شاهد على العصر الإمام الصادق المهدي الحلقة (9)

اسم البرنامج: شاهد على العصر
عنوان الحلقة: الإمام الصادق المهدي: النميري حاول قتلي لأنني عارضته ج9
مقدم الحلقة: أحمد منصور
ضيف الحلقة: الإمام الصادق المهدي/ رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي
تاريخ الحلقة: 20/9/2015
المحاور:
– إعادة توحيد حزب الأمة
– انقلاب بدوافع سياسية
– أميركا وانقلاب نميري
– اعتقال معارضين سودانيين بارزين
– خديعة النظام وتفاصيل الاعتقال
– مخطط تصفية المهدي
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الإمام الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء السوداني الأسبق، فضيلة الإمام مرحباً بك.
الإمام الصادق المهدي: الله يبارك فيك.
أحمد منصور: قبل أن أصل إلى الانقلاب الذي قام به جعفر النميري في الـ 25 من مايو عام 1969 هناك نقطة مهمة وهي أن حزب الأمة حينما دخل انتخابات العام 1968 دخل منقسماً بشقين؛ جناح الإمام الهادي المهدي وجناح الإمام الصادق المهدي، لكن قبل الانقلاب جرى توحيد الحزب مرة أخرى، جلست مع عمك واتفقتما على توحيد الحزب، كيف جرت عملية توحيد حزب الأمة مرة أخرى؟
إعادة توحيد حزب الأمة
الإمام الصادق المهدي: بسم الله الرحمن الرحيم، كما قلت لك عندما برز دوري السياسي في عهد حكومتي وصرت يشار لي بأنه هذا هو زعيم السودان في المستقبل باعتبار أن الشعبية كانت كاسحة لذلك جرى تآمر ضدي وأسقطت الجمعية التأسيسية وبعد إسقاطها جرى ائتلاف جديد ما بين الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة جناح الإمام، هذا التكوين كانت قسمة حزب الأمة فيه ضعيفة لأن النسبة النيابية كانت لصالح الحزب الاتحادي الديمقراطي.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: فقامت وساطات كثيرة.
أحمد منصور: بينك وبين عمك.
الإمام الصادق المهدي: نعم، أنه.
أحمد منصور: من الذي لعب الدور فيها؟
الإمام الصادق المهدي: عدد كبير من الأنصار وحزب الأمة يعني.
أحمد منصور: كانت وساطة داخلية يعني.
الإمام الصادق المهدي: وساطة داخلية، نتيجة لها أنا قلت كل الذي أريد أن يثبت أن تكون قرارات حزب الأمة هي قرارات نهائية ولا توجد وصاية عليها، نعم.
أحمد منصور: يعني أنت تريد فصل الحزب عن الإمامة.
الإمام الصادق المهدي: لا مش فصل لكن تحديد صلاحيات الإمامة، بحيث أنه الإمام عنده الحق في أن يقول رأياً في السياسية كما يشاء ولكن الحزب يقرر باستقلالية تامة.
أحمد منصور: حتى لو خالف رأي الإمام.
الإمام الصادق المهدي: حتى لو خالف رأي الإمام باعتبار أن هذا هو الذي يجعل للحزب صلاحيات مؤسسية.
أحمد منصور: يعني أنت هنا تريد أن تكون وضع الإمامة هي وضع الرعاية.
الإمام الصادق المهدي: الرعاية.
أحمد منصور: وليس القيادة.
الإمام الصادق المهدي: وليس..
أحمد منصور: أو السلطة فوق الحزب.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: وهذا كان دور جدك عبد الرحمن.
الإمام الصادق المهدي: وهذا كان دور جدي.
أحمد منصور: وعلاقته مع الحزب.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: لم يفرض جدك شيئاً على الحزب.
الإمام الصادق المهدي: أصلاً.
أحمد منصور: حتى والدك اختلف معه حينما ناصر جدك انقلاب 1958 ووقف والدك ضد الانقلاب.
الإمام الصادق المهدي: نعم، المهم الذي حدث هنا أنا قلت أنا لا مانع لدي أن يلتئم حزب الأمة ولكن بشرط أن تكون قرارات الحزب نهائية وأن تكون كافة المناصب في الحزب انتخابية، وافق الإمام على هذا الشرط ولذلك أعيد توحيد حزب الأمة، عندما أعيد توحيد حزب الأمة صارت كتلة حزب الأمة كبيرة.
أحمد منصور: كنتم تزيدوا على؛ تقتربوا من 80 عضو.
الإمام الصادق المهدي: نعم فصار هناك مطلب لدينا أن لا بد مراجعة أسس الائتلاف بين حزب الأمة وبين حزب الاتحادي الديمقراطي وقد كان صرنا نبحث هذه الأشياء، حكومة محجوب الثانية هذه من فضائل ما حققت التأسيس على ما فعلنا في موضوع الدستور وذلك بأن.
أحمد منصور: حتى الآن الدستور ما كنش أقر.
الإمام الصادق المهدي: ما كان أقر.
أحمد منصور: من 1956 وانتم قاعدين تقولون الدستور؛ الدستور.
الإمام الصادق المهدي: نعم ولكن كونت أنا لجنة قومية للدستور وقطعت شوطاً وصار اتخاذ الدستور الجديد قاب قوسين أو أدنى.
أحمد منصور: أنت في اللحظة ما فكرت بقى إن ليه محجوب يبقى هو رئيس الحكومة؟ لماذا لا يكون الإمام الصادق المهدي بعد ما وحدتم الحزب؟
الإمام الصادق المهدي: لم نطرح هذا السؤال ولكن الشيء الذي كما قلت لك اعتمدنه هو كافة المناصب السياسية تكون بالانتخاب.
أحمد منصور: حتى اختيار الوزراء وغيرها!!
الإمام الصادق المهدي: نعم تكون بالانتخاب، هذا في رأيي من الأشياء التي أزعجت السيد محمد أحمد محجوب لأنه ما اشترطنا أن الصادق يكون ولا لا يكون ولكن اشترطنا أنه ما في منصب يكون إلا بالانتخاب، هو أحس بأنه راهن على أن وضعه يجب أن يكون بترشيح وتعيين من الإمام، شعر بقلق حول هذا الموضوع ولكن أنا..
أحمد منصور: أنتم خلاص انتزعتم من الإمام هذا الحق.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، وافق الإمام على أن تكون مناصب الحزب كده، الشيء المهم حكومة السيد محمد أحمد محجوب الثانية واصلت ما نعتقد انه عدم المسؤولية في المسألة المالية لأنه كانت ضمن الأشياء التي عملتها أنا في حكومتي عينت وزير مالية السيد حمزة الميرغني شخص خبير اقتصادي وبدأ يحقق إصلاح للاقتصاد دي عادت ريما لقديمها فيما يتعلق بالمالية، ثانياً عادت ريما لقديمها أيضاً في عدم الاهتمام في قضية الجنوب لأننا كنا قد بنينا من المائدة المستديرة إلى الخ إلى مؤتمر كافة الأحزاب السودانية لكن الشيء الذي بنّت عليه حكومة السيد محمد أحمد محجوب هو ما حققنا من أمر الدستور، اللجنة القومية للدستور صارت ناجحة وكادت تصل إلى نهايتها.
أحمد منصور: لولا.
الإمام الصادق المهدي: لا ما هي لولا الانقلاب، ده كله تطور حميد، هنا في رأيي حصل شيء مهم.
أحمد منصور: ما هو؟
الإمام الصادق المهدي: أيوه وهو أنه السيد محمد أحمد محجوب صار قلقاً على وضعه، هم وضعوا في الدستور الجديد نصاً فيه تآمر ضدي.
أحمد منصور: كيف؟
الإمام الصادق المهدي: لأنهم حرصوا كل المناصب السودانية كانت أن رأس الدولة.
أحمد منصور: 30 سنة.
الإمام الصادق المهدي: 30سنة، وضعوه 40 سنة وده كان حقيقة حاجز ضدي.
أحمد منصور: أنت حكيت لنا قصة إزاي المحجوب حاول أن يساومك.
الإمام الصادق المهدي: أيوه المهم في هذا صرت أنا خارج إمكانية الترشيح لرئاسة الجمهورية.
أحمد منصور: أنت كنت ناوي تترشح لرئاسة الجمهورية!!
الإمام الصادق المهدي: ما نويت لكن يعني المهم قطع الطريق حتى إذا فكرت، صار التنافس المحتمل بين الإمام الهادي والسيد إسماعيل الأزهري، فهنا كان واضح أيضاً أن الإمام الهادي كان حريصاً على استمرار الوحدة في..
أحمد منصور: طيب عشان ما أرجع للقصة دي ثاني لأنك رويتها لما التقى بك المحجوب في بيروت وساومك وقال لك أن كلا الرجلين لا يصلحان فأعطيني أنا الرئاسة الآن وخذها بعد ذلك.
الإمام الصادق المهدي: تمام، المهم في هذا الأمر السيد محمد أحمد محجوب صار قلقاً.
أحمد منصور: بعدما رفضت أنت.
الإمام الصادق المهدي: بعدما رفضت وكان هو يبحث لنفسه عن موقع لأنه إذا صار هذا النزاع أو التنافس ما بين الإمام الهادي والسيد إسماعيل الأزهري هو ما عنده فرصة.
أحمد منصور: حتى يبقى رئيس حكومة.
الإمام الصادق المهدي: أيوه نعم.
أحمد منصور: لأنك ناوي تطيره.
الإمام الصادق المهدي: لا أنا ما ناوي شيء، أنا الحقيقة كما قلت لك أنا ما كان عندي مخطط غير أنه بعد ما اتفقنا ووحدنا حزب الأمة أن نعيد توازن الائتلاف.
أحمد منصور: والتوازن يعني عودتك مرة أخرى لرئاسة الحكومة.
الإمام الصادق المهدي: ما كان ده جزء من الشروط، على أي حال..
أحمد منصور: أنتم ظللتم تتشاكسون نميري انتهز لفرصة وأعد انقلابه..
الإمام الصادق المهدي: مش انتهز الفرصة بس ما هي دي النقطة التي تثبت أن في الأمر حيثيات، السيد محمد أحمد محجوب قبيل الانقلاب قدم استقالة، هذه الاستقالة في الظاهر أنه يريد الأحزاب أن تتفق ولكن في الحقيقة في رأيي خلق فراغا، هناك 3 أسباب أنا لا أقول السيد محمد أحمد محجوب كان جزءاً من التخطيط للانقلاب ولكن هناك 3 قرائن.
أحمد منصور: أدت إلى انقلاب 1969.
الإمام الصادق المهدي: 3 قرائن ساعدت الانقلاب.
أحمد منصور: ساعدت الانقلاب، ما هي؟
الإمام الصادق المهدي: القرينة الأولى هي أنه الفراغ الذي خلقته الاستقالة.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: القرينة الثانية أن السيد محمد أحمد محجوب بعد أن صار اعتماد الدستور قريباً صار يفكر في معادلة جديدة ومنها الذي عرضه علي.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: فإذن صار هو يفكر في ماذا يحدث له ولذلك.
أحمد منصور: يعني الآن شخصنة مصير الدولة بأشخاص.
الإمام الصادق المهدي: يا أخي في الدنيا كلها…
أحمد منصور: كل واحد يفكر في نفسه.
الإمام الصادق المهدي: لا مسألة شخصية تجيء لكن أنا أروي لك حيثيات.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: القرينة الثالثة أنه عندما وقع الانقلاب الانقلابيون لم يعاملوا السيد محمد أحمد محجوب بالخشونة التي يعامل بها القادة بعد الانقلاب..
أحمد منصور: هو سافر إلى مصر، طلب أن يذهب إلى مصر.
الإمام الصادق المهدي: لا لا قبل ذلك، عومل بطريقة ناعمة جداً، الخشونة ادخروها لي، أنا ما كنت..
أحمد منصور: ما أنت تحرك الأمور وأنت تعمل المؤامرات كلها.
الإمام الصادق المهدي: لا يا أخي مش لأني أعمل مؤامرات لأن عندي شعبية، أنا ما تفهم الحكاية دي!! أنا عندي الشعبية والشرعية، كل الطغاة يعرضوا لي المشاركة لأنهم يدركون ذلك مهما فعلت، المهم إدراكاً منهم لهذه الشعبية ركزوا على شخصي وبعدين أنا..
أحمد منصور: أنا سأجيء لشخصك بس عندي حاجة مهمة الآن، جعفر نميري كانت رتبته عقيد درس في الولايات المتحدة أركان حرب بين عامي 1964 و 1966 يعني عاش في أميركا سنتين يعني ضابط أميركاني، شأنه شأن كل الضباط العرب اللي يروحوا يدرسوا في أميركا يتم اصطيادهم لكي يصبحوا بشكلٍ أو بآخر زي ما أنت عارف، المفاجأة هنا أن قاضي القضاة بابكر عوض الله الذي شارك معكم في ثورة العام 1964 التي اعتبرها من خلال قراءتي لها من أميد وأفضل وأقوى الثورات الشعبية التي قامت في الدول العربية في خلال القرن الماضي لأنها أطاحت نظاماً ديكتاتورياً مستبداً ولكن السياسيين هم الذين أجهضوا أحلام الشعب السوداني، هذا وضع يده في يد العسكري جعفر النميري وشارك معه في الانقلاب.
الإمام الصادق المهدي: يا أخي هذه الحملة على السياسيين السودانيين هي ما يردده الطغاة، السياسيون السودانيين كانوا من أكثر السياسيين في المنطقة انجازاً..
أحمد منصور: ما أنجزتم حاجة ده انتم قاعدين تأكلين ببعض يا فضيلة الإمام..
الإمام الصادق المهدي: كيف يا أخي؟ هم الذين حققوا استقلال السودان بدون أي قيد ولا شرط، هم الذين حافظوا على حريات الشعب كاملة لم يتدخلوا لا في الجيش ولا في غيره، ولا في…
أحمد منصور: الصراعات بينكم لم تتوقف وهي..
الإمام الصادق المهدي: الصراعات.
أحمد منصور: التي منحت العسكر الفرصة للاستيلاء على السلطة وإقامة أنظمة استبدادية في السودان.
الإمام الصادق المهدي: الصراعات يا أستاذ في العمل السياسي لا تغيب أصلاً، في..
أحمد منصور: البلد ما فيش استقرار، ما استقرت السودان..
الإمام الصادق المهدي: أيوه لأنه إحنا نبني في ديمقراطية في ظروف ما فيها الشروط المطلوبة للديمقراطية موجودة، لأنه في ولاءات مختلفة يعني في حكومات كثيرة جداً في أوروبا تسقط وتظل الحكومة بعيدة من السلطة لمدة سنة، المهم يعني الـ..
أحمد منصور: الوضع مختلف لأني أنا أشوف الدنيا كلها تقيم حكومات ائتلافية تستمر سنوات انتم ما فيش حكومة ائتلافية قعدت سنتين على بعض.
الإمام الصادق المهدي: لا قعدت حكومتي كانت 3 سنين.
أحمد منصور: طيب ده بعدين لما نجيء لها.
الإمام الصادق المهدي: لا ما أنا أقول لك يعني أنا داير أقول لك الحملة على السياسيين السودانيين ده جزء من أدبيات الطغاة لأنهم عايزين يقولوا ده الذي يبرر لنا الانقلابات، ولذلك أنا أربأ بك أنت..
أحمد منصور: مش تربأ بي أنا أقرأ تاريخ.
الإمام الصادق المهدي: لا لا تربأ بك..
أحمد منصور: أنا كل الفترة أنا عفواً يعني الفترة من 1956 إلى انقلاب 1958 كلها صراعات بينكم، الفترة من بعد نجاح الانقلاب في 1964 لحد انقلاب 1969 كلها صراعات بينكم.
الإمام الصادق المهدي: وستكون هناك صراعات ما دام ما في حزب عنده أغلبية ويتكون هناك صراعات ما دام هناك ظروف..
أحمد منصور: لستم الدولة الوحيدة التي لا يوجد فيها حزب لديه أغلبية والسودان دولة قبلية من الصعب فيها أن أحد يأخذ أغلبية.
الإمام الصادق المهدي: لا مش كده بس، سيأخذ أغلبية وكان أخذ أغلبية في عهد الرئيس إسماعيل الأزهري الأول، لأ المسألة الأخطر كانت هناك حرب أهلية وهناك تدخل، تدخل قوي جداً مصري وتدخل قوي جداً أميركي، هذه التدخلات عرقلت لأنه كما رويت لك كيف أن الانجليز أدخلوا في روع الحكومات المصرية أن تطور السودان الزراعي سيكون على حساب مصر، دعني أرد لك على السؤال يا أخي أنت سألت سؤال، السؤال، أنا قلت لك السيد محمد أحمد محجوب لأسباب ذكرتها صار قلق من التطور الجديد..
أحمد منصور: ما إحنا خلصنا قصة محجوب الآن وجئنا نميري.
الإمام الصادق المهدي: طيب أنا داير أقول لك إذن في عوامل محددة جداً، أنت تكلمت عن العلاقة..
أحمد منصور: أنا أسأل سؤال محدد أنت الآن لما لقيت عوض الله مشارك..
الإمام الصادق المهدي: سأرد لك على السؤال، انقلاب نميري فيه 9 أسباب، أول واحد كان الطعن على شرعية الحكومة باعتبار أنه انتخابات 1968 نحن كنا قد.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: تحدثنا عن عدم شرعيتها، ثانياً هناك المسألة المتعلقة بفشل الإدارة الاقتصادية، ثالثاً عودة الإهمال لقضية الجنوب واستمرار الحركة..
أحمد منصور: يا فضيلة الإمام هو العسكري لما يعمل انقلاب محتاج مبررات عشان يقوم فيها.
الإمام الصادق المهدي: لا لا لأنه..
أحمد منصور: ما كل عسكري يروح يبقى عيل لسه في الكلية الحربية في سنة أولى وعينه على رئاسة الجمهورية..
انقلاب بدوافع سياسية
الإمام الصادق المهدي: لا لا ما في أسباب، في أسباب وأسباب تجعل هذه الانقلابات كلها في الواقع بسبب دافع سياسي وبتحريك سياسي.
أحمد منصور: إيه اللي دفع عوض الله..
الإمام الصادق المهدي: ما أنا جاي لك يا أخي، ما أنا جاي لك لهذه المسألة، أنا أتكلم عن الأسباب ما معزولة، كان هناك عنصر شيوعي، الشيوعيين.
أحمد منصور: في الانقلاب!
الإمام الصادق المهدي: نعم، نعم.
أحمد منصور: هنا الشيوعيين تحالفوا مع نميري.
الإمام الصادق المهدي: نعم لأنهم كانوا عايزين ينتقموا لحل الحزب الشيوعي، كان هناك عنصر ناصري السيد بابكر عوض الله كان من الناصريين..
أحمد منصور: القوميين العرب يسموا أنفسهم.
الإمام الصادق المهدي: وهؤلاء كانت فكرتهم أنهم عايزين إذا حصل السودان فيه انقلاب أو تغيير ده يجدد شباب الثورة الأم وده اللي أدى إلى الصلة ما بين رئيس القضاء، أنا قلت لك ده من الأسباب التي جعلتنا نرتاب من موضوع القضاء أنه صار بعض القضاة يلعبوا دور سياسي من وراء استقلال القضاء، بعدين الخلل اللي سببه توحيد حزب الأمة في ضرورة التوازن، تحقيق التوازن..
أحمد منصور: طيب هنا معلش اسمح لي يا فضيلة الإمام يعني هنا أنا عندي في تحالف من القوميين العرب والشيوعيين والاشتراكيين شاركوا مع نميري في انقلاب 1969.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: مضبوط!!
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: دور عبد الناصر إيه في الانقلاب ده؟
الإمام الصادق المهدي: لا اعتقد أنه كان عنده دور مباشر ولكن الناصريين في السودان كان عندهم دور..
أحمد منصور: بترتيب مع عبد الناصر؟
الإمام الصادق المهدي: لا أدري لكن المهم الحقيقة أنه في عدد من الضباط الذين دخلوا في مجلس قيادة الثورة هم معروفون أحمد ومحمد عبد الحليم، معروفون بناصريتهم وكذلك السيد بابكر عوض الله.
أحمد منصور: طيب هل أنت علمت بالانقلاب قبيل وقوعه؟
الإمام الصادق المهدي: لأ.
أحمد منصور: فوجئت به!!
الإمام الصادق المهدي: نعم
أحمد منصور: لم تكن تتوقعه؟
الإمام الصادق المهدي: لأ أنا كنت اعتقد أن هناك خلل ولكن كنت أعتقد في ظل توحيد حزب الأمة واعتماد الدستور وإمكانية أن نعالج مشكلة الجنوب سيطمئن ويستقر الحكم في السودان.
أحمد منصور: لكن محجوب في مذكراته قال أن في ضباط بلغوه قبل الانقلاب بعدة أيام إن في محاولة انقلابية يسعى بها بعض الضباط وهو سعى جاب مدير المخابرات وسأله وما وصل لأي حاجة.
الإمام الصادق المهدي: أنا لا أدري هو على أي حال مهما كان هو لم يخبرنا نحن في الحزب أن هناك فكرة من هذا النوع.
أميركا وانقلاب نميري
أحمد منصور: طيب الولايات المتحدة كانت تقود سلسلة من الانقلابات العسكرية في المنطقة بدءاً من انقلاب حسني الزعيم في سوريا 1949 وربما انقلاب 1941 في العراق من قبلها من أجل المجيء بعسكر وإزالة الأنظمة التي كانت تعيق مصالح الولايات المتحدة وسهولة التفاهم مع العسكر، نميري درس في أميركا سنتين من 1964 لـ 1966 ما حدش ينتبه للنقطة دي كثير، هل كانت أميركا وراء انقلاب نميري؟
الإمام الصادق المهدي: لا أعتقد ذلك، الانقلاب كان يساري ومنذ لحظته الأولى الانقلاب انحاز للمعسكر الشرقي.
أحمد منصور: طيب ما انقلاب 1952 في مصر كان على علاقة بالـ CIA ومع ذلك عبد الناصر راح انحاز للمعسكر الشرقي..
الإمام الصادق المهدي: لا لا هناك فرق، عبد الناصر بدأ بالانحياز للمعسكر الغربي واضح فيه بصمات العلاقة مع الولايات المتحدة، هنا ما في أي دليل على أي علاقة ما بين الضباط الأحرار السودانيين والمعسكر الغربي ولذلك كان منذ البداية رفع شعارات ودي من الأشياء اللي في رأيي في النهاية أتت بالانقلاب على الانقلاب، رفع شعارات اشتراكية شيوعية مأخوذة من برنامج الحزب الشيوعي وأعلن السودان جمهورية ديمقراطية شعبية على نحو ما كان في ألمانيا الشرقية أو الـ..
أحمد منصور: ده أول حاجة عملوها الاعتراف بألمانيا الشرقية وكأن الاعتراف بألمانيا الشرقية ده هو يعني إيه…
الإمام الصادق المهدي: ما عشان كده أقول لك ما دي كانت الحماقة، الاندفاع للمعسكر الشرقي بدون مراعاة للتوازنات، في ذلك الوقت حتى عبد الناصر ما اعترف، النظام السوداني من شدة تمسكه الغوغائي بالشعارات الشيوعية اندفع في الاعتراف بألمانيا الشرقية وده كله دليل على انه الولايات المتحدة لم يكن لها دور، ده النقطة لم يكن لها دور في انقلاب 1967
أحمد منصور: جعفر نميري في مذكراته في كتاب أيام نميري مع فؤاد مطر يقول إن هو وهو قائد الانقلاب فوجئ بأن بيان الاعتراف بألمانيا الشرقية يذاع كل 10 دقائق يعاد إذاعته في الراديو لأن وزير الإعلام كان شيوعيا.
الإمام الصادق المهدي: لأ لأ هو واضح تماماً إنه نميري في المرحلة الأولى من انقلابه هو الذي تبنى فكرة إعلان السودان جمهورية ديمقراطية شعبية وهو الذي أيضاً الانقلاب عندما قام الجهات الشعبية التي أيدته كانت اتحاد العمال، اتحاد المرأة، اتحاد الطلبة، الاتحادات التي كانت واجهات للحزب الشيوعي ولذلك المرحلة الأولى في عهده بعد الانقلاب كانت مرحلة شيوعية ولا شك في ذلك الوقت أميركا ما تدخلت في العلاقة مع نميري إلا بعدما ضرب الحزب الشيوعي، عندما الحزب الشيوعي حاول الانقلاب عام 1971 بعد ذلك باركوه ودعموا له الفرصة التي بموجبها حقق اتفاقية السلام الأولى في 1972 فلم تدخل الولايات المتحدة على الخط مع نميري إلا بعد أن ضرب الـ..
أحمد منصور: الشيوعيون سنجيء لها بالتفصيل.
الإمام الصادق المهدي: الشيوعيين والحقيقة بتاعة نميري الكبيرة أن العهد الأول كان منحازاً تماماً للمعسكر الشرقي ثم تحول إلى انحياز تام للمعسكر الغربي.
[فاصل إعلاني] اعتقال معارضين سودانيين بارزين
أحمد منصور: نميري قام بما يقوم به كل قادة الانقلابات العسكرية، إلغاء المؤسسات على رأسها الحكومة والبرلمان، أصدر عدة فرمانات الحكم بالسجن عشر سنوات لكل من يعارض الانقلاب أو يسبوا أحد من قادته يعني كأنهم أصبحوا آلهة جدد، صادر الأموال ومن بينها أملاك آل المهدي كلها وأنهى خدمات كثير من الضباط المحترفين في الجيش، أنهى كثير من خدمات كبار من موظفي الدولة، أقام نظاماً ديكتاتورياً بشعاً استمر 16 عاماً حتى العام 1985، أنت قبض عليك مع إسماعيل الأزهري؟
الإمام الصادق المهدي: لأ لأ.
أحمد منصور: إسماعيل الأزهري قبض عليه؟
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: وذهب..
الإمام الصادق المهدي: قبض على كل القادة السياسيين.
أحمد منصور: نعم أودع في السجن وخرج لتلقي العزاء في أخيه ثم أصابته جلطة قلبية وتوفي على أثرها.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: حزب الأمة كان من أوائل الأحزاب التي أعلنت معارضتها للانقلاب وتطورت معارضة حزب الأمة من معارضة سلمية إلى معارضة مسلحة وذهب عمّك الهادي المهدي إمام الأنصار إلى مدينة أبا وقاد مقاومة مسلحة ضد نظام نميري.
الإمام الصادق المهدي: غير صحيح ، الذي حصل هو الآتي النظام عندما قام كان الإمام أصلا في جزيرة أبا لأشياء متعلقة بالأنصار وقبل الانقلاب وفوجئ بالانقلاب، أنا كنت في الخرطوم في أم درمان وما كان عندنا أي شيء نقوم بعمل مسلح لم نكن مسلحين، لكن أنا بدأت أصرح تصريحات لأن النظام عيننا في إعلاناته أعداء الشعب وصار يتحدث عنا بهذه اللغة.
أحمد منصور: قُبض على الآخرين وأنت لم يُقبض عليك.
الإمام الصادق المهدي: أنا قلت لك أنا صرت بعيد اليد لا يقدروا أن يمسكوا بي وأرسلوا شخص اسمه أبو شيبة لكي لا يُلقى القبض علي وإذا وجدوا عندي أي سلاح أقتل هذا..
أحمد منصور: هكذا النظام قرر أن يقتلك ولا يقبض عليك.
الإمام الصادق المهدي: يأتي وبعض الناس قالوا له بأي سبب لأن هناك ناس يريدون أن أُقتل فأبو شيبه هذا جاء ماشي، بابكر عوض الله أرسل ضابط ثاني محجوب محمد نور برير عشان يمنع هذه المجزرة..
أحمد منصور: بابكر عوض الله قاضي القضاة الذي تعاون مع نميري وكان رئيس وزراء وكلفه نميري.
الإمام الصادق المهدي: نعم كان رئيس وزراء، هو أرسل الضابط هذا عشان يعرقل خطة قتلي، أنا بعد هذه المناسبة ولا اعتقلني ولا قتلني ذهبت إلى السيد الإمام في جزيرة أبا، في جزيرة أبا تأكد لي وله أن هذا النظام معادي ونظام..
أحمد منصور: تأكد لكم كيف؟
الإمام الصادق المهدي: إعلاناته يُصنفنا نحن أعداء الشعب ويتحدث عنا ويرفع كل شعارات الشيوعية، المهم ونحن هناك جاء السيد الأمير عبد الله بن نقد الله الذي هو احد زعماء حزب الأمة.
أحمد منصور: وكان وزير معك في الحكومة؟
الإمام الصادق المهدي: كان وزير في حكومة محجوب والحكومة ما كانت حكومتي، فجاء السيد نقد الله وقال هؤلاء الضباط اعتقلوني ثم اعتذروا لي وتحدثوا معي في حوار..
أحمد منصور: وماذا قالوا له؟
الإمام الصادق المهدي: نحن نريد أن نتحاور معكم
أحمد منصور: مع حزب الأمة؟
الإمام الصادق المهدي: مع حزب الأمة أنا كنت بعد ما وقع الانقلاب أرسلت خطابات لأصدقائي من الضباط.
أحمد منصور: الذين شاركوا في الانقلاب أو الموجودين في الجيش؟
الإمام الصادق المهدي: الموجودين في الجيش عشان أقول لهم يا أصحابي أن هذا الانقلاب شيوعي ويريد أن يطبق برنامج على السودان حزب أقلية هل تستمرون متفرجين؟ واحد منهم اللي هو الفاتح عبدون ذهب إلى وزير الداخلية..
أحمد منصور: كان مين؟
الإمام الصادق المهدي: اللي هو فاروق عثمان حمد الله كان يقول له أنا اعتقد في مجال لكي يحصل حوار..
أحمد منصور: بينكم وبين الإمام الصادق المهدي أو بينكم وبين حزب الأمة.
الإمام الصادق المهدي: بيننا وبين حزب الأمة، فاروق وافق وقال له اذهب إلى الصادق في جزيرة أبا ودعه يحضر ولك قسم بشرفي العسكري أن لا يمسه أذى، فجاءنا كلام نُقد الله وكلام الفاتح متطابقين فانا اتفقت مع السيد الإمام أن أُنتدب لهذا الحوار.
خديعة النظام وتفاصيل الاعتقال
أحمد منصور: يعني أنت حينما رجعت من جزيرة أبا إلى الخرطوم رجعت من أجل الحوار فخدعوك وقبضوا عليك؟
الإمام الصادق المهدي: نعم من اجل الحوار، والذي حصل هو الآتي التقيت نميري
أحمد منصور: فعلا، هل كنت تعرف نميري قبل كده؟
الإمام الصادق المهدي: نعم كنت اعرفه أولا لأنه من ضمن الضباط الذين اتهموا في محاولة انقلابية وأنا عفوت عنه، المهم فجاءني هناك وقابلته..
أحمد منصور: كانت محاولة انقلابية في 1966 وأنت عفوت عنه كنت رئيس حكومة.
الإمام الصادق المهدي: نعم كان عملت تحقيقات ونحن لا نأخذ الناس بالظن، على كلٍ حال..
أحمد منصور: كملنا عنها بتاع الملازم.
الإمام الصادق المهدي: نعم، فقام نميري وقال لي ماذا تريدون؟ قلت له يا أخي نحن ليس مشكلتنا انه انتم من رفعتم شعار الإصلاح ولا محاكمة المفسدين هذا مقبول، ولكن يا أخي الشعارات التي رفعتموها كلها شعارات الحزب الشيوعي انتم تريدون ببأس القوات المسلحة السودانية أن تفرضوا على السودان برنامج الحزب الشيوعي، هذا مرفوض قال لي: لا ما هكذا قلت له لا هكذا وطلعت له قائمة..
أحمد منصور: بالبيانات التي صدرت.
الإمام الصادق المهدي: بالبيانات التي صدرت..
أحمد منصور: والإجراءات التي مُورست.
الإمام الصادق المهدي: والإجراءات التي مورست والوزراء إنهم كانوا من مرشحي الحزب الشيوعي في الفترة الماضية، يا أخي لا يمكن أن نتفق معكم إلا بشرط تتحول العملية هذه من عملية انقلابية شيوعية إلى عملية إصلاح قومي وهذه هي النقاط واحد اثنين ثلاثة وأعطيتهم نقاطا مكتوبة التي يمكن أن تتبنوها وعلى هذا الأساس يمكن أن نتفق.
أحمد منصور: من الذي كان معك من حزب الأمة ولا كنت لوحدك ؟
الإمام الصادق المهدي: أنا وهو، نميري قال لي أنا موافق على أننا نغير البرنامج هو ما كان شيوعي كان يساريا..
أحمد منصور: اللي ساندوه ووقفوا معه هم شركاءه.
الإمام الصادق المهدي: أنا موافق على هذا الكلام لكن لابد أن استشير شركائي، انتهت المقابلة بعد ثلاث ساعات وسلمته البرنامج الذي افتكر انه صحيح وكان من المفروض نلتقي غداً، ذهب نميري لكي يستشير جماعته قالوا له يا فلان نحن قمنا بهذا الانقلاب وبهذه الثورة عشان يجيء الصادق يدينا برنامجاً لثورتنا لا، لا نوافق على هذا الحوار بل يعتقل الصادق، كُلّف السيد فاروق أبو عيسى أن يُصرح بأنه لا حوار مع أنه حصل الحوار..
أحمد منصور: فاروق أبو عيسى اللي بقى نقيب محامين بعد كده.
الإمام الصادق المهدي: نعم، لا حوار ولا تفاوض مع حزب الأمة وقرروا اعتقالي، وبالليل من اليوم التالي وأنا منتظر لكي اذهب..
أحمد منصور: لموعد نميري..
الإمام الصادق المهدي: ليرد نميري على كلامي احتجزوني في القيادة العامة.
أحمد منصور: في يوم 9 يونيو 1969.
الإمام الصادق المهدي: لا يوم 5..
أحمد منصور: أنت اعتقلت يوم 5 ولا 9؟
الإمام الصادق المهدي: يوم 5، حتى قلت لهم انه هذا يوم العدوان، وأنا في القيادة العامة احتجزت يعني جاءني ضباط وقالوا لي نريدك أن تذهب لمواصلة الحوار وبدل الحوار وجدت نفسي في مكتب الضابط النبطشي في القيادة العامة وبقيت إلى الصباح، الصباح كان يوم 5 يونيو..
أحمد منصور: 5 يونيو 1969..
الإمام الصادق المهدي: 1969، في هذه المسألة جاء ضابط اسمه احمد عبد الحليم اللي هو احد الضباط الناصريين ليصحبني إلى معتقل في جابت، جابت هذه بلدة في شرق السودان فيها معسكر للقوات المسلحة.
أحمد منصور: أنت عرفت انك اعتقلت خلاص؟ وهل قبض عليك لوحدك أم كان معك حد؟
الإمام الصادق المهدي: اعتقلت لوحدي، وأول ما جاءني احمد قلت له أيوه انتم دي الوقتِ تعيدوا ذكرى عدوان 5 يونيو 1967.
أحمد منصور: لكن بشكل آخر..
الإمام الصادق المهدي: يعني..
أحمد منصور: يعني 5 يونيو يوم بائس عندك من نواحي مختلفة؟
الإمام الصادق المهدي: أيوه، فذهب بي إلى جابت..
أحمد منصور: فين جابت.
الإمام الصادق المهدي: جابت هي..
أحمد منصور: كان معتقل ولا منطقة عسكرية؟
الإمام الصادق المهدي: لا منطقة عسكرية لكن فيها معتقل وحُبست هنالك تحت حراسة القوات المسلحة لأنه عندهم هناك معسكر بقيت هناك مدة..
أحمد منصور: خليني هنا قبل ما آخذ تفاصيل، جعفر نميري حينما قام بانقلابه في 25 مايو 1969 كان عمره 39 سنة، كانوا باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة في بداية الثلاثينيات مشهد قريب من انقلاب يوليو 1952 في مصر، منصور خالد في صفحة 321 من كتابه قال: “كان نميري يتمتع بصفتين أخريين هما الحسم والرجولة دون أن تصاحب هاتين الخصلتين فضيلة التحكم أو الالتزام بأية مبادئ سامية كان آنذاك طاغية”، رأيك إيه في الوصف؟
الإمام الصادق المهدي: أنا كنت في عام داير أحكي لك قصة لازم تسمعها لأنها مهمة.
أحمد منصور: أنا سأسمعها..
الإمام الصادق المهدي: أيوه.
أحمد منصور: تفضل.
الإمام الصادق المهدي: أنا كنت في مأتم في عام 1982 وهناك جاءني السيد عبد الكريم الميرغني.
أحمد منصور: من عبد الكريم الميرغني؟
الإمام الصادق المهدي: عبد الكريم الميرغني كان احد الوزراء المدنيين الذين عينهم نميري في الحكومة وكان اتجاهه يساري، قال لي يا فلان بذمتك عندما يسقط هذا النظام وسيسقط أرجو أن تشنقونا نحن كل المدنيين الذين وقفنا مع هذا النظام..
أحمد منصور: مع نميري.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، منصور خالد وهو وآخرين، قلت له لماذا؟ قال لي: لأن هؤلاء الضباط عندما قاموا بالانقلاب ظنوا أن الأحزاب السياسية هي التي عرقلت مسيرة السودان ولذلك نبعدها أن نُعيّن الأكفاء من المدنيين الأكاديميين الخبراء ليحكموا السودان، لكننا- كلامه- لأننا نحن تافهين..
أحمد منصور: السياسيين ولا المدنيين الذين شاركوا في الانقلاب؟
الإمام الصادق المهدي: المدنيين الذين شاركوا، مع انه أصله هؤلاء قال لي هؤلاء الضباط في البداية كانوا يتعاملون معنا كأننا شبه آلهة أقول لهم الدنيا حر يجروا اثنان لكي يفتحوا الشباك، أقول عايز ماء يجروا اثنان يجيبوا ماء، لكن نحن لأننا تافهون صرنا ننافقهم، نقول لهم ماذا يعني خبير في الاقتصاد أو في القانون؟ تقرأ كتابين في القانون تصير خبيرا، تقرأ كتابين في أي حاجة تبقى خبيرا.
أحمد منصور: أهم حاجة الدبورة تبقى على كتفه.
الإمام الصادق المهدي: لكن انتم الذين حملتم رؤوسكم على أيديكم وفتحتم باب التاريخ وانتم وانتم فصدقوا، فعندما صدقوا صاروا يتعاملون معنا بحجم **** جداً نحن الذين حولنا هؤلاء الضباط إلى طغاة وكلهم اشتغلوا في الحقيقة هذه، السيد منصور خالد وهو والسيد جعفر بخيت كل هؤلاء صاروا من الذين أدخلوا في روع نميري انه فاتحة التاريخ وصانعة التاريخ وحتى كان بعض الشعراء الذين أشادوا بالتجربة تاعت هذا الانقلاب كنا زمن نفتش لك جئتنا اليوم كايسنا يعني في كناية صرنا بك يا مايو كبارا، ادخلوا في رأسهم أنهم قاموا بانقلاب وفتحوا التاريخ وهكذا، المهم..
أحمد منصور: المهم أن هؤلاء الضباط الذين قاموا بالانقلاب لا يزيد عددهم عن 15 ضابط و440 جندي.
الإمام الصادق المهدي: نعم
أحمد منصور: تم تصفية أكثر من 50 من كبار الجيش السوداني وإبعادهم وتم تخريب الجيش السوداني لصالح حفنة من الضباط كما ذكرت أنت معظمهم كانوا تافهين ولكن المدنيين هم الذين صنعوا منهم طغاة وآلهة.
الإمام الصادق المهدي: نعم
أحمد منصور: قوى اليسار كلها احتشدت جانب نميري، نميري لم يضرب حزب الأمة وحده وإنما أيضا ضرب الحركة الإسلامية في السودان واعتقل المئات منهم، أنت كم الفترة التي قضيتها في السجن العسكري؟
الإمام الصادق المهدي: أنا تنقلت في السجون عملوا لي سياحة سجنية.
أحمد منصور: أنت سُجنت أربع سنوات متتالية في عهد نميري.
الإمام الصادق المهدي: نعم ولكنها كانت سياحة، كيف؟ بعد شهرين وأنا في جابت رتبوا لي مثلما يحدث في ألمانيا الشرقية والمعسكر السوفيتي رتبوا لي اتهام بأنني كنت أريد أن اغتال السيد بابكر عوض الله..
أحمد منصور: وأنت جوا السجن؟!
الإمام الصادق المهدي: وأنا جوا السجن فرتبوا هذه المسألة، فاروق عثمان حمد الله نفسه الذي كان هو الشخص اللي أداني شرفه العسكري هو طلع في التلفزيون..
أحمد منصور: والشرف العسكري دا راح فين!
الإمام الصادق المهدي: طلع في التلفزيون وقال فلان متآمر عايز يعمل كذا وكذا وسنحاكمه ونعدمه، أنا سأُحاكم وأُعدم.
أحمد منصور: ستحاكم ليه طالما ستُعدم؟ ما هو حكم بالإعدام already!
الإمام الصادق المهدي: طبعا ما هي ألاعيب، على أية حال قالوا لأنه طبعا أنا كنت في اعتقال تحفظي في منزل في جابت يجب أن انقل إلى ما يسمى في السودان السجن الأسود، السجن الأسود هذا في بور سودان، ويسمى الأسود لأنه يعتبر السجن الأقسى أقسى سجن في بنائه وغيره ومبني بصورة لا تدخله الشمس لأجل ذلك سمي السجن الأسود.
أحمد منصور: السجن الأسود الذي بناه البريطانيين؟
الإمام الصادق المهدي: نعم، فأنا كانت الفكرة أن الضباط الذين سيصاحبونني من جابت إلى بور سودان حيث السجن الأسود فيما علمت من تعليمات انه أنا أُقتل في الطريق لأنه اتهمت وأصلا باتهام يجيب الإعدام فاقتل في الطريق، التعليمات عشان اقتل ويقولوا كان يهرب.
مخطط تصفية المهدي
أحمد منصور: فعلا كانت الخطة هكذا أنهم يقتلوك ويدعوا انك قتلت خلال الهروب؟
الإمام الصادق المهدي: أيوه، الضباط ما جاءتهم التعليمات إلا بعد ما وصلنا..
أحمد منصور: من كان وراء هذه التعليمات هذه عرفت؟
الإمام الصادق المهدي: أنا اعتقد كله، مجلس الثورة كله لأنهم كانوا يعتقدوا باستمرار انه أنا إما أؤيدهم أو اقتل.
أحمد منصور: لماذا أنت دون الآخرين؟
الإمام الصادق المهدي: لأنه أنا عندي شعبية، أنت ما تشوف الحكاية دي، لأنهم يعتقدون أنه..، حتى أنا قال لي واحد اسمه كونل كان صديق الانقلابيين تبع يونيو كان يتفاهم معهم قال لي يا فلان الناس هؤلاء قالوا لي- له هو- فلان دا يا يؤيدنا أو يقتل، ففي النظرة هذه الطغاة الذين حكموا السودان كلهم يعتبروا عندي شرعية سواء كنت حاكم أو غير حاكم، على كل حال أنا حُبست بعد كده..
أحمد منصور: كانت زنزانة منفردة.
الإمام الصادق المهدي: في زنزانة منفردة..
أحمد منصور: كان في حد ثاني معك في السجن من المعتقلين؟
الإمام الصادق المهدي: لا، في الزنزانة الثانية من السجن.
أحمد منصور: التقيت معهم ما عرفت مين اللي معك؟
الإمام الصادق المهدي: لا أنا معزول تماماً.
أحمد منصور: كم المدة استمرت في هذا السجن الأسود؟
الإمام الصادق المهدي: المدة استمرت لغاية أقول سنة.
أحمد منصور: بقيت سنة كاملة وشهرين في السجن الذي قبله، ما كنت تدري شيئاً عما يجري في الخارج؟
الإمام الصادق المهدي: أدري لأنه أنا كانت عندي وسائل اتصال وحيثما حُبست كان العساكر يتعاونوا.
أحمد منصور: طبعاً إمام الأنصار.
الإمام الصادق المهدي: في الوقت هذا ما كنت إمام الأنصار ولا حاجة، الفكرة تاعت المؤامرة والمحاكمة ماتت لأنها أصلا كانت فارغة، الشاهد بعد ذلك قرروا أن ينقلوني من السجن الأسود إلى حراسة تحت القيادة الشمالية في شندي.
أحمد منصور: كيف كانت السنة التي قضيتها في سجن مظلم لا تدخله الشمس؟
الإمام الصادق المهدي: لا هو ما تدخله الشمس بالمعنى هذا لكن حيطانه طويلة جداً..
أحمد منصور: احك لي عن يوم في السجن الأسود؟
الإمام الصادق المهدي: أهم حاجة في الكلام هذا كله، حيثما أنا في السجن لم يمنعوا عني لا الراديو ولا الكتب..
أحمد منصور: دي ميزة رائعة.
الإمام الصادق المهدي: وهذه ميزة رائعة لأنها جعلتني أنا اقرأ بنهم شديد في السجن وحيثما طلبت هذه مسألة مدهشة أي كمية من الكتب يجبوها لي ظنوا يمكن أنا..
أحمد منصور: اهلك يزوروك؟
الإمام الصادق المهدي: نعم كانوا يزوروني نعم، المهم..
أحمد منصور: الآن رحت شندي..
الإمام الصادق المهدي: في شندي حاجة مدهش القائد كان اسمه تاج السير مصطفى من أول يوم تعامل معي معاملة إنسانية رائعة ومع إني أنا كنت سجين هناك عاملني معاملة رائعة، وكان يسمح لي قراءة تقارير الأمن..
أحمد منصور: عنك يعني؟
الإمام الصادق المهدي: عن كل الأحداث الحاصلة، طبعاً أنا كنت مشغول جداً بالذي يحدث في جزيرة أبا لأنه بهذه الفترة ما زال الإمام في جزيرة أبا فكنت مع هذا الضابط العظيم رحمه الله الآن كان يأتيني يوم والثاني ويسوقني معه في جولة في الخلاء..
أحمد منصور: اسمح لي عشان أنا لقيت أحداث الجزيرة أبا كانت في شهر مارس عام 1970.
الإمام الصادق المهدي: نعم
أحمد منصور: وأنت اعتقلت في نهاية 1969، أنت اعتقلت في 5 يونيو 1969 يعني أبا 6 شهور والجزيرة أبا في مارس تسع شهور، وأنت قلت انك قعدت سنة، سنة وشويه.
الإمام الصادق المهدي: لا مش ضروري سنة يمكن يكون اقل من سنة.
أحمد منصور: المهم أن أحداث جزيرة أبا في مارس 1970 كنت أنت في شندي.
الإمام الصادق المهدي: نعم كنت في شندي، المهم قبل أحداث جزيرة أبا كان نميري قرر أن يطوف على الأقاليم السودانية لكي يثبت حكمه وقرر من ضمن ذلك أن يذهب إلى جزيرة أبا وفي بعض أبناء جزيرة أبا يساريين دعوه لزيارة الجزيرة..
أحمد منصور: الجزيرة أبا هذه مهد الأنصار، والإمام من الانقلاب وهو قاعد فيها الإمام المهدي..
الإمام الصادق المهدي: نعم، وأنا في شندي كنت أتابع ما يحدث في جزيرة أبا وأرى أن هناك تآمر ضد الإمام في جزيرة أبا..
أحمد منصور: الإمام هنا وسط الأنصار..
الإمام الصادق المهدي: أيوه لكن في تآمر ضده لأن جزيرة أبا أصلها ليست منطقة مناسبة لعمليات مقاومة بالطائرات وغيرها، وكان نظام نميري قد حصّن نفسه بميثاق طرابلس، عبد الناصر والقذافي ونميري وهذا الميثاق كان من بنوده أن الميثاق يدافع عن أي واحد منهم يتعرض لخطر وهذا كان في سنة 1970 أيضا، الشاهد.
أحمد منصور: كان عبد الناصر لسه ما مات إلى هذا الوقت.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، الشاهد وأنا في الاعتقال زارتني أختي وصال..
أحمد منصور: زوجة الدكتور حسن الترابي..
الإمام الصادق المهدي: وأعطيتها خطابا للإمام وهذا الخطاب وجد في جيب الإمام عندما قُتل قلت له: إني أرى أن هناك تدبير ضدك وضد جزيرة أبا، والجزيرة أبا ليست مكان مناسب للمقاومة المسلحة وعلى كل حال لم يكن عندنا إمكانيات لنعمل مقاومة مسلحة، ولذلك أنا أرى إذا نميري جاء لا تأبه به ولا تهتموا به بوجوده أو عدمه وأرى إذا كنا سنواجه هذا النظام فينبغي أن يتم ذلك بعد أن نتسلح ونختار الزمان والمكان لا تقوموا بأي عمل فيه مقاومة لأنه أنا في رأي حسب الكلام..
أحمد منصور: يعني هنا الإمكانات ليست متوفرة وبالتالي المقاومة ستكون عملية انتحارية.
الإمام الصادق المهدي: تمام، ولذلك أرجو أن لا تقدموا على أي نوع من المواجهة.
أحمد منصور: ماذا كان رد الإمام؟
الإمام الصادق المهدي: أقول لك في هذه الأثناء في السيد صلاح عبد السلام، السيد صلاح عبد السلام كان ضابطا سابقا، السيد صلاح عبد السلام ذهب إلى نميري وقال له لا تذهب إلى جزيرة أبا نصيحة منه، نميري قال له أنا موافق لا اذهب إلى جزيرة أبا، صلاح عبد السلام أخذ الكلام..
أحمد منصور: وبلغ الإمام المهدي..
الإمام الصادق المهدي: وبلغ الإمام المهدي بهذا الكلام، في مجلس الإمام في واحد اسمه عبد الرحمن عمر لقيته أنا بعد ذلك وقال لي لما الإمام قرأ الكلام بتاع صلاح قال كفى الله المؤمنين القتال، واحد من الجماعة كانوا من الإخوان المسلمين كانوا معهم في المجلس قال لا نُسمع نميري صوتنا في الكوه، الكوه هذه بلده سيزورها نميري وما دام هو لغا زيارته إلى الجزيرة أبا صار ما في احتكاك، فبقي في رأيين مني أنا وكلام..
أحمد منصور: أنت نصحت عمك بعدم المواجهة ونميري فعلا قال لن اذهب إلى جزيرة أبا لكن بعض الناس قالوا لأ نواجه نميري بمعركة مسلحة.
الإمام الصادق المهدي: زيادة على كدا في ناس كتبوا للإمام خطابات الشريف حسين الهندي وكان زعيم الاتحاد الديمقراطي وكان في الخارج وقال للإمام الذين دعمونا من إثيوبيين وسعوديين يستبطئون ما نفعل فلابد أن نفعل شيء لان هؤلاء الناس دعمونا، صحيح هم دعموا بمال وسلاح لكن السلاح ما وصل ولا تدربوا الناس عليه.
أحمد منصور: يعني كان هنا دعم سعودي إثيوبي ضد نميري؟
الإمام الصادق المهدي: نعم
أحمد منصور: وكان هذا الدعم موجه للأنصار وللإمام المهدي؟
الإمام الصادق المهدي: نعم، وكان في تحالف بين الأنصار والإسلاميين والاتحاديين بقيادة السيد حسين الهندي.
أحمد منصور: وكل دُول كانوا لمواجهة نظام نميري الانقلابي؟
الإمام الصادق المهدي: نعم الانقلابي والشيوعي
أحمد منصور: اسمع منك التفاصيل في الحلقة القادمة لاسيما ما حدث من مجزرة في الجزيرة أبا ومن مقتل الإمام الهادي المهدي، شكرا جزيلاً لك، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الإمام الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء السوداني الأسبق، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنته أبدته كم في١٩٧٦؟
غلطة المرحوم نميري الله يرحمه
ما،،،أبادكم مع حماك الثعلب كان عمل
جميل لن ينساهوا له الشعب السوداني.
دائما تلمع عندما يذهب الامل وتشرف في الظلام حفظك الله سيدي رئيس الوزراء .
عليك الله هسي في دااااعي تكتبوا لينا كل الحوار الدار في الحلقه والله جد عدم موضوع ما الجدوي من ذلك أي حد تقريبا عندو تلفزيون واذا ماحضر المباشر الاعاده واذا ما حضر الله يخلي اليوتيوب جد عدم موضوع محب لكم
سؤال :
جعفر نميرى يسمى الصادق المهدى ، الكاذب الضليل
الخاتم عدلان أطلق على الصادق المهدى ، كارثه الشعب السودانى
هل هذا الكلام صاح
ده نقتو ألف….870 حلقه ما حتكفيهو