السودان في خطر، والجنوب: الي الانفصال ? در! (2-2)اا

حوارات وافكار ?

السودان في خطر، والجنوب: الي الانفصال ? در! (2-2)

د.عبدالقادر الرفاعي

نعم، السودان في خطر شديد والموقف الامريكي بعد تصريحات قريشون ، كان تجسيداً للرغبة والسطوة والهيمنة علي السودان والمنطقة علي السواء ، ويلقي من ثم الشك علي جميع الانشطة المثابرة والمحمومة اللتي شهدناها قبل نيفاشا وبعدها، وان ما احاط بها من الكثير من الضوء والاعلان عن الحفاظ علي وحدة السودان انما كان في حقيقته ?ضحك علي الذقون? لانها ا تتجاوز بروتوكولات التوكيد والحرص والتمني ، بل انها لم تفض في النهاية الا ان تكون حبراً علي ورق.

اننا هنا لا نريد ان نكيل التهم الي اميريكا او غيرها ، ولكن التدخل الاجنبي قد اصبح الان حقيقة ماثلة ، وان الدولة الكبري لا تريد ان تترك السودان وشأنه ، فضلا عن ان الجميع يريدون ان يقضموا شئ من الكعكة او ان يملأوا بطونهم من المأدبة السودانية.

لكن يقفز الان سؤال هام : ما بال السودانيين لا ياخذون الدروس ولا يستخلصون العبر من التجارب الاخري الايجابية لشعوب مرت بخلافات عميقة وينظرون كيف ? علي سبيل المثال ? كيف تجاوز الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا تجاوز عقود من الكراهية والتوتر ، وكيف تمكن الاوروبيون من تجاوز عقود من الكراهية لينجحوا في النهاية في انشاء الاتحاد الاوروبي .

صحيح ان الامر لم يكن سهلاً، ولكن المؤكد هو ان الحكومات الاوروبية ساعدت شعوبها علي نسيان الماضي . لنتذكر ايضا اعلان عبدالخالق محجوب في مؤتمر المائدة المستديرة (1965)م باننا : نعم نحن احفاد الزبير . الم يكن ذلك اعلانا لاتجاه يساعد علي نسيان الماضي؟ ام ان الدماء الذكية التي سالت من جانب الشمال والجنوب ، لم تكن كافية لتطهير النفوس من الضغائن واحقاد ومرارت الماضي ؟ ان غالبية سكان السودان هم من الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما وليس لديهم ذكريات كما هو الحال بالنسبة للاجيال السابقة ، اليس في هذا تمهيدا لتحقيق الوحدة بديلا للانفصال ؟ الاجابة سهلة ومعقدة: بان هذا الوجدان المشدود الان بين اثقال الماضي البعيد والقريب ، ومفاجآت اللحظات المتفجرة بالقلق العنيف ، هذا الوجدان الموزع بين ما يرقد في طياته من طبقات واحاسيس مثخنة بالجراح والعبر ، وما ووجه به علي حين غره هو الذي يحتاج من الذين يعملون من اجل الانفصال الي موقف جديد تماماً ، موقف يدرك مخاطر

طريق التمزق واستحالة السودان الي دويلات تحارب بعضها لحظة وقوعه .

انتهي

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..