حي فور مستودع الابداع والجمال في الحصاحيصا حل ازمة دارفور حل ازمة دارفور يبدأ من هنا

[CENTER]
فيلا دارو بحي فور[/CENTER]

حي فور مستودع الابداع والجمال في الحصاحيصا
حل ازمة دارفور يبدأ من هنا

من مفكرتي / حسن وراق
[email][email protected][/email]

يوجد أكثر من اثنين وعشرون حياً سكنياً بالحصاحيصا.. إلا أن حي فور يعتبر من أقدم أحياء المدينة.. وإذا علمنا أن الحصاحيصا المدينة ارتبطت في نشأتها وتطورها بقيام مشروع الجزيرة والذي اظهر كل معالم التمدن بها، بقيام محالج الأقطان أصبحت الحصاحيصا سوقا كبيرا للعمل حيث توافد عليها من مختلف البلاد من هم أكثر حرصاً علي اغتنام فرص العمل .فبدت تفد علي مراحل متفاوتة مجموعات تمثل كل التنوع السكاني لقبائل البلاد المختلفة من الشمال والغرب والشرق ومن الجنوب وليس صدفة ان يكون في الحصاحيصا حي سكني باسم كريمة وأخر يسمي بحي فور يمثلان جانبا من التنوع الاثنوغرافي للمدينة المتعايشة في سلام اجتماعي فريد.
حي فور بمثابة الشامة في خد الحصاحيصا، يمتاز بتنوع سكاني فريد انصهرت فيه كل قبائل غرب البلاد من فور وداجو وبرقد، هبانية ورزيقات وسلامات وجوامعه واختلطوا بالمجموعات القبلية التي وفدت من شمال وجنوب كردفان من قبائل النوبة والبقارة والحمر وغيرهم . كل هذه القبائل تداخلت مع بعض الوافدين من مناطق الشرق وخاصة من خارج الحدود والتي تعرف بالحبشة الجيبوتية وجماعات الجبرتة ومنهم حسين محمد بابكر والذي جاء سنة 1916 وعمل بوليس بمدني وتوالت بعد ذلك الهجرات من اصوصة وهلمندي وغيرها من المناطق الإثيوبية ومن مناطق التماس الحدودية.
يعود تاريخ حي فور إلي ما بعد ثورة 1924 عندما تم تسريح الكتيبة العسكرية التي كانت بقيادة الشهيد عبد الفضيل الماظ والذي استشهد وهو ممسكا بمدفعه في مستشفي النهر بالقرب من وزرة التربية والتعليم عندما قام المستعمر بدك المستشفي بالمدافع.. من ضمن عساكر الكتيبة كان محمد علم الدين والشهير بمحمد فور والذي بعد تسريحه من الخدمة .قدم إلي منطقة الجزيرة في العام 1928 للعمل في محالج القطن مع المقاول في عهد السادة أبناء الهوارة ميرغي الطيب وعبد الله أبو ألكيلك. يتصل محمد فور بجده السادس بالسلطان يحي صاحب المقام في منطقة كيله غرب الفاشر وهو من أسرة احمد المقصور والسلطان علي دينار ومن أولاد محمد فور عبد السلام لاعب موردة الحصاحيصا والذي لعب أيضا في قلب الجزيرة ثم المريخ .وشقيقه بشير. ومن أسرتهم عبد الرحمن يوسف وإبراهيم صديق وعباس. توالت هجرات أبناء دارفور نحو الحصاحيصا من شتي المناطق وأشهرها كتم ومن قري كورما وكوري ومن زالنجي وكور وموار ومن نواحي زالنجي وكبكابية وقرية كورناو ومن منطقة الجنينة آل بحر والحاج عبد الرسول والد ابراهيم وعثمان.

لايزال حي فور يحتفظ بتقاليد راسخة لم تندثر في ممارسة الكثير من الطقوس والعادات ولعل هذا ما يميز الحي حركته الرائجة إذ إن أي قبيلة أو تجمع سكاني لهم طقوسهم الخاصة واحتفالاتهم وأعيادهم وقد تجد أن هنالك شهرا بعينه تتواصل فيه الاحتفالات والمناسبات المختلفة والليالي القمرية وممارسة الرقص والغناء والتزين بالأزياء الشعبية المختلفة. التنوع السكاني في حي فور أضفي عليه طبيعة خاصة جعلته يتميز بالتسامح واحترام حقوق الآخرين في بناء علاقات إنسانية مع مختلف سكان الحي مختلفي الملل والنحل والطوائف والخلفيات الاثنية.

مثلما يختبئ البستان في زهرة فكل السودان ينصهر في حي فور ، والذي أصبح له طعم خاص.لا أبالغ إذا ما قلت إن من أهم المعالم البارزة التي اضفاها حي فور علي الحصاحيصا أو السودان هو التفرد بخلق مطبخ خاص أو مايعرف بطعام ناس الحصاحيصا ِِAlhasahisa Cuisine ليس صدفة أن تصنف الحصاحيصا من أشهر مدن السودان في مجال المطاعم وإعداد الأطعمة بفضل إسهامات حي فور في صياغة المائدة السودانية و جود ابرع الطهاة والطباخين من الجنسين فرضوا ذوقا خاصا وتذوق امتاز به مواطني الحصاحيصا . مائدة الطعام في غالبية الأحوال تعرف التنوع الذي استمد من التنوع الثقافي الذي يوجد بالحصاحيصا.. كيف لا والجميع هنا يتذوقون باستحسان ثوابت المطعم الدرفوري من خلال مختلف الأطعمة .. الدامرقة والضرابة والكول والمرس والكمبو والمرين.. التلذذ بالبركيب والمنصاص والعصيدة الجيرية وسلاطة الموليتا وصوابع الكنافة الفاشرية ومعلوم أن المطبخ الدارفوري سيد مطابخ السودان وخاصة في مجال إعداد إطباق الدجاج المشفي من العظم… قوائم الطعام تختلط مع المطبخ القادم من شرق السودان ناحية الحبشة واريتريا بدأً من كسرة الانجيرة التي دخلت كل منازل الحصاحيصا مع زغني الدجاج واللحم وشطة الدليخ والشرو وتكتمل المائدة بقراصة أهل الشمال بتركينها وملوحتها وسبروقها وكدادها مع الويكاب وملاح اللوبيا وأطعمة اللبن المختلفة ليس كل هذا فحسب بل التفنن في إعداد الأطعمة المختلفة من المطبخ العالمي International cuisine وقد أشاد بمستوي وذوق أهل الحصاحيصا الكثير من شفات Chef المدارس المختلفة وخاصة معلمي المدرسة المتجولة لشركة سيقا والتي أقامت العديد من الورش المتخصصة ووجدت أهل الحصاحيصا (معلمين كبار).

اليوم حي فور يساهم مساهمة فعالة في تنمية وتطوير مدينة الحصاحيصا من خلال مساهمات الكثير من أبنائه في العمل العام والكثير من المبدعين من ابناء وبنات الحي في العديد من المناشط ومن المعالم البارزة في حي فور طائفة من المبدعين الذين ارتبطوا بالحي ومنهم الفنانة المطربة سمية حسن والمبدع قائد ومؤسس فرقة ساورا الغنائية الاستاذ الهادي جمعة جابر والمطرب المعتق برتل والفنانة المبدعة صانعة الجمال وصاحبة أول صالون (فجر المشارق) فاطنة الزين صاحبة القصر المنيف بالحي والكثير من الرياضيين الأفذاذ مثل كندورة وكابتن تورو وعبدالجليل كالمدو والمعلم خميس بانقي وغيرهم وسط اشهر واشطر الصناعية والاسطوات في مختلف المهن والحرف ، من اشرقات حي فور، قطاع كبير من النساء العاملات في كل المرافق ومن المشاهير الحاجة دارو الطباخة المشهورة وصاحبة اجمل فيلا بالحصاحيصا في حي فور والتي أصبح من المزارات السياحية بالحصاحيصاوهناك نساء بالحي اصبحن من المشاهير امثال مدينة عبدالله وعرفة عبدالرسول دخلن بيوت الحصاحيصا وقدمن ابداع مدر في فنون اعداد الاطعمة . حي فور منارة سامقة في الحصاحيصا تعبر عن مستقبل قادم للمدينة بتشكيلة سكانية فريدة وتنوع ثقافي هو ما نصبو اليه كثيرون من اهل السودان .
لماذا نهاجر لعواصم العالم نبتغي حلا لقضية دارفور والحل الحقيقي بين ايدينا في حي فور بالحصاحيصا الذي يطبق التعايش السلمي والتفاعل الاجتماعي والاحترام المتبادل منذ عقود . قبل ان تستقبل الحصاحيصا وفود الحكومة والحركات الدارفورية علي محلية الحصاحيصا ومعتمدها ان يستحوا قليلا علي دمهم ويقوموا بصيانة شوارع هذا الحي العريق والمشرق بالابداع والجمال في سماء الحصاحيصا .

تعليق واحد

  1. الانسان الرائع جدا جدا جدا استاذ حسن وراق لقولك هذا سال من عسل أم صببت على أفواهنا العسلا لى الشرف ان مكثت بالحصاحيا عدة سنوات بالحلة الجديدة ولكن ليس فى خاطرى سوى حى فور (حلة فور) وكماتفضلت وانصفت كل الجمال مسكوب هناك وابلغ الدروس تجدها فى حى فور , حفظ الله شعب دارفور ورفع شأنها وانصفهم من كل ظالم

  2. وهل تظن أنك الوحيد من سكان الحصاحيصا حتى ترسم هذه الصورة الجميلة عن حلة فور الكل يعرف أنها وكر للخمور والدعارة والجريمة
    هنالك أحياء عريقة ونظيفة مثل الحي الاوسط والمزاد والمايقوما والسكة حديد

  3. يالحلاوى الصالح والطالح فى كل مجتمع وكل منطقة! فلا داعى للاساءة لحى يحتوى كل السودانيين لمجرد ان فيه ماهو موجود فى ارقى احياء المدن! معروف ان الفور اكثر قبائل السودان انفتاحا لذلك هم وسطييين وسهلى التعايش والاندماج مع غيرهم! اما عن وجود الامور الاخرى اللاخلاقية فهى شاءن طبيعى ويحدث فى كل مدينة حتنى المدن زات القداسة الدينية تجد فيها من هزه الظواهر مافيها لاداعى لنشر الاسائات خصوصا وان الفور قبيلة عفيفة اللسان ومعروف عنهم المسالمة ولا يميلون للاساءة للغير مهما حصل

  4. العزيز حسن وراق
    نعرفك منذ ان كنت طالبا بمدرسة الحصاحيصا الأميرية فقد كنت من اطول الطلبة في ذلك العهد وكنتم مجموعة رائعة من ابناء الحصاحيصا الذين نهلنا معهم العلم في تلك المدرسة العريقة
    تحياتي لك ولأبناء الحصاحيصا الميامين والذين اذكر منهم محمد عثمان (تورو) وازهري علي عيسي وأزهري القيافة والطيب صالح ومحمد السر وغيرهم
    وحقا الحصاحيصا من المدن المدهشة بالسودان ونتمني ان تظل علي الدوام كذلك

  5. لك التحية والشكر الجزيل على هذه المعلومات الثرة والسرد الجميل لما بهذه المدينة من خبايا الجمال والمعالم السياحية الآسرة والانصهار الاجتماعي الراقي في حي واحد صار أحد معالم مدينة الحصاحيصا..

    ولو كنت من متنفيذي مدينة الحصاحيصا لنشرت هذا المقال الرائع في مجلة سياحية للتعريف بهذه المدينة الرائعة.
    وأنا شخصيا كم عبرت بهذه المدينة منذ الصغر خلال تسفاري بين الحوش والخرطوم وكم تفيأت ظلال أشجارها الوارفة المطلة على النيل غرب طريق الخرطوم مدني، ولم يخطر ببالي قط هذه الكنوز من العادات والثقافات والتراث الكامن في باطن هذه المدينة الهادئة، وكنت اعبر من خلال القشرة المحاذية للطريق ولم يسعدني زماني بالولوج إلى لب المدينة.
    مؤكد بعد هذا الوصف الجميل سوف يقطع كل محب للجمال والتراث بعض من وقته لاستكشاف مهاد هذا الجمال في حي فور وكريمة وغيرهامن معالم المدينة الشامة على خد النيل .
    شكرا .. شكراً استاذنا الرائع حسن وراق

  6. الأستاذوراق:لك خالص التحايا والتجلة على هذا المقال الرائع بروعة أهل مدينة الحصاحيصا هذه المدينة التى تعبر عن أصالة انسان لسودان الأصيل باحتضانهالكل القوميات والاثنيات التى تتعايش باسلوب اجتماعى فريد, فمدينة الحصاحيصا هى من المدن التى توصف بالهدوء والتسامح وهو ملتقى للشرق السودان وغربه وجنوبه وشماله حيث تجد فيها الأدروب والجنوبيين وأهل الجزيرة والدارفوريين يعيشون جميعا فى احترام دون تمييز أو اتهاض.
    لقد زرت مدينة الحصاحيصا فى العام 2000 ومن حسن حظى مكثت اثنى عشرة يوما بهذا الحى الرائع بروعة أهله وتعرفت على أناث هم كقامات البان فى الكرم والتواضعفمنهم السيد صباحى والسيد وضاح والسيد محمد زكريا الملقب بصفصاف وأكثر ما لفت انتباهى التنوع والذى يوجد فى ذلكالحى (حى فور) ورغم هذا الاسم الاأنه يضم معظم القبائل فى السودان وكذلك بعض أخوتنا من دولة أثيوبياالا أن غالبية أهله هم من قبيلة الفور هذه القبيلة التى يجب على جميع الشعب السودانى أن يكن لها الاحترام فهى قبيلة ذات تاريخ ناصع وراسخ فى جزور هذه الوطن الذين هم من شكلوه بخارطته الحاليه فهم أحفاد السلطان على دينار الذى كان يكسو الكعبة المشرفة وأحفاد السيدة فاطمة المقبولة والدة السيد عبدالرحمن المهدى وهم شعب يحترم الجميع ويحترم حقوقه وقوميته مما جعلهم قبلةللمهاجرين من شاد وليبيا ومورتانيا ووطنوهم فى دارهم (دارفور) بلد القرآن واللوح والدواية.

  7. استاذي الغالي حسن وراق شكرا علي ماذكرته وماكتبته فللحقيقة الحصاحيصا جميعها عبارة عن جنة ببساطت اهلها وطيبتهم وانصهارهم في بوتقة واحدة حيث تجد فيها جميع الاجناس من مختلف السودان ومختلف الاثنيات فلك الشكر

  8. يا سلام با استاذ وراق اعدت الي ذاكرتنا ذكري الايام الجميلة التي فضيناها في مدينتنا الحبيبة الحصاحيصا التي هي رمز لطيبة اهل السودان وانصهارهم وعلاقاتهم الاجتماعية التي لاتبلي ولاتنتهي مهما طال الزمن ان الحصاحيصا تسكن كيان كل من اقام بها ولو لفترة قصيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..