مُبادرة شــــارع الحـــوادث الفـــاشر ..فتحية موسى السيد

يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها. فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في المجالات كافة، وإن تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعاشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة، تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها، مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها الولاية ومعاناتها من ويلات الحروب. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية. في بادرة إنسانية فريدة من نوعها لمجموعة من الشباب انطلق في مبادرة تطوعية بدأت كفكرة طبية لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان وأمراض الدم بولاية الخرطوم وخصوصاً في مستشفى بن عوف، وقد استمرت لفترة طويلة تهمل لعدم توفير ما يتيح لها الوقوف جنباً إلى جنب مع الأطفال ذوي العوز المادي، ومن ثم انتقلت هذه المبادرة لتحط رحالها متنقلة في العديد من مدن السودان، منها الفاشر عن طريق بعض المتطوعين عبر رؤيتهم الأساسية من أجل أطفال السرطان وأمراض الدم. أما عن رسالة هؤلاء فهي سامية للغاية تتمثل في تقديم كل ما هو ممكن في مجال مكافحة وعلاج أمراض الدم والأورام بالنسبة للأطفال عبر الوصول الى المعايير العالمية في هذا المجال والمساهمة في برامج التوعية المتخصصة، إضافة الى تقديم الدعم المعنوي والمادي للأطفال المرضى وتوفير بيئة صحية معافاة لهم، شعارهم الايمان التام بأنه «أينما وجد طفل محتاج يجب أن نتواجد».
الأطفال المرضى بشارع الحوادث من قبل المتبرعين وقيامهم بإنزال الروشتات لاستقطاب المزيد من الدعم وللفت أنظار المجتمع والخيرين ورجال الأعمال والشركات للمساهمة في علاج هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون الكثير لتخفيف معاناتهم. وبرأيي هذا العمل لفتة بارعة من هؤلاء الشباب حيث بدأت المبادرة بعد إطلاق صفحة شارع الحوادث على «الفيس بوك» و«الواتساب» وذلك بعد أن اجتمعت مجموعة من الشباب الذين كانوا يعملون في مبادرات مختلفة مع الأطفال المرضى حيث كانت تباشر العمل مع فئات محددة، وأراد الشباب توسعة مظلة تغطية الحاجة لتشمل كل الأطفال المحتاجين واختير اسم «شارع الحوادث» من المنطقة التي تتواجد بها المستشفيات وهم مجموعة من الشباب الذين لديهم من الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية ما يحركهم نحو الأطفال الذين ابتلاهم الله بالمرض وابتلى أسرهم بضيق ذات اليد، وهذا العمل يستحق التقدير والإشادة خاصة أن الإنسان ليس خالداً ولكن تبقى الفكرة ونحن نظن أن الخير مازال موجوداً وباقٍ . شـــارع الحـــوادث بالفــاشـر الذي يحــلم بغد أفضــل لأطفالـــنا وسيكون دوماً سنــد لكل محتاج، وحقاً هذه المــبادرة الكريـــمة التي تبنتها (رابطة الموظفين السودانيين العاملين باليوناميد) تستحق التأمل، ولهم القدح المعلى في إنجاح هذا العمل المميز، حيث تم تسليــم عدد «30» جهاز أوكســجين لإدراة مستشــفى الفاشـــر التعلـــيمي، مع العلم أن هذه الأجــهزة هي الأولى من نوعــها في الولاية للحد من احتياجات الأوكــسجين المتكــررة والأجهــزة التي يحتاجها المرضى، «ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله». الشكر أجزله لوقفتهـــم الطيبة ودعمهم الكريم وقلــبهم على إنسان وأطفـــال الولايــة، وستتواصل بإذن الله برامـــج توفير الأجهزة المطلـــوبة في مستـــشفى الفاشـــر وعدد من المستشــفيات بولايات دارفـــور. ايضاً هنالك عدد من أجهزة الأوكــسجين التي ســـتوزع لمكاتب الشــــوارع في نيــالا والجنــينة وزالــنجي والضــعين فيما بعد وشرح وافٍ عن الأجهــزة وكيفية الاستفادة منها وطريقة تشغيلها والمحافظة عليها قبل التسليم المناوبة داخل الفاشر في «الفيس» وعلي قروبات «الواتس» أو صفحة «تويتر» في المناوبة. فالعمل الميداني الركيزة الأساسية للمبادرة والدوام الليلي مفتــــوح على حسب الحاجة.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. يا سلام هذا هو الدور المطلوب للشباب لان الاوطان يبنيها بنوها خاصة الشباب
    فهؤلاء الشباب هم الامل المرتجي .
    وهنا احب ان اشير الي منظمة حسن الخاتمة والذي تم تكوينه من بعض الشباب والشابات ايضا بمدينة الفاشر اتمني لهم التوفيق ايضا والسداد وان نسمع لهم دور في الحياة العامة

  2. اريد ان اتواصل مع شباب ش الحوادث والمساعدة قى مجالى ك صيدلى
    ارجو الاتصال الانى قى الامارات
    00971505454485

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..