منتخب السودان للمحليين يسعى لكسر حاجز تصفيات “الشان” امام اوغندا

كووورة – بدر الدين بخيت
تبدو مهمة الجيل الحالي من لاعبي منتخب السودان للمحلييم لكرة القدم، وعراب المنتخب السوداني وصانع إنتفاضته قبل نحو 15 سنة أحمد بابكر، صعبة وهم يواجهون نظيرهم الأوغندي الأحد بإستاد حليم / شداد بالعاصمة السودانية الخرطوم، في مباراة العودة بين الجانبين بتصفيات المرحلة الآخيرة المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين “الشان”.
وتكمن الصعوبة في أن منتخب السودان لم يتأهل ومنذ بداية مشاركته في هذه البطولة الوليدة أن لنهائياتها عبر التصفيات، وكان الإستثناء لظهور السودان في نهائيات البطولة هو تنظيم النسخة الثانية من البطولة في عام 2011.
ودون ذلك فإن سجل منتخب صقور الجديان في البطولة من خلال مشاركته في التصفيات، يبدو بائسا ومريرا على الجماهير، التي شاهدته يسقط بالسودان مرتين في مباريات العودة من تصفيات المرحلة الآخيرة، الأولى أمام المنتخب التنزاني في العام 2009، حي خسر الذهاب بدار السلام 1-3، وتعادل في في أم درمان 1-1، أما الفشل الثاني فكان أمام المنتخب البورندي المغمور في نهاية العام 2013، الذي تعادل معه السودان بعاصمته بوجمبورا 1-1، ولكنه خسر منه بركلات الترجيح بإستاد المريخ بأم درمان.
ولتجنب وقوع الخيبة الثالثة ببطولة “الشان” الأفريقية، واجه المستشار الفني لمنتخب السودان أحمد بابكر لاعبيه بعد نهاية مباراة الذهاب والتي خسرها المنتخب بكمبالا صفر-2، وطالبهم بأنه لن يقبل بأي إنتكاسة في مباراة العودة بالخرطوم، وأن أي لاعب لديه اي عذر لعدم خوض مباراة العودة فليذكره فورا قبل العودة إلى السودان، ومن هناك بدأ التحدي وشحن اللاعبين لمباراة الأحد.
بيد أن أكبر تحدي يواجه منتخب السودان قبل مباراة الأحد الحاسمة، هي الظروف المعقدة المحيطة بالمنتخب نفسه، والتي قد تؤر بشكل كبير على مردوده الفني وقد تكون في مصلحة المنتخب الأوغندي، الذي سيخوض المباراة وهو مرتاح بدون اي ضغط نفسي أو جماهيري.
فالمنتخب السوداني عانى من فقدان قوة فنية كبيرة ومؤثرة، تمثلت في فقدان لاعبي المريخ الستة الذين وقع عليهم الإختيار لخوض المباراتين، ففي المباراة الأولى تسببت إدارة المنتخب بإعترافها في مواجهة المدرب بابكر مع لاعبي المريخ، بأنها السبب في عدم تبليغ لاعبي المريخ بمكان وزمان التدريب الأول للمنتخب، ليرفض أحمد بابكر خوضهم لمباراة الذهاب، وسمح بالمشاركة في في مباراة العودة بسبب أن خطأ عدم حضورهم التدريبات لم يكن منهم، فخاض مباراة أوغندا ناقصا.
وتكرر نفس الشئ نفسه مع ذات اللاعبين حتى الجمعة، حيث فشل اللاعبين بسبب تقاطع برنامج لجنة المسابقات بإتحاد الكرة مع تدريبات المنتتخب، في عدم توفيق اللاعبين لوضعهم مابين الإلتزام مع ناديهم الذي برمجت لهم مباراتين بالدوري الممتاز خلال 96 ساعة، وبين برنامج المنتخب ليفشلوا في اللحاق بأي من تدريبات المنتخب ليبتعدوا بذلك فنيا ونفسيا عن مواجهة أوغندا الأحد.
والمعضلة الأكبر التي ستواجه المنتخب وسيتفيد منها المنتتخب الأوغندي، وسيشعر أنه يلعب على ارضه، هي فقدان المنتتخب السوداني لتعاطف الجماهير في ظل ازمة الكرة السودانية المستفحلة بين الهلال وبعض الأندية في مواجهة المريخ، حيث يتمسك كل طرف بصحة موقفه وحقه في مآلات قرارات الإستئنافات التي عارضها الهلال والأمل ومهدها لإنسحابهما من الممتاز، بينما ايدها المريخ ومضي بتقليص نقاط تفصله عن صدارة الهلال وإنفراده بترتيب الدوري السوداني.
كل هذه التعقيدات أدت لإنقسام الجماهير حول مؤازرة المنتخب الذي سيعتمد في هيكله لمباراة الأحد على لاعبي الهلال، الذين يتربع ناديهم على أزمة الكرةالسودانية في مواجهة إتحاد الكرة، الذي يعقد آماله على خبرة لاعبي الهلال في تجاوز أوغندا، بينما ناديهم يناطح الإتحاد لحصول على حقوق يراها سلبت من آخرين ومنحت لمنافسه المباشر، ولهذا فإن القلق على المنتخب السوداني بالغ في كونه قد لا يجد من يوآزره في معركة مصيرية.
إستعد السودان لمواجهة أوغندا الأحد، بتنفيذ خمس تدريبات متتالية، بحضور 21 لاعبا في آخر ثلاث تدريبات، وسيختم بتدريب لمدة 45 دقيقة السبت، بإستاد حليم / شداد.
ويحتاج المنتخب السوداني للفوز على أوغندا بنتيجة 3-صفر، ليضمن تأهله إلى نهائيات بطولة المحليين برواندا 2016، أو أن يعادل النتيجة التي خسرها بأوغندا ليخوض ركلات الترجيح.
وشملت التدريبات التي نفذها منتخب السودان بدقة على كل أنواع التدريبات وطريقة لعب المنافس، وكانت جميعها تختم بركلات الترجيح التي نفذها اللاعبون في خمس تدريبات، وذلك إحتمال وصول المباراة إلى ركلات الترجيح.
ويتوقع أن يخوض السودان المباراة بتشكيل في تعديل طفيف عن مباراة الذهاب، حيث سيحل حارس المرمى محمد إبراهيم مكان حارس الأهلي شندي سين يوسف الذي تغيب عن التدريبات بعد العودة من أوغندا، وفي الدفاع سيف مساوي وصلاح نمر، وفي الظهير الأيسر عبد اللطيف بويا، وفي الأيمن السمؤال ويتحول أطهر الطاهر إلى جانب نصر الدين الشغيل في الوسط المدافع، بينما يلعب في الوسط المهاجم مهند الطاهر وعماريه، وفي الهجوم مدثر كاريكا ومحمد كوكو.
وفي تصريحه ل”” حول المباراة، قال المستشار الفني لمنتخب السودان أحمد بابكر: “مجموعة اللاعبين التي منذ العودة من أوغندا هيأناها تماما لمباراة الأحد، وقد أبعدناهم عن أجواء الأزمة الكرة بين الإتحاد والأندية، وقد هيأهم نفسيا فهم بعيدون عن اجواء المشاكل”.
وأضاف أحمد بابكر: “المنتخب قادر على تقديم آداء جيد أمام المنتخب الأوغندي الأحد، حث قمنا بتصحيح سلبيات المباراة الأولى ودعمنا الإيجابيات وشرح للاعبين كيفية آداء المنتخب الأوغندي، ودرسناه جيدا وبنينا إعدادنا على سلبيات أوغندا، فان مجموعة اللاعبين التي لدينا، قادرة على التعامل مع المنتخب الأوغندي”.
أما المنتخب الأوغندي، الذي وصل السودان السبت، فقد أكمل إعداده للمباراة بالعاصمة كمبالا، وسوف يخوض تدريبا واحدا السبت بإستاد حليم / شداد، وقد وصل مديره الفني ميشو بعدد 18 لاعبا، وأكد ثقة كبيرة في التعامل مع خبرة منتخب السودان، وقال أن دوافع لاعبيه أكبر في الوصول إلى نهائيات افريقيا للمحليين لأنه يتقدم في المباراة الأولى بهدفين دون رد.