ملامح مخرجات الحوار وبالونات الاختبار

بسم الله الرحمن الرحيم

د. سعاد إبراهيم عيسى

المقال رقم 26

درجت حكومة الإنقاذ ومنذ مقدمها على الحديث بأكثر من لسان حتى ان حددت لسانا واحدا ناطقا رسميا للحديث باسمها, فلن تكف الألسن الأخرى عن إرسال سيل تصريحاتها. ليس ذلك فحسب بل لكل لسان من تلك الألسن مفرداته الخاصة وطرقه الخاصة التي يعبر بها عن أفكاره الخاصة التي كثيرا ما تتناقض مع ما ينطق به غيره.بل ويختلف تماما عما ترمى إليه حكومته.
ففي خطاب افتتاح جلسة الحوار الوطني, في العاشر من أكتوبر هذا العام, أعلن السيد رئيس الجمهورية وبكل وضوح بأنه (يؤكد بأن كل ما سوف يتفق عليه في هذا الحوار الوطني الجامع, هو بمثابة الأمر المقضي بإذن الله وتوفيقه) بمعنى آخر فان سيادته يعلن عن التزامه بان كل ما يخرج به هذا الحوار من قرارات أيا كان نوعها وهدفها مجمع عليها من عضوية الحوار, سيجد طريقها سالكا للتنفيذ.

يبدو ان هذا الوعد القاطع قد تسبب في تحريك الكثير من المياه السياسية الراكدة, حيث نشط البعض من قيادات الحزب الحاكم في إرسال بعض من بالونات الاختبار التي قد تقود إلى توجيه اتجاهات الحوار لما يأملوا في أن تقود إليه نتائجه بما تحقق بعضا من طموحاتهم الخاصة. وكانت كل التكهنات وتناقضاتها التي تملأ الأفق حاليا ولا زال تدفقها مستمرا.

وتعزيزا لإعلان السيد الرئيس وتأكيدا على مدى إمكانية تنفيذ مخرجات الحوار, حتى ان جاءت بما يبغض المؤتمر الوطني, التخلي عن السلطة, فقد صرح د. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط ألاسلامى ومن المشاركين في الحوار, بأنه وفى لقائه بالسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية, الفريق أول بكرى حسن صالح, قد علم من سيادته بأنهم على استعداد لتسليم السلطة إذا خرج الحوار بذلك المطلب.

وقد ذكرت في المقال السابق بأن في مقدمة مطلوبات ما يخرج به الحوار هو وقف الحرب, وأشرت إلى ان الذين حملوا السلاح في وجه السلطة, فعلوا ذلك لشعورهم بالظلم في اقتسام السلطة والثروة التي تكرست بيد حزب واحد هو المؤتمر الوطني, ولتقويم ذلك الاعوجاج كان لابد من اعتماد التداول السلمي للسلطة, وعبر تعددية حزبية حقيقية, ووفق انتخابات حرة ونزيهة, تعبر فعلا عن خيارات المواطنين التي تعطى كل صاحب حق حقه. ولتحقيق ذلك كان لابد من تحديد آليات للتنفيذ على رأسها, قيام حكومة انتقالية تشرف على تلك الانتخابات.

فكانت ردة فعل قيادات المؤتمر الوطني ان صرح احدهم, باستحالة تطبيق التداول السلمي للسلطة حاليا بحجة أن السيد رئيس الجمهورية قد تم انتخابه من جانب المواطنين وعبر انتخابات حرة ونزيهة كما يقول, ولفترة خمس سنوات قادمات, يجب ان يقضيها في الحكم, ولذلك لا يجوز الحديث عن اى تداول للسلطة قبل نهاية تلك الفترة. فهذا المسئول يود ان يقضى على كل الآمال في أن يقود هذا الحوار إلى مخرج امن من كل المشاكل التي تسببت فيها حكومة الحزب الواحد التي يدعو سيادته إلى إطالة عمرها أكثر.

وفى الوقت الذى تسعى فيه كل دول العالم إلى توحيد صفوفها ولملمة أطرافها, لا زلنا نحن نجرى خلف تقسيم الدولة الواحدة إلى مجموعة دويلات. فانشطار الجنوب عن الشمال وبكل ما تسبب فيه من مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية, لم تتم الاستفادة من الدرس القاسي الذى تعرضت له البلاد بسببه. فيطالعنا تصريح للسيد مصطفى عثمان إسماعيل بان جدل الهوية الدائر بالحوار الآن, سيقود إلى تقسيم السودان, وهو احتمال يؤكد سيادته إمكانية حدوثه, وبدلا من ان يؤكد إمكانية ان يقود إلى توحيد ما بقى من السودان.

فإذا تمت قراءة تصريح دكتور مصطفى مع الإعلان عن استفتاء دارفور الذى تحدد لإجرائه العام القادم, والذي يهدف إلى أن يختار مواطنوها بين ان تظل خمس ولايات كما هي الآن أم تعود سيرتها الأولى كإقليم واحد؟, فان مثل ذلك التصريح وفى هذا الوقت قد يلفت النظر إلى إمكانية المطالبة بتقرير المصير وليست لدارفور وحدها, بل ولغيرها من مختلف أنحاء السودان التي يشكو مواطنوها من ذات المشاكل التي يشكو منها مواطنو دارفور.

وإقليم دارفور الذى تبحث الحكومة عن إمكانية تجميعه الآن, كان إقليما واحدا بين أقاليم السودان الست, تم تقسية إلى ثلاث ولايات على يد الإنقاذ وفى ظل الحكم الفدرالي, ثم إلى أربع, والى ان أصبح الآن خمس ولايات, وهى المشكلة التي يجرى البحث عن معالجتها عبر الاستفتاء القادم. والإنقاذ تعلم علم اليقين بأنها هي التي جعلت من الوصول إلى السلطة الغاية التي يسعى كل طامع للوصول إليها وبصرف النظر عما ستوفره تلك السلطة لوطنه ومواطنيه.

ولعل في إدراك الإنقاذ من ان الوصول إلى اى مقدار من السلطة هو الغاية المبتغاة, عمدت إلى زيادة فرصها عبر تقسيم أقاليم السودان الستة إلى ولايات تمثلها حاليا 16 ولاية بعد ذهاب الجنوب. ولا زال العرض مستمرا عبر الوصول لحد تقسيم الولاية إلى ولايات والتي يمثلها الجدل الدائر الآن حول تقسيم ولاية الخرطوم, إلى ثلاث ولايات, ستعمل على توسيع فرص الوصول إلى المواقع الدستورية ونعيمها, كما وستعمل على زيادة أعباء ميزانية الدولة العاجزة في ظل اقتصاد يوشك على الانهيار. والمهم ان الاتجاه هو نحو التوسع في المواقع الدستورية لا الانكماش فيها, فكيف نتوقع من ولايات دارفور الخمس ان تعود لتصبح ولاية واحدة؟

هذا ومن الملاحظ حاليا ان هنالك الكثير من الأصوات التي أصبحت تعلوا من بعض المواطنين تعلن عن حقهم في الانفصال مثلهم مثل غيرهم. ونخشى ان تكون تلك الأصوات نتيجة للحديث عن جدل الهوية الذى بشروا بإمكانية ان يقود إلي تقسم السودان, ونخشى ان يكون ذلك الجدل هو محاولة لإحياء فكرة (مثلث حمدي) الذى ترى ان تنحصر مساحة السودان في مثلث لا يتعدى شماله ووسطه بعد ان يتم التخلص من شرقه وغربه, وقد سبق التخلص من جنوبه. ومهما كان خطل هذه الفكرة وخطورتها, إلا ان الكثير من الممارسات الجارية حاليا, خاصة ظهور العنصرية وفى أقبح صورها, والتي تتم ممارستها بين طلاب الجامعات بالذات, تعتبر من أهم مؤشرات السير في الطريق المؤدى إلى ذلك المثلث, ما لم ينتبه الآخرون.

تعتبر حكومة الإنقاذ من أكثر الحكومات التي أجرت حوارات بالخارج, خاصة في أمر السلام, كما وإنها قد وصلت إلى كل الاتفاقات حول ذات الأمر بالخارج, بعد ان فشلت كل محاولاتها لتحقيق ذلك بالداخل, ولعلكم تذكرون قصة السلام من الداخل, التي بموجبها أبرمت الحكومة اتفاقيتين مع كل من د. رياك مشار ود. لام أكول بعد انشقاقهما من حركة تحرير السودان, لكنها باءت بالفشل فعادا إلى مواقعهم السابقة سالمين. إلا ان كل ذلك لم يحميها من الإصابة بفوبيا الحوار بالخارج. فالإنقاذ التي رفضت المشاركة في المؤتمر التحضيري الذى دعت له المنظمة الإفريقية بمقرها بأديس, ها هي تعود لقبوله اليوم دون اختلاف في جوهره, دعم الحوار.

الدكتور مصطفى إسماعيل يؤكد بان المفاوضات التي دعت إليها الوساطة الإفريقية في شهر نوفمبر المقبل لا تعنى الحوار الوطني وتختلف عنه, لكون الحوار يجرى بالداخل بينما تشرف لجنة أمبيكى على المفاوضات بين الحكومة والحركات. طبعا بالخارج, ويضيف سيادته بأن أي لقاء يتطرق للحوار بالضرورة ان تكون لجنة الحوار حاضرة فيه, لأنها جزء أصيل من ذلك. منوها إلى ان التفاوض مع الحركات مسئولية الحكومة, لكونها تقدم التنازلات وتعطى وتوافق وتلتزم بالنتائج.وبالتالى أقول ( الاجتماع مرحب به وستشارك فيه الحكومة عبر أجهزتها في ميقاته المحدد وأتمنى ان يكون خطوة تساعد في إنجاح الحوار)

أولا الدعوة الأولى للمؤتمر التحضيري للحوار هي الأخرى كانت تشمل الحركات المسلحة التي يتم الترحيب بالالتقاء بها الآن, ويبدو ان رفض المشاركة في الدعوة الأولى كان بسبب مشاركة أحزاب المعارضة فيها. فالحكومة ترى أنها هي الوحيدة المؤهلة ومخولة للتفاوض مع الحركات المسلحة دون غيرها, بحجة إنها اى الحكومة, هي التي تقدم التنازلات وتعطى وتوافق وتلتزم بالنتائج, وكأنما في مشاركة الآخرين معها ما يمنع من تنفيذ أيا من كل ذلك.

وللحكومة في مثل تلك المفاوضات الثنائية مع الحركات المسلحة, تجارب وتجارب, بدأتها بمفاوضاتها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي أقصت عنها كل الآخرين. ولعل الحكمة من وراء ذلك الإقصاء للآخرين كانت لأجل أن يخلو الجو للحكومة لتعقد من الاتفاقات والصفقات الثنائية ما يحقق كل أهدافها ومراميها, ومن بعد يتم فرض كل ذلك على الآخرين. ولكم في اتفاقية نيفاشا ما يؤكد كل ذلك أما القول بان المفاوضات التي دعت لها الوساطة الأفريقية لا تعنى الحوار وتختلف عنه, فهو قول بدحضه تمنى السيد مصطفى بان يكون ذات المفاوضات خطوة تساعد في إنجاح الحوار.

وأخيرا, هنالك سؤال خارج النص نتمنى أن نجد له إجابة صريحة وصحيحة. وهو يتعلق بقصة الحركات المسلحة التي تفخر الحكومة بتزايد أعدادها في المشاركة في الحوار الوطني والتي بدأت بعشرين حركة ارتفعت خلال أسبوع إلى تسع وعشرين حركة, فإذا كان كل من هذه الحركات الأفرع يتحدث عن امتلاكها لأراضى أسمتها محررة منزوعة يعنى من أراضى الدولة التي يحاربها, فكم يا ترى هي تلك المساحات التي تم تحريرها بواسطة تلك الحركات التي تقول الحكومة بأنها قد قضت عليها من جانب بينما تعلن عن تزايد أعدادها من جانب آخر.فمن يعلمنا بحجم المساحات التي تحتلها هذه الحركات وأين؟ فهمونا.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حوار المؤتمر الوطني مع نفسه:

    حوار تحت شعار مكانك سر
    (بمناسبه الحوار الوطني المنعقد بمن حضر)
    نحاوركم
    ومافي حرب تقيف فد لحظه مافي اغاثه للمحتاج
    وربنا ماب يشق حنكا يخلي يجوع
    وما محتاج اغاثتكم
    قوانيني المفصله شان تقيدكم
    نزيدا شويه وكل حوار نقرطكم
    صحافتكم:
    نشتري نصفها المشلول
    تبارك لينا خطواتنا وتمدح فينا
    من واجباتا تشتمكم
    نقاباتنا وكوادرنا تجهجهكم
    نحاوركم
    ****
    نحاوركم
    علي دولت حزب واحد هو الوطني
    ولو عايزين حكومه وانتقاليه
    حكومتن تبقي قوميه وتفكك دوله الوطني
    اعين ناس بعرفا زيو جوع بطني
    اعينليها ناس فلته نحيركم
    واحاوركم
    ****
    كل الاجهزه المدنيه في لحظات تكون قوميه
    والعسكر تكون قوميه
    اعيينا بي مزاجي براي
    وانا طبعا سديد الراي
    اسوي قضاتي بالتعيين عشان اضمنلها استقلال
    ومن دون شك ح تعجبكم
    واحاوركم
    ****
    محاربت الفساد شغلي
    مفوضه الفساد جاهزه اعين فيها حراسي
    وموت لي كل زول فاسد اذا كان ماهو من ناسي
    نعيد اموالكم المنهوبه شان العدل يتنزل
    قبل توزيعا بين احبابنا لابدن نشاوركم
    عشان تتحسن احوالكم معيشتكم
    واحاوركم
    ****
    اصارحكم
    مؤتمر دستوري ما ظنيت يناسبكم
    وكان لا بد
    بسوي براي وحتي التوصيات جاهزات
    اكاشفكم
    والدستور كمان جاهز اريحكم
    وما داير اضيع وكتكم غالي وازعجكم
    تنومو تقومو تلقو بلد علي كيفكم
    تلقو الدوله مدنيه وديموقراطيه حد الطيش وتدهشكم
    ونعمل انتخابات كاربه يشرف فيها صاحبي اصم
    واجيب كارتر عشان يشهد لانو بجم
    اسوي الحفله والدلوكه فيها لمع صقيرنا الحام
    يكون تم التبادل سلمي يا بخت البيحكمكم
    واحاوركم
    عشان اقدر اوهط صلبي في كرسي الحكم
    والله بعدها ما ح ازعجكم
    واحاوركم

  2. 26 حركة كل حركة تمتلك ما بعادل مساحة ميدان كورة المساحة الاجمالية تقدر بمساحة استاد مدينة زايد الرياضية بدولة الامارات العربية المتحدة بمدينة ابوظبي يعني ببساطة هذه المساحة تؤهل الحكومة باستضافة كأس العالم بعد دولة قطر مباشرة… وهي مساحة تستحق ان يطلق عليه محررة فهي بلا شك سوف تجلب السلامة الذي تنشده الحكومة
    هو في حد أفهم واشطر من الحكومة يا دكتورة
    ( اهديني شلوخك …. واهديك خدودي النايره …وعلب البوادر والمكياج اهديني شجاعتك يمكن يوم اتجرأ واقدر أقول لكلاب الحاكم جر)

  3. لا زالت التحليلات تتري وتحمل مفردات هجيبة مثل (حكومة انتقالية) وهي المفردة التي تريدها الدكتاتورية وتسعي لها كحكومة انتقالية تمثل النظام الخالف بعد اتفاق الاسلامويين علي التوحد واقتسام السلطة نمن جديد بدستور خالف يقسم السودان الي اربعين ولاية . منذ ديسمبر 2014 اتفق الجميع علي (سلطة انتقالية) وليست ( جكومة انتقالية ) للفرق الشاسع بين مفهومي المفردتين . اول الفروقات ان السلطة الانتقالية تعني بداية الاجابة لكيف يحكم السودان بمفهوم انصبة الاقاليم في تلك السلطة وثاني الفروقات ان الحكومة الانتقالية بعية الدكتاتور والسلطة الانتقالية بدون الدكتاتور . اتفقوا وتمسكوا بالمفردات الصحيحة لتسيير الامور في مجراها الصحيح للنهايات الصحيحة .

  4. حوار الحكومة مع الاحزاب والحركات المسلحة كما اسرائيل تحاور الفلسطنيين منذ ياسر عرافات وحتى الان لم يفضي حوار الاسرائليين مع الفلسطنيين الي اي نتيجة ولم يرواح مكانه واسرائيل تنفذ في ما توريد … كذا الكيزان في السودان في حوارهم مع الحركات المسلحة والاحزاب لم يرواح مكانه ام ما قاله الرئيس بانه سوف ينفذ ما يخرج به الحوار هذا شيئ متفق عليه مع بقية ناس المؤتمر الوطني انا بقول كذا وانتم قولوا كذا هذه الطقمة تعبث بالشعب السوداني من مثقفيه امثالك يادكتورة وبقية السياسيين ونحن بقية الشعب السوداني الذين اصابنا القهر منكم ومن الحكومة الحيزانية …

  5. من شروط تنفيذ مخرجات الحوار موافقة 90 % من الحضور علي التوصيات .
    حسنا ,( كما يفلقنا دائما عصمان ميرغني ) , كيف نتحصل علي هذه النسبة ؟؟؟
    أليس فيكم رجل رشيد ؟؟؟

  6. والله دكتوره سعاد كلامك لو وضعوا في الجرج يبري,ولكن منو البفهموا من طير المؤتمر الواطي والانتهازيين أمثال التجاني سيسي وأبوقردة وأحزاب الوثبة والنطة وأكوام الصلصله وهم أشد خطوره من المؤتمر الواطي وهؤلاء يجب محاربتهم قبل المؤتمر الواطي.

  7. إجابة علي سؤال الأستاذة سعاد حول زيادة عدد الحركات المسلحة المشاركة في الحوار وتفاخر الحكومة بذلك برغم إدعاء الحكومة أنها قضت عليها، فأنا هنا أتبرع بالرد وأقول أن الحكومة لا تفتخر مبدئياً بزيادة عدد الحركات لكنها مضطرة للتعامل معها وقبولها كلها داخل أروقة الحوار الوطني لأن الحوار للجميع كما أعلن السيد الرئيس، أما عن إدعاء الحكومة بالقضاء علي الحركات فهذا إدعاء صحيح لكنه غير متناقض مع زيادة عدد الحركات، فالحركات تتكاثر طمعاً في السلطة داخل قيادة الحركة الواحدة، وإذا سألنا عن ماهية أكبر حركة مسلحة في السودان الآن فسنقول بكل يقين أنها الحركة الشعبية قطاع الشمال، لكننا لو سألنا مرة أخري عن الأراضي التي تتدعي الشعبية أنها حررتها فستظهر للمواطن العادي الكارثة البائنة وهي أن قطاع الشمال كأكبر حركة مسلحة لا يسيطر سوي علي قرية كاودا في جنوب كردفان، أما حركات دارفور والتي يزيد عددها عن الـ 30 أو 40 حركة فهي كلها مجتمعة لا تسيطر سوي علي متفرقات صغيرة في منطقة شرق جبل مرة، وفي المجمل فإن كل التمرد الحاصل في السودان هو تمرد لا يهدد الحكومة ولا يسيطر علي الأرض سوي علي 0.1% بينما تبسط الحكومة هيبة الدولة علي 99.9% من الأرض.

    بناءاً علي كل ما سبق يظهر الأمر المؤكد وهو أن الحوار الوطني لم يأتي عن ضعف ولا خوف ذاتي علي بقاء النظام والحكومة وإنما للوصول لتوافق وتراضي لجميع أهل السودان في كيفية حكم البلاد، والحوار دعوة صادقة ومتجردة من أي أهداف ذاتية.

    أما التنازلات التي قدمتها وظلت تقدمها الحكومة وآخرها المؤتمر التشاوري في أديس أبابا فهي كلها تدل علي الوعي الحكومة في ضرورة إقناع الجميع بالمشاركة وطالما البعض لا يريد المشاركة إلأ عبر محطة أديس أبابا فليكن لهم ذلك، لكن المطلوب من الجميع أن لا يستهينوا بالتنازلات أو يضعوها في غير موضعها ويصوروها علي أساس أن الحكومة ضعيفة، لأن هذا التهوين قد ينقلب وبالاً عليهم ويمكن للحكومة أن تكشر عن أنيابها في وجوههم في أي لحظة.

  8. التحيه للدكتوره سعاد ابراهيم عيسى فقد قرات الامور بواقعيه وموضوعيه
    وعليه
    الشعب السوداني والاحزاب والحركات المسلحه ترى ان الهدف من اي حوار او اي عمل بالضروره انه يجب ان يؤدي الى انهاء حكم المؤتمر الوطني وقبضته الامنيه وفي احسن الاحوال ان يستمر المؤتمر الوطني في العمل السياسي كحزب وبحجمه الطبيعي دون الاعتماد على موارد الدوله ةامكانياتها الا ان الكثيرين جدا من السودان يرون غير ذلك تماما بل انهم يهدفون الى اسقاط حكم المؤتمر الوطني وحظر عمله كحزب سياسي وتطهير الخدمه المدنيه من اثار سياسة التمكين البعيضه ومحاكمة الفساد بعية استرداد مبلغ 150 مليار دولار هي حجمالفساد خلال ال 25 سنة الماضيه وذلك عن طريق تاميم ومصادرة املاك الفاسدين اولا ثم تقديم الفاسدين للمحاكمه بعد ذلك ويرون في ذلك انقاذ لدولة السودان من الانهيار
    اما موضوع الهويه فهذا سببه الاسلوب الجهوي والقبلي التى يمارسه المؤتمر الوطني وبنهاية المؤتمر الوطني ستنتهي كل هذه الاشياء حيث تكون الحكومة من 12 وزير و5 اقاليم للحكم و150 عضو برلمان وسيكتب دستور دائم للسودان ويصبح السودان دولة مؤسسات وقانون ودستور ومواطنه
    هكذا يفكر الشعب السوداني مقابل تفكير اباطره المؤتمر الوطني متسلحا الشعب بارادته وملكيته للوطن والمؤتمر الوطني متسلحا بمليشياته وفساده

  9. الغالية د. سعاد إبراهيم
    لن يتضرر احد من العدل كل العدل, والمساواة كل المساواة, وتقسيم الثروة وإعادة الحقوق لاهلها والديمقراطية كل الديمقراطية, إلا من ولغ في الخطاء وحقوق الناس..
    من المحزن ان يُرتهن مصير وطن ومستقبل شعب لإعتقادات قلة من الكيزان, كل ما يسعون اليه المزيد من الوقت…كانهم لا يصدقون انقلاب احوالهم من شظف الى بحبوحة…, الدوام لله….احترامي

  10. السيدة الدكتورة ما طرح فى هذا المقال وانا افكر فى مصيرا بلدى لم انم ليلتها
    لا حولة لى ولا حوله للبقيه الباقيه من كل من ابناء شعبى والذين ردوا على مقالك منهم هم بالونات المؤتمر الوطن كا اسامة عبدالرحيم
    السودان فى أيدى شرسه همها الفساد والسرقه ، لكن المهم فى بعض ما أشرت له
    موضوع الهويه وأشارت مصطفى عثمان إسماعيل والآخر الحركات وأصبحت تسعة وعشرون حركة من حاملى السلاح الاراضى التى وزعت لهؤلاء والأخطر من هذا هم الان جزء من الحوار
    والتركيبه أصبحت مسلحة كلها دفاع شعبى لبس عسكري ورتب إلى الفريق ودفع سريع تكوينه اضرب من طرف يعنى سيدتى رصاصة من ماسورة بندقيه معناه الخرطوم أصبحت رماد بل كل السودان
    مصطفى عثمان إسماعيل وغيرة من دهاقنة المؤتمر الوطنى ربنا انتقم حق المشردين لا مأوى لهم وفى الفيس بوك قائمة الاراضى التى يمتلكها تسعة وعشرون قطعة القائمة تجر
    السؤال اين القوات المسلحة النظاميه ترك الانجليز الجيش السودانى على مستوى جيوش العالم الحديثة وخلفة رجال اشاوس بنو هذا الصرح العظيم
    كل أملنا سيدتى ان تكون مجموعة من الضباط الوطنيين الأحرار لإنقاذ هذا الوطن من الضياع وتصفية هذه الكوادر المسلحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..