسة أو لنقل(مشروع حضاري) لتظل الأشباح جاسمة على صدر الشعب السوداني وتطول فترة بقائهاطالما هذه الأشباح لاتتأثر بالتدمير فأبسط شئ أنهاإذا مرضت سافرت إلى تركيا وألمانيا للعلاج.

  6. وزير الصحه القومى كان امير حرب قبل استوزاره ووزير صحة ولاية الخرطوم التى يوجد بها معظم مستشفيات البلد هو مستثمر لا يهمه الا جمع المال . من هنا لا تسأل عن سبب التردى والتدمير ، اما رئيسنا حماه الله فهو معزول عن شعبه لا يدرى عنه شئ ولا يريد ان يشغل نفسه العظيمه بتوافه طلباتهم !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..