على ” حزب البشير ” صاحب الأغلبية الساحقة أن يكون مستعدا لمزيد من الأصوات الأخرى “ورقة بيضاء”.. وخطوط حمراء

الخرطوم ? حسن محمد على
بلاشك لو كنتم أمس في البرلمان لتغيرت الصورة الذهنية التي تضعونها لهذه المؤسسة التشريعية الأولى في البلاد، ولو في نطاق ضيق يتعلق بحرية التعبير فيها، وستتجاوزون بشكل سريع كتلتها الغالبة المكونة من حزب واحد وصوت واحد وغضب واحد، وفي ساعة صفر محددة ارتفع صوت النواب “الغالبية” بالصراخ في وجه زميلهم “أحمد الطيب المكابرابي” الذي ينتمي للاتحادي الديمقراطي الأصل وهو يوجه هجوما على خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الذي ألقاه في المجلس قبل يومين، ويقفز بزانة الهجوم لزملائه الأعضاء.
ولكي أحيطم علما بما قاله “المكابرابي”، سأحيلكم لبعض الحيثيات المهمة، أولاها بالطبع المفاجآت التي أحدثها دخول نواب مستقلين للبرلمان وكذلك تسلل أمثال المكابرابي لبيوت طاعة حزبية تستغرب حديثه وتستهجن الاقتراب من القلاع الحصينة.
لامس المكابرابي في حديثه أوتارا قليلا ما استثارت فضول النواب أو بالأحرى هي في مكان الخطوط الحمراء الملاصقة لمقاعدهم البرلمانية، ووسم خطاب الرئيس بالمخيب للآمال لعدم شموله على رسائل كان يعتقد كبرلماني أنها تطمن الشعب عن الأحوال التي تعايشها البلاد، فيما رأى أنه أخطأ في الحديث عن الحوار بعدم جاهزية تنقلها كاميرات الواقع الدائر في قاعة الصداقة بضعف وهزال المشاركين. أرسل نائب إحدى دوائر نهر النيل حمما بركانية على زملائه في المجلس الذين استبقوا حديثه بمدح الخطاب ووصفهم بـ(مصدري الغزل البرلماني)، وجاءت لحظة للمكابرابي جزم فيها بأن النواب بحالهم الراهن (لو طرح عليهم خطاب الرئيس في ورقة بيضاء لامتدحوها)..
لا يبدو المكابرابي وحده من سيقلق ويعيد الجدل في البرلمان وعلى حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الساحقة في البرلمان أن يكون مستعدا لمزيد من الأصوات الأخرى، وعلى طريقته أيضا سار العضو المعروف أبو القاسم برطم وهو يصف خطاب الرئيس بأنه لم يحمل جديدا، وبصيغة مخففة من تلك التي حملتها اتهامات المكابرابي تساءل برطم عن قدرة البرلمان على تحقيق عملية رقابية لصيقة لخطط الحكومة..
لكن سرعان ما تبدى ضيق صدر نواب المؤتمر الوطني في البرلمان أمام هذا المحك شبه الديمقراطي، ورغم أن ضوابط المجلس تمنع مقاطعة النواب أثناء حديثهم إلا أن المكابرابي وجد معارضة صريحة وفورية من قبل كتلة المؤتمر الوطني، ولم يدخر قيادي بارز في الحزب وعضو بالمجلس أن يعبر عن ثورة المكابرابي ويقلل منها وهو يناقشني بالقول: “لو ما فضينا ليهو الدائرة ما كان جا المجلس ذاتو”، ويحدثكم أيضا البرلماني برطم بأن النواب المستقلين طالما حاول الحزب الحاكم أن يستميلهم لخطه ويحاول أن يستدرجهم من موقفهم المستقل والمحايد أمام القضايا التي يناقشها المجلس
اليوم التالي
* يا اخى, “الكيزان” لم يلتفتوا لراى الشعب السودانى كله و هو صاحب الحق..و لا ما يقوله المجتمع الدولى باكمله..و لا يعيرون التفاتا لما يهرطق به بعض “عضويتهم” نفسها!!..فلماذا تردد ترهاتهم: “المكابرابى قال!..برطم قال!..اعضاء البرلمان قالو!”
* هو البرلمان ذاتو الاختاره منو, و الجابو منو!!..اهو وراك: “فضوا ليه الدائره”!.
* قوادين يا اخى, فى البرلمان و فى خارجه!..وفى احزاب الفكه!.. و فى الاعلام!..و فى كل مكان, و العياذ بالله..
هذا الجسم الموجود وما يسمى برلمان غير دستوري ؟