الصحافة الإلكترونية.. تفوق سريع على الإصدارات الورقية… رؤية مختصين

الخرطوم – نسيبة محجوب
يعد كرسي اليونسكو للمرأة في العلوم والتكنولوجيا واحداً من ستة كراسي في السودان، تهدف إلى بناء القدرات في المجالات المختلفة، والتي تعزز بدورها خدمة المجتمع من خلال المشروعات والبحوث في مجال المرأة في العلوم والتكنولوجيا.
ولتحقيق تلك الأهداف عقدت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وكرسي اليونسكو للمرأة ورشة عمل بعنوان (المرأة والإعلام العلمي) تحت شعار (نحو صحافة علمية متميزة).
تمكين المرأة
وفي السياق أشار دكتور راشد أحمد حسين مدير جامعة السودان إلى دور الإعلام كسلطة رابعة تبنى عليه سياسات كثير من الدول، لافتا إلى أهمية تلك الدورة من خلال الأوراق المقدمة، والتي تمنى أن تكون من الركائز الأساسية في تقديم مادة علمية تساهم في تقدم الصحافة في المجالات العلمية المختلفة.
من جهتها أوضحت دكتورة الشفاء عبد القادر مدير كرسي اليونسكو للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، أن الكرسي هو أحد المراكز البحثية التي تقيمها لجنة التربية والثقافة والعلوم، والذي تأسس في العام (2003) بعقد شراكة بين الجامعة ومنظمة اليونسكو، بغرض الارتقاء بالمرأة وتمكينها علمياً وتكنولوجياً واقتصادياً واجتماعياً، بجانب دعم بحوث ودراسات المرأة.
انفتاح إعلامي
من جانبه قال دكتور سيف الدين حسن العوض نائب عميد كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية، إن من أهم معوقات الصحافة العلمية ضعف تأهيل الصحفي العلمي، فضلاً عن غياب الرؤية لدى الصحافة والصحافيين بأهمية الإعلام العلمي، والذي يحظى باهتمام وعناية كبيرة، لاسيما بعد التطورات المتسارعة التي شهدها ميدان العلم والمعرفة والتكنولوجيا، في النصف الثاني من القرن الثامن عشر خاصة في مجالات التقنية، وعد د. سيف الإعلام العلمي من أنواع الإعلام المتخصصة التي أصبح الطلب عليها ملحاً في ظل الانفتاح الإعلامي بجانب التفاعلية وثورة المعلومات الكونية، مما يوجب على الإعلامي المحترف تقديم خدمة جليلة وبطريقة فعالة وممتعة، لتعزيز القاعدة المعرفية العلمية، وبناء مجتمع تتوفر فيه شروط الحياة الاجتماعية وغيرها.
وفي ذات المنحى لفت د. يوسف عثمان يوسف نائب عميد كلية علوم الاتصال جامعة السودان، إلى الخصائص التي ميزت الصحافة الإلكترونية وجعلت منها وسيلة واسعة الانتشار، لتجاوزها كثيرا من الحواجز والعقبات التي كبلت أغلب وسائل الاتصال، ومكنتها من منافسة الصحف الورقية بكل شراسة، لسهولة التعامل معها وتناسبها مع مختلف الأغراض.
ثقافة لغوية وفهم صحيح
وأشار دكتور صالح موسى على موسى رئيس قسم الصحافة ومنسق إدارة الجوده والنشر بكلية علوم الاتصال إلى النقلة التي تشهدها الصحافة العلمية المتخصصة، من خلال ظهور بعض المشروعات والخطط البحثية الجديدة، وعقد المؤتمرات العلمية الدولية في المجالات الحديثة، وأضاف: تمثل الصحافة العلمية حلقة الوصل بين القراء والعلماء المتخصصين الذين يغلب على كتاباتهم الطابع الحسابي شديد الدقة والتعقيد، والتي تحتم على الصحافي التوافر على الثقافة اللغوية العالية بجانب الالتزام بالدقة والفهم الصحيح للموضوعات العلمية، مع مراعاة التخصصات العلمية الدقيقة وأخذها من مصادرها، حتى يتمكن من توصيل المعلومة للقارئ كما يجب.
تناول مبسط
من جهته أشار بروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم إلى دور الإعلام الريادي في عملية التنمية والبناء والقدرة على صنع جيل متسلح ومحب للعلم والمعرفة، ودعا إلى الاهتمام بالإعلام العلمي كوعاء من أوعية البحث العلمي، كي يسهم في حل ومواجهة كثير من المشكلات، فضلاً عن مقدرته على الإبداع والابتكار التقني في مجالات الحياة الإنسانية، لاسيما دوره في نشر الثقافة العلمية عن طريق متخصصين لديهم القدرة على التناول الإعلامي المبسط، بجانب جمهور على درجة كبيرة من الوعي وله الرغبة في المعرفة والتطور، ولفت من خلال طرحه إلى غياب الصحافة والمجلات العلمية والبحوث من واقع الإعلام العلمي بالسودان، فضلاً عن تراجع البرامج العلمية في جهازي الإذاعة والتلفزيون، وأوصى بدر الدين في ختام حديثه بإنشاء إذاعات خاصة بالتعليم لإنتاج برامج تساهم في نشر الثقافة العلمية، ونبه إلى أهمية التعاون بين العلماء والإعلاميين، ويرى أن إنجاح الإعلام العلمي يتوقف على وضع الخطط والاستراتيجيات بالتعاون مع المؤسسات من خلال الرعاية والدعم المادي.
افتقار للتجارب
وسردت د. نهى حسب الرسول أحمد رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية علوم الاتصال، في ورقتها (الصحافة العلمية والمرأة في السودان)، تاريخ الصحافة العلمية في السودان، ومسيرة المرأة في الصحافة السودانية ودورها الرائد في إصدار عدد من المجلات النسوية رغم تغيبها لفترة عن التعليم، وقالت: مع هذا العطاء مازالت وسائل الإعلام تهمل الدور المزدوج الذي تقوم به المرأة في العصر الحديث، ولفتت د. نهى إلى نماذج من البرامج الإذاعية والتلفزيونية الناجحة التي وجدت قبولاً كبيراً من الجماهير، بجانب بعض الإصدارات كـ(المجلة الزراعية والطبية والبيطرية)، ومن ناحيتها أرجعت العقبات التي تواجه الصحافة العلمية في السودان، مقارنة مع مثيلاتها على مستوى العالم، إلى الافتقار للتجارب الإعلامية العلمية، لاسيما عدم وجود قنوات متخصصة، لتقديم مادة علمية تواكب التطور، فضلا عن فقد الروئ الواضحة التي تؤسس لصحافة علمية مبنية على التدريب وتأهيل الكوادر.
تدريب وتأهيل
وأوصت الورشة في خاتمتها إلى ضرورة استقطاب وتدريب الصحفي المتخصص من الكليات العلمية، بجانب السعي في تعميق الفهم العلمي، ودعت المؤسسات الإعلامية إلى مواكبة التطور العلمي، لاسيما الاهتمام بقضايا المرأة الريفية، فضلاً عن ضرورة تخصيص ميزانية للتدريب والتأهيل
اليوم التالي