فاطمة أحمد ابراهيم تسلم عليكم كوووولكم !!

خضر عطا المنان

مدخل : أكتب هذا المقال بكل تجرد وحيادية ودون ترتيب مسبق لأفكاري حول ما رأيته بأم عيني وما سمعته شخصيا .. وكان بحق مشهداً تراجيدياً اختلط فيه التاريخ بواقع شهدناه أمامنا .. ولعل في ما أقول رسالة لما يسمون أنفسهم بالرفاق !!.
فقد وصلت لندن قادما من جنيف .. وكان لابد لي من مقابلتها شخصياً والوقوف بنفسي على حالها .. خاصة بعد انتشارشائعة وفاتها المزعومة مطلع سبتمبر الماضي والذي لم يزعج أو يربك أهلها وذويها ورفاق دربها فحسب وانما قطاعات واسعة من شعب بلادي .. وهو خبرفبركته و أذاعته جهات مجهولة لدى البعض ولكنها معروفة للكثيرين !!.
وصلت لندن وأنا أعتقد جازماً بأن واجباً وطنياً وأخلاقياً ومهنياً يجبرني على زيارتها .. وكنت قد سطرت عنها سلسلة مقالات من قبل .. جاء بعضها تحت عنوان : المرأة التاريخ .. ومقال آخر بعنوان : دموع بحزن الوطن ..عندما بكت ( المرأة التاريخ ) ..وذلك حينما كنت أعمل بصحيفة الراية القطرية في الدوحة . ثم تحقق لي ما كنت أريده بالفعل .. زيارة فاطمة أحمدابراهيم وهي في منفاها الاختياري الاجباري!!.
بعد رحلة استغرقت أكثرمن ساعتين ونحن نتنقل من بص الى بص وسط أزقة لندن الضيقة و المتعرجة وشوارعها المكتظة بالحركة واشارات مرورها التي لا تُحصى ولا تُعد .. وصلت وبصحبتي صديقي العزيز الضابط المصادم والمقيم هناك راشد بابكر أحد رموز قواتنا المسلحة البواسل على أيام طيب الذكر المرحوم التجمع الوطني الديمقراطي .
وصلنا معاً الى حيث تقيم فاطمة أحمد ابراهيم أمي وصديقتي العزيزة ? كما أسميها دائما في مقالاتي ? وهي المناضلة الجسورة والمرأة الرمز الوضيئ في تاريخ نضالنا الوطني .

تفاجأنا عند ولوجنا عتبة تلك الدار في ذلك المكان القصي من لندن وفي مكتب الاستقبال حيث وجدنا اجراءات لابد منها قبل السماح لنا بالدخول عليها في غرفتها .. فتساءلنا : ماهي تلك الاجراءات ؟ .. فاجابتنا الممرضة المشرفة عليها بأن زيارة السيدة ابراهيم لا تتم الا بموافقة ? اذن ابنة أختها غير المقيمة معها !!!-
وعليه قامت الممرضة باجراء اتصال هاتفي مع ابنة أختها والتي تحدثت الينا مستفسرة عن هويتنا ومن نكون .. ثم اذنت لنا بعد ذلك بالزيارة .. ودون شعور مني وجدت نفسي اسأل الممرضة المشرفة عليها : لماذا هذه الاجراءات وهي زيارة عادية .. فكانت المفاجأة الغريبة ذات المفارقة العجيبة أن سفارة السودان في لندن هي من طلب من ادارة المقر ذلك !!! فما كان مني الا أن عاجلتها بسؤال آخر : وما علاقة السفارة السودانية بالموضوع أصلاً ؟؟ .. فردت أن سودانيين جاءوا ذات يوم ودخلوا على الأستاذة فاطمة زائرين فقاموا بتصويرها ونشرها دون علم الادارة !! فعاجلتها بسؤال ثالث : ومن هم هؤلاء السودانيون ؟؟ .. فردت بأنها لا تعرفهم !!.
حقاً انه أمر محير وغريب ويدعو للدهشة !!. ولكني تذكرت أن حكومة المؤتمر الوطني – بخباثتها وعقل منتسبيها الاجرامي ? كثيراً ما تتاجر حتى بمرضانا خاصة الرموز منهم حينما يكونون في حالة يعتقدون انها ربما تفضي الى رحيلهم الأبدي وهو بالضبط ما جرى مع محمد وردي ومع الطيب صالح وخلافهما وهما في أيامهما الأخيرة .
عموما : دخلنا الى غرفتها بعد أن طرقنا الباب مستأذنين فوجدنا احدى الممرضات السمراوات تجلس على كرسي في مواجهتها وتتجاذب معها أطراف الحديث وبجانبهما وجبة طعام يبدو أن هذه الممرضة تحاول اقناعها بأن تواصل الأكل منها دون جدوى .

فكانت لحظة لا تنسى .. ولن تنمحي من ذاكرتي ماحييت .. وذلك حينما دخلنا عليها ? أنا وصديقي راشد ? وبدأ كل منا في تقبيل رأسها ويده في يدها .. فأجهشت بالبكاء وسالت دموعها حتى بللت صدرها وهي ترحب بنا بعبارات امتزجت فيها اللغة الانكليزي بالعربية وتردد بأنها اليوم أسعد انسان وأن سعادتها لا توصف بزيارتنا وترجونا – بالحاج عجيب واصرار غريب ? أن نشاركها الأكل والا فانها لن تأكل لقمة واحدة بل انها ملأت الملعقة وأدخلتها لصديقي راشد في فمه عنوة لاقناعنا بضرورة الأكل معها فاستجبنا بالطبع تحت كل هذا الاصرارمنها والدموع لا تزال تنحدرمنها سائلة بلاتوقف وكأنها تود أن تودعنا الوداع الأخير !!.
الواقع ان دموعها لم تتوقف طوال فترة وجودنا معها لنحو نصف ساعة وهي تشكرنا وتردد عبارات الثناء بصورة تجعل زائرها يشفق عليها وعلى حالها .. وعندها أدركت أن الكِبر قد فعل فعلته بها وأنها ربما لا تذكر ما تقوله لذا تكرره علينا مراراً ونحن صامتين نتأملها ونؤدي صلوات خفية في محرابها التاريخي !!.
قلنا لها : الله يديك الصحة والعافية يا أستاذة وان شاء الله قريباً نزورك في بيتك .. فكان ردها : ان شاء الله وربنا يخليكم ويبارك فيكم .. وأنا كما ان شاء الله أرد الزيارة وأجيكم في بيتكم .. وعليكم الله سلمولي على الناس كلهم .. ثم غرقت في دموعها من جديد .. وكان هذا بالنص ما قالته لنا ونحن نهم بوداعها ثم واقفين ومستأذنين بالمغادرة ومقبِّلين لرأسها مرة أخرى وهي تكاد أن تضم كل واحد منّا الى صدرها بعاطف أمومة جياشة !!.

خرجنا من عندها متجهين نحو بوابة المقر ودموع كل واحد منا – كانت مخفية أمامها ? تكاد أن تطفر من عينيه رغماً عنه !! .
فان كانت دموع هذه السيدة العظيمة هي الرسالة التي سسطرتها لنا حباً وشكراً فاننا نرى ضرورة القول بأن فاطمة أحمد ابراهيم أكبر قدرها انها سودانية !!!.. فمن هي في قامتها – في بلاد أخرى- تشرف عليها السلطات مباشرة وتخصص لها مكاناً لائقاً وتجند لها خيرة أطبائها وتوفر لها امكانات العلاج والراحة حتى موعد رحيلها عن هذه الفانية .
وأنا أزعم انها امرأة ظُلمت كثيراً في سنوات عمرها : ظلمتها الحياة وظلمتها الأيام وظلمها الناس .. وظُلمها الأكبر انها وُلدت وسط أناس لا يعرفون قدرها ربما من بعض ذوي القربى أو من تنتمي اليهم فكراً ونضالاً وكفاحاً .. أعني الرفاق !!! وهنا يبرز السؤالان الأهم : أولهما : أين ياترى سلطات بلادنا المنكوبة من هذه السيدة الأسطورة وهي في هذه السن من عمرها؟ .. وثانيهما : ولماذا يكون الاهتمام بها والعناية والرعاية من قبل السلطات البريطانية ? المستعمِر السابق ? وليس سلطات بلد ملأت هذه المناضلة سماءه نضالا ومنافحة وكفاحا منذ شبابها الباكر وأعطت كل نساء بلادي الفضليات مكاناً لم تنله قبلهن امرأة لا في عالمنا العربي و لا محيطنا الأفريقي ؟؟.. سؤالان يظلان يترددان كلما ورد اليوم اسم فاطمة أحمد ابراهيم والتي خرجت عن دائرة الفعل الخاص الى العام بجدارة .

كلام كثير يدور بذهني الآن وأنا أسطر هذه المقالة .. ولكني أخشى الانجرار وراء عاطفة تبعدني عن المهنية وربما تسوقني للحديث عن بعض أفراد عائلتها وأهلها وابنها الدكتور وآخرين من زمرة الرفاق كم وددت لو أذكرهم هنا بالاسم .. ولكن !!!.. وهنا اللبيب بالاشارة يفهم !!! وتلك كلها أمور ربما تدخل بعض تفاصيلها في دائرة الخصوصية والتي أتفادى الولوج اليها أو الخوض فيها تأدباً واحتراماً لهذه القامة محل الحديث هنا وتمسكاً بأخلاقيات المهنة وترفعاً عن تناول خصوصيات الآخرين وان كانت هي اليوم شخصية عامة وملك لكل أبناء وبنات بلادي ممن يعرفون قدرها ويحفظون تاريخها الناصع .. ومن حقهم معرفة مايدور حولها سلباً أو ايجاباً .. ولكن ..لكن رغم كل ذلك تظل خصوصيتها قائمة وعلينا احترامها.
وأصدقكم القول بأني قد خرجت من تلك الزيارة بشعور يملؤني بأن فاطمة أحمد ابراهيم بتلك الوضعية التي رأيتها فيها هي امراة مُهمَلة اليوم وان حاول البعض ? لأمر لا أعلمه ? انكار ذلك .. يكفي أنها تعيش معظم أو جل يومها وحيدة الا من ممرضة ? مشرفة بيضاء أو سمراء أحياناً تحاول جاهدة تخفيق وطأة غربتها وتؤانس وحدتها في تلك الغرفة الموحشة شبه الخالية الا من سكون هادئ ومحتوى بسيط وأثاث متواضع !!!.. وأتساءل أيضا : أين نساء بلادي اليوم من تلك السيدة .. أيقونة النضال وفارسة جيلها ؟؟.

ختاما : لا أملك – في هذا المقام – الا أن أتوجه اليها بصالح دعواتي بتمام الصحة وكمال العافية في ما تبقى لها من أيام أو سنين .. وأن تلاقي ربها – وهي كما عهدناها طوال عمرها – شعلة من نشاط وملهبة لحماس الآخرين وقائدة لمسيرات لا تتوقف ومحرضة على الثورات وهاتفة بأعلى صوتها تنادي بالديمقراطية وبحق كل امرأة سودانية في الحرية والانعتاق والعيش بكرامة وعزة .. انه سميع مجيب .

تعليق واحد

  1. اشهد بان رحم الزمان لن يلد مثلها اقولها قولة لاجيالنا التى لا تعرف فاطمه سيدة النضال وخنسا الزمان

  2. انها فاطمة احمد ابراهيم سطرت تاريخها رغم انف اى جائر و لا يهم خبر وفاتها ان كان اشاعة مغرضة ام لم يقصد منها شيئا لان خروج الروح بعلم الله مرة واحدة و ليس بأمنيات البشر و هكذا تجد العظماء فهم بشر عندما يتوقف عطائهم يعيشون فى حالة غربة فاذا ذهبت للعلماء فالبروفيسور عبدالله الطيب مات بعد زمن من غيبوبته و كما ذكرت الطيب صالح و وردى و اذا سألت عن حالة الطواغيت ستجد ان الدولة اهتمت بهم حتى اخر رمق لهم بين انجلترا و المانيا و كبرى المشافى الاوربية و تعلمون منهم الكثير..اما فاطمة فاتمنى ان ترى السلام و الحب حتى تلاقى ربها فهى ستلاقيه حتما فى يوم ما

  3. السلام عليك اخي الكريم

    لقد عبرت عني تماما….ولكن في حالة الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم كشخصية عامة يصبح الخيط رفيع جدا بين الخاص والعام….دينها علي الشعب السوداني بصفة عامة والنساء بصفة خاصة والنساء السودانيات بصفة اخص لهو دين كبير وعظيم عظمة هذه المرأة التي نحتت اسمها بأحرف من نور علي صفحات التضال وحقوق الانسان وحقوق المرأة وكان من حقها علي الشعب السوداني وعلي أية امرأة سودانية ان توفر لها الرعاية الكاملة وان تحمل علي كفوف الراحة والعناية …..كان يجب ان يكون هذا واجب الدولة وان قصرت الدولة كان يجب ان يكون واجب اي امرأة سودانية…..كان يجب ان تتناوب النساء السودانيات كلهن في رعاية هذه المناضلة الجسورة في كبرها…..لكن وآه من لكن ….اين الدولة؟ اين السودان؟ اين الشعب السوداني؟ بل اين المرأة السودانية؟

    كلهم مفقودون…..لقد سرقوا بليل بهيم….

    وآ اسفاي

  4. والله لقد ابكيتني يا خضر ..
    على فاطمة (الأيقونة) الحية ، وعلى وطن فاطمة الذي قتلناه والذي أرادته وافنت كل عمرها لأن يكون حياً .

  5. لقد قمت انت بزيارتها ووصفت باسلوب ادبي حتى ساعتين من ركوب الباصات لها، ووجدتها في افضل رعايه صحيه مناسبه لمن هو في حالتها.
    اما قولك انه اهمال فالذي يده في النار ليس كمثله لمن في الماء، فقد تزورها لمره او اثنتان لتقشر بهذا في الراكوبه او غيرها لكنك او غيرك لن يعطيها جل وقته وهنالك من يترددون عليها ولاينشرون ذلك في الراكوبه.
    ابنت اختها تقوم بواجبها في نظري على اكمل وجه مع اعتبار اختلاف طريقه الحياه في بريطانيا والسودان.
    ولوكنت في مكانها لما وافقت بدخول من يتخذون الوضع الانساني لانسان عجوز مطيه للشهره. عمل الخير لايحتاج لدعايه.

  6. الأستاذه الأسطورة ، المناضلة الجسورة ، ليتنى الاقبها قبل رحيل أحدنا من هذه الفانية. ليتها تأتى الى الحرمين و اعلم بمجيئها . هذه أمنية ارجو ان تتحقق.

  7. ربنا يديها الصحة لكن وين ولدها الدكتور احمد اليس هو اولى ان تعيش معه والدته هذه القامة السودانية الرفيعة ام تغيرت سلوك السودانيين فيرفضون اقرب الناس اليهم ان يعيشوا وسطهم ويذهبوا بهم الى دور العجزة الانسان الذى يفعل ذلك سيلاقى نفس المصير من ابنائه عند الكبر ومثل ماتدين تدان نسأل الله ان يمنحها القوة والصحة والعافية وماذا عن تصريحات الرئيس بان حلايب سودانية

  8. امي فاطمة الله يديك العافية يا رب ويبرد حشاك ويقيك شر اعدائك من الطواغيت الذين لا يعجبهم تاريخك المشرف يا امي .. اصبحوا يهابون حتى اسمك وصورتك رغم ان السنوات قد فعلت فعلها واصبحت في حاجة ليد تمتد لك فهم عملوا على عزلك كي لا تمتد تلك اليد انا متاكد ملايين السودانيين والسودانيات في لهفة للوقوف الى جانبك وخدمتك لكن هيهات وهم يفرضون حراسة عليك حتى وانت تركت لهم البلد .. والله يا امي فاطمة ليلة ان اجريت ذلك اللقاء مع الجزلي وبكيت الشفيع حين وردت سيرته بكيت تلك الليلة كما لم ابك من قبل .. انت امراة من طراز نادر ونفس ابية وقلب لو فرق على الارض لكساها رحمة . تقبلي عذرنا امي فاطمة لم يعد الزمان هو الزمان ولا المكان .. تجبرت وطغت فئة مارقة لا تخشى الله رغم انها تزعم انها تحكم باحكامه هراءا ومكرا ملات الارض جورا وفسادا كل صبح تتكشف فضائحهم وتبين اكاذيبهم وافكهم وبطلان ادعاءاتهم احالوا ضياءنا ظلاما ومروءتنا وشهامتنا خورا وهزيمة نزعوا من اجسادنا الروح فصرنا نسير بينهم وكاننا قطيع ماعز ينفر من حفيف اوراق الشجر وهمس النسيم العابر . امي فاطمة اسال الله ان يسبغ عليك نعمة الشفاء وسادعو لك كل يوم عقب صلاة الفجر ان يهبك قوة وعافية فاراك بين ناسك او من تبقى منهم في السودان وارى دموع الفرح في عينيك لتحدثينا من جديد عن بطولات الشفيع وعبد الخالق وكل الشرفاء وفي الختام اودعك الله هو القادر السميع المجيب

  9. حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولماذا تسكن هذه القامة العظيمة دارا للرعاية.. هذا عار على جبيننا جميعا وعار عار على رفقاء دربها وعلى حكومة بلادها بل وعلى شعب بلادها لأنها رمز للأم والأخت ومكانها بيننا نرعاها بعيوننا..
    يا للأسف فنحن اليوم نعيش في عصر انعدام الوزن بحق وحقيقة.

  10. أتمنى أن لا يكون المدعو عطا المنان قد سجّل لها حديثا وهى فى هذه الحالة كالحديث الذى إدّعى أنه سجله للعميد ود الريح كنوع من الإبتزاز لآخرين.!!!!!

  11. ربنا يديها الصحة و العافية و يطول في ايام والدتنا المناضلة الطيبة .. كنت كلما أقابلها في شوارع لندن وتحديدا في حارتنا او احدى المكتبات الحارة بلندن ،كانت و شاهد الله على هذا اذتضمني بحنان الأمومة و تسلم كما ام لم تقابل ابنها بالسنين و هذه واحدة من صفات هذه المراءة العظيمة عندما مقابلتها لاي شخص سوداني .. تراه ابنها .

  12. انها لفضيحة لنا معشر السودانيين أن يصير حال المناضلة الجسورةالتى كانت ملء السمع والأبصار فاطمة أحمد أبراهيم حتى وان أختلفنا معها سياسياً أن تكون فى هذه الحالة البائسة ومن ظلم ذوى القربى الذين هم الشعب السودانى ونناشد سفير السودان بلندن أن يأخذ على عاتقه وضع هذه القضية السودانية والانسانية فى أول اِعتماماته بأن تحصل هذه السيدة العظيمة على الرعاية الطيبة الكاملة حتى تعود عزيزةً مكرمة الى أهلها وكلنا نقف ونضرب سلام تعظيم لهذه الثائرة النبيلة والمجاهدة العظيمة لأهل بلادى وخاصة نساؤها الفضليات .

  13. قصيدة الملحمة

    تأليف : الشريف زين العابدين الهندي

    مقدمة
    هذه أوبريت سودانية ، أنشودة الهجرة والإغتراب ؛ أغنية حب وتصد وعرفان .. فداء الذين خرجوا من أجل أوطانهم ، فالتصــقت بأرواحهم ووجدانهم ، وظلت تتفتح صورا يعيشــونها بأعماقهم ؛ ترطب لهم هجير الغربة ؛ وتحدولهم ركب العودة الحثيث . إنها ليسـت من تأليف أحد ، إنما هي مشاعر قوم وموال أمة ؛ إنها ليست غناء ، إنما هي عزف هادئ رزين على أوتار الحقيقة ؛ إنها ليست ذكريات ، إنما هي دفق حي لواقع ملموس معاش مستمر؛ إنها ليست رثاء ، إنما هي ملحمة الحماس اللاهب .. لانطلاق الشباب المغزى بحكمة الشيوخ ؛ إنها عروة وثقى تشد أهلها برباط محكم متين .. فلا يسقطون في المحن ، وإنما يحطمونها ؛ ولايتراجعون للعقبات ، وإنما يتجاوزونها ؛ ولايضعفون للصعاب ، وإنما يطوعونها .. إنهم جيل ضــرب له موعد ثان مع القدر ؛ وتعين له لقاء جــديد مع التاريخ والحرية .. إنهم جيل البطولات ، وجيل التضحيات ، وجيل الفداء .
    إنها من تأليفهم جميعا ؛ بعزف موقع من ســيمفونية الخلود ، مع أوركسترا الحق والصدق ، في مهرجان الشروق الجديد ، بعد ليلهم الطويل الوبيل ….

    *****************

    مساهر؛ مساهرليلك الطول نجوم وهجوع ..
    وغرقان قمره في جو السحاب مصروع ..
    بصارع فيك ضلام تمن سنين واسبوع ..
    واراقب فجرك الآذن زمانه سطوع ..

    وشايلك سيف نصر لا يطيش ولاهوبزوغ..
    ورابطك في حشاي من العطش والجو

  14. المقال فيه رائحه نتنه … القصد منه تشويه صورة أمنا الغالية فاطمة أحمد إبراهيم….
    صور المقال أنه الأسرة تخلت عنها وحتى إبنها.. الذي ربته بعد استشهاد والده العظيم الشفيع أحمد الشيخ…. إنسانه زي فاطمه لا يمكن أن تربي إبن عاق خالص… إبنها أكيد معها في كل لحظة..

    يا كاتب المقال أتقي الله فينا… أمنا فاطمه غاليه غاليه غاليه علينا… ونحن متشوقين لها ولصوتها..

    لك الله يا أمنا العزيزه فاطمه … ونحن معك … ونتمنى لك الصحة وطول العمر…. نحن مشتاقين شديد ومفتقدنك … ونحن غيرك يتامى ..

  15. كالعادة جعجعة عاطفية وعواء ابن آوى
    مقال لا يحمل الا ثعلب برز يوما
    قدح فى أسرة وأبناء وعامل انه لا يريد ان يصرح
    مثل بنات الليل يلبسن الفاضح ثم يدعين الشرف
    ارى الآلاف من كبار السن فى السودان يعانين من الزهايمر
    فى حالة مزرية واهلهم فى حالة اسؤ
    الزهايمر يجب ان يكون تحت رعاية متخصصين
    لكن الجهل سيد الموقف فى السودان والعواء بدون مخ هو المسموع
    حكومة جاهلة. معارضة اجهل واعلام جهول

  16. فاطمة احمد ابراهيم لا تحتاج لتعاطفكم ايها المعلقون ارجو ان تفهموا الخيط الرفيع بين فاطمة ذات المبادئ وفاطمة الكائن الانسان الذى يمر بكل مراحل العمر تعاطفكم معها فى حمل الراية للحرية التنوير وارساء قواعد الانسانية لفاطمات بلادى وهى من وهبت عمرها وسعادتها وراحتها بل وضحت بكل غالى شخصى من اجل انسانة بلادى السلام عليها ونخن نرد التحية لها

  17. يا خضر عطا المنان الله يمن عليك بالعقل والفكر الراجح…إنت قلت عشان ما تبعد عن المهنية وما تنجر وراء العاطفة وخربشات زى دى…وجيت قلت كلام أبشع منه مافى.تدخلت فى الخصوصية برضو..والتحت ده كلامك وجارح….

    (((وأصدقكم القول بأني قد خرجت من تلك الزيارة بشعور يملؤني بأن فاطمة أحمد ابراهيم بتلك الوضعية التي رأيتها فيها هي امراة مُهمَلة اليوم وان حاول البعض ? لأمر لا أعلمه ? انكار ذلك .. يكفي أنها تعيش معظم أو جل يومها وحيدة الا من ممرضة ? مشرفة بيضاء أو سمراء أحياناً تحاول جاهدة تخفيق وطأة غربتها وتؤانس وحدتها في تلك الغرفة الموحشة شبه الخالية الا من سكون هادئ ومحتوى بسيط وأثاث متواضع !!!.. وأتساءل أيضا : أين نساء بلادي اليوم من تلك السيدة .. أيقونة النضال وفارسة جيلها ؟؟)))))))

  18. هذا الرجل كاذب ومفترى ومدعى – ورأسه فاضى – ويحاول دائما ان يخلق بطولات من العدم – والمقال فيه تجريح وكذب صريح – فكيف لك ان تحكم على السيدة فاطمة من جلسة مقدارها نصغ ساعة . من يعرف هذه العائلة يعرف انها عائلة متماسكة ولايمكن أن يهملوا فى ام السودانيين اجمعين .

    لايمكن لك ان تعوض النقص فى المؤهلات والخبرة والمهنية بادعاء البطولات والتغول على الناس

  19. الشخص يجهل كل شيئ عن المناضلة السودانية الاصيلة الام فاطمة-اسرتها اسرة متعلمة يعرفون مصلحتها وهم بارين بها -يأيها الذي تشتكي الفراغ- كما سمعنا عنك تركت اهلك قبل سنوات وغبت عن السودان ولاجيئ في مكان ما بدعوي بطولتك الذائفة بمقارعة النظام -اوكد لك ان البشير لايعرف شيئا عنك ويمكن ان تسافر للسودان وتعود وبدون ان يعلم احد بحضورك.واترك المناضلة فاطمة واهلها وهم لايحتاجون نصيحتك ..

  20. والله لقد أخطأت أبنة أخت فاطمة عندما سمحت لكاتب المقال بزيارتها. هذا رجل باحث عن موضوع صحفي يظن بذلك أنه سيحقق به سبقاً، ولا يعلم أن آخرين سبقوه لذلك ولم يحصدوا إلا ما يستحقون من تسفيه واحتقار.
    ماذا يريد أن يقول؟ انسانة لها تاريخ وطني ناصع مريضة وتقدمت بها السن وكل إنسان يمرض ويتقدم في العمر وتنهار قواه البدنية والعقلية. هل في هذا شماتة أو عيب؟ ثم أنها ليست في قارعة الطريق أو حول سور مسجد. إنها في دار تشرف عليها ممرضة لا حظ الكاتب أنها سمراء! مقال تفوح منه رائحة كريهة.

  21. مساهر؛ مساهرليلك الطول نجوم وهجوع ..
    وغرقان قمره في جو السحاب مصروع ..
    بصارع فيك ضلام تمن سنين واسبوع ..
    واراقب فجرك الآذن زمانه سطوع ..

    وشايلك سيف نصر لا يطيش ولاهوبزوغ..
    ورابطك في حشاي من العطش والجوع ..
    واســـقيك مــني دم … ودمـــوع ..
    واوقــــدلك جحـــيم وشــــموع .

    واقش منك دموع الضيم على خدودك بتتحدر ..
    واقبل فيك جبين مرفوع .. كراية النصر .

    وبيرق عزة رفرف في ركاب فاتحين ..
    واغسل ليك تراب الهجرة باليدين ..
    ويجيك المجد مدخورلك سنين وسنين ..
    من حبوبتك الوقفت ترد الدين ..
    وتطرد حملة الباشا .. ومع الغازين ..
    حليلة مهيرة كاسرة التوب وحد الزين .

    ومن جدك بكبر فوق جبل سرخام..
    ودافن ضهره في كرري ومتكنتر ركاب ولجام ..
    وسال في إيده سيف العود ببعج بيهو كبدة وهام ..
    وقبال دمعه مايرشح مع البارود ، يكون شتت عليك اجسام .

    أجسام من غزاة ما قدروا يسبوك ..
    ولاكشفولك المقنع ، ولافي الشينة ختوك ..
    ولاخلولك أحداقم ، ولاهم قدروا يدنوك ..
    ومما فاتوا لي هسع .. بدوروا رضاك واطروك .

    وكيف إنساك ؟ وكيف إنساك وذكراك لي دماهو عروق ..
    ومما الهجرة حلت ليهو، لابسك إنت عمة وطوق ..
    وعايشك جو وجدانه ، معايشة الحنين للشوق ..
    وممزوج فيك .. ممازجة اللسان للضوق .

    بشوفك في عيون النيل ، وفي الأطفال ..
    وفي تاريخك الأخضر، على الأجيال ..
    وفي بحر الدمي ، اللسع بجم سيال ..
    وفي مستقبلا ، واعد كبار وعيال ..

    بشوفك بشرى فيك ، شقق جبال ورمال ..
    وفي حدقاته مفتوحات ، تلاتة ليال ..
    بترسم لي طريق نجم العشاء الولوال..
    وتكشف فيك ، أسرارا كتار واهوال ..

    ويلقاك ؛ ويلقاك حتى في رمش الغريب الضال ..
    مهموم في اليمن ، لا الحامدي لا السلال ..
    ويلاقيك في الخليج ، مشرورة حالك حال ..
    ويسكّل فيك .. ببيعوك بالدهب والمال !

    فلذاتك مبعثرة في البلاد مأجورة ..
    تبني على الرمال أحلامها ثم قصورها ..
    خلوك سايبة في أيد الطغاة مأسورة ..
    شان ما يسلموك الحلبي ، روب في كورة ؟

    أبشري ؛ أبشري نحن لسع في الخلا مرابطين ..
    ونحن عقاب عهود ، أنصار مع مهاجرين ..
    ونحن سهارى ما بنعرف غمضة العين ..
    ونحن فداك ، نذود عنك بقالنا سنين ..

    حالفين بيك قسم ، غالي وعزيز ويمين ..
    مانضوق راحة ، لانشوف زوجة لا والدين ..
    ولاندفن رؤوسنا على الرمال خايفين ..
    حتى نودي من أشلانا ، أعلامك على القصرين ..

    وحتى نسوي للقصفوك مقبرتين ..
    زي ماصنع تارا ، علي الألف ألفين ..
    وحتى نكسر السد ، وينقسم نصين ..
    ويكون عيدنا الكبيـــر، في مقرن النيلين .

    وما بنساك ؛ وما بنساك عشان يطراك في الأزمان ..
    قريـــــــب منك ، قرابة الحدقة للإنسان ..
    وجايل فيك ، جولة الدم علي الوردان ..
    وقيمتك عنده ، زي قيمتك معاه زمان ..

    بعيشك هضبة ، بتشارف تلال قيسان ..
    ويحياك موية في دارفور، تبل عطشان ..
    ويديّم فيك من سنار، ترع خزان ..
    ويدفق خيره بي عند الرهد بستان ..
    ويقول للدندر الغاضب ، كفاك قيسان ..
    ويسهر لي وليداتك ، يعشي الحاري والجيعان ..

    منو الزيك ، منو الزيك ولد واستالد الأولاد ؟
    منو الزيك ، بجيبم ديمة عشرة اولاد ؟
    منو الزيك ، ببز الدنيا موية وزاد ؟
    منو الزيك ، ضروع وزروع ونيل مداد ؟

    منو الزيك ، بطانة وغابة دون حداد ؟
    منو الزيك ، سهول وادي وجبال اوتاد ؟
    منو الزيك ، أصل موروث من الأجداد ؟
    منو الزيك ، جراتق دم .. قدام وجداد ؟
    قشي الدمعة يابت الرجال ، ما بحكموك أولاد .

    بت الحر .. وأم الحر .. وأخت الحر ..
    وست الضنبه مردوم .. بي وراه يجر ..
    ست الفي الخشش من العصير بنتر ..
    وست الخيل ، وست الفي القلوب بنقر ..
    وأم الحلفوا بيك ، وبي العذاب المر ..
    ما بختولك الشينه ومناحة كر ..

    أولادك ؛ أولادك فضلة الموت وبتلجوبو ..
    ودايما سيرته في لسانم ، وبتسلوبو ..
    وزرعك من زمان المهدي ، طارح دوبو ..
    واحدين بحصدو ، وواحدين بفكو دروبو ..

    تيلادك مسكّر في الخزن محروس ..
    هجليج واندراب ، ومهوقني وأبنوس ..
    من صمغ الهشاب ، سوّى السنط كرتوس ..
    ومن شجرالتبلدي ، المويه كوس في كوس..

    ومن ضل النخيل ، الشمش دايرة تكوس ..
    ومن حرب المطر، فرع الحراز مدروس ..
    ومن شوك السدر، جيش السلم هكسوس ..
    ومن زهرالتبر، البادية باقية عروس ..

    وبي توب البرم ، سوى الطلح ملبوس..
    ومن شدرالأراك ، عطر الدعاش مبثوث ..
    ومن سيف العشر، جيش هكس صار مهروس ..
    والدوم واجي ، بي قيف الأتبراوي خروس..

    فيكي الفيل ، وفيكي العنجة والجاموس ..
    وفيكي التيتل ، الليّات قرونه تروس ..
    وفيكي الأصلة ، والدّابي اب درق وجروس ..
    وفيك أسد العرين ، رب العراك والدوس ..

    وفيك ريل الودي ، البي نالو راتع إجوس ..
    وفيك فهود ، وفيك نمور، وفيك طاؤوس ..
    وفيك صقر الكواهلة ، العينو كالفانوس ..
    وفي نيلك عشاري ، إشيل من الجاقوس.

    فيك الأزرق ، البي عرقو هد القيف ..
    وفيك الأبيض ، الماش منطرح ما بقيف ..
    وفيك رهد المفازة ، الوعده ما خلّيف ..
    وفيك الأتبراوي ، اللي الشواطي أليف ..

    وفيك الدندر، البهجم هجمة السيف ..
    وفيك الباسلام ، الفي الفشقة عامل هيف ..
    وفيك سيتيت ، منبّت من قناه صريف ..
    وفيك القاش .. بوري الرعدة والصاقعة الدوادم كيف.

    وفيك بحرالجبل ، حاقب عرى الرجاف ..
    وفيك بحر غزال ، والجور وبحر زراف ..
    وفيك سوباط ، ملولو زي دبيباً خاف ..
    وفيك بحرالعرب ، مليان نعام وزراف ..

    وفيك بحيرة قال نو، سيدها ماالأسلاف ..
    وفيك خور أب حبل ، شاقي البلد كشاف ..
    وفيك تمت العظيم ، شايل الكليت والشاف ..
    وعندك مقرنا .. حرّم سواك ما إنشاف .

    وعندك ألف خورفي الوادي ، والفين رافد ..
    وحسبان الجزاير والجروف ، ما وارد ..
    والنبروالحبيب ، لي عودو سيدو يقالد ..
    والساقية الحنين توريقها ، باكي وساهد ..

    والبلدات .. ونجاضات حليلة فايد ..
    وسمسم ، وام صقور، وسهل قبوب ود زايد ..
    وصقيعة ام بليل ، براقها قايم وقاعد ..
    والمطرالبكب ، أربع شهور ودارد ..

    وفيك قدمبلية ، وكمبو ستة الوارد ..
    وأم سينات ، تغازل دوكة ماشه تحادد ..
    الكفاي بقول للفشقة ، بهمك شارد ..
    كونوالفاو بقت .. ترع ، وجناين ، وموارد .

    في غروبك ؛ ربوع خصبة وتبرمبهول ..
    وديان من عقيق ، مغسولة مطروسيول ..
    وكثبان تابة ، بطرزحواشي سهول ..
    تجود بالكركدي ، وصمغ الهشاب والفول ..

    وتدى القنقليس ، طول الشهوروالحول ..
    وفيك حفرة نحاس ، وأبوتولو غير مصقول ..
    والعيش ، والسماسم ، والصمغ ، والكول ..
    والتور ، والخروف .. والناقة ، والكاتول ..

    علي دينار، كسب ليها الشرف والطول ..
    أبو زكريا أداب العصاة ، زول زول ..
    من وداي مكربت في ربوعها وجول ..
    لي الكفرة وصحاريها العجاف والفول .

    وجبل مرة الشمخ جايب مناخ لبنان ..
    فجر من ينابيعه العجاف بستان ..
    طارح عنب والزيتون مع الرمان ..
    وجاب من يافا تفاحا كبار ومكان .

    من مليط مكربت شاقي دار الريح ..
    نازل بارا وام فتنه بتسر وتريح ..
    وتياسرعلى التياره ، وصوتها بيصيح ..
    ونوخ تقلي ، في السهل الكبير وفسيح .

    ومن تقلي ، امبرم شايل جبال النوبه ..
    عامــــر قلبه ، بي برشم عريس الحوبه ..
    جلجال واللحيمرالنارم إدفوبها ..
    وين مجدوب وشامبي ، الحارة بتسلوبها ..

    وفي شروقك ؛ في شروقك ربا العنافي قاطع تيهو ..
    وفي ضهرو الدوم ، دوباي حرارتووتيهو ..
    وفي الشبرية ، راكبة حمامة بتغنيهو ..
    مسدارابشوارب .. ياخدو ووديهو .

    أمانة عليك بطانة أب سن ، بتنسي الكاعه ..
    يوم أكلت كباد ســـــاكت ، رخم وضباعه ..
    يوم محمود وناس عوض الكريم سمساعه ..
    واقفين في الشمش دايرين يغطوا شعاعها ..
    في ضحوة عجاج وسيوفم اللماعه ..
    ياكلن في التراقي .. ويقطعن في ضراعه .

    يا المعزوزة بي دمانا وعضام ابواتنا ..
    عارفنك مقريفة لي شراب قهواتنا ..
    زغرتي يا ام شيوم ، خلي الندق نحساتنا ..
    ونحاسب عقاب الجاتنا والماجاتنا .

    هسع قومي ، سوي السيرة جري النم ..
    خلينا النهشك فيك ونملاك دم ..
    ندفنلك شقوقك ، شورعضام ولحم ..
    ندفق ليك نحيراً لا وقف لا جم ..
    نشبع فيك صقور، وضباع ، وطير، ورخم ..
    لامن ترضي ضيفك .. ودورهناك انتم .

    كيفن عاد ؛ كيفن عاد بتــــعادينا ..
    وشوفي عزيمة للحمل ، الوقف راجينا ..
    شوفينا بنتر، ولا بنكف الشينه ..
    شوفينا بندكدك ، ولا ما هامينا ..
    شوفينا بنبشر فيك ، طوال إيدينا ..
    ولا نغطي بالطين والعجين إضنينا.

    وفي شروقك ؛ في شروقك ، أرض مليانة خير ومعادن ..
    وفيها السارح الناشق وفيها الساكن ..
    وفيها المن حلايب جايي غاشي سواكن ..
    وفيها الأركويت نسام أراك وجناين ..
    وفيها غزال جبيت وقل قصاد الشادن ..
    ومن صمت إنطرح لي أربعات .. بعاين .

    وناس أوشيك إخنقو في الربابة وغنو ..
    وأوهاج سل شوتالو وبركلو يسنو ..
    تمباك الدمك جو الكدوس حاشنو ..
    جبنات يابنات ، هريوا .. قامن وجنو.

    دبايوا؛ دبايوا أوجات كيها يا أدروب ، أبوك كيفنو ..
    روح تندلاي ، ولا الصهب فاتنو..
    قالوا الليله هبباي بركة زايد جنو ..
    ناس باكاش وحامد .. في أروما استنو.

    الكور دلو والمربيت بتمشي الوادي ..
    خت الدرقة والهاري السنين بي غادي ..
    وادني اللي انقلب قرب علينا ينادي ..
    والهوشاب برد .. بروي الغليل لي الصادي .

    وفي شمالك ؛ في شمالك نخيل بازخ ، يداعب الريح ..
    بقول للبركل الشامخ كفاك تبريح ..
    إت عارف كلامي ورايي بالتلميح ..
    جيب رايا قديــــم ، بيهو بتفيد وتريح ..
    قش دمع السواقي البي العذاب بتبيح ..
    واطرى العضام .. تحتك تنين وتصيح .

    أطرى السناجك ووقعة الخشخان ..
    واطرى النحاس وكتين إزم بطران ..
    ونادي أولاد جعل والينم ينم القرمان ..
    والخيل عركسن واتروقن ريقان ..
    وصقر الجو بحلق في السماء جيعان ..
    يا الكدك بدور.. كبدة ، وكلى ، ومصران.

    نادي المك نمر؛ نادي المك نمر، معلم أباة الضيم ..
    شاي الباشا شي ، خلاي جناهو يتيم ..
    ودفتردار بدك عند المتمة زميم ..
    أرفع صوت ، لعل الناسي يبقى فهيم ..
    أرفع صوت خلاص ، شرطنا شرب الهيم ..
    وكاد عاقلنا يصبح .. من سكاته بهيم .

    مر بالدامر البي ذكرو عز وجل ..
    واتنوخ فســيح ، وادي المجاذيب طلة ..
    شوف النارمتلعبه في المساجد ، ولا ..
    مات نورالضيا ، وجات بعده نارالجلة ..
    شوف المصحف ، الأربع قرون بدله ..
    ماسك وردو.. أم سحرتو عين خلق الله .

    حبابك عشرة يا بت مقرن النيلين ..
    حبابك ياأم عجن ، بعد العديل والزين ..
    حبابك يا المحكرة في المشاعر، والفؤاد ، والعين ..
    حبابك يا المغسلة ، بي طهور مويتين ..

    حباب أهلك بلاعبوا الموج ، مع البردين ..
    حبابن كتفوا بوطليح ، علي اللضنين ..
    حباب قصرك ضبح غردون من اللضنين ..
    حباب الخندق .. العجن الجلود بالطين .

    حباب المهدي فيك ، كبر حرارة ودين ..
    حباب أسد العرين ، عبد الله ود تورشين ..
    حباب النور، عقيد الخيل ، عقود الشين ..
    عنقرة المعزة .. الأصلو مابتلين .

    حباب الزاكي أداب النقز في الحين ..
    حباب ود النجومي القبرو في توشكين ..
    حباب عثمان سواكن دقنه في الدورين ..
    حباب يعقوب ؛ حباب يعقوب ، حباب محمود ، وشيخ الدين ..

    سلام يا البقعة ، مبروكة الإله والدين ..
    حباب الحرروك ، لا إنتماء لادين ..
    حباب السودنوك ، خلوك سماره وزين ..
    حباب الأزهري ، النكس ذرى العلمين ..
    حباب الراية ، هفهافه وتكيل العين ..
    قولوا معاي تبارك ، أقول دقر ياعين ..

    وزغرتي ياام رشوم ، وقولي البطان وين وين ..
    بركزلما سيطانم تبيد وتلين ..
    ولما يشوفوا قطع إيدي بالسكين ..
    ولما تقول حمامة ، كفاك .. دقرياعين .

    سلام ياالقلعة بي بدورها وجواهر تاجها..
    سلام يااب عنجه خورك لاقى نيلو الناجا ..
    سلام يااب روف وودنوباوي ضوى سراجها..
    سلام ديم أب سعد نارالخيم وجاجه ..

    سلام – الله أكبر- في الفتح دجاجه ..
    بسيوفها ورماحها ، ولي الحمد سجاجه ..
    بحرأبيض فتح أبوابه وقت الحاجه ..
    زي ما موسي عد .. بلا تعب لا حاجه .

    كلـــــك أدباء من عشاق وفنانين ..
    شالوك في عيونم وصوروك تلوين ..
    وشاشوبك شعر مطبوع جزيل ورصين ..
    فيه أم در.. وفيه الأسكلة وستين .

    وعازة الفي هواك ، نحن الجبال ثابتين ..
    يا فلق الصباح ، قول لي نهارك وين ..
    ترعاك في الفؤاد ، بعناية الحارسين ..
    يا كروان كرومه .. خليل فرح ما يلين .

    يا ود الرضي القلبه انقطع نصين ..
    ترى العبادي ماسك الدابي بالليدين..
    مع أبو صلاح ونورالكهربائي الزين ..
    فيك الحاج سرور، غني الفراق لي متين ..
    وما عارف المفارق ، قدموماش لي وين ..
    وياعازة الفراق .. طال بي ، وكله حنين .

    مطروحة الجبين من سوبا لي سنار ..
    نيليك من غرامن لبسوك سوار ..
    أكنافك موطأة فيها ماء وخضار ..
    ولي عزازالقبائل .. صرتي أحسن دار.

    محصولك دهب ما بكيلو بالعبار ..
    مواسمك عدة محسوبات طوال وكتار..
    أرضك في الجمال محسوبة بالأشبار..
    مشكلة بالتراب .. لكن لجين ونضار.

    ترعك زي بحار لبنان طوال وعدال ..
    واب عشرين يفوق ناس بردى في الأمثال ..
    لياليك بالقمر رويانه نور وظلال ..
    مطرزة بالنجوم .. في إحتفال وجمال .

    قرآنك بزين من قمت إنت بلاد ..
    تقاقيبك تضوي الليل زناد في زناد ..
    ما شقاك ضلالي إلا انشبح وانحاد ..
    وما جال فيك ظلوم .. إلا انكبح وانقاد .

    عزك من قديم ، محسوب جدود واحفاد ..
    عمروك الرجال ، تيلاد قصاد تيلاد ..
    زرعوك بالسلاليك ومنجل الحصاد ..
    وجرنك في التقي ، تمتم قرافو وزاد .

    مبسوطة ومحكرة لاهبك لا تقوب ..
    وقطنك زي لتيب الحقنه ، خاتي عيوب ..
    نعلات منتني ، ولوزا عفي ومكروب ..
    وتيلته طويــــله .. زي خيط الحريرفي التوب .

    دواوينك مفتحه للضيوف مفروشه ..
    وحلالك مجندره لا###### لاكوشه ..
    شاربه الهمبريب بالساريات مرشوشه ..
    والعجب الأماسي .. تقول ليالي الروشه .

    في مدني الكبيرنشأتلك الحيثية ..
    فجرتي المواهب ومنبع الوطنية ..
    بذرة مقدسة اتربت علي الحرية ..
    من المؤتمر.. لي الليلة نامية قوية .

    من يومك كسبت الكاس وشلت الراية ..
    وافكارالمحافل باقية ليهم تاية ..
    بالتعليم سقوك وشبعوك قراية ..
    وادوك من شبابن .. كل حب ورعاية .

    حليل قلب الجزيرة المستقيد النابض ..
    حليل جمعة رجالها وجيل شبابها الناهض ..
    حليل جمع الصراط زي الهزبرالرابض ..
    كل واحد .. علي وطنيته عاضي وقابض .

    يا أم الزهورماتسوي قبض الريح ..
    كان رايك زمان بشفي وبفيد وبريح ..
    قشيلنا السواكب وامسحي التبريح ..
    فاتوك الرجال .. لسع جناك بصيح .

    ما برضالك الخوف والضياع والحيره ..
    مابرضالك اليوم تبقي إنت أسيره ..
    مابرضاك أكلت الحلوة تنسي مريره ..
    والتاريخ رهيب .. مابنسى ليك تسطيرها .

    حاشاك الملامة ؛ ومابتسوي العيب ..
    إيدك لسع تجدع من بعيد وتصيب ..
    ويومك في المحاص ، شايفنو جايي قريب ..
    ودورك بتلعب .. قبل الشمش ماتغيب .

    أكسري المين كنار؛ خلي الأراضي تعوم ..
    سويهن بحر، من ريبه لي الخرطوم ..
    ولعي في الفبارك ؛ غيظ ، ونار، وسموم ..
    خلي الهايفه تنقد ؛ والنصيحة تقوم ..
    سوي الترع ساتر، والمصارف كوم ..
    وسلي سيوفك .. الجبابه مامسلوم .

    أعقب سنجه طوف الدالي والمزموم ..
    روح للقرابين والسماسم كوم ..
    شوف كرمك شرف ، قال للردوك ماتلوم ..
    أنسى الفاتت .. أيامك بجيهن يوم .

    أرفع ساعديك ؛ أرفع ساعديك ربك العظيم بتشوفها ..
    حيي أبا القديم وجديد ، بقت معروفه ..
    قول للشهداء نارنا متلعبه ومكلوفه ..
    لا ماتت .. ولاغمضوا البجيبوا ظروفها .

    أرجينا ؛ أرجينا بنجيك موحدين صادقين ..
    شايلين المدافع وبالسماء طايرين ..
    صواريخنا بتسكل تطرش اللضنين ..
    وفي الجاسرنقيف ليك .. بالنصرهازين .

    ديل أولاد حشاك لاإرتزاق لازيف ..
    وديل الكلهم صنديد وأصلوشريف ..
    ديل دخريك لسنين الجفاف والحيف ..
    وديل دفقة ينابيعك .. شهورالصيف .

    ديل نيلك وكت قطع البرك والقيف ..
    وديل ديم السواري الأصلومابتقيف ..
    ديل الرضعوا حرلبنك بدون تحريف ..
    وديل البقعوا في نارك .. بدون تكليف .

    ديل إتباشروبك إنت درقة وسيف ..
    وديل بفدوك بي ارواحم نقيب وعريف ..
    ديل أخوان صدق ، في الله دون تحريف ..
    وديل ياهم .. عيونك ، وقلبك الوليف .

    خايضين فيك صحاري تقيد لهيب وشرار..
    وطالعين فيك جبال عاليات علي الطيار..
    ونعرف أرضك المحدودة بالأشبار..
    وننزل في ربوعك لينا مليون دار..
    وندخل فيك ضحى ونمرق مع الأسحار..
    ماحجبوك علينا حيارى .. أوأغرار.

    نارك ماانطفت ؛ نارك ما انطفت من يوم رماك الغادر..
    وسجنك مافضى وأهلك عليهو تدافر..
    وللموت كمبلوا ولادك مغني وشاعر ..
    وكل عام ليك عيد بالدم موشح وظافر ..
    خلي عدوك مجهجه في حكومته وحاير ..
    وقيدك هسه بنكسره .. ونجدلوضفاير.

    نحن أولادك العارفانا دون تذكار ..
    ونحن الجينا في نسلك من الأبكار ..
    ونحن الليله شمعك في الضلام سهار..
    ونحن الفجرلي الليل كان قعد كان طار..
    ونحن نضري ورتابتو ونشيلها عصار..
    ونحن بلابل الحرية .. تصدح حتى في الأوكار .

    أقول فيك تاني يا ست الشرف والطول ؟
    وعزك في الأرض تريان فروع وأصول !!
    أرقدي قفى بنجيك ، مهما زمانا يطول ..
    ومهما الدهريردم ، في حمولنا حمول ..
    ومهما نموت فداك ، نترامى زول في زول ..
    برضومنيعة إنت .. علي القدروالصول .

    وانت كبيــــرة ؛ كبيرة أكبرمن صغارة العسكر..
    وانت عظيمة ما بزلك سلاح البقهر..
    وانت عزيمة لا بتلين ولا بتتكسر..
    وانت أنوف .. أشم من بيله ، ما بتتعفر.

    قوديلنا الرسنة وخلفي الأشتام ..
    خنقي لي دلاليكك وصحي النام ..
    أرقصي الفاشرالهضليموكب ونام ..
    وقولي الليلة شبالكم علي حرام ..
    لما تكسروا القيد أب عشرأعوام ..
    ولما تقنعوا الكاشفات وراء وقدام ..
    ولما تجيبوا سجانكم خزي ومنضام ..
    ولما اولادي يبقواجنود .. ومش خدام .

    **********************

    الخاتمة :

    هذي الأراجـز يا أماه … من كــبد الســــــماء ..
    من حيث يتعب بالشموس الغر سيل الكبرياء ..
    من حيث يحتصد الرصاص صدوركل الأبرياء ..
    من حيث يسخربالمشانق إعتناق الشرفاء ..
    من حيث يعصف بالزلازل احتشاد الأتقياء ..
    من حيث تحتشد السجون جحافلا للأوفياء ..
    من حيث يلتقط الرسالة قلب كل الأنبياء ..
    من حيث كل الكون حق وسلام وضياء ..
    من حيث ما كذب الفؤاد ولا ألم به الرياء ..
    من حيث ينبوع المحبة والجلالة والبهاء ..
    من حيث لا بدء ، ولا حيث ، ولا ثم انتهاء ..
    إنها محض خشوع .. وصلاة ، ودعاء ؛
    إنها محض خشوع .. وصلاة ، ودعاء .

  22. أقول لإبنه الدكتور أحمد بالله خذها لأخواتها وبناها في السودان وهن كتيرات بيونسوها وبيحاكوها ولو تحت راكوبة والله احسن ليها من فلل لندن بأكملها. وفقك الله وحفظ والدتك ام المناضلات…

  23. يااخوانا معليش انا فعلاً غلطانة في مقارنتي بين الاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم وسارة منصور …رايكم شنو نقول الاستاذة ارجل من عمر البشير

  24. رغم أن الكاتب يحاول أن يتمدد في عدد من الوسائط الالكترونية ولكني لم أجد شخصا مكروها للقراء مثله، فضعف ذكائه جعله غير قادر على إخفاء دوافعه في كل مرة يكتب فيها، فهو دائما ما يذكر الناس بأنه مناضل وأنه أفضل من كتب في الصحف الخليجية وأن النظام سحب جوازه لخطورة معارضته…. ووو!! ثم يحاول دائما أن يتحدث عن النعيم الذي يعيش فيه في الغرب بطرق ايحائية شأن الكثيرين من المخلوعين ذوي النقص الذين يحاولون استكمال أنفسهم بالتوهم بأن لهم حظوة لا تتوفر للآخرين.. وحتى في مقاله هذا لا حظ (فقد وصلت لندن قادما من جنيف …. ونحن نتنقل من بص الى بص وسط أزقة لندن الضيقة و المتعرجة وشوارعها المكتظة بالحركة واشارات مرورها التي لا تُحصى ولا تُعد) ياخي حريقة فيك وفي لندن الواهماك هذه.. فما علاقة قدومك من جنيف بالأمر سوى أنك تعتقد أن ذلك يعطيك هالة أنت تتوهمها لدى الآخرين؟؟!!
    لو كانت زيارتك للأستاذة المناضلةلله ما كنت كتبت ذلك في الصحف.. فأنت جئت تبحث لاهثا وراء المجد فلم تجد من الجميع وكالعادة إلا الاستهجان .. وإن صح أن سفارة النظام في لندن طلبت تقييد الزيارة لها فهذا موقف إيجابي منها حمابة لها من المتسللين والباحثين عن الشهرة واستكمال الذات
    خضر.. بصراحة لا بد أن تنظر لنفسك في المرآة .. فلديك نوع من الخفة يجب أن تتخلص منه قبل أن تحاول الظهور للناس بمظهر المناضل..
    نسأل الله لك الشفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..