مخاوف جدية على ثقافة وهوية الطفل السوداني.. منتوج معارض الكتب

الخرطوم – ساجدة يوسف
لا يستطيع الزائر لأجنحة معارض الكتب بالعاصمة أن يغفل الازدحام الواضح للأسر والأطفال، حول ما تقدمه بعض دور النشر العربية من كتب موجهة للأطفال ووسائل تعليمية وترفيهية، في ظل قلة المعروض من دور النشر السودانية، وهو ما يطرح مخاوف جدية على ثقافة وهوية الطفل السوداني.
زوار مطلعون
من داخل معرض الخرطوم الدولي للكتاب تشارك دور نشر عربية بكل الوسائل التعليمية الخاصة برياض الأطفال، وفي السياق يقول كريم عامر: إقبال الأسر وأطفالها على ما تعرضه الدور جيد، إذ يستقبل الجناح الكثير من الزوار الذين يبحثون عن قصص أو وسائل تعليمية حديثة مثل الـ (c d) وغيرها لأطفالهم، وأضاف: المعرض بشكل عام جميل والزوار مطلعون ويحبون الصرف على أولادهم.
إقبال متوسط
ويقول نبيل شريف الذي يشارك في معرض الكتاب للمرة الخامسة على التوالي بجناح يحوي كتباً ووسائل تعليمية للأطفال، إنهم متخصصون في تقديم الوسائل التعليمية للأطفال بمختلف أعمارهم، وكل ما يحتاجه الطفل من وسائل في مراحله العمرية المبكرة، مشيراً إلى أن مشاركاتهم السابقة في معرض الكتاب كانت ناجحة لتميز الكتب والوسائل التعليمية التي يعرضونها، ووصف إقبال العائلات السودانية على هذه الدورة من المعرض بالمتوسط مقارنة بالدورات السابقة.
زيادة الأسعار
ومن أبرز عناوين الدور العربية لكتب الأطفال قصص الأنبياء ومجموعة من القصص الترفيهية والتعليمية والمناهج التعليمية لمرحلة التعليم قبل المدرسي، وكل ما يساعد على تنمية القدرات العقلية للطفل، وفي الأثناء يشير خالد محمد زين صاحب إحدى دور النشر إلى أن أسعار الكتب زادت هذا العام بنسبة كبيرة، مما وقف عائقاً أمام زوار المعرض حتى أن بعض الأطفال أصبحوا يتجهون إلى الكافتيريا مباشرة بعد أن يكتشفوا أن ما يحملونه من مال لا يكفي لشراء ما يرغبون من قصص.
أقلام سودانية
أما الشيخ محمد ? أحد المهتمين بأدب الأطفال فيقول لـ(اليوم التالي) إن هناك كتباً للأطفال بأقلام سودانية تستفيد من تقنيات الطباعة الحديثة بالخارج، التي توزع لرياض الأطفال بالمدارس، ومن أبرز الإصدارات سلسلة التنوير، وهي سلسلة مشهورة لدى رياض الأطفال والمدارس، وتشارك في معرض الخرطوم للكتاب كل عام دوراً عرض كتب الصغار، وذلك بحسب الشيخ من أجل تقديم إصدارات للأسر السودانية، والتواصل مع دور النشر الأخرى، وأكد أن الإصدارات تجد قبولاً من زوار المعرض وخاصة الأطفال، رغم أن الظروف الاقتصادية السائدة أثرت إلى حد كبير في حركة البيع بالمعرض.
تأثيرات سالبة
يعترف الصادق حامد بقلة الإصدارات الموجهة للأطفال، محملاً غياب الدعم الحكومي المسؤولية، ويؤكد الصادق أن الساحة السودانية حافلة بالموهوبين في مجال الكتابة والرسم للأطفال، وأن بعضهم ساهم في إصدار مجلات الأطفال السودانية المشهورة مثل الصبيان وصباح، وأن ما ينقص فقط هو غياب الدعم الرسمي الموجه لهذا المجال المهم، ويؤمن على وجود تأثيرات سالبة على الطفل السوداني من الكتب والمجلات الواردة من الخارج حتى وإن كانت عربية المصدر، لأنها غريبة عن البيئة التي يعيش فيها ومفارقة لثقافة المجتمع السوداني
اليوم التالي