أرجوك لا تعطني هذا الدواء..!!

تراسيم

عبد الباقى الظافر

أرجوك لا تعطني هذا الدواء..!!

أطلق البروفيسور إبراهيم أونور وصفاً دقيقاً للطاقم الاقتصادي في الحكومة.. الخبير أونور وصف فريق الإنقاذ الاقتصادي مثل رجل في غرفة مظلمة يبحث عن بوابة الخروج.. ربما يكون اجتهاد الخبير الاقتصادي يحمل وصفاً دقيقاً.. ولكن في تقديري أن خبراء الإنقاذ يدركون أين العلة ولكن لا أحد يجرؤ على البوح.

وزير المالية علي محمود جرب أكثر من نظرية اقتصادية خلال توليه مقاليد بيت الخزانة.. بدأ المصرفي السابق ببنك التضامن عهده بحزمة من الإجراءات التي تقلل الواردات بدلاً من زيادة الإنتاج ومن ثم الصادرات.. أكثر الوزير الحديث عن (النبق) الفارسي حتى اكتشف أن نبق فارس لا يحمل من تلك البلاد إلا الاسم وأنه منتج سوداني مائة بالمائة.. بات في عهد علي محمود عبدالرسول حلم استيراد عربة مستعملة عصياً ويحتاج إلى تصديق وزاري.. وبدأت قائمة عبدالرسول تزيد فشملت الأثاث المستورد والاسبيرات المستعملة.

فجأة يفيق وزير المالية ويحاول أن يتبنى سياسة مغايرة.. إطلاق سراح الدولار.. فجأة انخفض سعر العملة الوطنية بما يقارب النصف.. مواطن صدّق الوزير وذهب إلى الصرافة ولم يحاسب بالسعر الجديد.. الصراف اعتذر للمواطن لم يصلنا المنشور الجديد.. البنوك ما زالت في حيرة.. التعويم الحقيقي يجعل قطعة الخبز بنصف جنيه.. وجالون البنزين باثني عشر جنيهاً.. ولأن لهذا القرار تكلفة سياسية تجعل الحكومة تستنشق حمى الربيع العربي.. لا يستطيع الوزير المضي إلى نهاية المطاف في تعويم الجنيه السوداني فيقف في منتصف الطريق.

أكثر من خبير لا يتوقع لسياسة التعويم أن تنجح في هذا التوقيت.. الدولار المتوفر بين يدي الحكومة عبارة عن قروض من دول صديقة.. ما لم تستطع الحكومة تعويض الفاقد الاقتصادي من انحسار بترول الجنوب المقدر بنحو خمسين بالمائة من إيرادات العملة الحرة.. فلن تصمد أمام سوق المضاربات.. زيادة معدلات التضخم الذي من المتوقع أن يصل تخوم 50%سيبتلع أي مزايا لتخفيض العملة في مجال تحفيز الصادرات.

تأرجح الدولار سيجعل المستثمرين الأجانب وحتى الوطنيين يترددون في الدخول إلى سوق مضطرب.. كبار رجال الأعمال بحاستهم الاقتصادية العالية سيتوجهون إلى بقاع أخرى أقربها أثيوبيا أخت بلادي.. حتى المغتربين السودانيين سيكتفون بإرسال تحويلات الحد الأدنى من أجل مساعدة الأهل.. حتى هذه التحويلات لن تمر أمام المصارف الرسمية وسيتم تداولها في أسواق خارجية.. أما مدخرات هؤلاء فستكون في حصن حصين في بلاد مستقرة اقتصادياً.

كل السياسات الاقتصادية ستهزمها الرؤية السياسية.. صورتنا السياسية السالبة حرمتنا من الاستفادة من برنامج إعفاء الديون.. المطلوب إصلاح سياسي شامل.. الانفتاح على دول الجوار عبر إستراتيجيات تبنى على التكامل.. مصنع أسمنت في ربك يمكن أن يدر ملايين الدولارات من دولة جنوب السودان.. طريق آمن ومعبد إلى تشاد يمكنه أن ينشط اقتصاديات السودان.. تستطيع المنتجات السودانية المنافسة في الجوار الأفريقي الذي يمثل منخفضاً اقتصادياً للسودان.

من سوء الحظ أن هذه الحكومة لن تستطيع العبور.. في كل مرة ستوصي مواطنيها بشد الأحزمة على البطون الخاوية.

الروشتة الصحيحة تكمن في التغيير الذي يتحاشاه الفريق الاقتصادي للإنقاذ.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. بسم ألله الرحمن الرحيم

    المحترم عبد الباقى الظافر .. السلام عليكم ورحمة ألله

    يحل علينا ميلاد أل(30)من يونيو ..ربع قرن تقريباً من حُكم البشير وهى الفترة الزمنية الأطول بين من تولوا الحُكم فى السودان ..وربع قرن من الحُكم فترة كافية للتقييم والتمحيص واستخراج النتائج والعِبر من أجل مستقبل الأجيال القادمة.. توجد لدينا عدة جوانب يمكن من خلالها تقييم الحقبة البشيريه)وهى التى احتلت المساحة الأكبر من الكتابات على مدى السنوات الأخيرة..

    * إن الخلاف مع البشير ليس خلافاً (شخصياً) وليس خلافاً (شكلياً) بل خلاف على جوهر السياسات الاقتصادية التى نفذها على مدى ربع قرن وهى فترة كافية لإجراء تقييم موضوعي لهذه السياسات وهى تعتمد بشكل أساسي على البيانات المعلنة والرسمية والتى لا يمكن التشكيك بها إنها خِلاف على التوجهات الرئيسية وصراع من أجل مستقبل البلد وشبابه ومستقبل الأجيال القادمة وهو خلاف حول طبيعة التنمية التي يحتاجها الوطن ومن الذي يقود هذه التنمية ؟!

    لقد قدم العديد من المفكرين الاقتصاديين العشرات بل والمئات من الدراسات الهامة حول هذه القضية..

    إنني سأحاول إن أنقل بعض الحقيقة فى محاولة للتدقيق والتقييم لما يسمونه الإصلاح الاقتصادى فإن أخطأت فلى أجر المحاولة والاجتهاد وإن أصبت فلى أجران فى مقاله مطوله سأرسلها لادارة موقع الراكوبا لنشرها آملاً أن يتكرموا بنشرها كأول مساهمه مباشره ..

    * الجـعـلى البعـدى يـومـو خنـق

  2. العلاج واضح
    1-ايقاف الفساد المستشري
    2-تخفيض المناصب الدستورية
    3-الغاء الشركات الحكومية
    4-ايقاف الجبايات الحكومية
    5-تعين التكنقراط في الوزرات لاسنباط وسائل جديد ومبتكرة في الزراعة والصناعة والتعدين
    6-فتح وتشجيع التجارة مع الدول المجاورة
    7-تشجيع الاستثمار في مجالات حيوية مثل الصناعة والزراعة والنقل
    ملاحظة(اعمدة اقتصاد السودان من قبل الحكوات الوطنية ,مشروع الجزيره السكة حديد)
    ملاحظة (الناقل الوطني سودانير تنقل فقط 16 في المائة من حركة السفر في السودان في حين مصر للطىران ثلاثة الى اربع سفريات في اليوم تنقل قرابة 50 في المائة)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..