الإيجار .. هاجس «ناس الخرطوم»

مصعب محمد علي :
عشرة الأيام والرفقة الطيبة والطويلة.. هذه النعم التي كنا نغني ونتغنى بها أصبحت في كف عفريت.. لأن إيقاع الحياة المتسارع في السودان خصم كثيراً من القيم وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الذي دفع كثيرين لبيع منازلهم بحثاً عن تحسين وضعهم المعيشي.. وبعد ذلك تجدهم يبحثون إما عن منازل بسعر أقل أو منازل للإيجار.. ويكتشفون أن أسعار الإيجار دخلت في مضاربات ووسطاء.. يرى أغلب الباحثين عن الإيجار أنهم السبب في هذا الارتفاع الجنوني وغير المبرر..

ما دفعنا لسؤال أحد السماسرة في منطقة الأزهري «حسن سكران» عن أسباب ارتفاع أسعار البيوت فقال لنا: أسعار البيوت لا تنفصل عن الأسعار الأخرى.. فتبعاً لارتفاع أي سلعة لا بد أن تزيد الأخرى.. وعد أن أسعار مواد البناء غير المستقرة والارتفاع الجنوني للعملات الأجنبية من أهم الأسباب، وأضاف بغضب: «الناس بتتهم السماسرة دون وجه حق.. السمسار ما زاد سعر الأسمنت ولا زاد سعر السيخ ولا الرملة.. شوفوا الزيادات دي من وين؟».
٭ المضطر
تدخل رجل باحث عن منزل جاء إلى حسن ليوفر له منزلاً فقال لنا: أنا لي أكتر من شهرين بفتش في بيت وفي أي منطقة وما ضروري المواصفات.. المهم بيت بسعر يتناسب مع مرتبي والآن أنا مضطر أوافق بأي عرض.
٭ المناطق سواسية
العاصمة القومية لكونها تستقبل يومياً عدداً كبيراً من السكان السودانيين والأجانب.. جعلها أكثر المناطق التي تشهد ارتفاعاً في أسعار البيوت.. لكن ما يستغرب له أن مناطق مثل العمارات والرياض كانت الأغلى سعراً.. الآن أسعار الإيجار فيها كادت تتساوى مع المناطق الطرفية والأحياء الجديدة.. ما هو السبب في ذلك؟
السمسار عماد الفضل صاحب مكتب في عمارة الضرائب.. أرجع السبب إلى الأجانب الذين كما قال أصبحوا موزعين في العاصمة القومية.. فلم تعد لديهم منطقة مفضلة عن الأخرى.. لأن هناك طفرة عمرانية كبيرة شهدتها العاصمة.. لذلك أسعار الإيجار ساوت بين المناطق.
٭ الديون الهالكة
من طرائف أزمة الإيجار أن صاحب دكان اسمه عبد الرحمن له ديون هالكة كثيرة بسبب الرحيل المستمر والمفاجيء لجيران أعتقد أن رحيلهم من بيوتهم أمر غير وارد «عندي ديون وصلت ألف جنيه وما عارف لغاية اللحظة دي ناسها رحلوا وين.. لأني سافرت وجيت لقيت الجماعة رحلوا».
٭ حفلات الوداع
محمد يحيى لم يكن يضع في حسبانه أنه سيضطر إلى الرحيل من بيت شكل كل تفاصيل حياته.. فقد تزوج وأنجب ودرس أبناؤه وعلق على حائط المنزل صوراً كثيرة للذكريات السعيدة.. وعندما قرر الرحيل بكى أهل الحي ونظموا له رحلة وحفل وداع.. عبر بها أهل الحي عن محبتهم له ولإسرته.. الآن لم تعد هذه الحالة الاجتماعية موجودة.. لأن الرحيل أصبح حالة اعتيادية وتكاد تكون شهرية.
مواضيع ذات صلة:

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. يا أبو المصاعب لم تتحفنا ولو بالأسعار التقريبية للإيجارات في المناطق التي ذكرت ام خايف تزيد غربتنا؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..